كن مثله \ بقلمى

بعد ان جاد على البحر بامتزاجى بين امواجه اتقلب بينها وكأنما صرت جزءا منها 
وامتزج كلى بكله وارتضيت ونسيت دنيا البشر بما فيها 
الا ان بارادة عليا تحكم الكون وترى ما لا نراه بضيق افاق اعيننا 
كان الانسلاخ من البحر والحنين الى عالم البشرية برغم ما فيه 
فما كان من البحر الا ان رفض استعادة ما وهبنى اياه من خصائصه 
وقال لى العطية لا ترد كونى جزء منى يمشى على الارض لنلتقى يوم العرض فنتعارف وخرجت تودعنى امواجه المتلاطمة ووجدتها تتبعنى فتنسج لى ثوبا رقراقا فكان ردائى من مياه البحر اجرجر فيه منتشية وصرت غريبة فى دنياى 
كلما اعطيت زاد سمك ردائى ولم ينقص فبحر العطاء لا ينقص وكلما اقترب منى من اراد المزيد تسربت كالماء من بين اصابعه 
فالبحر لا يعطى الا من اجل العطاء ...العطاء وفقط وما سمعنا ببحر قسموه وتملكوه فهو غير قابل للملكيات الخاصة وماء البحر لا يقبل التجريح 
ارأيتم بحرا غرس فيه سكين فخرج يقطر بالدماء 
ينخرس الخنجر فى صدره فيخرج نظيفا طاهرا مغسولا بمائه 
ارأيتم عطاء يفوق هذا ؟

لا عطاء يفوق عطاء البحر يازهرة فأنه المعطاء دائما علي مر العصور
تحياتي سيدتي