نص حوار جريدة دشنا مع الشيخ محمد عبد القادر

الشيخ محمد عبد القادر: الصوفي يؤخذ من السوق لا من خلوته
كتبت: رغدة مصطفى
بدأ
رحلته مع الصوفية من خلال الطريقة الخلواتية، واتخذ مسافة لنفسه بعدها
ليُقيم ويرى الأمور على حقيقتها، وخلص محمد عبد القادر أحد أبرز مشايخ دشنا
ومؤسس جمعية الزهراء بها إلى أن الطرق الصوفية المختلفة بشكلها الحالي لم
تعد تخدم الإسلام كما يجب.
يرفض محمد عبد القادر أن يتجسد ما تسمو له
الصوفية بإسم أو رسم، راغبا فى التحرر من القوالب وفى الانطلاق لجوهر
المعنى، مشيرا إلى أن عباس العقاد فيلسوف الإسلام على حد وصفه يرى أن
الصوفية هى عبقرية العقيدة والعبادة.
تذوق حلاوة الايمان ومعانيه
والوصل بالله لا يتأتى إلا بتغلغل احساس المسئولية بداخل نفس المسلم تجاه
المولى، ونفسه ومن يعول، يوقن بهذا الشيخ عبد القادر مضيفا من جاهد شاهد...
ويشير
الشيخ لقول أبو الحسن الشاذلي أحد الصوفيين الكبار "لو غاب عنى رسول الله
طرفة عين ما عُددت من المسلمين" ليتجلى معنى حلاوة الوصل بالله مع تزايد
الاحساس بالمسئولية.
لينعم المتصوفة بحلاوة القرب ويتغنوا به فى
أشعارهم وأقوالهم "وسوف أناجيه لا أخشى رقيبا يصدنى وأخلو به سرا بصفو
جنانى دعونى فلى مولى إذا ما دعوته أجاب وإن ابطئت عنه دعانى"، "يا صاحبى
خف تشف، وانهض تستفد وتعدى قشرا لتصل لبه أي الحقيقة".
كان عمل الشيخ
محمد عبد القادر موجها بالمكتبات قبل إحالته على المعاش طريقا ـأهداه له
الله ـ كما يقول لينهل من العلم، ويدرك مدى تأثيره فى الفهم الواعى للمنهج
القرآنى، وهو أبرز ما ينقص متبعي الطرق اليوم فى اعتقاده.
ويُحمل محمد
عبد القادر مشايخ الطرق الصوفية وذر ما وصل إليه مريديهم من ضأله حصيلتهم
العلمية، إذ سلخوهم من معترك الحياة، وألزموهم بقراءة الأحزاب وفقط، ولم
يشيروا عليهم بالقراءة والإطلاع، ومتابعة مستجدات الواقع، معتبرين هذى
الأمور من زوائد الحياه ولا أهمية لها.
عبد القادر الجيلانى أحد كبار
مشايخ الصوفيه القدامى بالعراق أتى له أبليس ـ مشعا النور من حوله ـ قائلا
"أنا الله قد غفرت لك ـ ما تقدم من ذنبك وما تأخر ـ لن تُسأل عن عملك بعد
اليوم"، فقال له مريدوه أبشر شيخنا.. ،فأخبرهم أنه إبليس أرادنى أن أبتعد
عن طاعة الله وأوامره وعن اجتناب نواهيه، فقال إبليس له "نجوت منى بعلمك".
يبصرنا
هنا الشيخ محمد عبد القادر أن الإيمان يلزمه العلم ليثمر وعيا وإدراكا
للشريعة والواقع، مؤكدا أن الدين يتحصل بالعلم وأن العلم فهم، لذا أمر الله
ملائكته بالسجود لآدم وهم من يقدسون ويسبحون المولى ليل نهار لا لأمر غير
أن أدم فضله بالعلم، فكانت "اقرأ" أول لبنة وضعت فى الإسلام.
يذكر عبد
القادر كيف كان محبا لمحاورة ونقاش مشايخه الكبارـوهو لا يزال شاباـ رافضا
أن يكون جليس أقدامهم المطيع، متخذا رسول الله وصحابته فى تعاملهم معه أسوة
له، ويأسف على حال مريدين الطرق وكيف صاروا يقدسون مشايخهم ويتبعونهم فى
كل قول وفعل.
فقيه الشيعة ومرشد الإخوان وشيخ الطريقة هذا الثلاثي وعلى
إختلاف مشاربه الفكرية والدينية إلا أنه اجتمع على أسوء آفات مجتمعاتنا
الإسلامية تسليم الإرادة، إذ ينشئون أتباعهم على السمع والطاعة الغير
مبصرة، وشاع بين صفوفهم تقديس غير الله من مشايخ وأولياء وفقهاء، يستنكر
هذا الشيخ عبد القادر ويتعجب كيف السلفيين والذين لا يحبون أمثال أبو الحسن
الأشعرى أحد كبار المتصوفه لأنه يجيز التأويل بينما يتمسكون هم بظاهر
القول، يكون بعض أتباع الصوفية وهم سواء فى هكذا أمر.
والخيام صارت
فارغة من مشايخها، إذ سيطر عليهم حب الدنيا والمناصب، يقولها الشيخ عبد
القادر مستشهدا بقول المولى (سلة من الأولين وقليلٌ فى الآخرين)، مشيرا
لتغير واقع الحال بين شيوخ الصوفية قديما وفى وقتنا الراهن، مضيفا أن
المريد لم يعد يدرك الفوارق التى تمكنه من أن يميز بين الشيخ الموصول بالله
ومن يتلبس الحالة زورا، مشيرا إلى أن العلم اللادنى والذى منبعه رب العباد
لا يصل إليه كل البشر وأحيانا يتوهم البعض أنه يأتيه الوحي من الله والوحى
انقطع.
وألمح عبد القادر إلى أن الجماعات الشيعية اخترقت العديد من
الطرق الصوفية فى مصر بتصدير أحاديث الحب فى آل بيت رسول الله، مشيرا إلى
أن الأزهر قد أصدر مرسوما لرفض اعتماد عدد من الطرق الصوفية كان لهم أتباعا
فى دشنا.
وعن مظاهر الموالد فى مدينة دشنا يؤكد الشيخ عبد القادر أن
كثير منها قد خرج عن إطار الشريعة، وإن كانت تسعى لأحياء الذكر فلا بد أن
يكون الفكر محكوما بالشريعة والمسلم محكوم بوحي وعقيدة ودين لا بفكر
فلاسفة.
وقد دعته أحد كبار عائلات دشنا مادحينه وطالبين أن تحل بركاته
على أحد الموالد التى تحييها العائلة برعايتها إلا أنه رفض قائلا أن خمسون
جنيها تذهب لمحتاج كطالب جامعى بحاجة لثمن تذكرة قطار لذهاب للجامعة أو
المساهمة فى شراء مكينة لسيده مسنة أكبر أجرا عند الله، مضيفا أن حرمة
الانسان أكبر من حرمة الكعبة.
لذا أسس الشيخ عبد القادر جمعية الزهراء،
والتى تضم ما يقارب ال300 طالب، وتسعى لتحفيظهم القرآن الكريم بأحكامه
والأحاديث ودروس الفقه، وتتعامل الجمعية مع فئات مهمشة بمجتمعنا كالمعاقين
جسديا لتنمية قدراتهم على التخاطب، وتهدف إلى مساعدة الفقراء والأيتام
والأرامل وقد أنشأت مستوصف طبي لعلاج المرضى، داعيا إلى التشبه برسول الله
الذى أول ما وضع قدمه بالمدينه سعى لإقامة دولة واحتك بجميع القبائل وأصحاب
الأديان المختلفة، فأظهر روعة الإسلام فى تعاملاته، مشددا على أنه يجب أن
"يؤخذ الصوفى من السوق لا من خلوته"، أن ينظر المجتمع لتعاملاته لا مناجاته
مع المولى.

الله عليك ياشيخ محمد عبد القادر

كلام كله درر بالفعل لو طبقناه في حياتنا

هذه هي الصوفيه الحقه

مقال جميل وجدير بالقراءه

شكرا زهره وشكرا لصاحبة المقال والحوار

وملاحظاتها الجميله التي اسعدتنا بها في مقال هذا الرجل الجميل
........

ومقال جرىء جداا رغم انه يغضب البعض ممن لا يستطيعون تفهم فلسفة الشيخ فى الطرح
ولكن هكذا هو شيخنا يقول الحق ولو كان مرا
شكرا ابو جمال

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

شكرا يا شيخ فراج
بارك الله فيك

» نص حوار جريدة دشنا مع سهام محمد على الام المثالية على المحافظة
» ردا على مقال محمد خضر الشريف جريدة المصريون فى حق شيخنا الشيخ محمد محمد الطيب
» يا ليل يا ليل / الشيخ محمد عبد القادر
» يا عين / بقلم الشيخ محمد عبد القادر
» همسة روح \ الشيخ محمد عبد القادر