رسالة الى الاحفاد

بقلم: د. أيمن الجندى

إلى أحفادى المحتجبين خلف حجب الزمان، القادمين بعد مئات السنين. أفسر لهم ما حدث فى العام الحادى عشر من القرن الواحد والعشرين. لا أدرى هل ستصلكم كلماتى؟

هل سيحفظها التاريخ لكم؟

هل سيعثر عليها باحث مجهول فيملأ الدنيا باكتشافه الخطير!

آه يا حفيدى القادم بعد مئات السنين. هل تصدق أنه كان فى فلسطين المباركة، مهد الأنبياء ومبعث الرسالات السماوية، أرض الزيتون والبرتقال وأسراب الحمام الأبيض، كان يوجد كيان غاصب اسمه « إسرائيل»!.

إسرائيل يا أحفادى جسم دخيل مزروع فى المنطقة، تحاربه أجهزة المناعة الطبيعية من لغة وعرق وثقافة ودين. زرعوها فى منطقتنا من أجل عبقرية المكان وتأمين إمداد المجرات الكونية من البترول المختبئة تحت رمال الصحراء. (نعم يا أحفادى كانت المركبات تتحرك فى زماننا باستخدام سائل لزج اسمه البترول).

كانوا لا يصدقوننى حينما أقول لهم إن الشمس تأفل وتغرب، والليل والنهار يتعاقبان، وأنه سوف يحدث حتما اختراق علمى فى مجال الطاقة يزيح النفط عن عرشه. وقتها ستفقد إسرائيل سبب وجودها، وتنطوى إلى بضعة سطور فى كتب التاريخ. كانوا لا يصدقونى حينما أؤكد لهم، أن جيلى أو الجيل القادم على الأكثر، سوف يشهد تفكك هذا الكيان الدخيل. ويضحكون حين أقول إن أحفادنا لن يفهموا كيف أن بضعة ملايين قد أنهكوا أجدادهم الذين يُعَدّون بآلاف الملايين! لأحفادنا القادمين بعد مئات السنين أفسر لهم هذا اللغز: كنّا كثير ولكننا غثاءٌ كغثاء السيل.

كنا نهاب إسرائيل لأن الحروب كانت تجرى فى زماننا بالأزرار. ضغطة على زر واحد تحمل الهول والويل والموت للملايين. وإسرائيل يا أحفادنا كانت تجيد لعبة الجيوش. هى لم تكن إلا الوكيل الحصرى للأمة الغربية الغالبة، القناع المخادع الذى تختبئ خلفه المطامع الإمبراطورية بوجهها القبيح.

انتصرنا مرة واحدة وهُزمنا عدة مرات. لأننا لم نكن نزرع غذاءنا ولا نصنع سلاحنا. والغرب الذى كان يُسلّحنا هو ذاته الغرب الذى زرع إسرائيل! ولم يكن معقولا أن يمنحونا السلاح الذى نهزم به ربيبتهم. لذلك كانت حروب الجيوش لعبة لهم ووبالا علينا. نمنا طويلا على أنه الجيش الذى لا يُقهر، حتى جاء العام السادس من القرن الحادى والعشرين.

والذى حدث وقتها يا أحفادى أن مجموعة صغيرة مقاتلة، لا تكاد تصل أعدادها إلى أعداد كتيبة من أى جيش نظامى، بأسلحة شبه بدائية، حاربوا فى جنوب لبنان، حرب عصابات. مواجهات رجل لرجل، فإذا بالجيش الذى لا يقهر ينهزم، ويولى الأدبار! فأفقنا من أوهامنا، وعرفنا أننا كنا أسرى ظنوننا فيهم، وأننا قادرون على أن نذيقهم الويل، لو اشتبكنا وجها لوجه، وامتنعت الخيانة فى صفوفنا، وأُطلقوا العنان للمجاهدين.

نحن يا أحفادنا قوم نحب الموت كما يحب أعداؤنا الحياة. هذه خصيصة من خصائصنا لم تتغير ولن تتغير عبر السنين. لا أريد أن أُطيل عليكم: أعدنا اكتشاف ذاتنا، وقوتنا التى أخفوها عنا، فأدركنا أننا لهم، وكانت بداية النهاية لإسرائيل.

اسلوب اكثر من رائع من الدكتور ايمن جندى ومن هو مثلك

سيحفظ التاريخ كلماته ان شاء الله وهناك حقا الامور الغريبة

التى يجب ان نشرحها لأبنائنا من الان وقبل ان يتم تزوير

التاريخ كالعادة ويجب ان يعوا حقيقة اسرائيل وكيف تم زراعتها

لعمل توازنات فى المنطقة ويجب ان يكون لدينا اعتقاد راسخ

بأن اسرائيل على مشارف النهاية .شكرا ام شروق

» رسالة الي اب
» رسالة من شعب الأطياف
» رسالة إلى أبى
» رسالة الى داد
» رنة رسالة الصعايدة