كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهمية خطبة الجمعة  Support

 

 اهمية خطبة الجمعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

اهمية خطبة الجمعة  Empty
مُساهمةموضوع: اهمية خطبة الجمعة    اهمية خطبة الجمعة  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 9:49 am

أهمية خطبة الجمعة


الأمة الإسلامية أمة غراء ، سمة شريعتها أن يعبد الله وحده في الأرض ، وزمام هذا وقطب رحاه هو الدعوة إلى ذلك وبثه بالأقوال والأفعال . ولما كان القول باللسان له وقع في القلب ، وتأثير حسن في أذن السامع ، ولأن الدعوة تستدعي ألسنة قوالة من أهل الإسلام لتأييده ونصره ، ونشر تعاليمه ومبادئه على أحسن وجه وأكمل حال ؛ فإن مخاطبة الحشود والجماعات قلما تتفق بصفة متكررة إلا في الجمع والأعياد ، ولعل من أوائل أنواع الخطابة في الإسلام هو ما صدع به المصطفى بين ظهراني قريش بعدما أنزل الله عليه قوله : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فصعد على الصفا ثم نادى : (( يا صباحاه )) فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه ، وبين رجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله : (( يا بني عبدالمطلب ، يا بني فهر ، يا بني لؤي ، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم ، صدقتموني ؟ )) قالوا : نعم . قال : (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد )) . فقال أبو لهب : تباً لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ؛ فأنزل الله {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} رواه البخاري ومسلم(1) .

فخطابة النبي في هذا الموضع لم يعهد لها من قبل مثيل بهذه الكيفية ، وهذا التوقيت وهذه الجرأة ، ولذلك كانت من أهم الحوادث وأعظم البواعث للدعوة الجهرية التي أطلقت الألسن من عقالها ، وأثارت الخطابة في الإسلام من مكمنها ، وأغرت العقول بأحكامها والتفنن فيها ، واختلاب الألباب بسحر بيانها فوق ما كانت عليه في جاهليتها . كيف لا ورسول الله هو القائل في معرض حديث عن الخطبة : (( إن من البيان لسحراً )) رواه البخاري ومسلم(2) .

وبعد فرض صلاة الجمعة وخطبتها أصبحت صلة النبي بجمهور الناس تتكرر نهاية كل أسبوع ؛ مما أضفى على الخطبة شيئاً من الأهمية والمكانة ؛ لأنها منبر التوجيه والإرشاد ، فضلاً عن الأعياد والمناسبات العامة كالكسوف والاستسقاء ، ثم ورثها من بعده خلفاؤه الراشدون ، وهم أركان البلاغة ، ودعائم البيان ، وسادات الفصاحة ، ثم من بعدهم ملوك بني أمية وعمالهم ، ثم خلفاء بني العباس ، ثم اتسعت حتى أصبحت في العلماء والمشايخ ، إلى أن اتسع نطاقها لما هو أبعد من ذلك حتى أصبح في مصرٍ واحدٍ في هذا العصر أكثر من ألفي جامع ، ولله الحمد والمنة .

وقد اشتهر في أمة الإسلام خطباء كثيرون يصعب حصرهم ، غير أن من أشهرهم علي بن أبي طالب ، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم ، وهو الذي قالوا عنه : إن ابن عباس : خطب بمكة وعثمان رضي الله عنه محاصر خطبة لو شهدتها الترك والديلم لأسلمتا . وقد ذكره حسان بن ثابت
فقال :

إذا قال لم يترك مقالاً لقائل
كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع
سموت إلى العليا بغير مشقة
بملتقطات لا ترى بينها فضلا
لذي إربةٍ في القول جداً ولا هزلا
فنلت ذُراها لا دنيّاً ولا وغلا (3)

وقال الحسن : كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه أول من عرف بالبصرة ، صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران ، ففسَّرهما حرفاً حرفاً . وكان والله مِثجّاً يسيل غرباً (4) ، وكان من الخطباء أيضاً عطارد بن حاجب بن زرارة ، وقد قال فيه الفرزدق بن غالب :
ومنا خطيب لا يُعاب وحاملٌ أغرُّ إذا التفَّت عليه المجامع (5)
وكان من الخطباء المشاهير أيضاً عبدالله بن عروة بن الزبير ، وزيد بن علي بن الحسين ، والفضل بن عيسى الرقاشي ، وقس بن ساعدة ، وعمرو بن سعيد الأشدق ، وأبو الأسود الدؤلي ، ومنهم أيضاً شبيب بن أبي شيبة ، والحسن البصري ، وبكر بن عبدالله المزني ، ومالك بن دينار ، ويزيد الرقاشي ، ومحمد بن واسع الأزدي ، وغيرهم كثير وكثير ، ليس هذا محلاً لحصرهم .
ولقد أعجبني كلام جميل لطيف للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يذكر فيه أهمية الخطبة وها أنا أوجز شيئاً منه لأجل أن تحل الفائدة محلها .

فقد قال رحمه الله : " إني أحاول أن ألقي اليوم خطبة ، فلا تقولوا قد شبعنا من الخطب ، إنكم قد شبعتم من الكلام الفارغ ، الذي يلقيه أمثالي من مساكين الأدباء ، أما الخطب فلم تسمعوها إلا قليلاً ، الخطب العبقريات الخالدات التي لا تنسج من حروف ، ولا تؤلف من كلمات ، ولكنها تنسج من خيوط النور الذي يضيء طريق الحق لكل قلب ، وتحاك من أسلاك النار التي تبعث لهب الحماسة في كل نفس .
ولا تقولوا : وماذا تصنع الخطب ؟ إن خطب ديموسئين صبت الحياة في عروق أمة كادت تفقد الحياة ، وهي كلمات وقفت سداً منيعاً في وجه أعظم قائد عرفته القرون الأولى ، الإسكندر ، ووجه أبيه من قبله : فيليب .

وخطبة طارق هي التي فتحت الأندلس . وخطبة الحجاج أخضعت يوماً العراق ، وأطفأت نار الفتن التي كانت مشتعلة فيه ، ثم وجهته إلى المعركة الماجدة ، ففتح واحد من قواد الحجاج أكثر مما فتحت فرنسا في عصورها كلها ، وبلغ الصين ، وحمل الإسلام إلى هذه البلاد كلها ، فاستقر فيها إلى يوم القيامة ، ذلك هو قتيبة بن مسلم .

ولما اجتاح نابليون بروسيا ، ما أعاد لها حريتها ، ولا ردَّ عليها عزمها ، إلا خطب ( فِختِه ) التي صارت لقومه كالمعلقات يحفظها في المدارس الطلاب ... الخ (6) . اهـ .

هذا حاصل كلام الشيخ رحمه الله . والذي من خلاله يتضح شيء من الأهمية لخطب الجمع والمواسم من جهة التأثير على الناس في دعوتهم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة . فلله ما أعظم رتبة الخطباء ، وما أكرم مكانتهم . إنهم يغدون في خمائل الخطابة ، فتراهم تارة يحذرون ، وتراهم تارة يبشِّرون ، وأخري يعظون ، ورابعة يذكّرون ، يستلينون الناس بالقول إذا قسوا ، ويستخضعونهم به إذا عصوا ، ويمتلكون أفئدتهم بالرغبة والرهبة أخرى ، فلله ما أعظم محل الخطباء في النفوس ، وأنفذ كلامهم في القلوب ، وأشد إثارتهم للعواطف ، وبالله كم تتجه الأنظار نحوهم ، وتحدق الأبصار شاخصة بهم، وتلتف حولهم القلوب، وتترامى إليهم الآمال .

منقوووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 44

اهمية خطبة الجمعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اهمية خطبة الجمعة    اهمية خطبة الجمعة  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 10:59 pm

كيف تُعَدُّ خطبة
الجمعة؟!




إبراهيم بن محمد الحقيل




كثير من الخطباء لا يكتبون خطبهم التي يلقونها على الناس، ويكتفون بالارتجال ـ
وبعضهم يضع عناصر أو رؤوس أقلام في ورقة صغيرة ـ أو يأخذ خطبة لغيره؛ وذلك
باستعارتها أو تصويرها من كتبهم.


ومن سيئات الارتجال:

أن الخطبة تُنسى وتَدْرس بانتهاء إلقائها، وبعض
الخطباء المتميزين تُسجَّل خطبهم وتباع في التسجيلات، وهذا أيضاً يحفظها مدة
معينة، ثم تضيع بعد ذلك، ولو سألت عن محاضرات أو خطب سجلت وانتشرت، وطارت في
الآفاق قبل عشر سنوات لما وجدت لها أثراً لا عند الناس، ولا في التسجيلات إلا
عند بعض من يهتمون بحفظ مقتنياتهم، وهم قليل، ومع قلتهم أنّى لك العثور عليهم؟
لكنك لو سألت عن كتاب طُبِعَ قبل خمسين سنة أو أكثر؛ فالظن أنك ستجده في
المكتبات العامة، ومكتبات الجامعات، وعند أناس كثيرين.

وهذا يدلنا على أهمية الكتابة في حفظ جهود المحاضرين والخطباء؛ بل وطلاب العلم
والعلماء؛ فكم من عالم طار صيته في الآفاق، إذا قرأت ترجمته عجبت من ثناء
العلماء عليه، ليس له من التأليف إلا القليل؛ فكان أكثر نفعه مقصوراً على من
حضروا زمنه، وتلقوا عنه! وكم من عالم أكثرَ من التأليف مع دقته وتحقيقه، وجودة
ما يكتب؛ فنفع الله ـ تعالى ـ الأمة بكتبه سنين عدداً؛ بل قروناً متتابعة. وهذه
كتب الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وغيرها انتفعت بها الأمة
منذ أن كتبوها في المائة الثالثة والرابعة إلى اليوم؛ بل وإلى ما يشاء الله
تبارك وتعالى.

إن الخطيب قد يُعِدُّ خطبة فيتقنها، ثم تؤخذ منه فتُصوَّر وتوزع أو تطبع في
كتاب، أو تُدخل في الشبكة العالمية (الإنترنت)؛ فيخطب بها مائة خطيب، أو ألف
خطيب، أو أكثر في أنحاء مختلفة من الأرض؛ فينتفع بها خَلْق لا يعلم عددهم إلا
الله تعالى، لم يكن الخطيب وقت إعدادها يتصور انتفاع هذا العدد الهائل بها.

ولعل ما سبق ذكره يدفع الخطباء إلى كتابة خطبهم، والعناية بإعدادها، مثل عناية
المؤلف بكتابه؛ بل هم مطالبون بما هو زيادة على ذلك؛ فإن المؤلف لا يستطيع أن
يقرأ كتابه على عشرة ينصتون إليه باهتمام. والخطيب يقرأ خطبته التي كتبها على
مئاتٍ يتعبدون الله ـ تعالى ـ بالإنصات إليه؛ وذلك من فضل الله ـ تعالى ـ على
الخطباء، وهو ما يوجب عليهم أن يشكروا الله ـ تعالى ـ على هذه النعمة العظيمة؛
وذلك بالإخلاص في إعداد الخطبة، والاجتهاد فيها، واحترام عقول من ينصتون إليهم،
وإفادتهم قدر المستطاع.


■ لكل خطيب طريقته:

يختلف مَنْ يُعِدُّون خطبهم بأنفسهم من الخطباء تبعاً لاختلاف اهتماماتهم،
وعلمهم، وثقافتهم، ونوعية المصلين معهم، ومدى تفاعلهم مع الخطيب.

فبعض الخطباء يكتفي بأفكاره وخطراته عن الرجوع إلى المراجع والمصادر، ويخط
بنانه ما يوحي به ذهنه وقت الكتابة، بغض النظر عن أهمية ما يكتب من عدمه، أو
ترابط الموضوع من تفككه.

وبعض الخطباء يكتفي بمرجع واحد ينقل منه، أو يختصره ويُعدِّل عليه، ويرى أنه
أحسن من غيره، ممن لم يكتب، أو كتب من ذهنه وخواطره.

ومن الخطباء من لا يكتب خطبته حتى يقرأ في موضوعها عدداً من الكتب، ويراجع فيها
مراجع كثيرة، وهؤلاء قلة، وفي الغالب تكون خطبهم متميزة ومفيدة.

كذلك يختلف الخطباء في مدى اهتمامهم بالخطبة؛ فبعض الخطباء لا يفكر في موضوع
الخطبة إلا ليلة الجمعة أو صباحها، أو قبل صعود المنبر بوقت قصير، بل إنني سمعت
مرة خطيباً في مجلس يفاخر بأنه يصعد المنبر وليس في ذهنه موضوع محدد، فيطرأ
عليه الموضوع والمؤذن يؤذن، وهذا فيه استخفاف بعقول الناس، واستهانة بخطبة
الجمعة التي أوْلاها الشارع الحكيم عناية كبيرة.

بينما سمعت أن بعض الخطباء المتميزين يبدأ تفكيره بموضوع الخطبة منذ نزوله من
المنبر في الخطبة الماضية. وبين هذا وذاك مراحل متفاوتة من الحرص والاهتمام
والفائدة.

وقبل عرض مقترح لكيفية إعداد الخطبة أحب التنبيه إلى أن الخطبة مثل الكتاب،
والخطيب مثل المؤلف. ولكل كاتب أو خطيب أو مؤلف أو باحث طريقته في البحث؛ بيد
أن عرض التجارب في هذه المجالات يحقق جملة من الفوائد، لعل من أبرزها:


1 - توجيه
المبتدئ ومساعدته، بإعطائه منهجاً مجرّباً في إعداد الخطبة.


2 - قد
تكون الطريقة التي يُعدُّ بها الخطيب خطبته فيها شيء من العسر، وهناك طرق أيسر
منها، فإذا اطَّلع عليها أخذ بها.


3 -
الإنسان في الأصل ناقص العمل، معرض للخطأ، والناس يكمل بعضهم بعضاً بتبادل
تجاربهم وخبراتهم، وفي اطلاع الخطيب على تجارب الآخرين وطرائقهم في إعداد
الخطبة تكميل للنقص عنده، أو إصلاح لخطأ في طريقة الإعداد.

لهذا ولغيره فإنني أدعو كل خطيب أن يطرح على الخطباء طريقته في إعداد خطبته؛
حتى تتلاقح الأفكار، ويستفيد بعضنا من تجربة بعض. على أن لا يزعم الواحد منا أن
طريقته هي أحسن الطرق لكـل الخطباء؛ فالطريقة التي تناسبني قـد لا تناسبك، وقد
استفيد من تجربتك كلها أو بعضها ولو كان قليلاً، والمسألة اجتهادية، ومهارات
الخطيب وثقافته وعلمه وذوقه عوامل مؤثرة في ذلك.


ويمكن عرض الخطوات اللازمة لإعداد الخطبة على
النحو التالي:



1 -
اختيار الموضوع.


2 - جمع
النصوص والنقول والأفكار والعناصر للموضوع المختار، وبعد الجمع سيتضح للخطيب أن
مادة الخطبة: إما أن تكون كثيرة فيقسمها إلى أكثر من موضوع، وإما أن تكون
مناسبة فيكتفي بها، وإما أن تكون قليلة فيزيد البحث في مظان أخرى، فإن ضاق عليه
الوقت أجَّل هذا الموضوع، وبحث عن موضوع آخر تكون مادته متوافرة.


وينبغي في الجمع مراعاة ما يلي:

أ - البدء بالمصادر المتخصصة وجعلها أصلاً، ثم البحث عن مصادر أخرى مساعدة؛ فلو
اختار مثلاً موضوع (الشكر) فإنه يبدأ بالكتب المتخصصة في ذلك: ككتاب الشكر لابن
أبي الدنيا، ثم يرجع إلى آيات الشكر في القرآن، وما قاله أهل التفسير، ثم
الأحاديث وشروحها، ثم أبواب الشكر في كتب الآداب والمواعظ والأخلاق..؛ لأن
الكتب المتخصصة في الموضوع ستكفيه ما يقارب ثلثي الموضوع أو نصفه على الأقل؛
فتخفف عنه مؤنة البحث والتقصي. والكلام على مصادر الخطبة يحتاج إلى مقدمة
مستقلة.

ب - أن ينطلق في عناصره وأفكاره من النصوص التي جمعها؛ فذلك أدعى للإقناع،
وأيسر عليه. وبعض الخطباء قد تقدح الفكرة في ذهنه فتعجبه فيكتبها، ثم يعيا في
البحث عن دليل يعضدها، ويقنع السامع بها؛ فيضيع وقته هدراً في ذلك، ثم يشعر
باليأس، وربما توقف عن الكتابة، أو يذكرها بلا دليل فلا تقنع السامع، وربما
كانت خاطئة وهو لا يدري.

ولذا فإن صياغة الأفكار، ووضع العناصر على ضوء النصوص والنقول التي جمعها
يُؤَمِّنُه من الخطأ بإذن الله تعالى، ويريحه من التعب، ويقنع المستمعين؛
وبناءً عليه فإن جمع النصوص والنقول يكون قبل وضع الأفكار والعناصر للموضوع.


3 - بعد
اختيار النصوص والنقول التي سيجعلها في خطبته يضع لها عناصر مختصرة (عناوين تدل
عليها)؛ فمثلاً عنده نص وهو قول الله ـ تعالى ـ: {وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ
لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، يجعل له عنواناً أو عنصراً:
(الشكر يزيد النعمة)، وهكذا في بقية النصوص والنقول.


4 - يرتب
العناصر التي وضعها بنصوصها حسب رؤيته التي يراها مناسبة لوضعها في الخطبة،
فيجعل العناصر المترابطة متوالية؛ فمثلاً في موضوع الشكر سيكون عنده عناصر في
فوائد الشكر، وعناصر في عاقبة الكفر (كفر النعمة)، وعناصر في نماذج للشاكرين،
وعناصر في نماذج لمن كفروا النعمة..، فيضم العناصر بعضها مع بعض تحت موضوعاتها.
ويكون هذا الترتيب بالترقيم والإشارة إلى العناصر لا بالكتابة من جديد، حتى لا
يُثقِل على نفسه، ثم يسير في صياغة الموضوع وفق الأرقام التي لديه؛ فلا يفوته
شيء، ويكون موضوعه مترابطاً منسجماً.


5 - بعد
الفهرسة والترتيب يقرر ما للخطبة الأولى، وما للثانية من العناصر المذكورة.


6 - ثم
يبدأ بالصياغة حسب الخطة التي وضعها، والمادة التي جمعها.


وهناك أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة منها:

أ - الإخلاص لله ـ تعالى ـ في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس
في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون
عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله ـ تعالى ـ بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به
الأمة.

ب - أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه
الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلاً لو
كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية،
وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ
المناسبة.

وبعض الخطباء الذين لا يراعون هذه الناحية تجدهم يترفعون على صاحب المعصية،
ويخاطبونه من علو؛ فيكون عتابهم عنيفاً، وربما لا يقبله صاحب المعصية، لكنه لو
وضع نفسه مكان صاحب المعصية، وبدأ بالعتاب فسيكون عتاباً رقيقاً، تقبله النفوس
وتتأثر به.

ج - إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه
مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينساه، ثم يعود إليها مرة
أخرى.

د - إذا أشكلت عليه بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها
على المعنى الذي يريده، أو كونها غير فصيحة فله خياران:

1 - الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي
أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.

2 - استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها،
واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.

وإن كنتُ أستحسن الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد
حصيلته من الكلمات والجمل.

هـ - العناية بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينه ذلك على قراءة
الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.


■ أجزاء الخطبة:


أولاً: المقدمة:

وهي التي يستهل بها الخطيب خطبته، ويهيئ السامعين
لسماعها، ويجذبهم بها إليه. ونجاح الخطيب فيها كفيل بالنجاح في بقية خطبته؛ إذ
إن عسيرات الأمور بداياتها. وينبغي أن يراعي الخطيب فيها جملة أمور منها:

أ - أن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع الخطبة، وممهدة له، ومهيئة الأذن لسماعه.

قال ابن المقفع: «وليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك».

وعلق عليه الجاحظ فقال: «فرِّق بين صدر خطبة النكاح وبين صدر خطبة العيد، وخطبة
الصلح، وخطبة الواهب؛ حتى يكون لكل فن من ذلك صدر يدل على عجزه؛ فإنه لا خير في
كلام لا يدل على معناك، ولا يشير إلى مغزاك، وإلى العمود الذي إليه قصدت؛
والغرض الذي إليه نزعت»(1).

ب - أن تكون مناسبة في طولها وقصرها لمجموع الخطبة، والملاحظ أن بعض الخطباء
يطيل في المقدمة إطالة قد تستوعب أكثر الخطبة أو نصفها، وهذا قد يصيب السامعين
بالملال، وربما يئسوا من الدخول في الموضوع، فانصرفت أذهانهم عن الخطيب. وعكس
هؤلاء الخطباء مَنْ لا يعتنون بالمقدمة، فيشرعون في الموضوع مباشرة، ولـمَّا
يتهيأ المستمعون بعدُ، وكِلا الأمرين غير حسن، والمطلوب: الاعتدال في ذلك.


ثانياً: صُلْب الموضوع:

فبعد أن يمهد الخطيب لموضوعه في المقدمة، ويتهيأ
السامعون لسماعه؛ يبدأ في الموضوع، وينبغي أن يراعي ما يلي:

أ - ترتيب الأفكار وتسلسلها: بحيث لا ينتهي من فكرة إلا وقد أعطاها حقها من
الاستدلال والإقناع، سواء كان الاستدلال لها بالنقل أم بالعقل، ولا يقفز إلى
فكرة أخرى، ثم يعود إلى الأولى مرة أخرى؛ فإن ذلك يُربك السامع ويشوش عليه. ولا
يتأتى ذلك للخطيب إلا إذا جمع مادة الخطبة من نصوص واستدلالات ونقولات وأفكار،
ثم سلسلها ورتبها قبل أن يبدأ بصياغتها.

ب - التوازن بين الأفكار: فلا يُشبِع فكرة ويطيل فيها على حساب الأخريات. ومما
يلاحظ عند كثير من الخطباء عدم التوازن في ذلك؛ فتراه في أول الخطبة يُشبِع كل
فكرة ويطيل فيها، ويحشد النصوص لها، ثم لما يحسّ بأنه تعب، وأتعب السامعين،
وأطـال عليهــم؛ ســـرد الأفــكار الباقيـــة ســـرداً بلا استشهاد ولا إقناع،
رغم أهميتها، وربما تكون أهم مما طرحه في الأول، وسبب ذلك أن الخطيب ليس عنده
تصور كامل لخطبته وما فيها من مادة، وكم تستغرق من وقت؟

وعلاج هذه المشكلة: أن يقدر الخطيب وقت خطبته، ويُستحسن ألا تزيد عن ثلث ساعة،
فإن زاد لأهمية الموضوع فنصف ساعة على الأكثر لكِلا الخطبتين. ويقدر كم تكون من
ورقة حسب خطه وإلقائه، ويحسب كم فكرة عنده، وكم لها من نص، ومن ثم يسجِّل
الأفكار مع نصوصها، وما تحتاجه من صياغة على الأوراق التي قدَّرها من قبلُ، فلا
تخلو حينئذ من إحدى حالات ثلاث:


1 - أن
تكون الأفكار بنصوصها وصياغتها متناسبة مع حجم المساحة التي قدرها ـ أي زمن
الخطبة ـ فيبدأ بالصياغة مرتباً الأفكار كما سبق ذكره، معطياً كل فكرة حقها من
الأسطر بلا زيادة ولا نقص إلا شيئاً يسيراً لا يُخلُّ بالخطبة.


2 - أن
تكون الأفكار بنصوصها وصياغتها أقل من المساحة التي قدرها، وفي هذه الحالة له
خيارات عدة:

أ - أن يقصر الخطبة فتكون أقلَّ من ثلث ساعة، فهو ينظر إلى استيعاب الموضوع،
ولا يلتفت إلى الوقت.
ب - أن يزيد أفكاراً ذات صلة بالموضوع بقدر المساحة المتبقية.
ج - أن يسترسل في الصياغة؛ أي: يطيل في صياغة كل فكرة، بحيث يغطي النقص.
د - أن يزيد في الاستدلالات لكل فكرة.

وعلى الخطيب أن يقدر الأصلح في ذلك، بما يتناسب مع أحوال المصلين معه.


3 - أن
تكون الأفكار بنصوصها وصياغتها أطول من المساحة المقدرة؛ فإن كان الطول يسيراً
فيمضي، وإن كان كثيراً فلا يخلو من إحدى حالتين:

أ - أن يمكن قسمة الموضوع إلى موضوعين فأكثر؛ بحيث يكون كل موضوع وحدة مستقلة،
فيقسمه. ومثال ذلك: لو أراد الخطيب أن يتكلم عن حشر الناس يوم القيامة، وابتدأ
حديثه منذ بَعْثِهم من قبورهم ثم حَشْرِهم في العرصات... فسيجد أن موضوع البعث
صالح لأن يكون موضوعاً مستقلاً؛ لكثرة ما فيه من نصوص، وهكذا موضوع الحشر، ثم
ما بعد الحشر وهو فصل القضاء، فيجعلها موضوعات عدة.

ب - أن لا يمكن قسمته بهذا الشكل؛ كأن يكون الموضوع بطوله وحدة متكاملة لا
تُجَزَّأ. مثال ذلك: الحديث عند فوائد الأمراض، وهي كثيرة، وفيها نصوص كثيرة
أيضاً؛ فلو قدرنا أن فوائد الأمراض المنصوص عليها عشرون فائدة، وفيها من النصوص
ثلاثون نصاً؛ فلا شك أن خطبة واحدة لا يمكن أن تستوعبها ولا اثنتين؛ لكن
بالإمكان ذكر سبع فوائد في كل خطبة؛ بحيث تصير ثلاث خطب، أو عشر فوائد في كل
خطبة؛ بحيث تصير خطبتين؛ فيسرد الخطيب في كل من الخطبتين أو الثلاث فوائد
الأمراض جملة وتفصيلاً في الفوائد التي اختارها لهذه الخطبة بنصوصها. ثم في
خطبة أخرى يسرد ما فصّله في الأولى جملة، ويفصل فيما لم يذكره وهكذا. ويكون
عنده أكثر من خطبة في الموضوع.


ثالثاً: الخاتمة:
بعضهم يجعلها في الخطبة الأولى، وينتقل في الخطبة الثانية إلى موضوع آخر في
الغالب يكون موضوعاً وعظياً معتاداً يذكِّر بالنار، ويحث على التقوى، ويكون
مسجوعاً، وهذا الأسلوب كان مستخدماً عند خطبائنا قبل سنوات، ولا يزال بعض كبار
السن منهم ينهجونه إلى اليوم.

وأكثر الخطباء في هذا العصر ـ حسب علمي ـ يجعلون الخطبة الثانية موصولة بالأولى
وفي موضوعها نفسه، وينهجون في ذلك منهجين:

أ - أن يلخص فيها موضوع الخطبة بعبارات مركزة؛ فتكون كخاتمة مركزة للموضوع.

ب - أن يذكر المطلوب من السامعين حيال الموضوع الذي طرحه، ولعلّ هذا المنهج
أحسن لتلافي التكرار، ولحصول الفائدة من عرض الموضوع؛ ذلك أن المستمعين استمعوا
في الخطبة الأولى إلى عرض الموضوع بأدلته النقلية والعقلية، فاقتنعوا بأهميته،
وهم ينتظرون من الخطيب أن يبين لهم ما يجب عليهم تجاهه؛ فإن كان الموضوع عن
سُنَّة مهجورة حفزهم لإحيائها، وإن كان منكراً حثهم على إنكاره، وإن كان نصرة
للمسلمين بيّن لهم طرق النصرة ومسالكها.


■ تنبيه مهم:

يلاحظ أن كثيراً من الخطباء يجتهدون في جمع مادة الموضوع، وحشد النصوص له، وحسن
الصياغة، وهذا يُقنع المستمع بما أُلقي عليه؛ لكنهم لا يذكرون واجب المستمع
تجاه ما أُلقي؛ حتى كأن الخطبة لم توجَّه للمستمع، ومن ثم لا تؤدي النتيجة
المرجوة منها، وتجد أن الناس خرجوا من عند الخطيب متأثرين، مثنين على خطبته
وجمالها وقوتها، وأهمية موضوعها؛ لكنهم لم يدركوا ما هو المطلوب منهم تجاه
الموضوع المطروح.

وربما أن بعضهم لفطنته فهم أنه معنيٌّ بهذا الموضوع، ومخاطَب به، وعليه واجب
تجاهه؛ لكنه لا يدري ماذا يفعل؟ أو ربما اجتهد فأخطأ؛ فينبغي للخطيب أن يلخص
واجب كل مسلم تجاه الموضوع الذي أُلقي، سواء على وجه الإجمال، أو بشيء من
التفصيل والبيان؛ إذ إن هذا هو مقصود الخطبة: وهو أن يخرج الناس من المسجد وهم
متشوقون لأداء ما يجب عليهم تجاه ما ألقاه الخطيب.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

اهمية خطبة الجمعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اهمية خطبة الجمعة    اهمية خطبة الجمعة  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 7:09 am

أسباب تراجع تأثير خطبة الجمعة

اهمية خطبة الجمعة  816021432033738


خطبة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام، فهي التي تعطي المسلم الدفعة الإيمانية التي يسير بها في حياته اليومية خلال الأسبوع حتى تأتي الجمعة التي تليها، وورد بالشرع الحنيف نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ترغب المسلم وتحثه على المسارعة والسعي إلى ذكر الله والصلاة يوم الجمعة وترك البيع واللهو، فإذا انقضت الصلاة عاد المسلم ليمارس عمله المعتاد الذي أباحه الله له "وابتغوا من فضل الله". لكن هذه الأيام التي نعيشها شهدت تراجعًا ملحوظًا في تأثير خطبة الجمعة، وكثير من المسلمين يشكوا من أساليب الوعاظ والخطباء، والخطباء بدورهم يرفضون أن يلقى عليهم وحدهم مسئولية هذا التراجع، إذ ثمة عوامل أخرى أوجدت هذه المشكلة. يحاول هذا التحقيق تشخيص المشكلة وأسبابها الحقيقية، لنحاول وضع أيدينا على حل لها... والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

في لقاء "البيان" مع الدكتور طلعت عفيفي العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر فقال: لا شك أن خطبة الجمعة فرصة يتلاقى فيها الدعاة مع أفراد المجتمع، ولهذه الخطبة تأثير وأيما تأثير - إذا أحسن استعمالها على الوجة الذي ينبغي أن يكون-، مما جعل العلمانيين يتحسرون لعدم وجود تلك الفرصة لهم، ويحسدون الخطباء عليها. وأضاف عفيفي: الناس يأتون مختارين مبكرين فينبغي لمن يتصدر للتحدث إليهم أن يحترم عقولهم وأوقاتهم وأن يقدم لهم النصيحة التي تعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، وأن يعد نفسه جيدًا. وللأسف الشديد فإن بعض من يتصدرون للخطبة أصبح يؤديها على أنها وظيفة وليست رسالة، وكأنه يملأ فراغ المنبر بالتالي سيقول أي كلام لا مضمون ولا لغة ولا أداء.

وأردف الدكتور عفيفي: وأحيانا تتدخل بعض الجهات في منع أو إيقاف أي خطيب لمجرد اختلافه معهم وبالتالي يمنع الأكفاء، مما يفسح المجال لأناس غير مؤهلين، وهي أمانة عظيمة. الشيخ عبد العزيز مصطفى الشامي الواعظ بمساجد الجمعية الشرعية يقول: إن رسالة المنبر تتكون من ثلاثة عناصر مرسل ومستقبل وموضوع، فإذا اكتملت هذه الثلاث أثمرت الخطبة وآتت أكلها، وأنتجت خيرًا عميمًا ينفع الله بع الناس في حياتهم ومماتهم. ولكن الخلل يبدأ من المرسل –وهذا لا يعني تبرئة باقي عناصر الخطبة- إلا أن المرسل (الواعظ ، الملقي، الخطيب، أيا كان اسمه) هو العنصر الأول والأساس، فبقدر ملئه لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخلاصه في نيته، وثبات قدمه ورسوخه في العلم والفقه، وحسن الإلقاء، وجودة الكلمات وسلامتها، وحسن الصياغة، وفهمه لواقع الناس، ومعرفة ما يحتاجونه... إلخ بقدر ما يؤثر فيهم ويجذبهم ويعلمهم وينفع الله به العباد والبلاد ويكون بركة على أهله.

وقد أدلى الدكتور باسم خفاجي بدلوه في هذه القضية فقال: يشعر الكثير من المسلمين ــ وأنا منهم ــ أن يوم الجمعة وخطبة الجمعة هي من أبرز سمات قوة هذه الأمة، وأنها فرصة نادرة للتأثير في المجتمع المسلم نحو الخير إن أحسن الاستفادة منها. لكن بعض خطباء الجمعة لا يجيدون الاستفادة من تلك الفرصة.. بل للأسف.. أصبح بعضهم سبباً لتنفير الناس ومللهم من السماع لخطيب الجمعة رغم حرصهم على الطاعة وتلبية النداء.

لكن الشيخ أحمد بسيوني الخطيب بوزارة الأوقاف المصرية يرى أن الطرف الثاني (المستقبل أو المستمع) قد يأتي للجمعة فقط لإسقاط الفرض، فلا يرغب في الاستماع وإذا أسهب الواعظ أحيانا؛ ضاق صدره ومل فربما خرج بذهنه خارج المسجد أو نام، والغالب على هؤلاء عدم التأثر فربما يتحدث الواعظ في موضوع التدخين وتجد بعض المصلين بعد الجمعة على أبواب المسجد يتسامرون ويضحكون والدخان في أيديهم وأفواههم، وربما نبه الواعظ لمصائب بعض الأفراح الحديثة وما فيها من اختلاط ومساوئ وتجد الشخص المصلي للجمعة يصنع نفس هذه الأفراح لأولاده من ثلاثين عامًا؛ لذلك فبعض الناس يحضرون الجمعة عادة تعودوا عليها لإسقاط الفرض ولكن ليس همّ أحدهم التعلم والعمل ومن ثم فلا يتأثرون.

يقول عاطف محمد أحد المصلين: أنا لا أجد الخطيب الذي يجذبني لأنتبه إلى الخطبة، وفي كثير من الأحيان أنام في أثناء الخطبة، علاوة على طول الخطبة التي قد تزيد على الساعة الكاملة، يعيد فيها الخطيب ويكرر ما قاله وكأن الناس لن يفهموا من أول مرة. يقول محمد سعيد –سائق شاحنة-: الخطيب في مسجد قريتنا لا يجيد غير أحاديث النار وينسى الجنة دائمًا، ويعتمد على التخويف ولا يرغبنا وكل حاجة عنده حرام!. وقد يكون "سعيد" مبالغًا في وصفه؛ لكن الأمر لا يسلم من وجود خلل في ميزان الترغيب والترهيب لدى كثير من الخطباء، إذ يعمد أحدهم إلى خطب يكثر فيها من أحاديث الوعد والترغيب ورفع الحرج ليصل إلى قلوب الناس –حسب تفسيره- بينما يذهب خطيب آخر للجهة المقابلة وإلى أحاديث الوعيد والتخويف وكما قال القائل: نفوس الناس بيوت مقفلة لا تفتح إلا لمن يطرقها بلطف.

الشيخ حسن السبيكي أمام وخطيب مسجد بدر بالمملكة المغربية يؤكد على ضرورة التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الجمعة، فهو الذي كان أفصح الناس لسانا وأبلغهم وأقواهم بيانا، وأوتي جوامع الكلم ؛ فكان مثالاً فريداً في الخطابة التي تنشرح لها القلوب وتتفتح العقول وتستجيب الجوارح. ويقول الشيخ: الخطبة مهما كانت فهي صناعة الخطيب وصياغته، في مضمونها وشكلها وطريقة تبليغها، وإن كان مطلوباً فيها صحة المضمون، وقوة تأثيره وإقناعه، ومناسبته للزمان والمكان والمخاطبين. ولاشك أن وضعية الناس وما يحيط بهم من ظروف وأجواء وعوامل التحفيز أو التثبيط، كل ذلك مؤثر إيجابا أو سلبا في علاقتهم بالمنبر والخطيب، ونسبة تجاوبهم مع الخطبة، خاصة في ظروف عصرنا الذي يعج بالفتن من جهة، وبوسائل الاتصال والإعلام المتطورة بتقنياتها وإمكاناتها الباهرة من جهة ثانية. وهذا مما يضاعف اليوم مسؤولية الخطيب ومأموريته، ويفرض العمل على تطوير آليات فنه الخطابي حتى يواكب متطلبات العصر. ويردف الشيخ السبيكي: من ثقافة الخطيب الضرورية فقه الواقع والحياة، ومواكبة تطورات العصر، ولابد أن يغذي خطبه الأسبوعية بما يقنع الناس بحيوية المنبر وتفاعله مع الواقع والحياة وإلا فقد حجة الواقع فيما يخاطب به الناس.

يقول الداعية الدكتور هشام آل عقدة: من أهم أسباب تراجع تأثير خطبة الجمعة تفادي أكثر الخطباء الموضوعات الحساسة المؤثرة في الواقع نظرا للضغوط الأمنية، إضافة إلى يأس أكثر المستمعين من جدوى أو نتائج الخطب لكثرة التجارب التي أخفقت في تغيير الواقع.

وأضاف أل عقدة: من الأسباب كذلك عدم وجود رؤية موحدة عند الخطباء يجيشون الأمة نحوها فصار المستمع معلقًا على وجهات نظر الخطباء فحسب وكأن هدف الخطيب أخذ موافقة على فكرة يروج لها، كما أن الرموز الكبيرة تراجع خطابها بحيث صار مجاملاً للأنظمة متبرمًا من الحركات الإسلامية فصار المستمعون لا يلوون على شيء.

أحد المصلين يدعى أحمد محمد –طالب بكلية الإعلام بجامعة القاهرة- يقول: لاشك أن خطبة الجمعة في الفترات الأخيرة لم تعد تتمتع بالتأثير القوي والفاعل في النفس مثلما كان عليه الحال في السابق، وذلك أنها تستهدف بشكل أساسي إحداث حالة من يقظة الوعي الإيماني فهي أشبه بجرس الإنذار الذي يعمل كل أسبوع على تذكير المؤمن بثوابته العقائدية ويحثه على تجديد العهد مع ربه. ومن الأسباب القوية التي تقف وراء تراجع تأثير خطبة الجمعة هو ميل العديد من الخطباء إلى تكرار المعاني والأطروحات وليت التكرار وقف عند حد طبيعة المضمون وإنما امتد إلى أسلوب وحرارة الأداء فأصبحت خطب الجمعة في غالب الأحيان تتسم بالرتابة وتؤدي إلى حالة من الملل لدى جمهور المصلين نظرًا لخلوها من العاطفة الجياشة التي يمكن في كثير من الأحيان أن تعوض ضعف المضمون.

ويضيف أحمد: من الأهمية بمكان تذكير خطباء الجمعة بأهمية الالتزام بتجديد المضامين التي يتم عرضها في الخطبة مع الحفاظ على جاذبية العرض وقوة الطرح مع تنويع الموضوعات هذا بالإضافة إلى عدم إغفال أهمية أن تكون الخطبة تذكيرًا حقيقيًا للمسلم بربه والدار الآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اهمية خطبة الجمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة الجمعة اليوم من الأزهر الشريف فى حضور الرئيس الجديد ورسالة الأزهر له
» اهمية الصلاة \ الإمام النورسى
» حديث نادر وجميل للدكتور عبد الحليم محمود عن اهمية العلم
» دعاء بشار يوم الجمعة
» فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: إسلاميات-
انتقل الى: