هزيان / الشاعر محمود موزة

سار الحنين بخاطري فشكاهُ
للقلب حتى أوجعتْه خطاهُ
............................

وسرت بأحلامي ملامحُ وجههِ
فحسبت نفسي في الجِنان أراهُ
...........................

وفتحت عيني بعد ْإذ ناديته
فرأيت نفسي في جحيم جفاهُ
.........................

فمللت من صحوي وعدت إلى الكرى
علِّي بنومي أستعيد لقاه
......................

وإذا بعينيه لسانٌ ناطقٌ
يحكي فاسمع ما روت عيناه
..................

لتقول لي إلزم مكانك إنني
كالبدر صعبٌ أنْ تطال مداه
..................

وأنا كأغنية الربيع وزهرةٍ
في قمة الجبل الاشم ذراه
..................

وأنا كلؤلؤة البحار بعيدةٌ
والموج يضرب كل من داناه
....................

فوقفت مذهولا أراقب سحره
والدمع مني يستجر رضاه
...........

وركضت كالمجنون صوب عيونه
فإذا السراب مكانه القاه
...................

ففزعت من نومي كأني طائرٌ
رقصت جوانحه لذبح عراه

.....................

وصرخت من أسفي عليه تحسرًا
وصرخت ثانيةً على فرقاه
.....................

ماهمَّني صدُّ الحبيب بصحوتي
علِّي إذا فارقته أنساه
...............................

لكن صدِّي في المنام عجبته
حتى بنومي ماجنيت هواه
........................

هذي حياتي ... قد مُلكت لظالم
ألمٌ وحرمانُ جنته يداه
.....................

ماعاد تنفعني الحياة فربما
لو متُّ يوما عادني ببكاه
.......................

كالفذّ في وطني يطير بذكره
بعد الممات وفي الحيا نسلاهُ