كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إبن فريال \ بقلمى  Support

 

 إبن فريال \ بقلمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

إبن فريال \ بقلمى  Empty
مُساهمةموضوع: إبن فريال بقلمى    إبن فريال \ بقلمى  Icon_minitimeالأحد فبراير 28, 2016 11:21 am

ابن فريال
 
ولد يتيم الأب فى إحدى الأحياء الشعبية  بالقاهرة والتى يتسم اهلها بالطيبة والبساطة ، والأم  شابة فى مقتبل العمر ولكنها فقيرة معدمة تسعى على لقمة العيش التى تسد حاجتها وابنها وتكفيها الحاجة
كانت فريال بائعة الخضار البسيطة التى تفترش الأرض كل صباح باكر لتتكسب بضع قروش من تجارتها هذه محبوبة مقبولة بين الجميع تضع ابنها على حجرها فيلاطفه الناس من حوله ولا تقبل ان يتصدق عليها وعليه احد
كان دسوقى لا ينادى باسمه الا نادرا  ، فالكل ينادونه  بابن فريال فى بادىء الأمر لم يكن الأمر يعنى له شيئا كطفل  لم ينفتح على الحياة بعد ولكن مع التقدم العمرى بدأ يخنقه مناداة الناس له بهذه الكلمة لدرجة انه  قد اعتبرها وصمة عار ان ينادى باسمها وكان يثور فى وجه الآخرين طالبا منهم مناداته باسمه وفقط  ولكن ذلك لم يحدث فالكل قد اعتاد على ابن فريال
وفريال تنظر الى طفلها ضاحكة فرحة بأن ابنها بدأ يكبر ويرفض ترديد اسمها على مسامع الآخرين  لتبنى لنفسها آمالا بالرجل الذى سوف تستند عليه ويرحمها من الكد والشقاء عن قريب ويحمل عن كاهلها عبئا صقيلا
فريال كانت مثالا للأم المصرية التى  افنت عمرها فى تربية ابنائها  رافضة التطلع حتى الى وجهها فى المرآة لتتذكر انها امرأة لها احقية الزواج من جديد ، كانت صارمة قوية يهابها الأشقياء ويحترمها ويحبها الأتقياء  لم تبخل على ابنها  بشىء تستطيعه  ولكن دسوقى  كان يرسم فى مخيلته آمالا أخرى يتخلص بها من وصمة العار  وهذا الحى العشوائى الذى كره العيش فيه بعد ان شاهد الأحياء الراقية والبنايات العالية  التى تشعره انه يحيا تحت سطح الأرض  بين الموتى فى قبورهم
اجتهد فى دراسته  لا ليرى الفرحة التى تلمع فى عيون فريال كلما بشرها بالتقدم فى مرحلة جديدة ولكن لبشعر انه اقترب من ملامسة حلمه القريب
كان حادا لا يلوى على تقبل الناس من وسطه المحيط  ولكنه فى المقابل كان ودودا مع ابناء الطبقات الأخرى استطاع ان يكتسب صداقات عديدة فى هذه المجتمعات التى لا تناديه  باسم والدته ولا تعرف عنه شيئا
تخرج من كلية الطب  واستطاع من خلال احد اصدقائه الأثرياء ان يحصل على وظيفته بسهولة فى مستشفى استثمارى  كبير  ليخرج من شرنقة نطاقه الضيق  الى حياة ارقى  كما كان يريد ، رفضت فريال  مغادرة منزلها  والعيش معه فى مكان غير ما اعتادت عليه  بل والغريب انها ايضا رفضت ان تتنازل عن فرشة الخضار التى تتكسب منها طيلة عمرها   فكان ذلك كحائط صد بين الإبن ووالدته التى  كانت بالأمس تنتظر هذا اليوم الذى يريحها من العناء واليوم ترفض ترك العناء  فى تناقض غير مفهوم بالنسبة له  ولكن فريال الأبية بعد ما رأت ما رأت من غطرسة ابنها وتعاليه  ابت  عليه ان ينسى وينكر مهنتها البسيطة  التى صنعت منه رجلا ذا مكان
تركها  بعد ان فقد الأمل فى اقناعها وعاش حياته وتزوج وبدأ يرتقى شيئا فشىء  بشكل سريع  بفضل تسلقه وتودده لأصحاب المناصب
ونسى انه ابن فريال حتى انه كان كلما تذكر  تسلل اليها فى الخفاء محاولا اعطائها بعض من المال ولكنها كانت ترفضه بشدة فيعود من حيث اتى 
حتى  نسيها بالمرة ولم يعد لمحاولاته هذه ولم تحاول هى مضايقته او ملاحقته  ليس عن قسوة وجفاء ولكن بصعب على مثل هذه السيدة ان ترى نفسها فى عيون وحيدها  وصمة عار ويكفيها انها تشاهده على شاشة التلفاز  فى ذروة مجده وتألقه  فتتطلع فيه لتستجمع ملامح طفلها الذى تربى فى حجرها فلا تجد لها أثر  قلب فريال تهالك كتهالك جسدها الهزيل
وانقضى الأجل فى صمت وهدوء  وشيعت وسط محبيها وجيرانها المخلصين ، على الطرف الآخر وفى المقابر احرف نباش القبور المحترف الاستيلاء على الجثث تعاقدا مع مستشفى الدسوقى الاستثمارية الكبرى ذات الشهرة والصيت للتجارة فى الاعضاء البشرية فى الخفاء  فما كان سر الوصول السريع للدسوقى سوى هذه التجارة وهذا العبث يجثث الموتى والأحياء ايضا  لتصبح جثة فرال بين يدى دسوقى يستخلص منها ما يريد من اعضاء   ويشاء العلى القدير ان تأتى منه التفاتة الى وجه صاحبة الجثة الموضوعة امامه فيهتز جزعا ليخرج تاركا مساعديه مستقصيا عن بيانات صاحبة الجثة  فيتأكد لديها انها فريال  فقد اخرج بيده   منذ قليل  قلب فريال وكلاوى فريال وكبد فريال دخل يهرول من جديد ليجدهم قد انتهوا من تجريد فريال كل ما يريدون من اعضاء فانهال على الجسد المفرغ باكيا منتحبا وسط ذهول الاطباء من حوله  وهو يصرخ ويقول
ويل لإبن فريال من رب فريال .....ويل من ابن فريال من رب فريال

حتى غاب عن الوعى وانقطعت منه الانفاس 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
إبن فريال \ بقلمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انت مين \ بقلمى
» قال ايه \ بقلمى
» لا كان ولا كنا/ بقلمى
» صرخة ندم \ بقلمى
» كن مثله \ بقلمى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: أقلام حرة (قصص وروايات-شعر-خواطر)-
انتقل الى: