كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عودة للحق Support

 

 عودة للحق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ايمن العارف الضبع
عضو vip
عضو vip
ايمن العارف الضبع


عدد المساهمات : 1424
العمر : 35
الموقع : الرياض

عودة للحق Empty
مُساهمةموضوع: عودة للحق   عودة للحق Icon_minitimeالأحد أكتوبر 23, 2011 6:48 pm

منذ حوالي ثلاثون عاما وفي احد الاحياء الشعبية كان هناك عائلتان تعيشان جنباً

الي جنب تربطهما اشد العلاقات الاجتماعية المحمودة من حب وتعاون والفة

وصداقة رغم ان كل عائلة تدين بديانة مختلفة عن الاخري فالاسرة الاولي

والتي تسكن في الطابق الثاني من العمارة هي اسرة مسلمة ومكونة

من الاستاذ محمد والسيدة احلام وطفلهما احمد اما الاسرة

الثانية والتي تسكن بالطابق الثالث فهي اسرة مسيحية تتكون من الاستاذ بطرس

والسيدة مارية وابنهما مينا وكلتا الاسرتان كانتا متلزمتان

بنهجيهما الديني وشريعتيهما السماويتان ومحافظتين علي الاسس السليمة

والقواعد العامة في المعاملات الاجتماعية بين الجيران بعضهم بعضا فاذا

نظرت لهم لا تجد بينهم الا التأخي والتعاون فمن حين لاخر تري ام احمد تبعث

بهدية الي ام مينا كطبق من الحلوي او ما شابه ورغم بساطة الهدية الا ان ام

مينا كانت سعيدة جدا بها فهي بسيطة في قيمتها ولكنها غالية وعظيمة جدا في

مغزاها وما ورائها من حب عظيم وكانت ام مينا ترد الهدية باسرع ما يمكن

رغبة منهافي التعبير عن حبها العظيم لام احمد وعائلتها وكما كان الحال عند

الامين كان الابوان ايضا الاستاذ محمد والاستاذ بطرس يعملان كموظفين في

احد المؤسسات الحكومية فجمتعهما جيرة العمل بجانب جيرة السكن وكان

الاستاذ محمد لا يتردد لحظة في عرض المساعدة علي الاستاذ بطرس

في تحمل بعض الاعمال عنه اذا شعر بثقل العمل عليه وهكذا كان يفعل

الاستاذ بطرس ايضا وتوطدت العلاقة بينهما فكان كل منهما عوضا للاخر

عن اخيه فكلاهما كان وحيدا

وتوالت الزيارات العائلية فيما بينهما في جميع المناسبات والاعياد لكلا

الطرفين واثناء هذه الزيارات كان يلتقي الطفلان البريئان احمد ومينا

فيفرحا اشد الفرحة عند لقائهما معا وكانت تربطهم علاقة وطيدة جدا

وذادت هذه العلاقة اكثر واكثر بعد ان قام الابوان بالتقديم لهما

في مدرسة واحدة قريبة من السكن فكان الاثنان يذهبان الي المدرسة

كلاهما يمسك بيد الاخر فاذا رأيتهما وانت لا تعرفهما حسبتهما اخوان

من اب واحد وام واحدة فكل منهما كان يتعامل بفطرته البريئة التي

فطرها الله عليه المليئة بالود والمحبة والتسامح ولم تكن هناك في هذا الوقت

قنوات فضائية ولا شبكة انترنت فكل ما كانا يشاهدانه هو الافلام الكرتونية

علي شاشة التلفاز وكبر احمد ومينا وكبرت معهم المشاغل والضغوط المعيشية

التي بدأت تفرقهما عن بعضهما فمنذ مرحلة الثانوية بدأ الترابط يقل بعض

الشئ فلقد دخل احمد القسم الادبي فهو يهوي المواد الادبية اما مينا فكان يحلم

ان يصبح طبيب مشهور فتوجه الي قسم العلمي ومنذ هذا الوقت بدأت

مقابلاتهما تقل فكلاهما كان مشغولاً بمذاكرته وجرت الايام ودخل احمد

كلية الاداب ودخل مينا كلية الطب واثناء تواجدهما بالجامعة بدأ كل منهما

ينشئ علاقات مستقلة وصداقات جديدة فتعرف احمد علي مجموعة من

الشباب من ذوي الفكر التطرفي اللذين لا يعرفون الا التعصب والتطرف

ولا يستمعون الي احد ولا يقتنعون الا بوجهة نظرهم حتي ولو خالفت

قواعد الدين الاسلامي الذي يدعو الي الرحمة والتأخي والمودة

وكذلك تعرف مينا علي مجموعة من الشباب الاقباط اللذين

يتصفون بنفس الصفات من التعصب والتشدد

وفي بادئ الامر كان احمد ومينا غير مقتنعين بهذا الكلام فكيف

يكون كلا منهما عدوا للاخر وتجمعهما علاقات محبة وجيرة

قديمة ولم يشعرا بهذا ابدا ولكن بعد التخرج من الجامعة ومع مرور

الوقت وزيادة المشاغل واستقلال كلا منهما بسكن خاص بعيدا عن منزل العائلة

ظلت علاقتهم بهؤلاء الشباب قائمة ولم تنتهي ثم

بدأت تلك الافكار تتسرب الي عقليهما وسيطرت عليهم تماما وخصوصا

بعد ما كانا يرونه علي شاشات الفضائيات التي تتحدث عن مقتل مسلم

علي يد مجموعة من الاقباط ومقتل قبطي علي يد مجموعة من المسلمين

وعلي ان الاقباط مضطهدين وحقهم غائب وعن انهم يقولوا ان المسلمين

ضيوف علينا ولا بد ان يرحلوا من بلدنا

كل هذا كان كفيل بأن يشغل نار الحقد في قلوب هذان الشابان ويحول

برد السكينة والالفة الي نار تحرق الاخضر واليابس


وكان الاستاذ محمد يزور ابنه احمد في منزله من حين لاخر

ويلاحظ عليه تغيره بعد كل زيارة وزيادة تعصبه الذي وصل الي

درجة التطرف , وقلبه الذي امتلئ بالكره للاقباط فحاول والده

ان ينحيه عن هذا الطريق ويحاول اقناعه ان المسلمين والاقباط

نيسج واحد في هذا الوطن ولا بد ان تجمعهم الالفة والتعاون والمحبة

الا ان الافكار المتطرفة كانت مستمسكة تماما من احمد وكان لا يريد

السماع لاي وجهة نظر تخالف وجهة نظره التي لا يري غيرها علي صواب.

كذلك اصبح مينا يحمل نفس الافكار من التعصب والتطرف والحقد

تجاه المسلمين وشعوره بأضطهادهم للاقباط وظلم الملسلمين لهم .

وبدأت المظاهرات مع كل واقعة بسيطة بين مسلم وقبطي تحل بمنتهي

السهولة مع قليل من الحكمة والتفاهم ولكن الاعلام كان يضخمها بصورة

هائلة حتي يشعر من يسمع لهم ان هناك مجزرة بين المسلمين والاقباط

فتخرج المظاهرات من الطرفين وبالطبع كان في هذه المظاهرات

احمد ومينا فأصدقاء الامس اصبحا اعداء اليوم والفضل كل الفضل

يرجع لاعلامنا الفاشل واصحاب العقول الضيقة والافكار المتعصبة

واثناء تلك التظاهرات اصيب الاثنان اصابات خطيرة نتج عنها

نقلهما الي المستشفي فنظر احمد حوله لم يجد اي احد من اصحابه

اللذين كانوا يحمسونه في المظاهرات يقف بجانبه في المستشفي

او جاء لزيارته والاطمئنان عليه وكذلك وجد مينا نفسه وحيدا

بين حوائط غرفته بالمستشفي

وعندما سمع الاستاذ بطرس والاستاذ محمد باصابة ولديهما اثناء تواجدهما

في العمل فكر الاثنان بفكرة رائعة لتعيد ابنائهم عن هذا الطريق المظلم الذي يسلكانه

وكانت المفاجئة عندما سمع احمد احد يطرق باب غرفته فإذا به يجد الاستاذ بطرس

وام مينا جاءا للاطمئنان عليه وبلهفة شديدة وكأنهما والديه هما من حضرا اليه مما

يحملانه من مشاعر عطف وحنان ومحبة

كذلك الحال مع الاستاذ محمد وام احمد فقد ذهبا للاطمئنان علي مينا

قبل ان يطمئنا علي ابنهما احمد ليضرب الاثنين مثلا عظيما في مدي

العلاقة التي تربط المسلمين والاقباط معا وليشعر الاخوان احمد ومينا

بالندم الشديد علي تلك الافكار الغريبة التي كانت تسيطر علي عقولهم

وترجع العلاقات الحسنة مرة اخري وتنتهي صفحة التعصب والتطرف

وتبدأ صفحة جديدة من الحب والالفة والمودة .
عودة للحق 308538_10150316762638543_221525978542_7955226_1223294821_s
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

عودة للحق Empty
مُساهمةموضوع: رد: عودة للحق   عودة للحق Icon_minitimeالأحد أكتوبر 23, 2011 8:54 pm

الحق احق ان يُتبع ومهما طال ابتعادنا عنه فحتما

سنعود اليه ونحن جميعا اخوة فى الوطن ولا يمكن

لأحدنا ان يعيش فى عزلة عن الاخر واى فتنة بيننا

ستكون نتيجتها سيئة على وطننا الغالى مصر . شكرا

ايمن على الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عودة للحق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كذلك يضرب الله الأمثال للحق والباطل
» عودة الكوانين
» عودة التائه
» عودة الأنبياء
» عودة للوراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: أقلام حرة (قصص وروايات-شعر-خواطر)-
انتقل الى: