النرجسية بين الواقع والاسطورة

زهرة النرجس الجميلة أخذت اسمها من الأسطورة اليونانية التي تقول أنَّ شاباً جميلاً يدعى نرسيسوس رفض حبَّ حوريّة البحر ‘’إيكو’’،ومن فرط حبها له وإعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه. ومن أجله كابدت وصبرت حتى أضناها هذا الحب وجعلها تذبل شيئا فشيئا حتى فارقت الحياة فعاقبته إلهة الحب والجمال ‘’إفروديت’’ بأنْ جعلته يُعجَبُ بذاته أو صورته أو خياله، فكان يُحدِّقَ في صورته المنعكسة في بِركة ماء صافٍ دوماً ومن دون انقطاع إلى أن نحلَ جسمه وذوى فمات. وكشفقة عليه لما أصابه حوّلته الآلهة إلى زهرة نرجس تحني رأسها على الماء.
ومن هنا أ طلِـقَت صفة ‘’النرجسية’’ على كلِّ شخص يحب ذاته ويرى نفسه فوق كلِّ اعتبار، وتكون لديه آراء غير واقعية حول عِظَمِ نفسه وأهميّـته وصفاته وعدم احترام للآخرين. ويقدر الخبراء نسبة النرجسيّين في العالم بـ واحد في المئة من السكان.
ويُعتبر حبُّ الذات في النرجسية مرضاً قد ينمو إلى الخيال الجامح لجنون العظمة مع رغبة مفرطة للإعجاب به. كما أنَّ بعض ‘’النرجسيّـين’’ يوجِّه انتقاده إلى الآخرين ليتجنّبَ انتقادهم إيّاه. أما إذا انتقده أحدهم من دون إساءة بالغة أو مقصودة أو بيّنَ خطأً في لغته أو أسلوبه ، فالويل لمنتقده، فهو لا ينام ليلَه من دون انتقام. وحتى إذا استطاع الانتقام منه مرةً فهو لا يملّ من الانتقام المتواصل، لأنَّ ذلك الانتقاد صَدَّع نرجسيّـتَه، ولن تلتئمَ حتّى ولو وافت المنيّة ذلك البائسَ المسكين. ويعرف علم النفس الإنسان النرجسي بأنه ‘’الشخص الذي يصعب عليه أن يحدد ملامح أي شيء بعيداً عنه’’.. فحبه لذاته يبلغ درجة العبادة، وينعكس هذا في حرصه على أن توجد صوره في كل مكان قريب الصلة به، فتجدها في مكتبه، وغرفة نومه، بل والحمام الخاص به.
ومن المعروف علمياً أن ‘’حب الذات’’ هو شعور طبيعي وضروري للنمو الإنساني، طالما أنه لا يتجاوز الحدود ليصبح نرجسية مرضية طاغية.
‘’الوقت’’ كان لها وقفة مع مجموعة من الأفراد لتتعرف على رأيهم بالشخصية النرجسية:
عادل عبدالله بدأ بالقول ‘’أرى أن النرجسية مرض نفسي يتعرض المصاب به لأعراض حب الذات حباً يضر بعلاقته مع المجتمع من حوله، حيث يتمحور الشخص حول ذاته ولا يرى غير نفسه. ويستغل العلاقات مع الآخرين لتحقيق أهدافه، ويشعر كثيراً بالعظمة والتفخيم لأهمية الذات، فعلى سبيل المثال يغالي في إنجازاته وقدراته ويتوقع أن يشار إليه بالبنان على أنه قد لا يستحق ذلك حقيقة’’.
وترى دلال محمد (21 عاما) أن الشخصية النرجسية تتميز بـ ‘’النقص في التعاطف مع الآخرين وفرط الحساسية تجاه آراء الآخرين. فهم لا يستطيعون تقبل آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال من دون أن يتركوا الآخرين يلاحظون ذلك، ويسفهون بشكل غير مباشر من آراء واقتراحات الآخرين، بل ويدعون أنهم يعرفون ما يفكر فيه الآخرون وأنهم ليسوا بحاجة إلى محاضرات الآخرين’’.
وتقول دلال ‘’يبالغ النرجسيون في إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم ويتوقعون من الآخرين أن يعترفوا لهم بالجميل بصورة خاصة، سواء كان هذا الاعتراف مبرراً أم غير مبرر. ويستحوذ عليهم وهم النجاح والسلطة والتألق ويعتقدون أن وظيفتهم ضبط الأمور تحت سيطرتهم لأنهم على حق والآخرين على خطأ’’.
أما عائشة إبراهيم (30 عاما) فتصفهم بالقول ‘’غالباً ما يمتلكون مشاعر مهزوزة بالذات وغير واثقين من أنفسهم داخلياً ويبالغون نحو الخارج بإظهار ثقتهم الكبيرة، ويعتبرون آراء الآخرين حولهم مهمة جداً لهم فهم يسعون دائماً لمعرفة ماذا يفكر الآخرون حولهم ‘’.
وتضيف عائشة ‘’هم يستجيبون لأقل نقد سلبي بالغضب أو بمشاعر من المهانة أو الإذلال، على رغم أنهم يستطيعون إخفاء ذلك وعدم إظهاره، وينتظرون الفرصة المناسبة لرد الصاع صاعين والمشكلة هنا أنه يصعب معرفة ما الرأي الذي يعتبرونه سلبياً وما الرأي الذي يعتبرونه إيجابياً، فهم ينظرون للأمر من منظار نرجسيتهم الخاصة) .
أما نهاد عبدالعزيز (21 عاما) فترى أن النرجسي مريض بصفة الكذب حيث تقول ‘’يكون مراوغاً ماهراً ومُقنـعاً بارعاً حيث يتجنب المحاسبة على أعماله بتلهية الآخرين بالنكتة واللف والدوران، ويعتمد على ذاكرته في سرد الحوادث القديمة وينكر ما عمل من سيئات وقد يلجأ إلى التهديد إذا اقتضت الحاجة.
في هذه الحال لا تكشف أوراقك أمامه، فقد يستغلها في الوقت المناسب ويستعملها ضدّك. وعليك أيضاً أنْ تتحقق من كلماته قبل الوثوق بما يقول، ولا تسأله أيَّ سؤال، فلا تحصل منه إلاّ على أكاذيبَ’’.


منقوووووووووول

لا يا حاج حمادة انا لسة سامعهم بيتناقشوا فى الموضوع ده

عالراديو الصبح ومعظم الاراء بتقول ان النساء اكثر نرجسية

من الرجال بس انا شايف ان القذافى واخد المركز الاول فى

النرجسية على مستوى العالم . شكرا استاذنا الحاج حمادة

على المرور الجميل بالموضوع

شكرا سعيد

علي هذه المعلومات الرائعة والمفيدة

اعاذنا الله من النرجسية والنجرسييـــن

شكرا ايمن على المرور بالموضوع والنرجسية

او الاعجاب الزائد عن الحد بالذات الذى يصل الى

التكبر والخيلاء نهانا عنه ديننا الحنيف فى اكثر

من موضع فى القران والسنة النبوية