قصيدة عطر النبوة لياسر قطامش

فبأى آلاء الكريم تكذبان؟

بخيوط أشواقى نسجت مشاعرى

وأقمت من أبيات شعرى مهرجان

وبنيت محرابا لفرط صبابتى

زينته بالأقحوان وأرجوان

وكسوت مئذنة الهوى بقصائدى

متسلقا فيهن خيرات حسان

لونت وجه الليل بالأحلام

والضوء المعطر من حقول الزعفران

ورأيت وجهك يارسول الله يبدو

مشرقا ليقود قافلة الزمان

بشعاب مكة أنثنى أو أنحنى

متنفسا عطر النبوة فى المكان

وتجىْ آمنة تهدهد طفلها

فى مهده وجنى الجنان عليه دان

فتفجرت بقريش فى ظلماتها

عينان من شهد السنا نضاختان

ورأيت عرس خديجة فى هودج

فاهتز فى صدر الحنين الخافقان

يا ايها "المزمل" "المدثر" المحبوب

ان رموش عينى طيلسان

وعلى رمال الصبر رحت مهاجرا

"وبغار ثور" ظللتك حمامتان

تستلقيان على ينابيع التجلى

تأكلان تغردان وتسجدان

ومع المدينة تلتقى كى ترتقى

والشمس والقمر الوضىء يصليان

يرتج بى نخل الخشوع مهابة

فى واحتى ويجيب :"لبيك" البيان

وأنا المهاجر من محارات الضباب

اليك عشقا قد أطل الفرقدان

بدموع فجرى قد غسلت بيارق

الأيام والأوهام من نزق الهوان

فتقول لى :أقبل لعطف الله

وأشرب "زمزما" ولك الأمان

فأقول انى خائف فتجيبنى :

"ولمن يخاف مقام ربى جنتان"