وداعا رمضان

وداعاً رمضان !
أميرة كشغري
سنوات تستبطنها شهور، تباغتها أيام، تتراقص حولها ساعات، هاربة من عبثية الدقائق منفلتة خارج إيقاع اللحظات.
مسرعة أيامك يا رمضان تستدرجنا لنعيش يقينا لا يعبأ بالعبث الصارخ حول الأرواح، في العالم، في كل مكان.
نركض نسترق اللحظة من سنوات العمر الضائع بين أنين الحرب وأوجاع الأيام،
ما بين الليلة والأخرى نستجدي خبرا من أقصى الأرض يباغت أنات الأحزان،
من أقصى الشرق لأقصى الغرب، من مدن تحترق وأخرى كادت تتلاشى، باحثة عن مأوى يقيها من ويلات الظلم وغطرسة الطغيان.
من حمص ودرعا حتى حلب ودمشق تئن قلوب تستصرخ أفئدة للإنسان،
حتى صرخات الأطفال ودمعات ثكالى الأحلام فقدت موعد حب ضربته الأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان.
ومضى رمضان ما بين خشوع وسكينة في الحرم المكي وصفحات القرآن
ما
بين العدل الضائع يستلهم «عمر»، يبكي خبز عجوز فقدت ولدا لكن لم تفقد
إيمانا، انفلت الحبل على الغارب وتمزقت الأجساد بنيران لا تعرف عدلا، حتى
في رمضان كل مكان أتجه إليه يناديني صوت الرحمن ما بين تراويح تتلى وصلاة
مع كل أذان، حتى السابع والعشرون من الشهر القمري كادت تطفئه الشبيحة في
الوجدان، لكن الملك العادل روح الإنسانية، نبض الإنسان أطلقها صرخة تتضامن
حبا وحوارا في كل مكان، في مؤتمر إسلامي كان له «قصر صفا» عنوان، اجتمع
القادة في مكة وبكى من وهج اللحظة قمران، قمر للحزن القاتم في وطن، وآخر
يبكي فراقك يا رمضان!.

ربنا يعود علينا وعليكم الايام بخير