وسائل الإفساد لا وقائع الفساد

أيمن الجندى

سيدى القاضى، وأنت فى مقام القضاء، على خطا الأنبياء، تحمل عبء الحكم بين الناس، وتمسك بأطراف الحياة الإنسانية، تطويها أو تبسطها، تنقضها أو تتركها، خلفك العدالة معصوبة العينين، وفى يدك مطرقة القدر، تهوى بها على قلوب الغافلين، وأولهم قلبى أنا، تُذكّرنا بهوان الحياة، وبعبث ركضنا المحموم خلف الأمانى المُلوّنة، وسراب يحسبه الظمآن ماء.

وهل كانت محاكمة مبارك إلا محاكمة للحياة ذاتها! زادها قليل وإن كثر! وخطرها عظيم وإن صغر! وأملها قصير وإن طال. نهارها قصير، وليلها طويل، وفجرها كاذب.

يزعجنى أننا نتعامل مع هذا الحدث الجليل، الذى تهتز له السماوات، بخفة وبسطحية. فتتم الآن عملية مُمنهجة لشيطنة مبارك، وكأنه لم يعمل حسنة واحدة! كما كانت تتم سابقاً عملية ممنهجة لتقديس مبارك، وكأنه لم يقترف سيئة واحدة! وبين «الشيطنة» و«التقديس» تضيع الحقيقة! وتضيع الفرصة فى التفكير بالتنوير والحياة بكرامة.

المحاكمة يجب ألّا تكون لـ(وقائع الفساد)، وإنما لـ(وسائل الإفساد)! فمبارك الذى تولى الحكم فى البداية - حسب معاييرى لاحترام البشر - كان يستوجب الاحترام وقتها. القاعدة عندى أن كل من يأكل لقمته بعرق جبينه، ويعمل بشرف، يستوجب الاحترام عندى. ومبارك عاش حياة جادة، مليئة بالكفاح والعرق، طالبا مُجدّاً، ثم ضابطاً أنفق شبابه فى الحروب والخنادق، ثم قائداً للقوات الجوية.

إذاً فالسؤال الحقيقى يا سيادة القاضى يجب أن يكون كالتالى: «كيف تحول مبارك، الذى كان يتمنى أن يخدم بلاده، ويعرف أوجه القصور لديه، ويفتح عينيه جيداً، ويستمع لكل الناس، إلى طاغية ديكتاتور لا يسمع إلا صوت نفسه، ولا يهتم إلا بمصلحة أولاده؟!».

السؤال الأهم هو: «من منا يستطيع ألّا يكون حسنى مبارك فى موقعه، مع وجود هذه البيئة الثقافية التى تنجب الطغاة، ابتداء من المنافقين والمطبلين والمنتفعين والخانعين إلى علماء السلطان! هب أن البرادعى أو العوا أو حمدين صباحى كانوا فى مكانه، ثم تعرضوا لهذه الإغواءات، ألم يكونوا- فى الأغلب- سيتحولون فى النهاية إلى حسنى مبارك؟!».

إنه الوباء القديم! حينما صوّرت له الحاشية أنه قد أحكم قبضته على الدنيا. حينما هيمن عليه إحساسه بالقوة والعظمة. حينما شعر بأنه يسود ويعلو، ويملك زمام الأمور. وفى المقابل ازدادت شراسة المحيطين به، والمنتفعين منه، فى السلب والنهب والتجريف، وحينما سقط تخلوا عنه، وكأنما يأبى الله إلا أن يُرينا تخاصم أهل الظلم فى الدنيا قبل الآخرة.

حسنى مبارك ليس المُتهم الوحيد. كل من ألّهه وقدّسه، كل من نافقوا ودلسوا، كل من فصّل له القوانين حسب هواه، يجب أن يزجوا جميعاً فى القفص نفسه. لا يمكن أن تحاكم حسنى مبارك ولا تحاكم حاشيته. لا يمكن أن تحاكم حسنى مبارك ولا تحاكم إعلامه. لا يمكن أن تحاكم حسنى مبارك ولا تحاكم شيوخه وقساوسته.

هذا أوان الصدق مع النفس: كلنا مُدانون فى محكمة الضمير، وليس فقط حسنى مبارك

اتفق كل الاتفاق مع الدكتور ايمن الجندى فيما قال فأنا ارى انه

من الظلم ان يتم محاسبة مبارك وحده ولكن يجب ان يتم محاكمة

كل من ساعده على ظلمه وكل من صور له الحرام حلال وكل

انسان استفاد من نظام مبارك بالنفاق والتدليس والاعلام اول من

وجب وضعه فى القفص فقد صور له دوما ان الحق باطل

وان الباطل هو الحق المبين لذا وجب علينا ان نحاكم الجميع

بلا استسناء لأنهم هم من حولوا مبارك من بطل الى طاغية من

رجل كان يحب بلاده الى رجل يحب نفسه واولاده وفقط

شكرا ام شروق على المقال القيم والشكر كل الشكر لصاحب

المقال الجميل الدكتور ايمن الجندى

شكرا زهره

عندما يفسد الراعي...فلابد ان تفسد الرعيه

اذن هو سبب كل بلاء وكل مصيبه احلت بشعب مصر

ليس معني هذا ان البقيه قديسون

ولكن هو صاحب النصيب الاكبر من الفساد والافساد
................

ايوه يا ابو جمال

بس انا اتفق مع الدكتور الجندى وسعيد

لكل ملك بطانه وبطانة السوء هى من الهت مبارك واعانته على الظلم والفساد

ونحن بشر نخطىء ونصيب اذا اخطأنا ولنم نجد لنا رادعا او ناصحا فسوف نتمادى

شكرا ابو جمال

شكرا سعيد

» من وقائع الحياة اليومية
» وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك
» هل الفساد في مصر في الحكومة فقط
» فيها طواغيت الفساد فمن أنا
» وقائع اغتيال الثورة بــ‏ 200‏ مليون دولار .. وتحية لفايزة ابو النجا