وليس كمثلها أنثى

وليست ككل بنات الكون

تري في الرجل المتعدد العلاقات ميزة وسمًوا

يجعلها متفردة لأنها اسقطته في هواها..

بل تراه مصاص دماءًا ينهل من روح الصبايا خلوده ..

وككل بنات الكون

تري في شرقيته - سي السيد - هذا الرجل المتسلط

الذي يحجب عن أنثاه نوافذ الحرية والأستقلال..

وككل الشعراء فشل في أن يضفر لها تناقضاته..

وكيف يجتمع العهر والطهر؟!

الهدوء المزعج والضجيج الذي بلاطحين..

تشككه في الثابت وإيمانه الذي لا يتزعزع باليقين ..

وقوفه عند عتبة النص

ومعراجه في سماء التأويل ..

ما أتعس الشعراء،

يسقطن كل النساء في هواهم ..

ويفشل الواحد منهم في إسقاط الفتاة اللتي يهواها .







(2)



يكون اليوم جميلا حين يسمع صوتك

ويكون كئيبا حين لا يسمع

انت من تحددين جمال الفصول

فقربك يجعل الصيف بردا وسلاما

وبعدك يجعل الشتاء جحيما

تكتسب اللغة مفردات جديدة .. ومدهشة

حين تصمتين

وحين تتحدثين..

يتوارى الشعر خجلا من سوء صنعته

رضاب فمك خير دليل على بطلان نظرية

" الماء لا لون له ولا طعم ولا رائحه "

فرضاب فمك له لون البنفسج

ورائحته مسك ..وريحان

وطعمه سلاف الخمر ..لذة للشاربين

يغار القمر من رمشك

لأنه يستمد نوره من غيره

ورمشك يستمد نوره من ذاته



(3)



لقد تغيرت يارجل، صرت ضعيفا،

لكم تنقلت بين قلوب الفتيات، تغرس سهم محبتك فتدميهم دون شعور بذنب؟!

وها أنت يبدو ستشرب من نفس الكأس .. ..

أنت هالك وقعت ياأحمق ؟

سلمتها بعضك دون أن تسلبها قلبها،

ذق عذاب تدللها،

أنت من تسرعت وسلمت.

أحمق من يصارح أنثي بإعجابه بها قبل أن يستعبد قلبه قلبها



(4)



ظامئ لها أنا جدًا

أنا مثل صحراء الربع الخالي وهي سحابة عفية بالمطر

لكنها مرت فوقي مسرعة لتصب في صحراء أخري..

لماذا كشفت عيوبك لها وسلمتها مفاتيح إعجابك وشوقك؟!

لكم أضللت فتيات وسطرت في جبينك قصة عبوديتهن لك، وكنت سيدًا حصورًا،

والأن ذق من كأسها ماتيسر من جحيم ضاءلتك في عينها ..

لماذا بحت لها بأسرارك وعيوبك؟



(5)



وكان يشعر - ياأميري - إنها طفلة تتحسس من خلال صدقه معها

عوالم مدهشه لم تسمع بها من قبل،

وكانت تتوه بين حكاياته وعفاريت غرامياته وفواجع نضاله،

فأحس أنه سيدها

لكنه ويالضيعته عجز رغم براعته في أن يلامس شريان قلبها

أو يفجر فيها ينبوع تفرده بعد أن غرست في قلبه سيف سحرها



(6)



يالها من طفلة عابثة ،لاهية، مدهشة،

تنام الأن في وداعة

ولربما تحلم بأحلام سعيده

بعد أن تركت سهم سحرها في قلبي يعذبني ويسلبني نعمة النوم..

إنها تقتحمني ياقوم.. تلازم روحي .. أفكر فيها دوما.

كيف اقتحمتي قلاعي هكذا؟!

كيف كسرتي غروري وقضيتي علي براعتي؟!

كيف انقلب السحر علي الساحر؟!

كيف عصا طفولتك لقفت جبروت قوتي وجعلتني فريسة؟!

وياليتكِ التهمتيني بل عفتيني وانصرفتي عني لا رغبة لكِ فيّ.

لقد انتقمتي -دون أن تدرين- لبني جنسك.



(7)

أو تراها تخاف مني،

تخشي أن تسلمني قلبها

فتهلك مثلما هلكن اللواتي من قبلها علي بوابات حلو لساني ووعودي الكاذبات ..

هل تخفي بداخلها محبتي وتخشي البوح والجهر لكيلا يكون لي عليها سلطانا ؟!

أم أني لا أحلو ولا أروق لها فعلا

وأبدو بالنسبة لها مجرد ببغان يتمنطق بالعبارات،

ويتفلسف بالشعارات،

وفارس أحلامها أكبر مني قدرًا وقدره..

لماذا اشعر أني سبب عدم عشقها لي

لقد قذفت في قلبها الرعب حين طفت بها عوالم نقصي وعيوبي وعلاقاتي المتعدده .

يا ليتني أبرزت لها وجهي الطفولي فقط.





(



وعلي الذين لا يجدون مالًا أن يغلقوا بوابات قلوبهم،

وليحذروا الحب، ففيه مهلكهم ومهلك أحبتهم ..

واعلم أخي الكريم أن للحب حيل عده لإقتحام القلوب:

منها مايأخذك علي حين غرة، فتقتحمك المحبوبة حين تراها أول مرة،

ومنها مايمكث غير بعيد يطلق ضحكته الماكرة..

لذا حين تشعر أنك مستمتع بالحوار مع أنثي وتطيل معها النجوى،

فأعلم أن الحب يلعب لعبة ماكره،

لعبة التعود التي إن طالت صارت ألفة

والألفة بوابة الحب عفي الله منه من لايملك المال ..

فإن وقعت في الحب أيها الفقير فلا تجهر به للحبيبة،

وأغلق بابك وأبكي علي خطيئتك،

فالوصل ضنين، والفراق معتقد ودين،

فهي إن أحبتك وباحت بحبها أُوجعتك أكتر،

فأهلها سيرفضونك لفقرك،

وإن وافقوا بعد ضغطها عليهم طعنتك بسكين عجزك عن أن توفر لها حدًا أدني من احتياجاتها ..

فأنفد بجلدك وأهرب ،

وأقطع علاقتك بها الأن

.. إهرب .. إهرب .



(9)





وكانت حين تنطق اسمه يقشعر جسده،

يستحلب صوتها نبرة نبرة، فإن ضحكت قيل لقلبه:

أدخل الجنة وإن سكتت تهجي صمتها نغما

وإن غضبت سمع لوجع جهنمه شهيقا وزفيرًا ..

وحين قال لها: هيت لك إني أحبك

،قالت في طفولة: معاذ الله أن اعشق شاعرًا وأكون من الغاوين



(10)

ولقد كانت تلتذ بتعرية نفسه علي الملأ ..

ولكم تاهت في غرورها حين ابصرته يتمزق شوقا ويكشف لها وللجميع عما بداخله

وكيف صار عبد رضاها بعد أن أشفق علي طفولتها ولم يصطادها بموهبته ..

ليس نادمًا علي إشفاقه عليها

بل حزين من عدم شعورها بتوجعه وكيف يهفو لسماع صوتها ..

لو كنتِ ملاك فأظهري آية

، وأيتك أن اسمع صوتك الأن

وها أنا انتظر



(11)



ولكم علمها فنونه في أصطياد الفتيات.

وكيف يمتص رحيق الصبايا ويتركهن يذبلن في رحاب وعوده الكاذبات!

وكيف كان قلبه فندقا كبيرًا تسكنه العاهرات والقديسات

والمتسكعات في ازقة الحب والغرام!

ولكم لعب في عقولهن! كان يقص عليها حكايا تاريخه

غير متصورًا أحمقنا المغرور

أن الطفلة اللتي يعري نفسه أمامها

سوف يقع في هواها

بل وأنها- ياأميري الحزين - سترفض محبته حين يصارحها ..

ساعتها ياأميري سيجف حلقه

ويخف نبضه

وتتري أمامه اللواتي امتص رحيقهن صارخا في بكاء:

لقد انتقمت لكم طفلة مدهشه

اسلمتها نفسي طوعا وحبا

فعافت شوقي لها وصرت من الهالكين.



(12)

وكالفراشة التي تنتقل من زهرة إلي أخري

تنقلتُ من أنثي لأنثي أنصب خيمتي،

وحين امتص رحيق الصبية،

وحين أرتوي كحية اسعي لغيرها،

متقمصا دور القديس إن كانت قديسة

أو دور الشرير إن كانت شريرة ..

وحين أبصر عدد الضحايا من خلفي أقول:

أنا لم أخنكم لكنني ..

هل فسدت روحي حقا ؟

! أم أني لم أجد أنثي بحجم جنوني تحتوي طفولتي وتنزع الشر من قلبي؟!

أم هي إنكسارات روحي وهزائمى وتلك الحياة الضنينة التي حولتني لمسخ؟!

أتراه هو الشعر؟!

لعنة الله علي الشعراء،

توهج القصيدة لديهم، وجودتها يستحق عصر ألف انثي

وطعنها في سويداء القلب..

صرت لا أعرفني! أقر الأن أني غريب عني ..

أغيثوني . إلهى كن معي .

يامن استبحت قلوبهن سامحوني،

إني أُقر بجرمي ..

فهل تقبلن ندمي و اعتذار



(13)

ويسئلونك عن العشق قل ..

اوله ..نشوة وفكر

وأوسطه ..لذة وسكر

وأخره .. احتراق وفناء

فمن ذاقه نجا

ومن اعرض عنه ضل ومااهتدى

فعضوا على العشق بالنواجذ





(14)

لا تبوحو بسر عشقكم

انما أهلك الذين عشقوا من قبلكم

كانوا ان اجتمعوا توحدو

فأن توحدو سكرو

فأن سكرو فاض الوجد

فأن فاض وطغى

بسرهم باحوا

فأن باحوا أبيحت دمائهم

"وكذا دماء العاشقين تباح

عربى كمال

شكرا زهره

موضوع متميز به الكثير من النصائح والعبر وان كنت

اختلف مع بعضها لكن في النهايه

هي وجهات نظر تحترم للكاتب وهذه هي نظرته للاشياء

لكن بالمجمل هو موضوع رائع وجدير بالقراءه
...........

وانا ايضا اختلف معه بعض الشىء
واعلم ان طريقة الكتابة تاخذ منحى فلسفى شبيه بكتابات ابن عربى
شكرا ابو جمال