كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
رسالة شيخ الأزهر الأسبق  الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى  Support

 

 رسالة شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

رسالة شيخ الأزهر الأسبق  الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى  Empty
مُساهمةموضوع: رسالة شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى    رسالة شيخ الأزهر الأسبق  الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى  Icon_minitimeالأحد ديسمبر 30, 2012 11:04 am

رسالة شيخ الأزهر[1] إلى شعوب العالم الإسلامي





إنني،
وقد توليت منصبي هذا، أعد نفسي قد حملت أمانة غالية دقيقة لا شك أني مسئول
عنها أمام ربي، وأسأله تعالى أن يهبني من لدنه عونا ييسر صعابها، ويذلل
عقابها، إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم.




لقد عشت طول حياتي معنياً بأمر المسلمين،
مفكراً فيما يُصلحهم، وينقذهم مما تورطوا فيه من الضعف والتخاذل والانحراف
عن الصراط السوي في العلم والعمل.




فوجدت أن لا سبيل إلى ذلك إلا بأمرين:

أولهما:
أن يؤمنوا إيمانا عن بينة وبصيرة بأنه لا صلاح لهم إلا بهذا الدين الذي
صلح به أولهم، وأنهم على حسب ما ينحرفون عن تعاليمه ومبادئه يصابون في
بلادهم وأنفسهم وسائر أحوالهم بالضراء وألوان الشقاء.




وثانيهما:
أن ينسوا أحقادهم وميراث عداوتهم الذي أورثتهم إياه عوامل الضعف، وعهود
الذلة والخوف وتسلط الأعداء، فيعودوا كما تركهم صلى الله عليه وسلم أمة
واحدة عزيزة كريمة تشعر بعزتها وكرامتها، ولا غرض لها إلا إعلاء كلمة الله،
ونشر دينه! والدفاع عن الحق حيثما وجدت لذلك سبيلا.




إن المسلمين إذا آمنوا حق الإيمان بالأمر الأول،
استقر في قلوبهم حب دينهم، وحرصوا على أن يسلكوا سبيله في حياتهم، وأن
يسيروا على خطته ومنهاجه السديد في كل شئونهم فإن الإيمان بشيء ما هو أساس
حبه وتوجه الرغبة إليه، والحب الصادق يملك على صاحبه جوارحه وأعماله كما
يملك قلبه وعواطفه، وعلى هذا الأساس انتصر الإسلام في أوله، فقد شرى
المؤمنون أنفسهم وأموالهم لله، وكان الله ورسوله أحب إليهم مما سواهما من
المال والولد والنعمة والمتاع ولولا ذلك ما استقام لهم أمر ولا تمكنوا -
وهم القلة الضئيلة الهزيلة المستضعفة - من السيطرة على أكبر الأمم في أقصر
زمن عرفه التاريخ لأمة ناشئة ناهضة.




وقد سجل الله تعالى هذه الحقيقة في قوله جل شأنه:﴿ قُلْ
إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
﴾ [التوبة: 24].




فبين بهذا القول الصريح أن أساس الإيمان
هو إيثار الله ورسوله على كل ما سواهما بالمحبة الخالصة الصادقة وأن إيثار
شيء عليهما فسق وخروج على أمر الله، لا يهدي الله أصحابه، بل يجعلهم في
موضع المتربص المتوقع للبلاء حتى ينزل به، ويأتي عليه.




والمسلمون - مع الأسف الشديد - في هذا
الموضع منذ زمن طويل، فقلما تجد منهم من يؤثر الله ورسوله على شيء من متاعه
الفاني ولو كان زهيداً؛ ولذلك كانت حالهم هي تلك الحال التي تسر العدو،
وتسوء الصديق.




والسبيل إلى إصلاح هذه الحال أن يتعاون
أهل العلم والرأي في كل شعب على تعليم المسلمين دينهم تعليما نافعاً وأن
يظهروهم على ما في هذا الدين من محاسن ويقنعوهم بما يكفله لأهله من سعادة
وقوة، وينفوا عنهم ما أدخل عليهم من خرافات وأوهام كان الركون إليها سبب
ضعفهم واستكانتهم.




ولا شك أن على الأزهر في ذلك أكبر قسط،
فإنه الجامعة الدينية التي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل صوب، والتي تضم
طلاباً من مختلف أجناسهم نفروا إليها ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم. وقد أخذت على عاتقي، وشرعت - والله المستعان - في توجيه
هذه الجامعة الكبرى إلى ذلك توجيهاً عملياً صالحاً، أرجو أن يكون مبارك
الثمرات على الإسلام والمسلمين إن شاء الله.




وسوف لا أدخر وسعاً في إمداد المسلمين
داخل الأزهر وخارجه بعلماء صالحين مصلحين يكونون رسل الثقافة الإسلامية
الصحيحة حيث حلوا، وأساة الأرواح والقلوب أينما سلكوا، حتى نربى أمة جديدة
شبيهة بالأمة الأولى التي فتح الله بها مشارق الأرض ومغاربها.




وإذا كنت أعلن ما اعتزمته وبدأته في ذلك،
وأدعو إليه أبنائي الأزهريين أن يأخذوه بقوة، فإني أدعو كذلك سائر أهل
العلم في مختلف الشعوب والطوائف الإسلامية أن يقوموا بما عليهم في ذلك، وأن
يبثوا الدعوة للدين والعلم به في أقطارهم، ويحثوا على الأخذ بها أبناء
وطنهم، حتى يكون الإصلاح عاما، والتوجيه كاملا.




أما الأمر الثاني:
وهو أمر الاتحاد وائتلاف القلوب، والغض عن كل ما يثير الأحقاد، وينكأ
الجروح، فذلك أمر له فائدته الكبرى في التعجيل بالقضاء على الضعف، والتفرغ
لما ينفع المسلمين ويصلح شأنهم.




إن مثل المسلمين، إذا احتفظوا بخلافاتهم،
وأنصتوا لداعي الفرقة والقطيعة، كمثل شعب قامت فيه حرب أهلية طاحنة، فهي
تشغل أبناءه. وتستنفد قواهم، وتضيع جهودهم، وتلهيهم عن إصلاح أحوالهم،
وتقويم معوجهم، وتعين عليهم أعداهم، وتكون سبباً دائماً في إثقال كواهلهم
بما لا يحتملون من الأعباء، وفي إلباسهم لباس الذل والخوف والشقاء.




لقد ألحت هذه الحروب الأهلية الضروس على
الأمة الإسلامية منذ قرون، فقطعت ذات بينها، وأفسدت كثيراً من خطط الإصلاح
على واضعيها والداعين إليها، وما علمت حرباً كهذه نيرانها حامية، وأسبابها
واهية.




فليتدبر المسلمون موقفهم، ولا
سيما في هذا الوقت العصيب، الذي فغرت فيه المطامع أفواهها لابتلاعهم،
والذي أصبحت القوة فيه والتكتل هي لغة التخاطب السائدة، وأسلوب التفاهم
المفيد. ولينسوا ما بينهم من الخلافات التي أوهنتهم، وثبطت من عزائمهم،
وليقفوا صفاً واحداً لإنقاذ أنفسهم ودينهم. بل لإنقاذ العالم من المطامع
الفاسدة، والمبادئ الخطرة. فإنهم أهل فكرة. ووارثوا رسالة، وأن الله سائلهم
عما أورثهم.




إني لأعلم أن أحسن ما تطفأ به هذه الحرب
الأهلية التي ظلت مستعرة بين المسلمين قروناً طويلة، هو التفاهم. وأن يدرك
كل شعب ما عند الآخر. ويومئذ يظهر للجميع أن أمة الإسلام متفاهمة على كل ما
يكون به المسلم مسلماً، وأن ما وراء ذلك لا يضر بالدين. ولا ينبغي أن يكون
سبباً في قطع حبل الأخوة والائتلاف.




وسأنظر إن
شاء الله تعالى في كل ما يعين المسلمين على إدراك هذه الحقيقة، والعمل
بمقتضاها. وإن رسالة جماعة التقريب في ذلك لتلتقي مع رسالة الأزهر؛ الذي
يرى حقاً عليه أن يبصر الأمة الإسلامية بأمرها؛ ويرشدها إلى ما يجب أن يقوم
عليه شأنها من المودة والتراحم والألفة، وتبادل العلم والمعرفة.




أسأل الله أن يهيئ للمسلمين من أمرهم رشدا، وأن يوفق قادتهم وزعماءهم إلى النجاة بهم من العواصف والأنواء، إنه سميع مجيب.




رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
رسالة شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم للعالم الإسلامى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تهنئة شيخ الأزهر للقوات المسلحة بذكرى حرب اكتوبر المجيد
» قصيدة أمة المصطفى رسالة من الشيخ أحمد عمر هاشم
» مؤتمر شبابى بالجامع الأزهر لمبايعة الشيخ أحمد الطيب
» ردا على من ادعى ان شيخ الأزهر وشيخنا الشيخ محمد الطيب قد قالوا قولوا نعم للدستور
» بهدوء..مع فضيلة الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم خاص بساحة الشيخ محمد الطيب الحسانى-
انتقل الى: