الإيمان والمحن/ايمن الجندى

بالأمس، عرضتُ رسالة السيدة - شفاها الله - التى ابتلاها الله بالمرض، وطرحتُ سؤالاً عن علاقة الإيمان بالمَحن، وهل يُكْسب الالتزام الإنسان حصانة ضد نكبات الحياة؟ والحقيقة أننى كنت أتحيّن الفرص للكتابة عن هذا الموضوع المهم لما لاحظته من لبس شديد فى فهم هذا الأمر الذى يبدو لى بدهياً للغاية، ولكنه يلتبس على ناس أكمل منى عقلاً وإيماناً. يعتقدون أن الطاعة تكفل لهم حياة هادئة خالية من الابتلاءات العنيفة، ولا أدرى لماذا يفكرون على هذا النحو، مع أن استنباط القرآن وأحوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) يؤدى إلى عكس هذا الاعتقاد بالضبط!

والمشكلة الكبرى أنه حينما يصطدم الواقع بهذه الأمنيات فإنهم يهتزون أيّما اهتزاز، وربما انتابتهم الشكوك فى صميم الدين، مع أن الدين برىء من هذه الأفكار. ولعلها مناسبة جيدة أن ننبه إلى ضرورة الحذر فى الخطاب الدينى وما يستطيع الداعية أن يعد به جماهير المؤمنين، لأنه إذا كان المرشح النزيه يحرص على ألّا يُضمّن برنامجه الانتخابى إلا ما يستطيع الوفاء به، فإن أهل الدين أولى بالحرص والحذر، ليس فقط بداعى النزاهة، ولكن حرصاً على مصداقية الدين فى قلوب معتنقيه.

.................

لم يعد القرآن قط المؤمنين بالسلامة من الأمراض والمحن، بل ربما كان العكس هو الصحيح. لقد بشرهم القرآن بكثير من المحن القادمة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)/ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)/ (لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ)/ (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).. وعشرات من الآيات يضيق المقال باستيعابها.

الالتزام مقابلُه الجنة، وعلى الأرض تجرى الأسباب والمسببات، يمرض المؤمنون، ويجوعون، ويفقدون أبناءهم، ويُبتلون بالمرض الشديد. لو كان الإسلام يعطى الضمان لكان الرسول أولى بذلك. لقد عانى الجوع الشديد، والفقد المرير، مات أبوه قبل ولادته، وماتت أمه وهو فى السادسة، ومات جده وهو فى التاسعة، وحين كبر وتصور أن الحياة صفت له، توفى أبناؤه الذكور تباعاً: القاسم، والطيب، وعبدالله، ثم توفيت زوجته الحبيبة خديجة التى ظل يبكيها حتى آخر العمر، وعمه أبوطالب الذى رباه وحماه، كلاهما مات فى عام واحد سماه «عام الحزن». ثم ماتت ابنته رقية لحظة انتصاره فى بدر، فلم يدر أيفرح للنصر أم يحزن للثكل؟! ثم لحقتها ابنته أم كلثوم، فابنته الكبرى زينب، فابنه إبراهيم الذى رُزقه على كبر وتعلّقت به آماله. حدث كل هذا له، وهو الرسول المُجْتبى.

وما كان رسولنا الكريم بِدعاً من الرسل، فهذا نوح ابتلاه ربه بغرق ابنه على الكفر أمام عينيه، وهذا إبراهيم أمره الله بذبح الولد، وهذا أيوب ابتلاه الله بالمرض. قال (صلى الله عليه وسلم): «أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل».

إذن فالدنيا دارُ اختبار، فلا النعم دليل على الرضا، ولا البلاء دليل على السخط، بل كلاهما امتحان، تُصحح ورقته يوم القيامة.

كما يُقال دوما المؤمن مصاب وهذا حقا ما يحدث وليس عكس

فالابتلاء نعمة ومنحة ربانية حتى ان بعد الصالحين كان يشعر

بالضيق ان لم يصبه الله بأبتلاء يرى فيه ان الله يمتحنه بذلك

الابتلاء ولكن للأسف الشديد هناك اُناس يعبدون الله على حرف

فأن اصابتهم سراء فبها ونعمة وان اصابتهم ضراء انقلبوا على

اعقابهم وضاقت بهم الارض بما رحبت بل ان الامر من الممكن

ان يصل الى الاعتراض على حكم الله اعاذنا الله والجميع من ذلك

ولكن المؤمن الحق هو الثابت على دينه مهما حدث فرسولنا الكريم

صلى الله عليه وسلم خير مثال نزلت به المحن والابتلاءات منذ

كان طفلا صغيرا وحتى موته مات صلى الله عليه وسلم بعد ان

اصيب بمرض شديد فلنا فيه اسوة حسنة لمن كان يرجو الله

واليوم الاخر .شكرا ام شروق على الموضوع القيم والشكر

موصول لكاتب المقال الدكتور ايمن الجندى

شكرا زهره

لنقلك الينا هذه السلسله الرائعه للاستاذ

ايمن الجندي

بالفعل هذه مشكله نراها سائده في افكار بعض الناس

لال وهي الاعتقاد انه مادام الانسان يواظب علي الطاعه والعبادات....اذن هو خارج

اطار المصائب والابتلاءات...وهذا فهم خاطئ كما قال الكاتب
..............

ابو جمال

سعيد

الدنيا دار ابتلاء

وكل ميسر لما خلق له

ثبتنا الله على تحمل المحن وخلصنا من شرورها على خير

» روعة القرآن /ايمن الجندى
» ايمن الجندى يكتب عن الشيخ صالح الجعفرى
» الاستاذ/ ايمن العارف
» رسالة من مبارك‏!‏/ايمن المهدي
» من يتذوق طعم الإيمان