أم عاطف

ايمن الجندى



(الخبر: تشاجر الزوج مع زوجته لأنه لا يرتاح لمجىء امرأة فقيرة اسمها «أم عاطف» تساعدها فى تنظيف المنزل. وبالفعل استغنت عنها الزوجة مُرغمة تحت إصراره. فيما بعد مرّ نفس هذا الزوج بظروف سيئة لكنه لم يربط قطّ بين الأمرين).

<P style="TEXT-ALIGN: justify">


■ ■ ■



نكتب ونكتب. فى الصباح نكتب، وفى المساء نكتب. عن اليمين نكتب وعن الشمال نكتب. لا نكفّ عن الكتابة. حُمُولاً نحملها، أثقالاً نرفعها. أنا الملاك المُوكل بك، المُطّلع على أحوالك. أعرفك أكثر مما تعرف نفسك. وأحبك أكثر مما تحب نفسك. أيها الآدمى التعس، عدو نفسك.



أشعر بالحزن عليك والخوف من مصير مُكفَهرّ ينتظرك. لكن غير مسموح لى بالتدخل. مكتوبٌ علىّ أننى الوحيد الذى لا يستطيع الظهور لك. فقط أُوحى إليك بأفعال الخير، أو أنهاك عن فعل الشر، كالشر الذى تنوى أن تصنعه الآن. أنا لا أعرف الغيب ولكنى أعرفك. لا أستطيع التنبؤ لكننى أفهمك. أنا الذى رافقتك منذ مولدك حتى مماتك.



أعرف أنك ستدخل منزلك، ستستاء من وجود هذه المرأة الفقيرة «أم عاطف». وأعرف أيضا أنك ستتجهم وستلزم غرفتك. وستشعر المرأة بنفورك منها ومضايقتك. لكنها قليلة الحيلة لا تدرى ماذا تفعل لإرضائك. وبعد أن تغادر البيت مكسورة الخاطر ستفتعل مشاجرة مع زوجتك، وستعلنها بقرارك النهائى «أنت لا تريد هذه المرأة فى منزلك مرة أخرى». ستحاول زوجتك أن تثنيك برفق عن قرارك. لكنها- مضطرةً- ستذعن لإرادتك. لكنك- أيها الآدمى التعس- لا تعرف أى ثمن باهظ ستدفعه. لأنك لا تفهم القوانين المرهفة التى تحكم عالم الغيب ويتحدد على ضوئها مصيرك.



■ ■ ■



مكتوبٌ فى صحائف الغيب أنك محمولٌ على هذه المرأة، تُرزق من أجلها، وتُستر من أجلها. فإذا تخليت عنها حقّت عقوبتك. حينما غادَرَتْ بيتك كسيرة الخاطر صار محتوما أن يُكْسر خاطرك. أيها المسكين سوف تنهار دنياك رأسا على عقب. ستخسر الكثير لكنك لن تربط وقتها بين الأمرين لأنك نسيت! والله لا ينسى.



ستشعر بتأنيب الضمير، ولكن كبرياءك ستمنعك من التراجع. ستبرر لنفسك بأنك لم تظلمها وأنك حرٌ فى مالك. أتظن أيها المسكين أن مالك هو مالك وقوتك هى قوتك؟ أتظن أيها المخدوع أنك تمنح وتمنع، وتُعطى وتَقبض؟ قوّتك أيها الآدمى مُستعارة. أنت فى حقيقة الأمر عالة على الله مثلها. الفارق أن ضعفها ظاهر وضعفك مستتر.



■ ■ ■



أعرف ما سيؤول إليه مصيرك، ولا أستطيع أن أتدخل. فقط أكتب وأكتب. أحزن وأنا أكتب. أبكى وأنا أكتب. تنهمر دموعى مدرارا، لكنى لا أستطيع أن أمحو شيئا أو أتوقف عن الكتابة. الله وحده هو الذى يمحو الكتابة، أو يبدل السيئات حسنات. يقضى بما شاء لمن شاء كيفما شاء. ولا نجرؤ أن نُعقّب أو نسأل لماذا! كل ما نستطيعه أن نرفع صلاتنا إلى إلهنا وخالقنا: «رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ».

سبحان الله قدر للخلائق ان يكون فيهم الغني والفقير القوي والضعيف العالم والجاهل

حتي تسير الدنيا في مسارها الصحيح فلو لم يوجد الفقير لما عمل احد واكتفي الجميع

بالمال الذي يملكونه ولكن وجود الفقر يجعل الفقير يعمل ويكد ويطلب من الله ان

يعينه ويكرمه كما اكرم عباده الاغنياء ووجود الغني الغرض الاساسي منه هو

شكر الله علي هذه النعم والمحافظة عليها وصرفها في طاعته ولكن رغم هذه

الحكم الالهية التي نظمها الله نجد اناسا يجحود بنعم الله عليهم ويحتقرون

من هو اقل منهم ويعتبرونهم وباء لابد من القضاء عليه ونسي هؤلاء

انه لولا فضل الله عليهم لكانوا مكانهم او اسوأ حالاً منهم فلا بد

ان يعطف عليهم ويكون سببا في سعادتهم ورضاهم ولا يكون سببا

في شقائهم وسخطهم فاذا كان كذلك فحق عليه انتقام العزيز

الجبار في الدنيا قبل الاخرة اذا لم يتب ويرجع عليه

ويندم علي ما فعل في حق هؤلاء الابرياء اللذين لا حول

لهم ولا قوة .

شكرا ام شروق علي هذا الانتقاء الرائع

سعيدالعارف الضبع كتب:

من الممكن ان يرزقك الله من اجل انسان اخر انت

تعطف عليه او تعطيه من مالك .فالرزق بيد الله

يعطيه من يشاء وللسبب الذى يريده وكما قال

الدكتور ايمن انت أيضا عالة على الله ولكنك

عالة مستتر وهذا هو الفرق بينك وبين هذه

المرأة المسكينة وعندما تقطع عنها الرزق

سينقطع عنك ايضا لأن لها نصيبا فى رزقك

هذا وانت منعته عنها فمنعه الله عنك .شكرا

ام شروق على المقال الرائع والشكر كل الشكر

لكاتب المقال الدكتور ايمن الجندى

الناس للناس من بدو ومن حضر



بعض لبعض وان لم يشعروا خدم



كلنا خدم لبعضنا البعض وان كان الامر مستترا



والزق كله من الله



شكرا سعيد

عبد الفتاح عبد الشافي كتب:

الحمد لله رب العالمين

ان هذا الاحساس لا يفارقني ابدا مع انه من الفروض ان لا يتكلم الانسان

في هذا الشأن ..اي شأن مساعدة الناس

ولكن الموضوع المفتوح الان هو من جعلني قد ابوح ببعض الشئ

دائما وابدا طالما تعودت ان اساعد احدا ....ينتابني شعور قوي انني لو توقفت عن المساعده

فان الله سبحانه وتعالي سيتوقف عن مساعدتي ...واري هاجسا بداخلي يقول ان هذا المال

ليس مالك وحدك او رزقك وحدك ...ولكن هذا رزق فلان وقلان ارسله الله اليك ليختبرك

هل ستكون امينا وتؤديه الي اهله ؟؟؟...ام ان الله سيقطعه عنك ويحاسبك علي عدم

امانتك؟؟؟

اصاب الدكتور ايمن في طرحه الجميل هذا

شكرا زهره
.......

فعلا يا ابو جمال



ارزاق قوم اوكلت لقوم



اذا منعت منع الله عنك



ولكن شاء الله ان تحظى بثوابهم



شكرا ابو جمال وفقنا الله واياكم لصالح الاعمال

ايمن العارف الضبع كتب:

سبحان الله قدر للخلائق ان يكون فيهم الغني والفقير القوي والضعيف العالم والجاهل

حتي تسير الدنيا في مسارها الصحيح فلو لم يوجد الفقير لما عمل احد واكتفي الجميع

بالمال الذي يملكونه ولكن وجود الفقر يجعل الفقير يعمل ويكد ويطلب من الله ان

يعينه ويكرمه كما اكرم عباده الاغنياء ووجود الغني الغرض الاساسي منه هو

شكر الله علي هذه النعم والمحافظة عليها وصرفها في طاعته ولكن رغم هذه

الحكم الالهية التي نظمها الله نجد اناسا يجحود بنعم الله عليهم ويحتقرون

من هو اقل منهم ويعتبرونهم وباء لابد من القضاء عليه ونسي هؤلاء

انه لولا فضل الله عليهم لكانوا مكانهم او اسوأ حالاً منهم فلا بد

ان يعطف عليهم ويكون سببا في سعادتهم ورضاهم ولا يكون سببا

في شقائهم وسخطهم فاذا كان كذلك فحق عليه انتقام العزيز

الجبار في الدنيا قبل الاخرة اذا لم يتب ويرجع عليه

ويندم علي ما فعل في حق هؤلاء الابرياء اللذين لا حول

لهم ولا قوة .

شكرا ام شروق علي هذا الانتقاء الرائع

ربنا يرزقنا البصيرة حتى نرى بعين الرحمة والعطاء

لاننا نظن اننا نحن الذين نعطى ناسين ان الكريم هو الذى يسر لنا الامور



لنتصدق على خلق الله



شكرا ايمن