كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الإنتصار على الذات Support

 

 الإنتصار على الذات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

الإنتصار على الذات Empty
مُساهمةموضوع: الإنتصار على الذات   الإنتصار على الذات Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 7:15 am

الانتصار على الذات
بقلم الكاتبة: سلوى فرح

من أين يأتي هذا الصدى الغريب ؟؟يتردد على أذني متقطعا.. وكأنه صوت غريق يستغيث بمرارة؟ زعقات مبهمة التفسير تتصارع في داخلي وتتضارب على شطآن أفكاري.. فتضيق أنفاسي ولا أعرف السبب الحقيقي..
ترى ما الذي يجري في أعماقي؟؟ ما هو مصدر ذلك الصراخ المذبوح ؟ يؤرق أيامي، ويوتر هدوء أمسياتي، ويعكر الصبح الندي في شرفاتي... صراخ بعيد المدى من صميم الأزل وبوتقة التاريخ .. عميق هو عميق يعلو تارة ويخبو تارة أخرى.. يتردد كما دقات أجراس الكنائس الحزينة.. يهز النفوس رهبة وخشوعا ناقوسا أبديا في لجة الخلود..
كم تجاهلت تأثير ذلك الصدى ووقعه على نفسي. .مع ذلك باءت كل محاولاتي المتكررة بالفشل.. بل كان يزداد وقعه قوة وأكثر إصرارا على الظهور.. لكن الازدحام، والصخب كان يطوقني من كل حدب وصوب فلا أميز حسنا، ولا استطيع التركيز.. وتتفصد قطرات العرق الباردة من جبيني، واشعر بدوار كأنني موجودة ولست على الأرض.. يا الهي ماذا يحدث!! من الذي سرق بسمات الفرح من شفاهي العطشى للحرية والصفاء من بين رموشي؟؟ يا الهي ساعدني على تفهم نفسي أرجوك.
فجأة - وفي منتصف دائرة الصخب القسري- حطت على كتفي الأيسر يمامة بيضاء.. بدأت ترفرف بإيقاعات موسيقية منتظمة.. تقترب من أذني هامسة وكأنها تقول: لا عليك أيتها الروح الطيبة.. أنت بخير اتبعيني.. وأحيانا أخرى كانت تطير وتهبط على الأرض.. تسير بخطى واثقة، وتتمايل بتماوج راقيين..
للوهلة الأولى، تسمرت قدماي وتصلبت.. لا استطيع الحراك.. مدهوشة من تأثير ما يحدث معي، إلا أنني شعرت بهمس لطيف ينبض في قلبي قائلا: هذه الحمامة هدية ربانية، وإشارة إلهيه.. اتبعيها حيثما تذهب .. إنها أمانة من ذاتك.. ولذاتك.. ترشدك لطريق النور والصعود إلى الشمس إلى ما بعد سدرة المنتهى.. اتبعي روحك حيثما تذهب..
أذعنت لذلك الصوت الخفي الهامس والحاضر.. تتبعت خطوات اليمامة البيضاء في قرية الأمل الجميلة و يا لها من قرية فواحة بنسمات عطر البنفسج والناردين.. وتلتف الجبال حولها كالبساط الأخضر، وكأنها تلقي قبعاتها الخضراء إجلالا.. وأشجار السرو تنحني احتراما لأنوثة ورقة القرية العذبة .. هدأت تلك الحمامة على شاطئ النهر في أطراف القرية المتواضعة البسيطة، حيث الهدوء التام، والسكون السرمدي.. صمت رهيب رائع عظيم لا يتخلله إلا نسمات جريانه الناعمة تداعب وحدتنا..
كنت أنظر إلى تلك الحمامة الواقفة بخشوع.. كأنها تتأمل.. حدجت الطبيعة بنظرات غريبة.. كم هو رائع أن يتأمل الإنسان الطيور وعالمها الخفي.. فيها كل العبرة والعظة... فجأة لمحت تلك اليمامة و كأنها تحولت لشعاع باهر رسم خطوطه البيضاء كأنه رسالة سماوية تقول: أن التأمل سر رباني أزلي ..هو تحليق في عالم الروح واللامجهول كي نفهم حقيقة الحياة.. والإنسان يحتاج إلى التأمل كما يحتاج الهواء.. و إلى ثقافة روحية عميقة في زمن ازداد فيه الصقيع، والضجيج، والحروب اليائسة.. وارتفعت فيه ناطحات السحاب، والأبنية الشاهقة، وتلاشت روح الحياة والحيوية..
بدأت أتأمل في السماء لا شعوريا.. إنها رائعة.. صافية كل الصفاء.. والشمس ناضجة كحبة البرتقال .. تغازل الجبال بفن متقن راقٍٍ .. أتأمل لحظة دلوك الشمس مودعة النهار.. يا الهي يا لعظمة المشهد المقدس الملائكي!! إنه عبرة ودروس للعشق الحقيقي والحب الخالص.. بالرغم أن الشمس تدرك عودتها في الغد القريب، إلا أنها كانت تبكي بحرقة قرمزية الأجفان لا تريد الرحيل أبدا..
إن فراق الأرواح العاشقة صعب.. وكم شعرت باختناق أنفاس النهر ألما.. كم هو مرير أن تفارق أنفاسك وتبتعد عن روحك التوأم..
رجعت في تأملاتي إلى الحمامة الجميلة.. كانت ترفرف على درجات الدرج الحجري القديم كأنها تودعني من بعيد، لحظة ئذ شعرت أن روحي بدأت تفرح وترقص تألقا لازورديا أمامي... أغمضت عيناي كي أحافظ على روعة هذا المشهد المخملي وكم كان الله كريما في منحنا حمام السلام، و أنها رموز قمرية رائعة و لحظات التحليق في عالم السماوات سامية قويه لا يضاهيها سمو وعظمه في الكون..
فتحت عيناي برفق.. كان التأمل حقا حلما واقعيا.. وجُلت بنظري في كل الاتجاهات.. لكنني لم أر حمامة التأمل.. يبدو أنها رحلت بعد أن أعطتني رسالة المحبة.. هرعت مسرعة إلى ذلك الدرج العتيق أبحث عنها لكنني لم أعثر عليها.. لقد طار حلم الحقيقة ...لكن شعاعها حاضر يهمس في قلبي: هلم اهبطي أيها الروح الطيبة إلى أسفل السلم.. وابحثي عن نفسك وسر آلامك !! فتحت عيناي بلطف..
كانت رائحة العشب النابت في شقوق الدرج المهجور تفوح عطرا قديما.. وكم من خطوات عاشقة زارته ورحلت وبقيت أطلال الذكرى... يبدو أن لكل خطوات.. رحيل؟؟ خلعت حذائي وقررت الهبوط إلى أسفل الدرج.. أغمضت عيني وسلمت نفسي للروح ثانية.. وتنفست عميقا احتبس رائحة العشب النقي من درجات سلم الذكريات وتابعت الهبوط درجة درجة في تسلسل هرموني كما السلم الموسيقى.. وأنا اسمع مناجاة النهر.. أحس بشفافية رذاذه وهو يداعب التحدي النابض في عروق قدمي.. تابعت الهبوط رويدا رويدا.. ما عدت اسمع شيئا.. انتابتني حالة استرخاء تامة في عالم اللانهاية.. عندما افتح عينيّ، اسأل نفسي: أين أنا يا ترى هل؟ أنا في القاع.. قاع أعماقي؟بالرغم من الضباب الكثيف لكنني رأيت قبضة باب حديدي خمري اللون في أعماقي نهشه الصدأ.. حاولت إدارة قبضة الباب لفتحه، لكن بدأت يداي ترتجفان وأطرافي ترتعش.. لكنني تجرأت وفتحته ..أواه .. ماذا رأيت؟؟ أنا أنقاض مبعثرة هنا وهناك..
قررت العودة.. إلا أنني لمحت يداً صغيرة ناعمة ارتفعت ثم هَوَت، كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ارتعدت.. قررت الهروب.. لكن شعاع تلك الحمامة ذكرني قائلا: ذاتك أمانة غالية لا تتركيها.. حاولت إزالة حطام أنقاضي ما استطعت حتى ظهرت تلك الطفلة "الروح" التي ما زالت نابضة بالحياة.. اقتربت منها أخذتها بين أحضاني وبدأت البكاء.. ماذا أقول؟؟ هل هو بكاء أُم فقدت وحيدها؟؟ أو ربما أعمق من ذلك.. أَم إنها ذاتي فقدت هويتها تحت أنقاض العادات والتقاليد والفرضيات والنظريات العليلة... بكاء حضارات وعصور منهارة؟؟ أم أمجاد زالت ولم تعد؟؟ لا ادري ماذا أقول..
نظرت إلى الطفلة.. كانت تستجير.. تستغيث.. مذبوحة.. وقُتل البنفسج في عينيها رغما عنها قالت: أنا أحتضر.. أرجوك لا تتركيني.. أنا استحق الحياة.. وكل الحب الخالص.. يا حرقتي ما أصعب أن يواجه الإنسان تدمير ذاته بأم عينيه.. ويلمس جراحه النازفة بأنامله ..
استغاثة روحي الطفلة حرقت فؤادي.. فأقسمت لن اتركها أبدا مهما كان الثمن مكلفاً وباهظاً.. حملتها في حضني عائدة خطوات الدرج التالف قهرا ..أتنفس الصعداء شهيقا وزفيرا حتى وصلت عائدة إلى شاطئ الحلم الذي بدأ يغفو في حضن الليل الحنون..
عدت أدراجي وأنا أغمر روحي طفلتي بقلبي حتى وصلت إلى حجرة مهجعي.. أقفلت بابها.. تلك الليلة شعرت بسلام داخلي لا مثيل له.. حتى أن تلك الزعقات هدأت.. والضجيج تلاشى بلا رجعة..
منذ ذلك اليوم وأنا أراقب طفلتي"الروح" تنمو وتترعرع و تحلق نحو الشمس بخطوات ثابتة تعيد بناء ذاتها من جديد كطائر الفينيق.. وتصقل الزوايا التائهة والنتوءات ألمتراكمة في شخصيتها.. فيكبر الأمل ربيعا في عينيها الدامعتين وهي تسابق القمر بضيائها.. وتكبر بمحبتي واحترامي لذاتي.. وبالتالي من لا يحترم ويحب ذاته لا يستطيع العطاء لشخص آخر.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. وقال السيد المسيح أيضا: أحبب قريبك كنفسك.
كم هو جميل الانتصار على الذات وتحديها للوصول إلى أفضل المراتب .. والوفاء لتلك الأمانة التي أودع الله فينا.. بالحب والتغيير نصعد لخلود سماوي.. فلنكن كما حمامات السلام نرفل بالوداعة ننشر رسائل المحبة السماوية على الأرض، ونطمح لغد مشرق وحر يغفو العاشقون فيه بأمان.. وتفتر فيه حبقات الأمل على شفاه الأطفال بسمة نور ملائكي.. وإن عظمة الانتصار على الذات- بتحريرها من قيودها وخوفها وهواجسها الصادمة- لا تجاريها عظمة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
ايمن العارف الضبع
عضو vip
عضو vip
ايمن العارف الضبع


عدد المساهمات : 1424
العمر : 35
الموقع : الرياض

الإنتصار على الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإنتصار على الذات   الإنتصار على الذات Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 8:35 am

لقد دمر الانسان ذاته حيمنا دمر النعم التي انعم الله بها عليه

واحدة تلو الاخري فغير الانظمة الربانية للطبيعة واحدث فيها

العديد من الاضطرابات وراح يعبث بها ويقضي عليها ودمر

العديد من مواطن التأمل في الكون وحول الطبيعة الخلابة

المليئة بالخضرة والصفاء والنقاء الي مدن ومصانع ودخان وعوادم

فاخذ يمحي كل ما هو جميل ويبدله بكل ما هو سئ وقبيح

فقضي علي كل من يرشده في رحلة الانتصار علي ذاته

ومحي كل اية تعينه الي الوصول لنهاية الرحلة سالكاً

الطريق السليم عبر ما يواجهه من تخبط وتشتت في غيابات

الحياة وخباياها .

شكرا ام شروق علي هذا الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 64
الموقع : قطر

الإنتصار على الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإنتصار على الذات   الإنتصار على الذات Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 2:11 pm



الذات او النفس

هذا المخلوق القوي بداخلنا .....الذي يشغل الكثيرين من المفكرين والعلماء

الذين افردوا له الكثير من علوم الحياة بمختلف توجهاتها نفسي وديني وروحي

الا ان هذا المخلوق يظل قويا عنيدا بداخلنا وترويضه اشد واعتي من

ترويض الاسود ...بينما نجد البعض ممن هداهم الله للخير اكثر قدرة

علي كبح جماح هذا المخلوق.....وتسخيره في الطاعة والخير

موضوع رائع جدا

شكرا زهره
..................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

الإنتصار على الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإنتصار على الذات   الإنتصار على الذات Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 3:23 pm

موضوع غاية فى الجمال والروعة ومقال رائع يا ام شروق

وطريق البحث عن الذات ومحنة الروح طريق غاية فى الصعوبة

ويحتاج الى يقين فى الله واستمرار البحث عن الذات دون كلل اوملل

لأنها رحلة صعبة ولكنها تستحق ان نبذل كل شاق ومتعب من اجل

الوصول اليها فمتى وصل الى ذاته عرف مواطن القوة والضعف

فيها واصبح متحكما فيها وفى كل انفعالاتها ومتطلباتها وهنا تكمن

الدنيا بكل مافيها بل تنتهى الحياة ويصعد الانسان ليمتزج بروحه

فى علياء السماء حيث لا بشر ولكن ارواح تسعى فى عالم

الملكوت لا تمنعها حُجب ولا تعتريها مادة . فهى اعلى من كل

مادة واعمق من اى حياة . عندما تنتصر على الذات يُمكنك ان

تنتصر على الحياة وتترك العالم الوهمى لتصعد الى عالمك

الحقيقى فتبقى الحياة مجرد اجساد بلا ارواح تحيا بين البشر

ولكن ارواحها فى السماء لا يُدركها انسان ولا يعلوها علو

شكرا ام شروق على نقل المقال الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإنتصار على الذات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جلد الذات ونقد الذات
» همس الذات
» فوق عرش الذات
» استعادة الذات
» فى احترام الذات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: الشعر العربي والزجل-
انتقل الى: