كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مع الشاعر نائل الحريرى Support

 

 مع الشاعر نائل الحريرى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:10 am

رسالتى الاخيرة

- 1 -

ثلاثٌ من سنيِّ العمرِ مرَّتْ

وما أطفأتُ في قلبي اللهيبا

ولا استأصلتُ أعماقَ اشتياقي

ولا دمعي كففتُ ولا النحيبا

ثلاثٌ لم تزل ناراً، وداءً

صُلِبْتُ بها ، و أحملها صليبا

فلا ناري أودُّ لها انطفاءً

ولا دائي أريدُ لـه طبيبـا

- 2 -

سأفتحُ جرحَ أشواقي و أمضي

ولنْ أخشى عتيداً أو رقيبا

زمامُ القلبِ أفلتَ فاعذريني

ودمعي صاغ في خدي دروبا

لساني عاجزٌ إنْ قلتُ أهوى

فما للوصفِ فينا أنْ يصيبا

وما للوصفِ كانَ الحبُّ فينا

ولا للوصفِ أن يكفي حبيبا

سيلغي القلبُ ما يدعى كلاماً

ويرقى منبرَ الشكوى خطيبا

فيكوي الرّوحَ أنَّكِ أنتِ مثلي

وأُشهدُ في هوانا العندليبـا

- 3 -

رحيلٌ صاغَ مني ألفَ ميتٍ

يغنّي آهتي لحناً طروبا

رحيلٌ... كيف أكتبها كلاماً

و كيفَ أخطُّها دمعاً سكوبا

وكيف ستسكنين دروب قلبي

إذا خطَّ الرحيلُ ليَ الدروبا

أخافُ وداعَ عينيكِ الحزانى

وأخشى إن رأتني أن أذوبا

وأخشى إن رحلتُ بلا سناها

بأن أبقى بلا وطنٍ، غريبا

وتعـصرَ لي العيونُ الحزنَ ماءً

فأذكر دمعَ عينيكِ الحبيبا

وأذكر كيف كانتْ فيَّ روحٌ

فأنسى لونَ دمعي والشحوبا

"على جمرٍ تسيرُ بيَ الليالي"

سؤالاً حائراً يبغي المجيبا

لمن أشكو إذا فاضتْ دموعي

وضاق الصدرُ أعهدهُ رحيبا

- 4 –

شتاءٌ دائم الأحزانِ قلبي

وما لشتاءِ قلبي أنْ يذوبا

فما عرفَ الربيعُ إليهِ درباً

ولا عرف الشروقَ ولا المغيبا

فإن نثرَ الرَّبيعُ الحُبَّ ورداً

كسا الدنيا بهِ بُرداً قشيبا

سينسي الناسَ إلايَ اشتياقاً

ويسعدُ ما عدا قلبي القلوبا

- 5 –

بعيداً صرتُ يا حبي ، بعيداً

وأنتِ عهدتـني دوماً قريبا

ولكنْ ... كلُّ حرفٍ، كلُّ سطرٍ

يسطِّرُ بيننا بعداً رهيبا

أنا في مركبي أبكي طويلاً

وأنتِ اليومَ رامٍ قد أُصيبا

رماني بالهوى، حتى رماهُ

نصيبٌ، كيفَ نعترضُ النصيبا

- 6 –

خذي منِّي الغرامَ وفيضَ شوقي

فكمْ أخشى من الحبِّ الهروبا

وأخشـى – إنْ براني الشـوقُ – أمضـي

فلا أجدُ الشّمالَ ولا الجنوبا

خذي منِّي الحنينَ إذا افترقنا

فأخشى في متاهتهِ الذُّنوبا

وأخشى إن قرأتُ الذِّكرَ أتلو

"عيونُكِ تجعَلُ الوِلدانَ شيبا"

*

1998
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:12 am

امرأة فى داخلى

- 1 -

في داخلي قصيدةٌ تملؤني كثيرا

تملؤني سعادةً، ولهفةً، ونورا

في داخلي، تستيقظُ الصُّبحَ على بُكائي

وفي المسا تفرِشُ بينَ أضلُعي السَّريرا

حلمٌ شقيٌّ ساحرٌ، أطلَّ كالحكايا

وحينَ كانَ... صارَ قلبي كوكباً مسحورا

- 2 -

في داخلي طفلٌ صغيرٌ، لم أكنْ أراهُ

ولم أكن أحسبُ أن أشتاقَهُ أخيرا

يخنُقُهُ الخوفُ، فيغدو صوتُهُ أنيناً

يستنفذُ الشَّهيقَ من عَينيهِ والزَّفيرا

يبكي، وحدُّ السّيفِ فوقَ رأسهِ يُصلّي

ينتظرُ الرَّحمةَ، أو ينتظرُ المصيرا

يُغلِقُ بابَ حُزنِهِ في وجهِ كُلِّ يومٍ

ويرتدي وَحدتَهُ، وصَمتَهُ المريرا

- 3 -

لم ينتظرها مرَّةً بالبابِ حينَ جاءت

بدفئِها الغافي على الأهدابِ زمهريرا

جاءتهُ بالحُزنِ إلى أحزانِهِ، وغابتْ

فارتدَّ قلبُهُ وراءَ خطوِها حسيرا

من كان َيدري أنّ هذا الحزن سوفَ يجلو

عينيهِ من رقادهِ، فيستوي بصيرا

وأنّ صوتي – منذُ عاثتْ فيهِ – صارَ مثلي

أنينَ جيلٍ قادمٍ ينتظرُ التَّغييرا

هذا أنا من بعدها، ملوّناً كطفلٍ

أبكي بألفِ لُغَةٍ، وأكرهُ التّفسيرا

صرتُ أغنّي كلَّ من عاشوا بلا عيونٍ

وكلَّ عشقٍ لم يزل في مهدهِ ضريرا

وصارَ للشمسِ وللسَّماءِ ألفُ طعمٍ

وصارَ ملمسُ الهواءِ والشَّذا حريرا

- 4 -

يا سادتي، كم عالماً يعيشُ في دمائي؟

كم كوكباً تركتُهُ فيَّ لكي يدورا؟!

وكم أباً في داخلي يحيا، وكم مراهقاً

يبكي، وكم عاشقةً خجلى، وكم صغيرا؟!

أسئلةٌ، أسئلةٌ... تنبتُ كالمرايا

تُطلقُ في أصابعي الغزلانَ والنُّسورا

وتَعجِنُ الأقلامَ في يديَّ حينَ أبكي

وتَرفَعُ الجُدرانَ في عينيَّ كي أثورا

- 5 -

يا ذلكَ الحبُّ الذي أفلتني شراعاً

طويتُ في جناحهِ الحروفَ والتّعبيرا

يا من تأخّرت عشرينَ سنةً، لتأتي

حاملةً لي وطناً لا يدفِنُ الشُّعورا

ورشَّتِ الملحَ على جرحي، فصارَ زهراً

وأطلقتْ في القلبِ من نزيفِهِ العبيرا

ما زلتُ في خطواتيَ الأولى إليكِ أحبو

وبعدُ ما زلتُ جديداً في الهوى، غريرا

- 6 -

أُحِبُّني بَعدَكِ في صوتِ الرَّصاصِ حولي

ذاكَ الذي يَغتالُني، يغتالُني تشهيرا

أُحِبُّني في كُلِّ مَنْ أهدَيتُهُم أوطاناً

وأبصَروا من بعدِنا النُّورَ، فكانَ نورا

أُحِبُّني في ذلِكَ القادِمِ حينَ يأتي

رغماً عن الزَّمانِ يأتي، ثائراً شِرِّيرا

يلُفُّ حولَ عُنُقي حِبالَهُ فِداءً

ومن هُناكَ يرفسُ الأرضَ... لكي تدورا

*

2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:12 am

وداعــــــــــا

- 1 -

سؤالكِ ذاكَ فجَّرَ لي غليلي

وعلّم أدمُعي بلوى سبيلي

ورائي خلّفَ الأشواقَ ناراً

لأبكي في زمانِ المستحيلِ

زمانُ المستحيلِ، غداً سيمضي

ولا يبقى سوى القلبِ العليلِ

ألملمُ دمعَهُ الغالي... أراهُ

يذوبُ... ولا أفتِّشُ عن بديلِ

نتيهُ... نتيهُ والأيّامُ تجري

يضيعُ الفجرُ في ليلٍ طويلِ

براعمنا الصغيرةُ كم تعبْنا

لكي تحيا... على الأمل القليلِ

خريفٌ قادمٌ يوماً سيأتي

ويقتلُ كلَّ حلْمٍ أو سبيلِ

إلى عينيكِ أهدي نبضَ قلبي

خذيهِ... فأنتِ – لا قلبي – دليلي

رحيلٌ... والفؤادُ يظلُّ يبكي

وشمسُ الحبِّ أمستْ في الأصيلِ

يموتُ الدَّمعُ... حتّى الحزنُ يفنى

فهَلْ بعدَ اللقاءِ... سوى الرَّحيلِ؟!

*

تموز 1998
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:13 am

عشـــــــــرون

اليومَ سيصبح عمري عشرين عاماً، وسأفتحُ عينيّ

سأراكِ أقرب، وأرى نوراً في آخر النفق

*

حبيبتي أنتِ، بِرَغْمِ الظّروفْ برغْمِ هذا البعدِ، رغمَ الكسوفْ
حبيبتي تلكَ التي –بَعدَها- تكبُرُ فوقَ الشِّعْرِ، فوقَ الحُروفْ
تبقى على كَفّيَّ محفورةً في نَسمَةِ الصَّيفِ، وبَردِ الخريفْ
وترسمُ الأحلامَ في داخلي وشوقَها الصَّلبَ القويَّ العنيفْ
ما زالَ كالأطفالِ حُبِّي لها مشاكِساً، طِفلاً خَجولاً أليفْ
يقلِّبُ الأشعارَ في مهدِها يرفُضُها خرساءَ، بين الرُّفوفْ
.

كَمْ كَبُرَتْ، ولم تَزَلْ طِفلةً ترقُصُ، كالغزلانِ قبلَ الوقوفْ
تلبَسُ قرصَ الشّمسِ أسوارَةً وتَنتَقي النَّجماتِ بين الصُّفوفْ
صدرٌ مِنَ الرُّمَّانِ يغتالُني وضِحكَةُ الطِّفلِ البريءِ الشَّغُوفْ
أَصُبُّها في قهوتي كُلَّما أَرَدْتُ أنْ أسكَرَ، دونَ الألوفْ
يا شفةً كسلى بِلَونِ النبيذْ كيفَ استوى الخمرُ، بقلبي الضَّعيفْ
وكيفَ ذاكَ الشوقُ أخفَيتُهُ تحتَ غِطاءِ الشّاعِرِ الفيلسوفْ
.

عشرونَ عاماً، بعدُ لمْ تَكتَمِلْ وبَعدها القادِمُ، أحلى القُطوفْ
في كلِّ يومٍ، أنتِ أسطورتي أحلى مِنَ الأمسِ، وفَوقَ الوُصوفْ
ووجهُكِ النائِمُ في أضلُعي باقٍ، ملاكاً حول مهدي يَطوفْ
وفي دمي يَسري، جُنوناً طغى فوقَ الأسى والبؤسِ، فوقَ النزيفْ
.

عامٌ مضى، ولم تَزَل حُلوَتي شيطانةً في ثوب عيدِ نظيفْ
ولمْ يَزَلْ يصلِبُني حبُّها كالوردِ في كفٍّ حَنُونٍ عَطوفْ
كَمْ كَبُرَتْ، لكنّني بعدَها ما زِلتُ ذاكَ الطِّفلَ، فوقَ الرَّصيفْ
أحكي لها عن حُلُمٍ ضَمَّها وعافَني وحدي، أنا ... والحروفْ
*

23 – 8 - 2006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:13 am

فاتن

فاتنٌ ... أنتَ و الهوى و الليالي

فاتنٌ ... كلّما خطرتَ ببالي

روعةٌ أنتَ ... ما أبيحَتْ لِحَيّ

أو تجلَّتْ في خاطرٍ ... أو خيالِ

يا حبيبي، و يُلْهِبُ النَّارَ دمعي

أنتَ أدرى بحاجتي عن سؤالي

أنتَ مَنْ في يديكَ قلبي ، فهَبْني

قلبَكَ المخمليَّ أو ... لا تُبالِ

لستُ أبغي سوى مُحالٍ ، و ماذا

يطلُبُ العاشقونَ ... غيرَ المحالِ؟!

*

2000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:14 am

غيـــــــــرة

أصبحتُ من شعري أغارُ ...إذا

سكن القلوبَ ...و صارَ عنواني

أصبحتُ منهُ أغارُ...منتقلاً

بينَ العذارى فيضَ ألوانِ

شعري بُكايَ....فكلُّ عاشقةٍ

تهديهِ أدمُـُُعَـَها.....

و تنساني.....

*

2002
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:14 am

الاعـــــــــداء

- 1 -

الدّاءُ والأشواقُ والمللُ

وأنا طَروبٌ بينَها، ثَمِلُ

والوقتُ لوحاتٌ أعلّقُها

فيها أنا الخلاّقُ والبطلُ

فاليومُ مثلُ غدٍ، وبعدِ غدٍ

وكلاهُما – كالأمسِ - مُرتَجَلُ

لا شيءَ في الماضي أخبِّئُهُ

أو قادمٌ يوحي بهِ الأَجَلُ

كأسي الدِّهاقُ قصيدةٌ هَرَبَتْ

فاليومَ خمرٌ مُسكِرٌ هَطِلُ

وأنا الخليفَةُ بعدَ أن قُطِعَت

كلُّ الرُّؤوسِ ونخَّتِ الإبِلُ

"سيلفا" التي داسَتْ على قَلَمي

و"نُجودُ" لمّا داسَها الرَّجُلُ

و"ندى" التي كفرت برغبتِها

و"سُهى" التي لم تروِها القُبَلُ

مرَّت على جسدي قَوَافِلُهُمْ

عَجلى تُكَسِّرُني وتَرتَحِلُ

وتكاتفوا كالسَّيفِ يَطعَنُني

يقفونَ خَطوي حَيثُما نَزَلوا

أيّامُهُمْ كانتْ، وكنتُ أنا

حُلمَ الدُّموعِ تَصوغُهُ المُقَلُ

ورجعتُ أرثي بعدَ مَقتَلِهِم

ما ضيّعوا منّي، وما بذلوا

- 2 -

يا كأسُ، صارَ الكأسُ ملحمتي

درباً من الأوهامِ يكتملُ

والدّربُ حرباً كانَ طاحنةً

والوقتُ موتٌ ليسَ يُحتَمَلُ

من أين أبكي الآن، أحسبُني

أرجوحةً تمشي... ولا تصلُ

ميدانُ حربي صارَ مقبرةً

والغُرفَةُ الظّلماءُ مُعتَقَلُ

قد غادرَ الشُّعراءُ مَعبَدَهُمْ

وتَرجَّلَ الفُرسانُ أو رَحَلوا

وأنا أنا، ما زلتُ بَعدَهُمُ

صَمتاً يَظَلُّ يَلُفُّهُ الكَسَلُ

من أينَ لي الشَّيطانُ أخلقُهُ

أو أينَ هم أعدائيَ الأُوَلُ؟!

حتّى طواحينُ الهواءِ مشتْ

وزوارِقُ "ابنِ زِيادَ" يَشتَعِلُ

- 3 -

إنّي الشَّرودُ المُنتَهي أبداً

في البدءِ، ذاكَ المُتعَبُ الوَجِلُ

سيظلُّ عُمراً بَعدُ... يَنقُصُهُ

خَصمٌ يُعَلَّقُ فَوقَهُ الفَشَلُ

واليومُ مثلُ غَدٍ، وبعد غدٍ

وكِلاهُما - كالأمس - مُرتَجَلُ

لكنْ يَعيشُهُما، ويَسكُنُهُ

شبحٌ بعيدٌ... إسمهُ الأَمَلُ

*

2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:16 am

سجن مترxمتر

نصف ساعة في مصعدٍ معطّل

*

أغلقي الأبوابَ وامضي

لستِ أولى من طوى عمري حريقاً

لستِ أولى من طواهنَّ الغيابْ

وأنا بابيَ مفتوحٌ لكلَّ القادمينَ الراحلينْ

وأنا بيني وبيني ألفُ بابْ

كوِّري لي الأرضَ حتى أستريحْ

والعني وجهيَ يخبو في ركامِ البائسينْ

أحملُ الكبريتَ في كفَّيَّ...

تطوينيَ أنفاسُ المشاةِ الواقفينْ

ربما لو أشعلُ الكبريتَ...

عوداً...نصفَ عودْ

أقرعُ الأبوابَ كي أرقى إلى نفسي

ولا أبوابَ للأبوابِ كي أهربَ مني أو أعودْ

أنا وغدٌ في عدادِ المجرمينْ

مطرقُ الرأسِ يغطيني السحابْ

كيفَ وكَّلتُمْ أخي بي...

وأخي سافرَ كي يحفرَ قبراً للغرابْ؟!

وأنا أفتحُ بابي...

وأخي يغلق خلفي ألفَ بابْ

لكِ مني كلُّ شيءْ

لك ِظلي...

لكِ صوتي

لكِ موتي...

وحياتي

لكِ ما شئتِ...

وما شئتُ...

وما شئنا سويَّا

أعطني حريتي...

واخرجي من قمقمي المكسورِ كي أفتحَ بابي

وأرى عشرينَ ألفاً في ثيابي...

وانثري نفسَكِ فوقي...

ودعي بعضيَ يجثو فوقَ بعضي

وإذا ما صحتُ يوماً........

أغلقي الأبوابَ، وامضي

* * * *

لم تزلْ يا حبُّ

إعصاراً على أشلائنا

ما زلتَ طفلاً

لا ينامُ سوى على أجفاننا

يقتاتُ منَّا....

نحن ُلم نعرفْ سواكَ سواكَ

إذ ما زلتَ خلف ستائرِ الحلوى

وكم كنَّا عفاريتاً صغارْ

لم نجدْ خلفَ الندى إلا الندى

في الليلِ لم نجدِ النهارْ

لم يكنْ ليلاً. . .

ولكنْ كنتُ وحدي

لم أكنْ أصعدُ . . .

لكنْ أنزلوني

طلبوا منَّيَ أوراقي

ولمَّا لم أجدْها

ختموا لي بالسكاكينِ عيوني

إنما كنتُ عبرتُ البابَ...

لا بابَ سوى نفسي

ونفسي من ترابْ

لم يبيعوني فتاتَ الشمسِ في سجني

ولا شبَّاكَ ...

كي أشتريَ اليومَ مساءً

قطعةً من غيمةٍ ثكلى لتبكيني

ورطلاً من سرابْ

لم تعدْ تلزمُ أحلامي ... فيا من يشتريها

لم أعدْ طفلاً فأبكي

لم أكنْ بدراً ولا ليلاً لأشفي البائسينْ

أوقفوني عامدينْ.....

طلبوا منَّيَ أوراقي، ولمَّا لم أجدْها

ختموا لي بالسكاكينِ عيوني، ودخلنا

لا أنا إلا أنا.....

لم يبقَ مني غيرُ ما يبقى :

بقايا الجلدِ في الطرقاتِ

أغنيتانِ للمنفى...

ونصفانِ لنصفينِ يطوفانِ البيوتْ

كم نهاراً سوفَ ألقي في لياليَّ الحزانى

كي أراني اليومَ

كم عاماً سأحيا كي أموتْ؟!

كم طريقاً ...

سوف ألقى في طريقي ...

كي أعودَ إلى طريقٍ ...

للإيابْ......!!!

* * * *

أغلقي الأبوابَ وامضي...

إرحلي...

ما دامَ ذاكَ البابُ مفتوحاً

سيهوي أفقنا فوقَ الزمانِ المرِّ

كي يغلقَ بابي

وأبي...

هو يدري أنني في الجبِّ ميتٌ...

وهو يدري كلَّ ما بي...

أخبريهِ أنَّ من جاؤوا ليعطوهُ ثيابي

إخوتي همْ

هم كواكبُ كلِّ أحلامي التي

أسجد فيها من عذابي

وافتحي البئرَ عليّ

علِّميني كلَّ أسمائيَ وامضي

إن بعضي تائهٌ يغتالُ بعضي

فاعذريني، واعذريهم

كلُّ من قد عذبوني

وافتحي كل جراحي...

أغلقي كل عيوني

سامحيهم، إنّهم لا يعلمونْ

أنهم قد طلبوا مني أوراقي

ولما لم أجدها...........

قتلوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:16 am

فالنتاين

- 1 -

العيدُ أقبلَ ... موعدي المجنونُ

عيدٌ كقلبِكِ دافئٌ وحنونُ

لمّا أتى صارتْ عيونُكِ قِبلتي

فالكونُ مثلي عاشِقٌ مفتونُ

عيناكِ فيهِ قصيدةٌ مرسومةٌ

بالنورِ ... أحرفها هوىً وحنينُ

في الوردِ ألمحُها، وفي لونِ السما

في الموجِ ... حينَ يُغرِّدُ الحسُّونُ

في كلِّ نجماتِ المساءِ ... وكلَّما

هدل الحمامُ أو استفاق سنونو....

عيدي أنا ... لو تعلمينَ مليكتي

عيدي – كمثلي- عاشقٌ مسكينُ

لكنني أحتارُ كيف أقولُها

هيهاتَ تُكْتَبُ بالكلامِ عيونُ . . .

- 2 -

العيدُ أقبلَ... موعدي المجنونُ

عيدٌ تعيسٌ... بائسٌ... وحزينُ

ما العيدُ إلا في عيونكِ... حلوتي

عيدٌ...

بلا عينيكِ ...

كيفَ يكونُ...؟!

*

2000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:17 am

حلم ليلة منتصف شتاء

مشفى الأمراض العقلية

العنبر 3

ليلة رأس السنة

- 1 -

خلفَ النوافذِ ساحرٌ

يطوي البياضَ من القلوبْ

ويبثُّهُ ملحاً ...

ويرحلُ كلَّما ثارتْ دمائي

ما زالَ نصفُ العمرِ مصلوباً على كتفيَّ

ثلجاً لا يذوبْ

والثلجُ نبضُ القلبِ

تنثرهُ السماءُ على سمائي

ميْتٌ...

ولو أشرعتُ أضلاعي شباكاً ما بناها عنكبوتْ

ميتٌ ...

ولو أكلَ النشيدُ فمي...

ولو أمر العبيدْ

ميتٌ ...

ولو عصفتْ بوجهي ألفُ نارٍ لا تموتْ

وطغى عليَّ الموتُ...

والميلادُ...

والفتحُ الجديدْ

عادَ المسافرُ يسحبُ الأوراقَ من كفِّ الزَّمانْ

ويسفُّ من أيَّامهِ ...

حتى يمزِّقَهُ الرِّهانْ

والثلجُ يمحو ما يريدُ بهِ...

ويكتُبُ ما يريدْ

هذا الطريقُ ممزَّقٌ مثلي...

وحيٌّ يفتحُ الأبوابَ للدَّمِ والهواءْ

وأنا المحَطَّمُ...

خلفَ نافذتي يُطِلُّ العمُّ (سانتا)

حاملاً في الكيسِ أشرعةَ البكاءْ

فأسيرُ من وجعي إلى وجعي

وتغمرني شرايينُ المساءْ

وأراكِ في عينيكِ

خلفَ الثلجِ والأفقِ البعيدْ

والحزنِ...

صارَ الحزنُ نافذتي

أتى عامٌ جديدْ

* * * *

- 2 -

العيدُ يقفزُ فوقَ أسواري

ويشربُ مقلتيّ

ولأنني وحدي

يقاسمني البكاءْ

والعيدُ خارطة تقسمني...

وتحيي العهدَ ما بيني وبيني

ترفعُ الآهاتِ قرباناً

لترفضَهُ السماءْ

والعيدُ ...

ذاكِرةٌ لأنسى أنني وحدي إذا مرَّتْ دقيقة...

والعيدُ ...

وجهٌ كي يخبِّئ كلَّ وجهٍ للحقيقة

من قيديَ المكسورِ أصرخُ

من صميمي، من فمي

عدِّي قُبَيلَ الفجرِ أضلاعي

وصبي الدمعَ في كأسي

وصلِّي، وابسمي...

قد كدتُ أنطقها فأخرسني دمي:

ألقاكِ...

في عينيكِ يحتفلُ المساءْ

ولربَّما

في ذلكَ المقهى الكبيرِ الآنَ تحتفلينَ...

.....

عامُ الحزنِ جاءْ

وأنا أراكِ ... ولا أراكِ

وحينما الأطيارُ تهجرُ عشَّها...

تنساهُ في أيدي الشِّتاءْ

ألقاكِ نجماً في فضاءِ الرُّوحِ ...

تنهشهُ الليالي

والثلجُ ... يُلهِبُ راحتيَّ

ويطفِئ الغدَ في خيالي

* * * *

- 3 -

عيناكِ قبرٌ مُشرَعُ الأكفانِ

يغرقهُ الحنينْ

يجتاحني

حتى أحسَّ بأنني قد صرتُ ... منِّي

والحزنُ في شفتيكِ طفلٌ تائهُ القسماتِ

يرقدُ في خيامِ اللاجئينْ

والخوفُ

حينَ يشلُّ ضحكتَهُ...

ويقطعُ كفَّهُ الدامي الذي قد مدَّهُ يوماً...

يغني

ها أنتِ منذُ اليومِ خارطةٌ لحزني

والمساءْ

أكذوبةٌ كبرى

يطرِّزها الشتاءْ

تنسلُّ من أصواتنا

تجثو على أكتافنا

وعلى أغانينا...

تحاصرنا لنغلقَ بابنا خوفاً علينا ...

كي نراقبَ من بعيدْ

"عادتْ إلينا من رسائلنا رسائلُنا

لنكتبَ من جديدْ"

ولأننا باقونَ حتى الموتِ

صرنا كالضفادعْ

نخشى بأنْ نُنسى بلا قبرٍ

ونلقى في الشوارعْ

صرنا نطأطئ بالرؤوسِ

لأيِّ شارٍ

أيِّ بائعْ

بعنا فتاتَ شعورنا

بعنا ضمائرنا

مشاعرَنا

وبعنا عاشقينا...

وغداً سنسألُ كلَّ من في السوقِ:

(يا من يشترينا...)

* * * *

- 4 -

يا هذه الملقاةُ بينَ دفاتري ومذكراتي

تعبتْ دواةُ الحبرِ من ألمي

وضاعَ فمي...وسلَّة مهملاتي

وأنا أرى (سانتا)على بابي

قتيلاً ...

دسَّ لي من خلفِ ثقبِ البابِ

أكوامَ الوصايا

وغداً ...

يعودُ يدقُّ بابي ألفُ (روبوتٍ) لتسليمِ الهدايا

* * * *

- 5 -

عبثاً أحاولُ...

ربَّما أنسى

إذا تنسى الحمائمُ خلفَ نافذتي الهديلْ

لو أستطيعُ . . .

فليسَ في دنيايَ شيءٌ مستحيلْ

عامٌ جديدٌ . . .

سوفَ يأتي بعدَهُ

عامٌ جديدْ

ولربما يوماً سأدري ما أريدُ

ولا أريدْ

فتذكَّري بدلَ البطاقةِ ذاتِها أنْ ترسلي

ما كانَ أكبرَ من تلافيفِ الحدودْ

أنْ ترسلي لي : كيفَ أنسى....

ربما ألقي بذاكرتي

وإنساناً أعودْ

وأذيبُ قلبي تحتَ أكوامِ الجليدْ

وكطعنةٍ في الظَّهرِ

يأتي بعدها عيدي السعيدْ

عيدٌ سعيدْ . . .

عيدٌ سعيدْ . . .

عيدٌ سعيدْ . . .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:19 am

هاملت... وحصار الجدران

- 1 –

وذكرتُها . . .

فبكيتُ من ألمي

وضرَّجني الحنينْ . . .

موتٌ تخطَّفني. . .

و عانَقني . . .

و أرسلني بعيداً . . .

أزرقَ العينينِ

طفلاً . . .

أبيضَ الكفَّينِ

يلعبُ بالأفاعي و النِّساءْ . .

وذكرتُها . . .

كالشوكِ تدميهِ أكفُّ العاشقينْ

شوقاً . .

سرى منّي إليَّ

فلست أدري كيف جاءْ

عيناكِ . . .

يا ألقاً من الفيروزِ . . .

و الألمِ الدفينْ

عيناكِ . . .

يا جرحاً

تنزُّ دماؤهُ من مقلتَيهْ

الداء يطفِئني

و شوقُ النازحينْ

و دمي إلى دمهِ يحنُّ . . .

فأينَ منهُ دمي إليهْ

عيناكِ . . .

يا موتانِ من ماضي السنينْ . . .

موتٌ أباحَ دمي

و آخرُ شدَّني نحو السَّماءْ

عيناكِ . . .

يا عشرونَ ألفَ فمٍ يخاطبني :

(( أنا البازي المُدِلُّ عليكَ

فاقرأ باسم ربِّكَ ما تشاءْ ))

عيناكِ . .

يا موتانِ وسعَ الذُّلِّ

وسع الكبرياءْ

وسعَ السما والأرضِ

وسعَ عقولِنا

وسعَ الجنونْ . . .

عيناكِ . . .

يا ناراً تَوقَّدُ من دمي

لا عادت الأحجارُ تُشبِعُها . . .

و لا يغري لظاها الكافرونْ

عيناكِ . . .

يا أرجوحةَ العمرِ الحزينِ

ذكرتُها . . .

فبكيتُ من ألمي

بكيتُ . . .

و صار لي قلبٌ حنونْ

عيناكِ . . .

يا موتانِ من وهجٍ وصمتْ

موتانِ في أنْ لا أكونَ

و أن أكونْ ...

- 2 –

عشتارُ . . .

يا ألماً أعتّقهُ

فتشربه عيوني

سيلاً من الآمالِ . . .

و الأحلامِ . . .

و الألمِ الزلالْ

عشتارُ . . .

يا شيئاً بعيداً عن حدودِ الفكرِ

أو نسجِ الخيالْ

البرزخُ الفضيُّ من حولي

يحاصرني . . .

وتنبُذُني سمايْ

وتسيلُ أحزاني على الورقِ الصَّقيلِ . . .

على الصُّخورِ . . .

على الرِّمالْ. . .

عشتارُ . . .

تتركني وحيداً

أقرعُ الأجراسَ في صمتِ السؤالْ

و أخطُّ خارطةً لعشقٍ سرمديٍّ

من جديدْ . . .

عشتارُ . . .

قلبُكِ من حديدْ

و فؤاديَ المصلوبُ

ليسَ لديهِ ميدوسا*

تحيلُ رمادَهُ الظمآنَ مسخاً

من حجرْ . . .

ساءَ القدرْ . . .

ساءَ المصيرْ . . .

و الموتُ أهونُ من ترقُّبيَ المريرْ

ما بينَ أرضٍ لا تدورُ

و نورِ شمسٍ لا تنيرْ

مَلِكاً مُسجّى في السريرْ

يلتفُّ حولي الخائنونْ

لا فرقَ في أنْ لا أكونَ

و أن أكونْ ...

- 3 –

عشتارُ . . .

إني قد صنعتُكِ من هوايَ . . .

و من جنوني . . .

و اغتلتُ في عينيكِ أيامي

و أجملَ ذكرياتي

و صنعتُ شمساً منكِ

فاستلّت ضياها من عيوني

و دفعت دينَ الرّخ من كبدي* . . .

و من باقي حياتي . . .

عشتارُ . . .

كيف تكبَّر الإلهامُ

فوقَ المبدعينْ ؟!

أنسيتني . . .؟!

يا تحفةً . . .

لولاي ما كانتْ

سوى ماءٍ . . . و طينْ

- 4 –

جرحٌ عميقٌ أنت يا عشتارُ

فوق توقُّعاتي

جرحٌ عميقٌ . . .

عمقَ أحلامي

و عمقَ تصوُّراتي

جرحٌ عميقٌ صاغ كل قصائدي . . .

و دفاتري . . .

و مذكّراتي . . .

جرحٌ

يخطُّ المطلقَ المكسورَ

سطراً من حنينْ

خطأٌ طباعيٌّ حياتي

في كتاب العالمينْ

لا يملكُ المنبوذُ إلا عرشهُ المائيَّ

يلقيهِ على رملِ السنينْ

و قصيدةَ العشقِ المعتَّقِ بالهواجسِ

و احتضارِ الزيزفونْ :

موتانِ في أن لا أكونَ

و أن أكونْ ...

- 5 –

ما بين أحلامي و بيني . . .

ألف حبلٍ من رمادْ

و قوافلٌ ثكلى . . .

و صاعقةٌ بلونِ الياسمينْ

و الأرضُ نافذةُ السماءِ

يشقُّ ضحكتها الغمامْ

يبكي . . .

فيبكي من ورائي ألفُ عامْ

ما بينَ أحلامي و بيني

ألفُ عينٍ لا تنامْ

لا نورَ تشربهُ المدينةُ . . .

لا ظلامْ . . .

لا شيءَ . . .

إلا ما تبقَّى من دموعٍ لا تزالْ

وشماً على كتفِ المحالْ

أو صرخةً

ألقي بها

في بطنِ حوتْ

و الأرضُ

- نافذة السماءِ -

تطلُّ من وجعي مراياً

لا تموتْ

وضعَتْ على كتفي الحمامةُ بيضَها . . .

و على فمي نسج الشّباكَ العنكبوتْ

فأنا الحقيقةُ . . .

و الخيالُ . . .

أنا الضجيجُ . . .

أنا السكونْ . . .

و أنا المخيّرُ . . .

أن أكونَ مخيَّراً

أو لا أكونْ ...

- 6 –

أَوَ تعلمينَ الأرضُ كيفُ تصيرُ

حين الأرضُ تخضرُّ انتشاءْ

حين الدَّمُ المخضُّر يغزوها

فيصعدُ . . .

كالدموع إلى العيونْ

أَوَ تعلمين الموتُ ما معناهُ

حين يجنُّ في دمنا إلى الموتِ اشتهاءْ

يقتات من أحلامنا ...

كالروحِ يبكي ... في سكونْ

عشتارُ ...

أغرقُ في الدِّماءِ ...

و لا أزالْ

و تئنُّ من تحت القبورِ

جماجمُ الموتى

تُبرعمُ في متاهاتِ السؤالْ :

قد غادر الطوفانُ

لملمَ نفسَهُ . . .

و مضى إلى وطنٍ جديدْ

و بقيتَ تسحبُ نفسكَ

_ المصلوبَ _

نحو الجلجلةْ . . . !!

يا أيها المحظوظُ

أكرمْ جيدكَ القاني

بحبلٍ من مسدْ

والبس بقايا النَّعلِ ...

و اخلع عنكَ حدَّ المقصلةْ

قد أغرقَ الطوفانُ نبضَ الأرضِ

و الزَّمنَ الوليدْ

و أتى على الدُّنيا

بكفٍّ من حديدْ

و مضى . . .

إلى وطنٍ جديدْ

وبقيتَ وحدكَ . . .

تزرعُ الأرضَ اشتياقاً

و انْــتِـظارْ ؟!!!!

- 7 –

عشتارُ . . .

عاد يذيبُ أضلاعي الشتاءُ

فلا شتاءْ ...

إلا السوادُ يثورُ

يغلي في دمي ألفَيْ جديلةْ

و يلفني بالصمتِ من كلِّ الجهاتِ ضجيجهُ . . .

شمشونَ

مزّق شعرهُ . . .

و مضى يفتِّش عن دليلةْ

منفاهُ صرتُ

فمن يضمّدُ لي صهيلهْ ؟‍!

أو يخرس الجرحَ الذي ...

يحكي الحقيقةَ في عيون الكاذبينْ ؟!!

عشتارُ . . .

عدت إليكِ كي أبكي

فهل ألقى مكاناً للبكاءْ ؟!

أمْ أنَّ صدركِ

ليس إلا للسّكارى العاشقينْ ؟

عشتارُ…

حتى الأرضُ أمٌّ للحجرْ

و الغيمُ حين ينوحُ في ألمٍ

يلفُّ الزهرُ حبّاتِ المطرْ

عشتارُ . . .

ضمّيني . . .

فإني _ بعدُ _ ذاكَ الطفلُ

ينقصهُ الحنانْ ...

ضمّيهِ في عينيكِ

علَّ الموجَ يحملهُ إلى برِّ الأمانْ

عيناكِ ...

يا فجراً بألوان الربيعْ

يا آهةً تصْمي الفؤادَ

أزفّها للاّمكانْ . .

و أخبِّئُ الدمعَ الملوَّعَ

في العيونْ ...

* * * *

واللهُ يرضى

أن أكونَ ...

و أن أكونَ ...

وأن أكونْ ...

__________

* في الأساطير اليونانية القديمة ميدوسا مسخ يتحول كل من يرى عينيه إلى حجر .

* بروميثيوس الذي سرق الشمس من معبد الآلهة و أهداها للبشر ، عاقبته الآلهة بتعليقه بين جبلين يأكل الرخ كبده في كل يوم ... و في الصباح التالي ينبت له كبد جديد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:20 am

إلى بنفسجةٍ عاشقة


إلى صفاء

- 1 -

لأنكِ كالحبِّ لا ترحلينْ

لأنكِ بدءٌ بغيرِ انتهاءْ

لأنَّ دروبي بلا عابرينْ

و صمتيَ رجعٌ لألفِ نداءْ

لأنيَ طفلٌ وحيدٌ حزينْ

يمزِّقُ في حبِّهِ الكبرياءْ

فيكتبُ :"عيناكِ لوزٌ و تينْ "

ونورٌ، ونارٌ، وشمسٌ، وماءْ

- 2 -

لأنَّ دمي غارقٌ مستكينْ

لأنَّ جراحَكِ دونَ دماءْ

لأنَّا كلانا نعدُّ السنينْ

وما أقصر َالعمرَ هذا المساءْ

لأنَّ البنفسجَ كالعاشقينْ

حزينٌ كطيرٍ دهاهُ الشتاءْ

لأنِّي ... لأنَّكِ مثلي... لأنَّا...

شعاعُ ابتسامٍ، وفيضُ بكاءْ

- 3 -

عدينيَ أنَّكِ رغمَ الحنينْ

ستبقَينَ أكثر منَّا ... صفاءْ

وأنَّكِ مهما رحلتِ ستبقينَ

ملءَ السّما ، و الشّذا ، و الهواءْ

وأنِّي سأبقى لأحملَ وجهاً

أطلَّ، فما عادَ عمري هباءْ

وأنَّ البنفسجَ لنْ ينحني

ولنْ تعرفي في الحياةِ انحناء

- 4 -

صفاءُ ...

وترحلُ عنَّا الفصولْ

ويرحلُ عنَّا الهوى و الغناءْ

ونبقى صغاراً ، وأحلامُنا

تبرعمُ فينا شذىً وضياءْ

عدينيَ أنَّا غداً نلتقي

نجوماً، شموساً بغيرِ انطفاءْ

عديني ...

سنبحرُ حينَ نشاءُ

ونرسو على الشطِّ ...

حينَ نشاءْ

*

أيلول 2001
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:21 am

برزخيّة محمود درويش

إلى (منتظر الزيدي) وعاشقي (منتظر الزيدي)

*

من دهشةِ الأشياءِ

أن أغفو على بُعدِ انتظارٍ آخرٍ

من آخِرِ الكلماتِ

يُلقيني السُّكونُ إلى السُّكونْ

أنِّي عَبَرتُ طريقَ أُمنيتي

على عُكّازتَينِ من التّأمُّلِ

ثمَّ – عفواً –

كنتُ في دربِ القصيدةِ/

ليسَ لي أن أنسِبَ الأمواجَ قسراً

عن بُحورِ حقيقةِ التيّارِ

نحوَ بحورِ شاعِرِها

ولا أن أُخرِجَ التَّاريخَ رغمَ سُطورِهِ

من خُرمِ إبرتِهِ... ليُبصِرَني

ويُعلِنَني أميراً/

كي يُعيدَ ليَ الوُجودَ

ويَستَعيدَ رِضايَ عنهُ

وكي يكونْ

وأنا بِرغمِ هشاشتي

وبِرغمِ أنّي كِدتُ أنهي

آخرَ الفصلِ الأخيرِ من الرِّوايةِ/

في تَمدُّدِيَ الأخيرِ/

أدقُّ – والمرقابَ –

نحوَ تسطُّحِ الأشياءِ، والأشكالِ

والأفكارِ...

قسراً دونَ غايةْ

وبرغمِ أنّي بعدَ حينٍ

حينَ يرتاحُ الطَّبيبُ لِقولِهِ

أنّي كسرتُ قيودَ قلبي/

أنّني أطلقتُ بردَ حقيقتي من نارِ سطوتِهِ

وأنّي لم يَعُد منّي سوى خطٍّ فجائيٍّ

تسطّح عنوةً... نحو البدايةْ

فأنا هو الناجي الوحيدُ

من انكسارِ الرُّوحِ عجزاً

مثلما للبحرِ جزرٌ، ثمّ مدٌّ.../

للمواويلِ انطلاقٌ لا يُحَدُّ

ولا يُصدُّ... ولا يُردُّ.../

وليسَ للتاريخِ أن ينفي

بأنّي كنتُ رغمَ غرورهِ

وبأنّني أرضعتُ نبضَ قصيدتي

للحبرِ، والليمونِ، والأمطارِ

أنّ القلبَ ضاقَ

بما يزيدُ عن الكراتِ الحمرِ والبيضاءِ

فانفجرت بهِ أشلاؤهُ

ليجيءَ بعدُ

أنا لم أكن عبثاً

وليست معظمُ الأشياءِ تُحسَبُ

بالتفاضُلِ والتَّكامُلِ وحدَهُ

لم أستعد شبراً

من الأرضِ التي تمتصُّني الآن اشتياقاً/

إنّما استرجعتُ نفسي من ضحايا اليأسِ

إنساناً تحدّى - سافراً – أبعادَهُ العرجاءَ

فجّرتُ اشتياقي راكضاً من عتمةِ المنسيِّ

نحوَ بريقِ موتٍ قادمٍ كالبرقِ

يصعقُ دهشتي من موتِها/

ولربّما يتسرّب اليأس السّريعُ

إلى طبيبٍ ملَّ منّي/

جرَّهُ الرُّوتينُ جرّاً كي يجرّبني

ويمنحني محاولةً

تبوءُ بعجزها قبلَ البدايةِ/

حينَ يأذنُ لي بأوّل صعقةٍ

أو صعقتينِ/

مردّداً في رأسهِ كلماتهِ المعتادةَ الصمّاءَ

بحثاً عن عزاءْ

ويديرُ عنّي وجهَهُ لكَ

راسماً ندماً شديداً حينَ يعلنكَ الحقيقةَ/

أنّني بعدَ انتظاري، لم أخيّب ظنّهُ

أو ظنّ من يبكونني منذُ ابتداءِ الفصلِ ما قبلَ الأخيرِ من الرّوايةِ/

يحتسونَ الشّايَ في "قهواتهمْ"

وتحيكُ نسوتُهم حصادَ الصُّوفِ في دفءِ الخريفِ لأجل ما يأتي/

ويتركُ في نهايةِ نشرةِ الأخبارِ لمستهُ

"البقيَّةُ في حياتكَ"!

ربّما لم يبقَ فيها ما تبقّى

لستُ سلطاناً لأترك في الظلامِ خليفةً

والقلبُ يحتكرُ الحقيقةَ في سكونِ الأنبياءْ

"هذا طريقُكَ"

- مثلما قالتْ ليَ امرأةٌ وغابت –

لم يكن هذا مصادفةً

ولا تكفي الدُّموعُ ولا الحنينُ

لكي نكونَ سويّةً/

لا شيءَ يأتي دونَ إذنٍ منكَ

أو دونَ التجاءْ

لا دمعَ يأتي دونَ قصدٍ بالبكاءْ

وطبيعةُ الأشياءِ كانت – منذُ كانتْ - رغبةً في سرّها/

للريحِ وجهتُها

وللتيّارِ سطوتُهُ

وللمنفى تجاهُلُهُ وقسوتُهُ

وأنتَ اليومَ أنتَ

بما أردتَ الأمسَ

تختارُ الحقيقةَ

والوسيلةَ

لونَ قلبِكَ

وانتصاراتِ الطّفولةِ

ربطةَ العنقِ المفضّلةَ

الحذاءَ... الوقتَ

والصّوتَ الحبيسَ بلا انتهاءْ

تختارُ أن تبقى

وأن تمضي

تفكِّرَ/ تنحني/ تبكي/ تقومَ

تعيشَ/ تبني/ تزدري/ تحيا/ تموتَ

تذيبَ قلبكَ في ترابِ الأرضِ

أو ترقى بهِ

اختر جنونكَ

واتركِ الأسماءَ للأسماءِ

والأشياءَ للأشياءِ

والتّاريخَ للتاريخِ

بعدَ الوقتِ وقتٌ

للطبيبِ لكي يسمّي ما يراهُ

وما يظنُّ

أكان عقلاً

أم جنوناً منكَ

أم فرطَ انتماءْ

"هذا طريقُكَ"

لن تكونَ "أنا"

ولستُ "أناكَ"

حتّى إن تقاسمنا الحقيقةَ، والنّهايةَ، والعناءْ

والأرضُ تجمعُنا، وتقسمنا

تفرّقنا، وتربطنا

وتتركُ في نهاياتِ القصائد غصّةً

لا تستعادُ ولا تعادُ

وفي نهاياتِ المواويلِ الحزينةِ آهةً

لا تقبل التقسيمَ بين اثنينِ في صدريهما

للأرضِ لونُ الذّكرياتِ

وطعمُ آخرِ قبلةٍ كانت لها

وحرارةٌ من شهوةِ الموتِ البطيءِ

كوردةٍ في صدرها

وملوحةُ الدمعِ الأخيرةُ للرّحيلْ

للأرضِ وقتٌ... كالنّبيذِ

لكي تعتّقها الأغاني، والأماني

وانتظارُ الياسمينِ يداً لتقطفَهُ

وخوفُ العاشقينَ من العيونِ

ورعشةُ الكفّينِ في شغفٍ

إذا امتدّا معاً من تحتِ طاولةِ الدّراسةِ

واحتضارُ الموتِ في شغبِ الفصولْ

كالطفلِ تكبرُ

حينَ نكبرُ

حين يرسمُنا التردُّدُ والتوجُّسُ/

وانتظارُ الموتِ حبَّاً بالحياةْ

تتغيّرُ الأسماءُ والأشكالُ والأوطانُ عبرَ الوقتِ/

إذ يمضي بنا دونَ انتباهْ

والأرضُ تنبتُ من جنانِ الرّوحِ

تشربُ من حكايانا/

إلى أن ينضجَ الحلمُ المعتّقُ في جرارِ العمرِ/

يأذنُ للتمنّي بالتأنّي

والتهامُسِ بالتَّلامُسِ

واقترافِ الشّوقِ والذّكرى على مهلٍ

كنسجِ قصيدةٍ في كلِّ بيتٍ

خلفَ وحيِ العنكبوتْ

هذا طريقُكَ

ها هو الوطنُ الذي ينتابُكَ

استسلم لهُ

واسمح لهُ للتوِّ أن يغتالَ صوتَكَ

أن يصبَّكَ

أن يُذيبَكَ

أن يُحيلَ رمادَ دفئِكَ وردةً

عطراً

هُطولاً

طفلةً تختالُ في فُستانِها

وحمامةً تطفو بفيضِ حنانِها وحنينِها

فوقَ البيوتْ

هذا هوَ الوطنُ الذي يغتالُكَ

استسلم لهُ

فلسوفَ يخرُجُ من سرابِ الحلمِ نحوَ دم الحقيقةِ

عبر روحكَ قادماً/

لم ترقَ بعدُ لذلكَ الموتِ الذي تحتاجُهُ

ما الفرقُ بينَ دمٍ يسيلُ وآخرٍ؟

ما الفرقُ بينَ رصاصةٍ ورصاصةٍ؟

هي لحظةٌ قد تُشتهى عن سبقِ إصرارٍ

وقد ترخي الستارَ على قرارٍ خاطئٍ/

في لحظةٍ من كبرياءٍ كاذبٍ

لا فرقَ يذكرُ/

حينَ تصبحُ جثّةً

بين ابتسامةِ واثقٍ أو رُعبِ من ضلّ الطريقَ عن الطّريقِ ولم يعد/

لكليهما نفسُ النّهايةِ

نفسُ عمقِ القبرِ

والطقسُ الوداعيُّ الحميمُ

ولم تعد تكفي البطولةُ كي تكونَ محارباً

فإرادةُ الموتِ اختبارٌ للتوحُّدِ

واختبارُ الصبرِ عمّا تشتهيهِ تقلُّباتُ النّفسِ منّا

فالحقيقةُ، والقصيدةُ، والولادةُ

لا تجيءُ كطعنةِ السكّينِ

والألمُ انتصارٌ للتكوّنِ فيكَ

كي تتعلّم المشيَ العسيرَ على الطّريقِ...

وكي تموتْ

والأرضُ تحيا

حينَ تعبرُ منكَ

حين تكفُّ عن تفسيرها بكَ/

واختلاقِ الجرحِ منكَ

فإنّ وجهكَ سوف يبلى

وهي باقيةٌ...

فلُذْ بالموتِ

واختصر المسافةَ بالسّكوتْ

للرعدِ أن يطوي المدى بهديرهِ

بعدَ انتفاضةِ برقهِ، لا قبلها

للكرمِ أن يحظى بلونِ نبيذهِ الأخّاذِ

بعدَ حصادهِ، لا قبلهُ

هي سنّةُ الأشياءِ

ندركُها أخيراً – معشرَ الموتى –

فحينَ يحلُّ فينا الموتُ ضيفاً كلَّ هذا الوقتِ

يجدرُ أن تعلّمنا التّجاربُ

أن تخلّصنا من الأسطورةِ الأولى

وتفتحَ أعينَ الباكينَ

أن نختارَ بينَ حقيقتينِ

وقِبلتينِ

وأن نرى في جثّةٍ فوقَ التّرابِ

طريقةً لعبورِ ذاكَ البابِ/

بين شعورنا، ووجودنا

بين التلذّذ بالحقيقةِ

والحقيقةِ ذاتها/

لا يستوي الموتى

ولا الأحياءُ

والمفتاحُ للإخفاقِ في سردِ الحكايةِ

رغبةٌ مجنونةٌ للقفزِ فوقَ الوقتِ

إذ تستلُّ ضعفكَ عالياً من غمدهِ

وتطيحُ بالباقي من الآمالِ في لهفٍ جنونيٍّ/

يثورُ الرّملُ بالفوضى/

يسيرُ الرّكبُ مشدوهاً/

ينادي اليائسونَ مليكهمْ/

يبكونَ/ ينتحبونَ/ يلتمسونَ/ يصطخبونَ

ينهمكونَ في صخبٍ سعيدٍ هادرٍ

يبنونَ عرشاً آخراً/

في حفرةٍ ليستُ تزيدُ عن الذي اعتدناهُ عمقاً

كي تصبَّ حرارةَ الفوزِ الذي أحرزتَهُ توّاً

وتعلنَ أنّ قلبكَ لم يزلْ متعلّقاً بالزيزفونِ/

وبالنّخيلِ

وسوفَ تدركُ لاحقاً

أن لم يكن أحدٌ سواكَ

وأنّ نظرتكَ الأخيرةَ خلفَ ظهركَ

ذكّرتكَ بفيلقٍ ممّن عفت آثارُهمْ

هي سنّةُ الأشياءِ

ندركُها أخيراً – معشرَ الموتى –

فحينَ تفكُّ في غلٍّ حذاءكَ

تاركاً في الفردةِ الأولى قليلاً من "أناكَ"

وكلَّ ما كدّستَهُ فيها من الإحباطِ

تلصقهُ بأوّلِ منفذٍ يبدو أمامكَ

تذرعُ التاريخَ في كلّ اتجاهاتِ التأمُّلِ

ثم تخلعُ بعدها الأخرى

تذكّر...

أنّ أبطالَ الحكايا منذُ بدءِ الكونِ

محكومونَ بالجزءِ الأخيرِ من الحكايةِ

حينَ تأتي القبلةُ العصماءُ

من شفتي أميرٍ ساحرٍ

عبَرَ الحكايةَ واثقاً

وطريقُهُ

أشلاءُ من صنعوا الحكايةَ في انتظارِ مجيئهِ

لا بدَّ من ثمنٍ لهذا الحزنِ

هذا اليأسِ

هذا الخوفِ/

والأمواجُ تعلو

كنتَ أنتَ هناكَ

ترتجلُ المسافةَ من مكانكَ

نحوَ أولى الأمنياتِ

فهل أمانينا بهذا القربِ حقاً؟

هل تَعبَّدَتِ الدّروبُ إلى الوجودِ؟/

ونحنُ...

هلّ كنّا هنالكَ؟/

أم وقفتَ هناكَ وحدكَ

ضارباً كابوسكَ الفرديّ بالنّعلِ المجرّدِ؟/

أم تجرّدتِ الحكايةُ من معانيها

وصرتَ اليومَ محضَ حكايةٍ/ أقصوصةٍ

خرجت عن النّصّ الذي يمتدُّ من قبلي وقبلِكَ

وانتهت بعد البدايةِ

ثمّ كانت فردةٌ أولى

وكانت فردةٌ أخرى

وكان مساؤنا الباقي

وكان صباحُنا المحمومُ بالتصفيقِ/

دونَ نتيجةٍ

والفارسُ المحكومُ - عفواً - باسمهِ

لم يبقَ "منتظِراً"

ولم يسمح لنا

بتأمُّل الشرخِ العميقِ على جدارِ الرّوحِ

غطّى جبهةَ الغدِ بالهُتافِ وبالتحيّاتِ الطويلةِ

والمدافعِ في الهواءِ الطّلقِ

واستعراضِ فرحتنا الشديدةِ بالخواءْ

أنا لستُ طيفاً لا إراديّ التحوّلِ

واحتمالاً بالغَ الفوضى/

أتيتُ لأزرعَ الزّيتونَ في صمتٍ

وأتركَ شتلةً أولى

فليس هناكَ من بطلٍ خرافيٍّ يحرّر دولةً

والموتُ ليس سوى انتقالٍ في الزّمانِ وفي المكانِ

نُعِدُّهُ منذُ الولادةِ

راسمينَ خريطةً كبرى

وليس نهايةً عبثيّةً للرّوحِ/

سطراً خارجاً عن منطقِ المألوفِ والمتوقّعِ الآتي

وإن تهنا طويلاً عن حقيقةِ كونهِ/

تتراكمُ الأسطورةُ الأولى

وفي عشرينَ جيلاً، تستحيلُ روايةً أخرى

وينتظر الجياعُ "الزّيرَ" في شغفِ الولادةِ

قادماً يغري برايتهِ مساراتِ التحوّلِ والخلاصِ

تغصُّ كلُّ شوارعِ المدنِ الصّغيرةِ بالصِّغارِ

يعانقونَ سيوفَهم خشبيّةَ التكوينِ

والحلمَ الوراثيّ البعيدَ

وفي غدٍ آتٍ...

نؤجّلُ (فارسَ الأحلامِ) جيلاً آخراً

ننسى الألوفَ من الجنودِ

وقد أعدّوا للتوحُّدِ بالتّرابِ

ولا يدورُ ببالهم تأجيلُ مقتلهم

ولا يتفقّدونَ مقاطعَ الأخبارِ كي يتأكّدوا من نصرهمْ

ستمرُّ فوقهمُ الحكايةُ

حينَ تختلطُ المعاركُ والتجاربُ

ثم يختصرُ الحقائقَ نصفُ سطرٍ

واسمُ شخصٍ واحدٍ تختارُهُ الأقدارُ فارسها

بلا سبب وجيهٍ/

كنتُ جنديّاً بسيطاً

واكتفيتُ بأن عبرتُ البابَ نحوَ قصيدتي

وخلعتُ "نَعلَيَّ" احتراماً/

للطيورِ وللزّهورِ وللعصافيرِ الشّريدةِ

والمصيرْ

أمضي

ولستُ أنا الأخيرْ

والآن

يبدأ برزخٌ بي

ينتهي بي برزخٌ

يأتي ويذهبُ كلُّ شيءٍ

غير أنّ هناك ما لا ينتهي/

الشّعرُ/ الحياةُ/ الحبُّ/

ليمونُ البراري

والولادةُ

والتشكُّلُ

والتجدُّدُ

واقتناصُ اللحظةِ الهوجاءِ

إحساساً، وعمقا

لستَ أنتَ

ولستُ نفسي

ليس هذا العمرُ إلا برزخاً

للموتِ عشقا

رغم أنفِ الموتِ نبقى

رغم أنفِ الحربِ نبقى

رغمَ أنفِ الكرهِ

نبقى

*

ليلة عيد الميلاد 2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:22 am

سوسة

- 1 -

عيناكِ، والرّغيفْ

وجهانِ يبكيانْ

وثورتانِ في دمي

ملغومتانِ بالهوى

والشكِّ...

والحِرمانْ

جوعٌ من الأحلامِ

لا أعرفُ...

لو أردُّهُ

لربَّما تكسَّرتْ مفاصلُ الأمسِ على انتظارها

وأطبقَ الزَّمانُ جَفنَهُ على الزَّمانْ

عيناكِ والرَّغيفْ

يُكسِّرانني على قيثارةٍ عرجاءْ

ويفتِلُ الرُّخُّ على أعقابِهِ

يُشمشِمُ النِّيرانْ

يا كبدي الواقفَ كالشَّوكَةِ في محرابها

كم أشتهيكَ لقمةً سائغةً للرخِّ

أصحو بعدَها

ليسقطَ العمرُ الذي يختالُ في ملامحي

وتنتهي الأوصافُ، والزَّمانُ، والمكانْ

كم أشتهي أن ينتهي فيكِ وجودي

ربّما أدلفُ من غيابةِ الجبِّ

إلى غيابةِ القبرِ

فلا أموتُ إلا مرَّةً واحدةً

ولا يعودُ لي – على أطرافها –

من جنَّةِ الخُلدِ

سوى جُحرٍ

بحجمِ الوطنِ الأوحدِ

والإنسانْ

- 2 -

أحبُّكِ اليومَ

ولا غدٌّ سيأتي بعدَها

ولتتحطَّم كلٌّ ما في الأرضِ

من آلهةٍ غبيّة

وليأكلِ التّاريخُ أسماءَ الحكايا كلِّها

فلم يعدْ يَنفَعُهُ مُشعوِذوهُ السُّودُ

أو تمائمٌ سحريّة

وليسَ ما يكفي لديهم من شياطينَ

لكي يختنقَ الرّاوي بغيرِ فاعلْ

وليسَ ما يكفي من الحبالِ

كي يُشنَقَ صوتي عُنوةً في زحمةِ البلابلْ

ما زالَ صوتُ الوقتِ في عُكّازتي يُدوّي

يحفِرُ خُطواتي إلي عينيكِ

في رويَّة

أحِبُّكِ اليومَ على مهلي

فلا غدٌّ سيأتي بعدَنا...

أنا الـ(هُنا) و(الآنَ)

والأسماءُ كلُّها التي علّمها لنا

والأبجديّة

- 3 -

عيناكِ والرّغيفْ

ستبقيانِ سوسةً تنخُرُ في عظامي

ووجعي المكبوتَ

كالُّدموعِ في العيونْ

ستبقيانِ يديَ المقطوعةَ الثَّكلى

إذا أمُدُّها أمامي

وعقليَ المُلقى وراءَ زحمَةِ الجنونْ

ستبقيانِ شهوتي الرّعناءَ للحُرِّيّة

في حُبِّ طفلةٍ

لطفلٍ بائسٍ حزينْ

وجوعيَ الكافرَ للهواءْ

إذ أشتهي لي رئةً في الصَّدرِ ترويني

ولا يُسعِفُني الأنينْ

- 4 -

عيناكِ والرّغيفُ

مبدئي ومُنتهاي

عيناكِ كافٌ

والرَّغيفُ نونْ

*

2006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 41
الموقع : القاهرة

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 8:45 pm

مجموعه قمه في الروعه
تسلم الايادي يا سعيد بيك
لكن ليه هو كل اعماله او معظمها للمرأه بوجه خاص ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر نائل الحريرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر نائل الحريرى   مع الشاعر نائل الحريرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 11:20 pm

اعماله كلها للمرأة فعلا يا ابوحسام ملحوظة جميلة

للأسف انا بختار اول قصيدة وباقى القصائد مش بركز

فيها كويس بس السؤال ده يتسأله هو علشان انا معرفش

شكرا ابوحسام على المرور الجميل بالموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع الشاعر نائل الحريرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مع الشاعر يحيى توفيق حسن
» مع الشاعر ياسر الاقرع
» مع الشاعر يس الفيل
» المعنى فى بطن الشاعر
» الشاعر على سلامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: الشعر العربي والزجل-
انتقل الى: