بركة الرسول

موضوع: بركة الرسول الأربعاء أغسطس 17, 2011 2:14 pm

بقلم: د. أيمن الجندى

كنت شاهداً على هذه القصة الجميلة، أحكيها لكم كما عايشتها خطوة بخطوة، لتعلموا أن خلف جدران هذا الكون المادى ملكوت روحانى مفعم بالأسرار، التى لا يفهمها أو حتى يعرف بوجودها إلا من حلّت عليه البركة.

اسمه حازم، صافى السمرة، وديع العينين، وجهه أقرب إلى الاستدارة، بملامح طيبة معجونة بالسماحة المصرية، يألف ويُؤلف. لا أذكر أنه أغضب أحداً، أو أساء إلى أحد. ينحدر من والدين طيبين ينفثان فى روعك أن الدنيا بخير، والقلق لا مبرر له، والصراع لا طائل منه، ركضٌ خلف السراب.

ومرت الأيام كما لابد أن تمر، كان متوسط المقدرة الدراسية، لم يكن من النابغين أو أوائل الدفعة. تخرجنا معاً فى كلية الطب، وتسلم كل منا وظيفة «طبيب مقيم» فى المستشفى الجامعى، لم تفتر الصداقة بيننا أو تبعدنا الأيام عن بعضنا. ثم ركضت السنوات مرة أخرى، وكأنها قطع سحاب تسوقها رياح متعجلة، وانتهت فترة طبيب مقيم بخيرها وشرها، وتم تعيينى مدرساً مساعداً، فيما لم يحدث الشىء نفسه له.

وجد نفسه بلا عمل، كان مذعوراً ككتكوت وحيد، وجد نفسه فى عرض الطريق فجأة، وسط السيارات المسرعة، مطلوب منه أن يبحر فى المجهول، دون وظيفة ثابتة أو عمل مستقر، شىء أبعد ما يكون عن ثقافتنا نحن أبناء الموظفين، الذين اعتدنا أن نسير فى طريق مرسوم، وفى خبرتنا المحدودة كان المجهول والضياع مُتَرَادفين.

كنت أحيا مأساته، وأتخيل نفسى مكانه، لن أطيل عليكم، فعلنا كل ما فى وسعنا من أجل تعيينه بلا فائدة، أُغلقت الأبواب فى وجوهنا، واستسلم صديقى للأمر الواقع، وذهب للعمل فى أحد البلاد العربية. مر العام عليه كدهر من حزن. البلدة تقع على قمة جبل، وكلما فتح النافذة شاهد الضباب الكثيف يغلف قمم الجبال، فيزداد شعوره بالغربة والوحشة الكاملة.

فى نهاية العام عاد يائساً من كل شىء، من قدرته على العودة للغربة، من العمل المستقر بمصر، اختنق صوته بالبكاء وهو يخبرنى بأن الدنيا تبدو له صحراء تخلو من الواحات.

<p>وفجأة، وفى اليأس المطبق، شاهدت أمه الطيبة الرسول
صلى الله عليه وسلم فى حضوره الأبهى، واللبن يتساقط من أنامله الشريفة، ثم مسح الرسول (صلى الله عليه وسلم) على رأس صاحبى، واستيقظت من النوم.

قال شيخى الصوفى إن بركة عظيمة فى العلم (اللبن) ستصيب صديقى لا محالة. لا أريد أن أُطيل عليكم، بتوفيق من الله أتيحت له بعدها فرصة العمل بمستشفى ذى سمعة عالمية.

ورتبت له الأقدار أن تُتاح له فرصة نادرة ليتشرب المهنة. وحلت البركة النبوية عليه فتبدلت أحواله تماما. وإذا بصديق الصبا، متوسط القدرات الدراسية، يتحول إلى نابغة عبقرى فى مجاله، يقصده المرضى من كل مكان. خصوصا وقد ازدان علمه المُكتسب بوداعته الطبيعية.

وتمضى الأيام وكلما تلاقينا تذاكرنا هذه الرؤيا المباركة، قطرات اللبن التى تساقطت من أنامله الشريفة، صلى الله عليه وسلم، لتفيض عليه بركةً ونعمةً وعلماً.

صلى الله وعليه وسلم هو من قال من رأنى فقد رنى حقا

وهى بشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا العبد

الذى تبدل حاله بأمر الله وبشرى من رسوله .شكرا ام شروق

على الموضوع القيم

اللهم صلي وسلم وبارك علي اشرف الخلق نبي الحق

ما اروع ان تكون علامة ان تفتح لك الدنيا ذراعيها ويمن

الله عليك بكرمه ورزقه الحلال هي رؤية لاحب خلق الله

علينا واقربهم الينا وارحمهم بنا نبينا محمد صلي الله عليه وسلم

شكرا ام شروق علي هذا الانتقاء المميز كالعادة

رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لا تأتى الا باليمن والبشر

لا حرمنا الله وإياكم من طلعته البهية ورضاه عنا

شكرا سعيد

شكرا أستاذ ايمن