وتبقى المحبة

تبدأ احداث قصتنا فى احد الاحياء الشعبية بالقاهرة وهو حى بولاق

يتسم الحى بالهدوء النسبى والانسجام بين اهله والمحبة التى تظهر

فى كل تصرفاتهم وافعالهم وتشعر للوهلة الاولى انهم اسرة واحدة

لا تستطيع ان تفرق بين مسلم ومسيحى كان ذلك عام 1951م

وسط هذا الجو الرائع نشأ احمد وجرجس اخوين متحابين لايعرف

احدهما معنى مسلم او مسيحى ولا يعرفوا سوى انهم مصريين

من ابناء بولاق فكانا لايفترقان سواءا فى المدرسة او حتى فى

لعبتهم المفضلة بل انهما اتفقا حتى على الفريق الذى يشجعانه

فكانا يعشقان النادى الاحمر ( الاهلى ) بجنون ولا يفوتهم حضور

اى مبارة للنادى العملاق وكانا مثلهما الاعلى فى هذا الوقت

الكابتن طه اسماعيل الشهير بالشيخ طه اسماعيل وكان جرجس

يعشق هذا اللاعب وكبرا احمد وجرجس وكبرا معهما الاحساس

بالاخوة والنسيج الواحد وسط جو مليىء بالحب من الاسرتين

وكان التفوق شعارهم فصمما على دخول كلية الطب وبالفعل

استطاعا نتيجة لمجهودهم واصرارهم ان يحققا حلمهما ودخلا

كلية الطب وتخرجا منها لتبدأ مرحلة جديدة وهى مرحلة العمل

وكان لابد لكل منهما ان يشق طريقه وهنا افترق جرجس واحمد

لاول مرة منذ الطفولة واستقل كل منهما بحياته وعمله ولكن

اتصالاتهم ولقاءاتهم لم تنقطع لدرجة انهما صمما على فتح عيادة

سويا لعلاج المرضى بالمجان وظلت الاخوة بينهما وتزوج كل

منهما وانجبا الابناء لتبدأ مرحلة جديدة من احداث قصتنا وهى

نشاة الابناء فى نفس الوقت الذى بدات تنشأ فيه التيارات المتشددة

مع الاعلام الخبيث الذى يحاول دوما ان يشعل نار الفتنة التى

تؤثر بطبيعة الحال على الابناء فأنضم محمد الى احدى الفرق

المتظرفة اما جورج فقد المه ما كان يراه فى وسائل الاعلام

وما يسمعه عن الاضطهاد والتفرقة وما الى ذلك من الفتن فكان

شديد الكراهية لكل ما هو مسلم وحاول الابوان قدر المستطاع

ان يغيرا من تفكير ابنيهما ويضربا بأنفسهما المثل على المحبة

رغم اختلاف الديانة ولكن دون جدوى .فالابناء لهم قناعات

اكتسبوها من اُناس اتبعوهم دون وعى او من اعلام فاسد لا يهمه

سوى الفرقعة الاعلامية الى ان جاءت اللحظة الحاسمة وهى

لحظة الخلاص من هذا النظام بما يحتويه من فساد اعلامى

وايمانى فخرج الجميع لتشتعل نار الثورة فى كل الاركان

ليصبح المسلم والمسيحى كيان واحد ليجد محمد يده فى يد

جورج لأول مرة ولأول مرة يكون هدفهما واحد وفى هذه

اللحظة ادركا انه لايمكن لهما ان يحققا هدفهما الا بالتوحد

والتأخى وكان لهم ما ارادو وحققوا هدفهم وهدف كل مصرى

بغض النظر عن دينه وكان ميدان التحرير فى هذه اللحظات

بيت كل المصريين سواءا مسلمين او مسيحين وبعد الثورة

رجع الحال على ما كان عليه قبل الثورة وبدأ الاعلام

يمارس دوره كالسابق والتيارات والمتشددين من الناحيتين

تعلو اصواتهم من جديد ولكن هناك شىء قد تغير فمحمد

بعد الثورة لم يعد محمد قبل الثورة وكذا جورج فكلا منهما

ادرك الحقيقة التى غابت عن هؤلاء المتعيرون .عرفوا

ان لاشىء سيحقق اهدافهم الا الاخوة والتكاتف فعاشا على

المحبة وسط اسرتين لم يعرفا سوى الحب

وتبقى المحبة

وتبقى تعاليم الدين بالحب والتسامح والاحسان الى الغير

شكرا سعيد على القصة الجميلة والقلم المعطاء

ديننا يدعونا دوما الى التسامح ومودة الاخرين ونبذ العنف

وعدم استعمال القوة والتجبر على الاخرين ولكن نعيش

ويجمعنا هدف مشترك وهو محبة هذا الوطن الذى يتربص

به الكثيرون . شكرا ام شروق

مهما حدث من عثرات او سقطات فإنها شاذة

ولابد من العودة الي الحق فالحق احق ان يتبع

ولا بد ان تبقي المحبة لانها هي الاساس

اما ما يشوبها فهو مجرد قشور سوف تمحي

ويرجع التوحد بين الجميع مرة اخري

شكرا سعيد علي هذه القصة الرائعة

العثرات والسقطات تحدث فى كل المجتمعات وبين ابناء الدين الواحد

ولكن مصر دوما ما تستيقظ من عثراتها بأسرع ما يمكن . شكرا

ايمن على المرور والتعليق القيم

ابوجمال

تشرف الموضوع بزيارتك الجميلة وان شاء الله

المحبة باقية حاضرا ومستقبلا رغم انف الحاقدين

والمغرضين .