رساله من ارض الفيروز

علا حمدى

نا الأرض التي مر بها ولجأ إليها أنبياء الله بداية من أبو الأنبياء
إبراهيم، ويوسف عليهما السلام، ومات علي ترابي موسي وهارون عليهما السلام،
ومرت علي أرضي العائلة المقدسة وعيسي عليه السلام.
أنا
صاحبة الموقع الاستراتيجي الهام لمصر ونافذتها في قلب العالم بقاراته
وحضاراته المختلفة.. أنا المورد الأول للثروة المعدنية التي يتدفق من
أطرافي الغربية البترول ومن شرقي النحاس والفوسفات والحديد والفحم
والمنجنيز واليورانيوم .. أنا من تشتهر بأجود أنواع الفيروز في العالم بعد
أن اكتشفه القدماء علي أرضي واستخدموه في تزيين المعابد والتماثيل.

أنا
التي رغم أهميتي الإستراتيجية لازلت في قائمة المحافظات الأكثر تهميشا
وفقرا، فكما أهملني النظام السابق وحرم أبنائي ليوزع أرضي علي حاشيته
وأنصاره، انصرف عني النظام الحالي وتركني فريسة للطامعين: ففريقا استمر في
قتل أبنائي البواسل علي حدودي بكل وقاحة وراح يصفوني بالمنطقة الخطرة التي
تهدد أمنه! وفريق أخر يرتع ويلعب في أرضي فيدخل بلا استئذان ويُهرب ما يحلو
له في أنفاق حفرت في أعماق أرضي لتهدد أمني واستقراري !

أنا
التي انتظرت ثورة 25 يناير المجيدة وتمنيت أن تنفض عن ظهري سنوات التجاهل
والإهمال والقمع والبطش بقبائلي، وحلمت كما حلم الجميع بالحرية والكرامة
والعدالة الإنسانية، ولكني للأسف الشديد مازلت أعاني وأتألم ولا أحد
يسمعني، فقد تحول حالي من سيء إلي أسوء وبات الانفلات الأمني لسان حالي،
فعاني أبنائي وزواري الذين يأتون من بلادهم حبا في مشاهدة مزاراتي السياحية
ومحمياتي الطبيعية الخلابة من الاختطاف والإرهاب، وأصبحت أرضي المقدسة
مرتعا لتنظيمات متشددة، ومسرحا لسفك دماء جنودي الطاهرة دون مساءلة أو
محاسبة !

أنا
التي يشعر أبنائها بالغربة في وطنهم وكأنهم غير مصريين أو مواطنين من
الدرجة الثانية أو الثالثة، يا من تحتفلون بتحريري اليوم أنا لم أتحرر بعد،
فلا ارتوت عروقي العطشي بالتنمية المنشودة، ولا نعم أبنائي بأي قدر من
الاهتمام أو حصلوا علي حق من حقوق المواطنة! فلقد أصبحت ملاذا للغرباء
الطامعون من حماس وغيرها يخططون ويدبرون لاختراق سيادتي عبر شبكة أنفاقهم
رغم المحاولات المضنية التي يبذلها جيشي الباسل للقضاء عليها!

أنا
سيناء المنسية التي تتذكرونها في الخامس والعشرين من شهر أبريل بالأغاني
والأفلام الوطنية وتنسونها بقية العام تئن من الحرمان والإهمال، أنا أرض
الفيروز التي تستغيث بكم قبل فوات الأوان وقبل نفاذ صبر أبنائي، واستغلال
أعدائي المتربصين لتخليكم عني!

أنا
التي تتمني ألا يضيع حلم أبنائها وينعمون بحقوقهم الضائعة عبر السنين،
وأعود إلي دائرة اهتمام الدولة وأسقط من ذاكرتي سنوات الإهمال والتجاهل!!!

» رساله الي ..ابنتي
» رساله لفتح وحماس ..هو بابا فين؟
» رساله حب من طالب ثانويه عامه / علمي
» رساله من الصحفى السمطى \عاطف عبد العزيز لسيادة الريس