قطوف من صدى صوت الميدان

لاشيئ يضاهي دور الشعر حين تحيق الشدائد بالشعب .. بلاغة البيان في الشعر الوطني تفجر الحماس في النفوس وتتحول الى اغان تجعل العاطفة نحو الوطن متقدة بالحب والعزيمة ..

هكذا كان حال الشعر والأغنية في ميدان التحرير طيلة ثمانية عشر يوما من ثورة شباب مصر وماتبعها .. عاطفة ذائبة في حب الوطن .. وفكرة متوقدة بالأمل .. وبلاغة فيها سحر البيان .. وبراعة في قول الحقيقة .. وتأكيد على النصر .. وهذا ماحصل حين تحقق النصر وأنتاصرت ارادة الشعب .
كلمة مصر ( قافية ) الشعر كله
فميدان التحرير بدا طيلة تلك الأيام كرنفالا يبعث روح البهجة في نفوس الحاضرين .. فاينما يتلفتون يرون مسرحا تتقد فيه الكلمة الطيبة ويعلو فيه شرفها ويتجلى فيه معناها العظيم .. فكانت كلمة ( مصر) هي قافية الشعركله ولازمة الأغنية في الميدان:
وبيسرقوك يالوطن قدامنا عيني عينك
ينده بقوة الوطن ويقولي: قوم.. فينك؟!
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك
لكن خلاص ياوطن صحيت جموع الخلق
ومثلما في ميدان الشعر من قوافي متناغمة , كانت مصر كلها في ميدان التحرير حاضرة , بمختلف أطيافها وطوائفها المسلمين والمسيحيين والشيوخ والشباب والنساء حتى الأطفال وأصحاب المهن والعمال والفلاحين والصعايدة وأساتذة الجامعة والقضاة والأطباء ، الكل يجتمع الآن هنا وسط كرنفال شعبي. لاتسمع فيه غير الهتاف بكلام واحد وبموسيقى مصرية عربية تتناهى الحانها اليك من هنا وهناك.
ارتجال الهتاف
وكان ارتجال الهتافات اوضح مشهد في الميدان .. اشبه ماكان يجري في معارك الأقوام حيث يصبح اصطحاب الشعراء للمعركة جزء من العدة والعتاد .. فالشعر ايضا من عدة الثورة والمعركة .. ولايمكن الأستغناء عن اولئك ( المهاويل ) الذين يحملون البيارق ويهزونها فوق الرؤس وهم يرتجزون القول شعرا او نثرا .. قول تصبح فيه البلاغة ويكون المعنى ابرع مافيه :
"ثورتنا ثورة شعبية، ثورتنا ثورة شباب"
"احنا شباب حنحرر مصر".
" التغيير جاي وبأيدينا بلادنا راح ترجع لينا".
" مش هنمشي هو يمشي"
"عايزين حكومة حرّة .. العيشة بقت مُرّة "
"عايزين حكومة جديدة .. بقينا ع الحديدة"
"انا مش جبان انا مش جبان انا قاعد هنا في الميدان"
وتردد الحناجر هذه الهتافات التي تؤكد تصميم المتظاهرين على الاستمرار في احتجاجهم وعلى المضي فيما عزموا عليه حتى النصر وهو قد تحقق أخيرا ولكن بعد اشتداد العزائم ,الى درجة التضحية بالنفس . فعندما حاولت دبابات الجيش التقدم لتضيق الميدان بعض الشيء على الشباب ، قفز البعض على جنازير الدبابات وتمددوا فوقها لمنعها من التقدم، مما جعل ضباط الجيش يشعرون بالتقدير لهذه الحماس الوطني فأوقفوا دباباتهم بعيد عن المتظاهرين .
شعراء الميدان
وحضور الشعر في الميدان مثل الزاد والماء , فلاصوت يعلو ويجلب أنتباه السامعين اذا لم يكن ذا معنى .. و في تجمعات الشباب في الميدان . شعراء حضروا ليلقوا قصائدهم القديمة والجديدة .. ومنهم من راح يرتجل الشعر ارتجالا .. وشعراء احضرتهم ذاكرات الشباب بعد أن تركوا شعرهم خزينا في الذاكرة الشعبية
.. فشباب مصر يحبون كثيرا شعراءهم الزجالين الوطنيين .. ويتذكرونهم حين تحين الساعة لأشهار قصائدهم كسيوف تبرق بوجه الظلم والأستبداد ,,
ومن ذاكرة الشباب المتجمعين في حلقات وجماعات في وسط الميدان وجوانبه يحضر محمود بيرم التونسي وأحمد فواد نجم والأبنودي وصلاح جاهين و بديع خيري ومن الشباب عبد الرحمن يوسف وهشام الجخ وملحنون مثل شيخ امام وسيد درويش وغيرهم من شعراء مصر وملحنيّ اغنيتها الوطنية .
وكثير من عبارات الشعر كتبها الناس على أرض الميدان وحوائطه ولافتاتهم وحتى على ملابسهم. فالعبارة البليغة صرخة القلم بوجه السلطان الجائر تكتب اينما كان وتتردد في أرجاء الميدان :
مصر يا ام العجايب
شعبك اصيل والخصم عايب
خلي بالك من الحبايب.
دولا انصار القضية
وبدال ما يشمت فينا حاسد
ايدك في ايدي وقوم نجاهد
واحنا نبقي الكل واحد
والايادي تصير قوية

الأغنية حديقة الروح
في قلب الميدان وفوق أعشاب الحدائق المحيطة به افترشت آلاف العائلات، التي حضرت الميدان ارض الحدائق ، ونصبت الخيام الصغيرة للمعتصمين الساهرين في الميدان لتقيهم من البرد.. وداخل الخيام وحولها وفي مسارح صغيرة في اطراف الميدان نصبت على عجالة لفرق غنائية شبابية .
ومع حلول الليل تحول الميدان الى أحتفال كبير أختفي فيه ضجيج النهار حيث كانت الهتافات والصرخات بالشعارات تصك الأسماع ويتحول الجميع في الليل الى عروض الغناء الوطني والموسيقى وقراءات الشعر على تلك المسارح أوفي الخيام التي تجمعت فيها حلقات الشباب . فالحفاظ على زخم الثورة الشبابية فن يكون فيه الشعر والغناء زاد الروح التواقة للحرية والكل يردد أغاني مصر.

بيرم التونسي كان هناك
مع احدى المجموعات كان محمود بيرم التونسي حاضرا .. حاضر ا بشعره وتراثه الوطني .. فالعديد من الشباب رغم ان اكثرهم ولد بعد وفاتة لكنهم ورثوا شعربيرم التونسي واغانيه من ذاكرة الوطن :
هبط الجنيه من قمّته و المليونير : ضج و لطم
و لما تهبط ذمته الحزن ينساه و الألم
و لما تسقط حرمته يظن روحه محترم
عنده الجنيهات كل شيء و كل شيء غيرها عدم
أما الفقير قام و استجار و من الهلع قلبه انخلع
بايت يفكر .. ليل نهار ليرتفع سعر السلع
و اللحمه اهيه و الخضار أسعرها حتسوق الدلع
ياما الجنيه رخّص رجال و غَلىَّ أسعار الغنم
ولد الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 3 مارس 1893م، .. جده لأبيه كان تونسياً قدم إلى مصر سنة 1833م
عاش طفولته في حي الأنفوشي بالسيالة، التحق بكُتّاب الشيخ جاد الله، ثم درس في المعهد الديني ، توفى والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، فانقطع عن المعهد
، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته بائع الفجل التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة على الناس , وبعد هذه القصيدة انطلق بيرم التونسي شاعرا متحيزا للفقراء ينتقد الطلم والأستبداد .
أصدر مجلة المسلة في عام 1919م وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة. نفي إلى تونس بعد ان هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد ثم سافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء مرسيليا , وبعدها عاد لمصر ليعود الى ازجاله الثورية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك،
القي عليه القبض مرة أخرى وتم نفيه الى فرنسا وواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد، وأستمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه.
في عام 1932م تم ترحيله من فرنسا إلى تونس ق وهناك أعاد نشر صحيفة الشباب. بعدها قررت السلطات الفرنسية إبعاده عن سوريا إلى إحدى الدول الأفريقية لتستريح من ازجاله الساخرة .و في طريق الإبعاد تقف الباخرة التي تقلّه بميناء بورسعيد فيقف بيرم باكياً حزيناً ويستطيع بمساعدة احد الركاب النزول الى مدينة بورسعيد، ليعود الى أحضان مصرمرة اخرى , وحينما تربع الملك فاروق على عرش مصر صدر عفو ملكي عنه فعمل كاتباً في أخبار اليوم ثم في جريدة المصري و جريدة الجمهورية، واصبح محمود بيرم التونسي علما من اعلام الشعر السياسي و قدّم أعمالاً أدبية مشهورة، أغلبها أعمالاً أذاعية وغنّت له أم كلثوم عدة قصائد. وفي سنة 1960م منحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب. وإثرها حصل على الجنسية المصرية.وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة.وتوفي بيرم عام 1961 عن عمر يناهز 68سنة .
عتاب بيرم
ومن قصائده التي حفظها الناس واستعادتها ذاكرة الشباب قصيدة " عتاب " .. عتاب بيرم لهذا الزمن او عتابه على اولئك الذين يتسلمون السلطة والمسؤولية فيتركون الشعب للمهانة والجوع .. يقول بيرم لهم في بعض ابياتها :
ليه امشى حافى ،وانا منبت مراكيبكم
ليه فرشى عريان،وانا منجّد مراتبكم
ليه بيتى خربان ،وانا نجّار دواليبكم
هى كده قسمتى؟
الله يحاسبكم!
ساكنين علالى العتب،وانا اللى بانيها
فارشين مفارش قصب،ناسج حواشيها
قانيين سواقى دهب،ونا اللى ادور فيها
يارب ماهوش حسد
لكن بعاتبكم

أحمد فؤاد نجم :
كأنك مفيش .. لملم عيالك وغور
حينما نشرت قصيدة الشاعر احمد فؤاد نجم "كأنك مفبش " قبل أشهر حظيت بدوي اعلامي عبر الأنترنيت , لكنها اصبحت قصيدة الميدان من كثر ماقرأت خلال ثورة الشباب .. وكأن احمد فؤاد نجم كان يعلم ان بعد هذه القصيدة سينتصر الشباب و سيرحل مبارك .وسيلملم عياله وجماله وماله ويغور :
برغم إن صورك فـ كل الدواير
وكل المداخل وكل المحاور
ومليا الشوارع على كل حيط ..
مطنش علينا وعامل عبيط ..
كأنك مفيش ..
مسيِّب علينا عصابة حبايبك
فضايح وسرقة ونهب بسبايبك
مابين حزب نجلك .. وهانم جلالتك
وجيش الغوازي إللَّي داير يجاملك
وناملك وقاملك .. وحارسك وأمنك
شبعنا مهانه .. شبعنا لطيش ..!
وأنت .. مفيش !
قصائد السخرية السياسية اللاذعة انتجتها موهبة احمد فؤاد نجم وغناها شيخ امام كانت حاضرة في الميدان كأنه موجود في وسط جموع الشباب أو داخل الخيام في امسيات الثورة .. فعلى مسرح صغير كانت هناك مجموعة من الشباب تغني لأحمد فؤاد نجم .. وكان القيثار يحل محل العود ,كان المحيطين بالمجموعة يشاركون في الغناء قصائد "سيدي الرئيس " ”البتاع”، و" سلامة مرارتك " و “هنا شقلبان” و”صندوق الدنيا” و" أنا مصري " كانت تتردد شعرا او اغنية حيث يقول :
أنا مصرى أبن مصرى وليا الشرف
برغم المهانة برغـــم القرف
برغم الزبالة اللى مالية الشـوارع
برغم الفســاد اللى بيه أعترف
سمو معـــالى رئيس الوزارة
برغم إنى شايف بــلاوى وساكت
وعايش مطنش كـأنى كفيف
برغم وزارة رئيسهــــا حرامي
وشوفوا البجاحـة يقولوا : نظيف
ولد أحمد فؤاد نجم في محافظة الشرقية عام 1928 وهو ينتمي إلى عائلة نجم المعروفة في ارجاء مصر - لأم فلاحة من الشرقية وأب يعمل ضابط شرطة, وكان ضمن سبعة عشر ابن لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس لم يتعرف عليه ، التحق بعد ذلك بكتّأب القرية ولم يكمل دراسته . عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، وبعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد عاملا في ورش النقل الميكانيكي , حكم عليه بـ 3 سنوات بالسجن و تعرف هناك على أخيه السادس (على محمد عزت نجم) . وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة , وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن) وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.
بعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة "خوش قدم" وأرتبط به حتى أصبحا ثنائيا معروفا وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. وقد نجحا في إثارة الشعب وحفز هممه ا ضد الاستعمار و الديكتاتورية,وتعرضا من جديد الى السجن ,
قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون: إن فيه قوة تسقط الأسوار، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية". في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء!
الأبنودي وقصيدة الميدان
كانت قصيدة ( الميدان ) معلقة ميدان التحرير مع المعلقات الأخرى لشعراء العامية المصرية الكبار .. فهي ( جت في وقتها ) كما قال الكثير من الشباب الذين قرأوها لبعضهم البعض .. وقصيدة الميدان كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي :
أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز
ممدودة وسط الزئير بتكسّر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز
ردد المعتصمون بميدان التحرير قصيدة "الميدان " واشعار اخرى لللآبنودي , فهم يعرفونه . والبعض يحفظ اشعاره التي تحمل رائحة الريف والقصب والطين .. فيها روح مصر التي ظلت تطوف ليل نهار في سماء ميدان التحرير .. فالشعر الجميل يجعل الوطن قمرا مضيئا في عيون المحبين .. ردد البعض منهم كثيرا مقاطع منها:
شباب.. كإن الميدان أهله وعنوانه
ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو
خدوده عرفوا جمال النوم على الأسفلت
والموت عارفهم قوي وهمّا عارفينه
لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان عمره ما يتحاصر
ولد عبد الرحمن الأبنودي عام 1938م في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً، وانتقل إلى مدينه قنا حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها. متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان. كتب الكثير من القصائد الوطنية الممنشورة والمغناة من قبل كبار المطربين والمطربات , من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد. ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.له اكثر من عشرين ديوان شعري وقصائد وأغاني وطنية حفظها الكثير من الجمهور . غنى له عبد الحليم حافظ :عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل . وغنى له محمد رشدي: تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوى. وغنت له مطربات اجمل القصائد الغنائية .
وحصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية.
مصر كما رسمها صلاح جاهين
مع الأخرين من شعراء مصر كان صلاح جاهين حاضرا في ذاكرة بعض الشباب .. لأن مصر كما رسمها صلاح جاهين قبل اكثر من ربع قرن ظهرت صورتها الجميلة كما هي في ميدان التحرير , في وجوه هؤلاء الشباب وفي عيونهم التي تبرق بالحب لمصر وبالغضب على الحكام الفاسدين وبالأمل لحياة قادمة افضل مما كانت.. مصر كما رسمها صلاح جاهين كانت اغنية على السنة الكثير من شباب الميدان :
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المشهور بـصلاح جاهين في (25 ديسمبر 1930 – وتوفي في 21 إبريل 1986 م) في شبرا بالقاهرة وكان شاعرا ورساما وفنانا في رسم الكركتير وممثلا . درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.أنتج العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا وفيلم عودة الابن الضال، عمل محررا في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير في مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الاهرام. كتب السيناريو للعديد من الأفلام .
إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات التي كان يحفظها معظم معاصريه عن ظهر قلب. هذه الرباعيات التي لحنها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجاروالتي مازالت في الذاكرة المحكية :
أنا شاب لكن عمرى الف عام
وحيد لكن بين ضلوعى زحام
خايف لكن خوفى منى انا
أخرس لكن قلبى مليان كلام
عجبى!!!
يا باب يا مقفول ... إمتي الدخول
صبرت ياما و اللي يصبر ينول
دقيت سنين ... و الرد يرجع لي : مين ؟
لو كنت عارف مين أنا كنت أقول
عجبي !!!
و من قصائده المميزة قصيدة على اسم مصر وأيضا قصيدة تراب دخان التى الفها بمناسبة نكسة يونيو 1967. وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
كانت حركة الضباط الاحرار وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام لجاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله، حيث سطر عشرات الاغاني. لكن هزيمة 5 يونيو 1967م، أصابته بكآبة. هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية و يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر..
اهو ده اللي صار في الميدان
اهو ده الي صار في الميدان . بحت اصوات الشباب من كثرة الهتاف والغناء والقصيد .. فناضلوا وصبروا وأنتصروا .. "اهو ده الي صار وده الي كان" كما تقول الأغنية التي كانت كثيرا مايسمعها الشباب المرابطون في ميدان التحرير .. من الأغاني الخالدة التي كتبها بديع خيري ولحنها فنان الشعب سيد درويش وغنتها الفنانة الكبيرة السيدة فيروز :
اهو ده اللي صار
وادي اللي كان
ملكش حق تلوم عليا
تلوم عليا ازاي يا سيدنا
وخير بلدنا مهوش في ايدنا
قولي عن اشياء تفيدنا
و بعدها بقي لوم عليا
مصر يا ام العجايب
شعبك اصيل والخصم عايب
خلي بالك من الحبايب.
دولا انصار القضية
**** ** ***

م ن ق و ل

بالاضافة لروح المحبة والاخوة التى افرزها ميدان التحرير

فقد افرز ايضا مجموعة من القصائد الشعرية فى حب الوطن

والحماسة لم نشاهدها من فترة ليست بالقليلة .وكان للميدان

اكبر صدى من خلال الشعراء والادباء الذين تواجدوا فيه

شكرا ام شروق على هذه المقتطفات الشعرية الجميلة من

قلب ميدان التحرير .

موضوع في قمة الروعه والله يا ام شروق
استني عليا بقي لما اجهز رد محترم يليق بيه
لان ليا تعقيب في نقطتين عاو افتح فيهم نقاش عام

فى الانتظار يا عبقر

ان شاء الله

» برنامج فى الميدان (متجدد)
» هنا الميدان مسجد كنيسه وبرلمان
» خطة الإخوان لحرق مصر وتوزيع المنشورات في الميدان
» بلال فضل فى الميدان ولقاء مع الرئيس المخلوع ...كوميدى
» قنوات ما بعد الثورة.. محطات (الميدان) تواجه فضائيات (الفلول)