أوحال التوحيد

الوحل هو الطين
الرقيق وقد تضيق مساحته وقد تتسع

وقد تتراكم طبقاته
فيصبح مستنقعا والسائر فيه قد يخرج منه
اذا كانت مساحته ضيقة وطبقاته غير كثيفة اما الذى صار فى الوحل الواسع المتراكمة طبقاته فيتعذر عليه الخروج منه وقد يتردى فى عين حمئة فلا مناص هذه الصورة
الحسية للسائرين باجسادهم تشبه صورة
السائرين بعقولهم فيما غاب عنهم وحجب وراء عالم الملكوت فلقد خلق الانسان ومركوز فى فطرته انه عبد لإله فيمضى بسره للبحث
عنه ليسعد بالقرب منه واللجوء اليه فهو ضعيف لابد له من سند وناصر
ولما كان العقل فى طور طفولته رمز لربه بما يراه كبيرا وقويا مثل الشمس والقمر والنهر او ما يراه
مفيدا ومنهم من رمزوا له بالكثرة فتعددت
الهة اليونان والمصريين وهاهم قوم نوح
عليه السلام يوصى بعضهم بعضا بألا يدعوا
واحدا من الهتهم ودا او سواعا او يغوث
وقوم اخرون قالوا أجعل الالهة الها واحدا ؟ ومن وراء عقولهم شيئا يحسون به
ويعشقونه ترخص ارواحهم دونه

يقول شوقى : ربِ هذى
عقولنا فى صباها نالها الخوف واستباها
الرجاء فعشقناك قبل ان تأتى الرسل وقامت بحبك الاعضاء

ويقول آخر :
عباراتنا شتى ونورك واحد ...وكل الى هذا الجمال يشير

نعم تشير الاحاسيس
والارواح وتتعثر العقول فى اوحال من
الفكر فمنها خارج وناج ومنها موحل لا
يستطيع الفكاك منها فهو أثير للشك والريبة وقد تظهر لك هذه الأوحال فى الهاجس والخاطر
وحديث النفس والكل واقع فى اوحال
التوحيد وكل على قدر عناية الله به توفيقا او غير ذلك حتى أهل الرسالات منهم من شبه وجسد والخيال والوهم وهما خارجان عن دائرة المعقول يصوران فى الوارد
على العقل كل طيب وخبيث وعلى العقل المؤيد بنور الوحى والسائر خلف نور الإيمان أن
يبقى الطيب ويطرد الخبيث والعبارة الواردة فى صلاة ابن مشيش

وانشلنى من أوحال
التوحيد ليست غريبة ولم يرد ابن مشيش رضى الله عنه العامة من الناس وانما اراد اهل
الأذواق والسائرون بجد الى ربهم فهو ينبههم
حين رأى انهم على خطر عظيم فربما استغرق احدهم فى مقام دون مقام فأقر بالذات دون الصفات ومن اهل الأذواق العالم الجليل ابو المعارف الشرقاوى حين يقول:

حميد طيب فى الهوى
احوالى ...وانقذن روحى من الأوحال

اللهم آمين

الشيخ \محمد عبد
القادر

» قصيدة فى التوحيد للإمام الغزالى
» قصيدة التوحيد .. تسبيح الله .. قل للطبيب