زينة وعجبانى من الادب السودانى

" زينة وعاجباني " شجون الذكريات .. وقصة أغنية !..!.!

الذكريات هي ذلك الشعور الجميل الذي ينتاب الشخص عندما يعود بمخيلته إلى الماضي ويعود بعجلة التاريخ إلى الوراءليطلق لخياله العنان في تذكر احداث مرت به .. وتختلف تلك الذكريات بإختلاف احداثها .. فمنها مايرسم البسمة على الشفاه , ومنها مايخنق العبرة في الحناجر , ومنها ماتذرف الدموع بمجرد تذكره .. ومنها ومنها ... ولكنها تبقى مجرد ذكريات مرتبطة بماضي تولى إما (محزن وإما مفرح) وتظلل تلك الذكريات حصاد غرس في الماضي وعلي ثمارها تجنى في الحاضر او في المستقبل إن لم تكن قد جُنيت ثمارها في الماضي نفسه .
وعلدما نتذكر تلك الذكريات الجميلة التي مرت بنا نفرح ونسعد بها كثيرا ونتمنى ان تعود ولكن هيهات هيهات .. ولكنها تبقى لنا ذكريات سعيدة تبث فينا روح الأمل والعمل لأجل ذكريات أحلى واجمل .. وعلي الحزن يكتنف قلوبنا لخلو حاضرنا من أيام حلوة تكون لنا ذكريات جميلة في المستقبل .
... ولكنها تبقى ذكريات الماضي .. وهي تبقى ذكرى فقط .

قبل ايام في القضارف .. مرتع الطفولة والصبا .. والتي كل ما ازورها اجد معالمها تتغير بسرعة ، لدرجة كل معالمها الاساسية القديمة ، اضمحلت بفعل التطور وايقاع الحياة السريع الذي غير كثيرا في البينة الاساسية للمدينة .. ..
لكني وقفت طويلا .. امام بيت شيخ العرب ، الشيخ حمد اب سن ناظر الشكرية وشيخ الخط .. فهو احد المباني القليلة التي لم تتغير وتقف شامخة وشاهد علي تاريخ وماض مجيد ولي .. البيت بطوبه الاحمر القديم متين البنيان لا تجد فيه اثار تصدع او شقوق ، فهو احد المباني القليلة الباقية من زمن الانجليز كما نطلق علي المباني والتي شيدت ابان الاستعمار الانجليزي وعمارته المميزة مبنيه بالطوب الاحمر وليس عليه طلاء ... ..
ابصرت ساحاته الداخية وتزكرت ايام الطفولة حيث كنت العب مع ابناء الحوش من زملاء الدراسة عمر اب ويوسف اب سن ... وسط نياق وابل اهل البطانة الجايين لشيخهم بسياطهم الطويلة المزركشة وكنت مغرم بها كثيرا ..
الشارع الذي يلي بيت الشيخ حمد ، وقفت وقد هاجت ذكرياتي واندفعت في لحظات ، امام بيت الحاجة صفية رحمها الله وطيب ثراها .. .. وهي والدة الفنان عبد الكريم الكابلي .في هذا البيت كانت الحاجة صفية تدير معهدا لتعليم الالة الكاتبة .. .. وعندما كنا طلبة في الثانوي كان دابنا لاكتساب مهارات اضافية ، ان ننضم للمعهد ونتعلم استعمال الالة الكاتبة بالعربي والانجليزية .. كانت امراة طيبة وخلوقة وهادئة الصوت وتتكلم بشكل مرتب ومنظم .. وانيقة المظهر رغم من انه ذلك الوقت كانت فوق الخمسين عاما .. .. وكان معهدها دائما مكتظ بالموظفين والطلبة لتعلم الطابعة ..
كانت رحمة الله عليها مميزاني ، وكنت اقضي لها حاجاتها من السوق ، خاصة اسعار الذرة " العيش " التي ازودها بها بشكل يومي كعادة اهل القضارف بشراء محاصيل السمسم والعيش ايام الحصاد وتخزينها .. تغيرت ملامح المنزل جزء صار دكان ، والصالة لواسعة التي كانت تتسع لعدد لايقل من 25 متدرب علي الطابعة ، تحولت لعيادة اسنان مع بعض غرف الدار .
وفي الاجازة في تلك الغرف كنت اقضي معظم الاوقات مع ابناء بنتها الكبيرة سميرة ، نزار وعماد زملاء الدراسة ، وقد فرقت بينا السنين .. ..
الحاجة صفية ، هي من منطقة باسندة قرب الحدود الشرقية ، وهي بنت الشريف ، احمد محمد نور زروق من اشراف مكة اللذين هاجروا من للمغرب ثم السودان لنشر الدعوة الاسلامية.. وقد تزوجها في القلابات في اوائل الثلاثينيات / عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن الكابلي - والد الفنان عب الكريم الكابلي، نسبة الي كابول عاصمة افغانستان .. .. عرف رجل مثقف وشخصية يلتف حولها الناس وهو مثقف واديب ذو اطلاع واسع في جميع العلوم والمعارف .. فلا غرو ان ورث ابنه عبد الكريم ثقافته الواسعة منه ..وكان عازفا ماهرا علي العود .. وهو كان موظف جمارك وكان مدير جمرك القلابات عندما تزوج الحاجة صفية ..
وانجب منها ابنه الاكبر عبد الكريم الكابلي والبنتين سميرة و "زينة " .. ..
زينة اكملت دراستها بنجاح وتفوق في جامعة الخرطوم وعملت بعد التخرج مباشرة في احدي جامعات الكويت ، وتزوجت من احد الاساتذة الجامعيين السودانيين وانجبت منه ، ثم افترقا وهي الان مع ابنائها في الولايات المتحدة الامريكية ..
وكان عبد الكريم الكابلي يكن لها محبة ومعزة خاصة ، وقد غني لها في زفافها الاغنية التي كتب كلماتها بنفسه :

زينه وعجباني
تعجب كل شاعر
يلعب بالمشاعر
عليها يهنيني ويقول
زينه وعجباني
انا بريدا ناوي
اني اكون مغامر
بكل غلي عندي
اضحي ولا احاور
بقلبي والاحاسيس
بادق المشاعر
وللايام وعمري
وكل عزيز ونادر
لانها لوعرفتو
عفاف علي قادر
لانها لو عرفتو
سمحه والله قادر
لما يزيد حنيني اقول
زينه وعجباني
يازينا يازينا يازينا
كم قلبي الموعني
باشواق وغني
ليك ياعجباني
كم في السر تمني
يشوف في يديك حني
حريره ياعجباني
كم صادق تمني
يشوف في يديكي حني
حرير ياعجباني
كان في دهرو فني
يدوق لحياتو معني
معاك يا مالكاني
كان في عمرو فني
يدوق لحياتو معني
معاك يا مالكاني
والفاقد المحني
ودايما ليك احني
منو لاحزاني
ماقدر اجاهر
ريده عليا ظاهر
لما يزيد حنيني اقول
زينه وعجباني

منقوووووول

علي فكرة الادب السوداني فيه حجات بمثابه كنوز والله يا سعيد
بس الظاهر اننا كلنا غفلانين عنها
شكرا جناب السفير

الادب السودانى فن راقى ورائع ويحتاج منا الى

الاهتمام والقاء الضوء عليه .شكرا ابوحسام