عودة التائه

موضوع: عودة التائه الأربعاء أبريل 20, 2011 10:01 am

يمشى فى طريقه وهو لايدرى الى اين هو ذاهب؟ ومن اين اتى؟ تائه فى ملكوت الله الواسع

يشعر انه وحيد لاوجود للعالم من حوله والبشر لا يمثلوا له الانوع من الضوضاء والازعاج

يحاول استرجاع مامضى من حياته ولكن دون جدوى .فذاكرته اصبحت فارغة ليس بها

اى شىء من ذكريات الماضى والنسيان اصبح ونيسه فى دنياه .يجوب الشوارع وهو لايدرى

هل لهذا الطريق من نهاية ولايدرى حتى اين هو ؟ وبينما هو كذلك يشعر بالجوع الشديد

هذا الاحساس بالجوع الذى انتابه جعله يفكر كيف فقدت ذاكرتى ولم افقد احاسيسى ومطالبى

البشرية ؟ هل لأنها فطرية ام ان قوتها تفوق قوة فقدان الذاكرة؟ استطرد فى هذا التفكير

ولكن لم يستمر فى تفكيره كثيرا فالتفكير فى الطعام كان اقوى من اى تفكير اخر

اخذ يفكر فى احتياجه الشديد للطعام ماذا يفعل وكيف سيحصل على المال الذى يمكنه

من الحصول على الطعام ؟ نظر لحاله وجد نفسه يلبس ملابس يبدو من شكلها انه

رجل ثرى ولكن تُرى ماالذى حدث لكى يفقد ذاكرته ؟ وماهو حاله قبل فقدانه للذاكرة

هل هى مشكلات الحياة ام انه تعرض لحادث ما جعله يفقد الذاكرة ؟ كلها اسئلة

تدور فى عقل هذا الرجل التائه فى ملكوت الله . ازداد احساسه بالجوع ماذ يفعل

لم يجد حل امامه سوى ان يبيع الجاكت الذى يرتديه ليسد به جوعه وبالفعل

قام ببيعه واشترى طعام لنفسه وسد جوعه وانتهى الاحساس بالجوع ففرح

الرجل فرحا شديدا وحمد ربه على هذه النعمة التى وهبه اياها على الرغم

من ان الطعام لم يكن بالجيد ولكنه سد جوعه وهذا هو المطلوب . وظل

الرجل يمشى ويجوب الشوارع حتى اصابه التعب والارهاق واراد المطلب

الثانى من مطالب وحاجات البشر وهو النوم وفكر اين سأقضى ليلتى هذه

هل انام فى اى مكان واعرض نفسى للأذى من كل من يمر بى ام اظل

مستيقظا فوجد نفسه لا يستطيع المقاومة وبينما هو كذلك اذن الفجر وسمع

صوت الاذان وكأنه يسمعه لأول مرة ولكنه احس انه صوت يناديه ويشده

فذهب لمصدر الصوت ودخل المسجد وفعل مثلما يفعل المصلون وتوضأ

وصلى الفجر فأحس بطمانينة عجيبة وانتابه احساس بالامان لم يشعر له

بطعم من قبل وبعد الصلاة اخذ يبكى وهو يسمع ايات الله تُتلى وكأنه

يسمعها لأول مرة واستغرق فى البكاء حتى نام بالمسجد ووجد المكان

الذى يقضى به ليلته وهو اكثر الاماكن امانا على الاطلاق .واستيقظ

الرجل فى الصباح فوجد نفسه فى المسجد ولكن فرق كبير بين رجل

الامس ورجل اليوم فرجل اليوم يعرف من هو جيدا يعرف انه رجل

الاعمال الشهير فلان بن فلان ولولا انه وجد نفسه فى المسجد لظن

انه حلم اوكابوس وبينما هو كذلك دخل عامل المسجد ليسأله عن حاله

فاذا به يقول له ما الذى اتى بى الى هنا ؟ فرد الرجل لقد جئت بالامس

وكنت لاتذكر شىء وصليت معنا الفجر وكنت فى قمة التعب فسمحنا

لك بالمبيت فى المسجد .فكان الرجل فى حالة ذهول انا صليت الفجر

كيف حدث ذلك انا لم اركع لله ركعة منذ ان خلقنى واليوم الذى اركع

فيه لله اكون ناسيا ذاتى وشخصيتى لقد عشت حياتى بطولها وعرضها

ولم اذكر ان اشكر ربى على نعمه ولو مرة واحدة ويوم ان اذكره

اكون ناسيا لنفسى سبحانك ربى ما اجمل حكمتك ومن يومها عاد التائه

لأرضه وعرف ربه .والان سؤال هل نحتاج الى نسيان انفسنا حتى

نعرف قدر الله ونعود ايه ؟ هل نحتاج لأن نُحرم من كل شىء حتى

نعرف قيمته ونحمد الله عليه ؟ كيف نعود الى الله دون ان نمر بهذا

الاختبار الصعب وهو سلب كل شىء فى لحظة واحدة ولوليوم واحد

حتى لكى تعود الى ربك .بل متى يعود التائه الى ربه ونحن

جميعا نعيش فى عالم التيه دون ان نشعر .

سعيد

بالظبط كده .........نعيش فى عالم التيه

لا نتذكر نعمة الصحة الا فى حال المرض

ولا نعرف معنى القناعة الا اذا فقدنا المال

ولا نعرف قدر الأمن والامان الا اذا عمت الفوضى

النقيض بالنقيض يعرف

ونحتاج الى سلوك الطريق الصحيح

للخروج من هذا التيه

شكرا سعيد على القصة الجميلة

اللهم أعذنا برحمتك من زوال نعمتك وفجأة نقمتك وتحول عافيتك ومن جميع سخطك

أسعد الله أيامك وأيامنا أخي سعيد وأدام علينا نعمة وأفضالة اللهم آمين.

بالفعل ام شروق لانعرف قدر نعم الله علينا الا اذا فقدناها اما فى حالة

تواجدها معنا فلانستطيع معرفة قيمتها والعالم كله عبارة عن متاهة

تحتاج الى العزيمة للخروج منها .شكرا اختى ام شروق على المرور

بالموضوع والتعليق القيم.

شكرا اختى امنة على المرور الجميل بالموضوع ونسأل المولى

عزوجل ان يحفظنا ويحفظ نعمه علينا وان يجعلنا من الحامدين

الشاكرين على هذه النعم .

تحية اعجاب وتقدير

الي مراقبنا المتالق الاستاذ ...سعيد العارف

للوهله الاولي ...توقعت ان اجد كلمة منقول اسفل الموضوع

ولكن انتابني شئ من الغبطه والسرور عندما

قرات اسم سعيد اسفل الموضوع

القصه رائعه جدا...والعنوان اشد روعه وجاذب للانتباه

هكذا هو انت ....سعيد العارف

تصمت عنا ...فنظن ان قلمك اصابه الخمول

ونستيقظ فجأه ....فنجد مداد قلمك يخط لنا اجمل الاشياء الحصريه

من اراد الله به خيرا يهدي قلبه

ويبدوا ان الرجل اراد الله به الخير فهدي قلبه ولكن بعد ان مسح منه كل ما قد سبق

ليستيقظ الرجل ويجد قلبه قد امتلأ بحب خالقه وطاعة ربه

شكرا سعيد

لا تحرمنا من روائعك الجميله
...............

ابوجمال دوما ماتغمرنا بتعليقاتك القيمة والجميلة والموضوع يتلخص فى فكرة

فقدان كل شىء فى لحظة واحدة حتى الذاكرة ولو ليوم واحد ليشعر الانسان

بقيمة مايملك ويتعلم كيفية شكر نعم الله .شكرا ابوجمال على مرورك الجميل

وتعليقك الرائع والذى اجد نفسى لا استحقه .

جميل استاذ سعيد

بارك الله فيك

عزيزى تقبل تحياتى

استاذ محمد ابوالعبادى

شكرا على مرورك الجميل

» عودة للوراء
» عودة للحق
» عودة الكوانين
» عودة الأنبياء
» عودة \حسين حرفوش