هذه القصةتدور حول رجل ذهب إلى قرية من القرى التركية النائية, وعندما وصل إلى القرية, استقلسيارة ليتنزه, وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتا جميلا من طابق واحد وقد تجمهر حولهعدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية. . فقال للسائق بيت من هذا؟فوجد السائق يتذمرويقول: بيت الزفت السافل ربناياخده!! إنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شئونالقرية . .
فقال الرجل: وما أسمه؟ . . فقالالسائق: ليذهب إلى الجحيم هو وإسمه . . إننا ننعته بالرجل السافل الحقير . . سافلبمعنى الكلمة.
وأندهشالرجل, فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق فكيف ينعت الرجل هكذا بأبشعالصفات!. وفي مساء نفس اليوم, جلس الرجل فيالمقهى الرئيسي للقرية وتحدث مع صاحب المقهى قائلا: ما رأيك في الرجل الموظف الذييرعى شئون قريتكم؟ . .
فبصق صاحب المقهى وقال: سافل حقير. .
قال الرجل بفضول: لماذا؟ . .
قال له: أرجوك, لا تفتح سيرة هذا الرجل إنه حقير حقير حقير, لا تعكنن مزاجي في هذه الأمسية بهذا السافل. وظلالرجل يسأل كل من قابله من أهل القرية نفس السؤال, ولا يتلقى سوى نفس الإجابة (الحقير المنحط أسفل السافلين(عندهاقرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوهبكل هذه الأوصاف.
ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق, فوجد الرجل واقفا وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين والرجل يضمد له جروحهويعالجه ويمسح الجروح بالقطن وبجواره ممرضته والتي كانت تعمل بكل همة مع الرجللتطبيب ذلك الفلاح.
إندهشالرجل وسأله: أأنت طبيب؟ فقال له لا.
ثمدخلت بعد الفلاح فلاحة شابة تحمل طفلا أعطته إياه, فخلع الرجل ملابس الطفل وصرخ فيأمه: كيف تتركي طفلك هكذا, لقد تعفن المسكين. ثم بدأ بغسل الطفل ولم يأنف بالرغم منرائحته الكريهة وأخذ يرش عليه بعض البودرة بحنان دافق وهو يدلل الطفل.
ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعةأرضه, فقدم له شرحاً وافيا لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح. .
ثم إنفرد بأحد الفلاحين, ودس في يده نقوداً وكان الفلاحيبكي وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعه وقال: المسألة ليست في العلاج فقط, الطعامالجيد مهم جداً.
بعدذلك جلست مع هذا الرجل وأحضرت ممرضته, والتي هي زوجته, الشاي وجلسنا نتحدث- فلم أجدشخصاً أرق او أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً.وعاد الرجل ليركب سيارته وقالللسائق: لقد قلت لي أن هذا الرجل سافلً . . ولكنني قابلته هو وزوجته ووجدتهماملاكيين حقيقيين, فما السيئ فيهما ؟! قال السائق: آه لو تعرف أي نوع من السفلةهما؟!
قال الرجل في غيظ: لماذا؟!
قال السائق: قلت لك سافل يعني سافل وأغلق هذا الموضوع منفضلك. هنا جنجنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها, وسأله:هل ذلكالموظف المسؤول عن القرية يسرق؟!
فأجابهالمحامي: لايمكن, إنه هو وزوجته من أغنى العائلات . . وهل في هذه القرية ما يسرق؟!
فسأل الرجل: هل تعطلت الهواتف فيالقرية بسببه؟!
فقالالمحامي: كانت الهواتف كلها معطلة, ومنذ أن جاء هذا الحقير تم إصلاحها واشتغلت كلها .. . فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي: طالما أن أهل القرية يكرهونه ويرونهسافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين؟! فأخرج المحامي دوسيهاً ممتلأً وقال: تفضل . . أنظر . . آلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله وسيظل هذا السافل كاتماًعلى أنفاسنا.
قرر الرجل أن يترك القرية بعد أنكاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئا.ً
وعند الرحيل, كان المحامي فيوداعه عند المحطة وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله: هناك شيئاأود أن أخبرك به قبل رحيلك . .
عموميا جيدا ونرتاح إليه ويرتاح إلينا تبادر الدولة فورا بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به . . وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي كلما احتفظ المسؤولون به . . ولذا فنحن جميعاً قد إتفقنا على أن نسب هذا الموظف وننعته بأبشع الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنه, ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته, ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القرية . . وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام . . آه . .. لو تمكنا من أن نوفق في إبقائه أربعة أعوام أخرى, ستصبح قريتنا جنة