وحق السحر لم تفعلها \ بقلمى

زهرة يانعة وسط ارض قاحلة لا رى فيها ولا هواء ولكنها قاومت وعاشت حتى اصبحت فى ريعان شبابها
جمالها واضح فتان وروحها الطيبة تدل عليها وكانت مثلها مثل بنات سنها تتهيأ لانتظار فارس الاحلام الذى سيخلصها من اسر هذا الجو المحيط القاتم لتبدأ معه حياة جديدة
وقد كان فارس الاحلام بالفعل قريب منها ليس ببعيد قلبت وجسدا فهو ابن عمها وفى حكم خطيبها ذلك ما كان يبدو للمقربين ولكن ولأنها كانت مغلولة الايد عن التعامل معه بحكم العرف والتقاليد التى تعتبر ان الفتاة لا يصح لها التعامل مع قريب يريد الارتباط بها الا بعد الزواج فكانت تكتفى فقط بسماع صوته او رؤيته عن بعد ولم يكن هذا كافيا بالنسبة لشاب يطمح الى بث مشاعره والحياة بيسر وبهجة فقد استمالته احداهن وصحت ذات يوم لتجده قد قرر الارتباط بأخرى لم تكن تستطيع التصديق بل انها لم تكن تستطع البوح بما يختلجها من حيرة ومشاعر حتى لأقرب الاقربين فلغتها لن تفهمها قلوب متحجرة ولن تبررها دموع حبيسة كل هذا تصادف مع صراع يومى من صراعات من حولها لتشعر باليأس التام من حياة مظلمة لا بارق امل فيها ولم يستفيق الجميع الا وقد وجدوها جثة هامدة يقلبون فيها يمنة ويسارا ولا حراك فالقلب توقف والحياة انتهت بلطمات فوق الخدود وصرخات تصدرها الحناجر ليعلنوا انها قد انتحرت
والحقيقة انها لم تفعلها ولم تنتحر ولكن القلب لم يعد يحتمل فتوقف عن النبض دون ادنى مقاومة منها
ولماذا تقاوم وعلى اى شىء ستبقى فى هذه الحياة التى ابت عليها اقل القليل من الراحة
موت القهر ليس انتحارا يا بشر ....
زهرة