كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
جلد الذات ونقد الذات  Support

 

 جلد الذات ونقد الذات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

جلد الذات ونقد الذات  Empty
مُساهمةموضوع: جلد الذات ونقد الذات    جلد الذات ونقد الذات  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 7:27 am

جلـد الـذات :

شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة عندما يخيم على الأجواء بحيث تتوارى النجاحات ( و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة ) و يتصدر الفشل واجهة الصدارة .

و الشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة بالتغلب على الفشل و لكن ليس عن طريق مواجهته و إنما بالهروب منه ( أو ما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان و يتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز و الفشل ) و ذلك لعجز الفرد ( أو الأمة ) عن إدراك مواطن قوته و مواطن ضعفه و أيضاً مواطن قوة و ضعف أعدائه ( أو تحدياته ) و يسرف بدلا ًمن ذلك في تهميش كل قوة له و يعطى لعدوه ( أو تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة ) .

و كما ترون فجلد الذات هو حيلة العجز و مطية الفشل و مهرب الجبن .
و دائماً ما تكون هناك حجج لتبرير الشعور بالعجز ذات أسماء براقة للتمويه و خداع النفس ( أو خداع الآخرين) مثل الواقعية أو مسايرة الأحداث أو الرضا بالأمر الواقع .

فإذا كان الضعف و الهزيمة النفسية و المعنوية ( و ربما الحسية ) هما الدافعان لجلد الذات .. فما غاية و منتهى جلد الذات ؟
الغاية و المنتهى هما التقوقع و الانحسار داخل بوتقة الانهزام مروراً بفقدان الأمل وصولاً إلى فقدان الرؤية و الطموح و انتهاءً بالتلذذ باجترار مرارة الألم حتى إدمانها .


***************

* نقـد الـذات :

شعور إيجابي ناضج يتلمس معرفة مواطن القوة و مواطن الضعف بصدق و موضوعية ، أي أنه يقيسها و يقيمها و لا يهمشها أو يتخيلها . و نقد الذات ليست له أوقات محددة و لكن له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها و محيطها و بالتالي لا تخشى مواجهة الأعداء أو التحديات و إنما تأخذ بأسباب النجاح و الوصول إلى الهدف عن طريق التخطيط الجيد و الاستفادة من أخطاء الماضي .


***************


و نقد الذات ليس " هروباً " إلى الأمام كما قد توحي المقارنة مع جلد الذات حيث أن الهروب إلى الأمام يتضمن بعض الشجاعة و لكنه هروب اليائس من النصر فيفر للأمام لعله يجد حتفه فيرتاح أو لعله لم يجد مهرباً إلى الخلف ففر للأمام



و نقد الذات يسد الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع و دواعي الفشل و يزرع في النفس ( و في الأمة ) بذور المقاومة و الوعي و يمدها بالمناعة و التحصينات اللازمة لمقاومة أعدائها و مجابهة تحدياتها .
و نقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات و إنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة و بالقدرة على المواجهة نما من يقين و إيمان تام بأن أسباب القوة و المواجهة المظفرة كامنة في النفس تحتاج فقط لمجرد استنفار و ليس إيجاد من عدم .

و الشعور الإيجابي المتمثل في نقد الذات ينبع من إيمان صادق و مبدأ ثابت و رغبة حقيقية في النجاح مما يعطيه الدفعة و القوة و " الثقة " للوصول إلى الهدف ، و الهدف هنا هو القناعة الذاتية و التثبت الداخلي من توفر إمكانية النصر و بالتحديات و هى الركن الركين و أهم أسباب القوة فعندما يعرف عدوك أنك لا شك منتصر فمن البديهي أن يوقن أنه لا شك منهزم .


منقوووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

جلد الذات ونقد الذات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جلد الذات ونقد الذات    جلد الذات ونقد الذات  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 7:28 am


هنالك صنفان من الناس الأول منهم يخطئ ولا يبالي، والصنف الثاني على النقيض تماما منه فهو يخاف أن يخطئ، وإن أخطأ لجأ الى جلد نفسه بسياط التأنيب والعتاب، والصنف الأول, قد يكرر الخطأ, ويلدغ من الجحر الواحد عشرات المرات دون اهتمام بعواقب الأمور, وهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب.. لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.

أما الصنف الثاني, فهو غالباً لا يقوم بأي عمل خوفاً من الانزلاق في الخطأ, ولو ارتكب خطأ لام نفسه وعاتبها إلى حد إيذائها وتحقيرها.

وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ, أما المطلوب فهو أمر بين الأمرين: أي أن تتجنب الخطأ قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع, وقد تكون الملامة للنفس هنا مجدية ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة , ولا تكون عقبة أمام نشاط الإنسان وفاعليته في الحياة العامة.

ذلك إن الأسوأ من الخطأ هو أن نترك العمل خوفاً من الوقوع في الخطأ. أما أن نتوقع أن نكون كاملين في كل شيء فهو أمر غير وارد على الإطلاق, فالخطأ يمكن إصلاحه أما الإحجام عن العمل خوفاً من الزلات فلا معنى لإصلاحه , إذ ليس له وجود.

علينا إذن أن نجتهد قدر المستطاع, وأن نعمل بقدر الإمكان, فإذا أصبنا في عملنا فإننا سوف نحصل على امتيازين, وإذا أخطأنا كان لنا امتياز واحد, أما الاعتزال عن العمل خشية من الوقوع في الخطأ فسيؤدي لضياع الفرص, فحتى العظماء الذين حققوا مكانة تاريخية كبرى فإن أعمالهم لم تخل من أخطاء, فكل البشر خطاء وجل الذي لا يخطأ .. فلماذا تسعى لكي تكون أعمالك كاملة من دون أخطاء؟

وهنا قد تسأل: ما هي الخطوات اللازمة إذن؟

والجواب: أن تقوم بما يلي:


أولاً: الإقدام على العمل حتى مع احتمال ارتكابك للخطأ, فبدل أن تتجنب الأعمال لاحتمال الزلل فيها , قم بالعمل, وحاول أن تتجنب الخطأ.

ثانياً: أخذ العبرة من أخطاءك الماضية ثم نسيانها تماماً, فربك غفور رحيم يتوب عليك ويغفر , فإذا استوعبت الدرس من عصيانك , وأخذت العبرة من أخطائك, وتبت منها فلا داعي للخوف والقلق.

ثالثاً: القيام بتطوير عملك باستمرار , فلا تكرس الأخطاء من دون السعي لإصلاحها , فإذا حاولت أمراً وفشلت فيه , كرر المحاولة في اليوم الثاني مع التصميم على التعديل والإصلاح , لأن الفشل هو نتيجة لمقدمات خاطئة , وإذا لم تغيرها فإن النتيجة لن تكون لصالحك بالتأكيد.

رابعاً: التوقف عن توجيه الملامة إلى نفسك وتعنيفها , لأن اللوم كما لا ينفع مع الآخرين, لا ينفع مع النفس أيضا!

إن عليك دائماً أن تتقدم بثبات, وبدون سوء نية ولا خوف, بل بثقة قوية وعميقة بأنك ستقول الكلام المناسب, وتعمل الشيء المناسب, في الوقت المناسب, بحيث يعطي النتيجة المناسبة. وبهذه الثقة بالنفس, والتصميم على اتخاذ الموقف الصحيح, وأداء العمل الصحيح تحرز النجاح وتتجنب الأخطاء.

وبكلمة فإن المطلوب: ليس ترك العمل, ولا تكرار الخطأ فيه, وإنما هو العمل مع السعي لتجنب الأخطاء وهو ما يفعله كل الصالحين والناجحين في الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

جلد الذات ونقد الذات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جلد الذات ونقد الذات    جلد الذات ونقد الذات  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 7:29 am

جلد الذات
«وصلوا إلى درجة اختلاق الأخطاء التي لم يرتكبوها حتى يبكوا على أنفسهم ويبكي عليهم من حولهم!»

د. مروان المطوع: %80 من العرب يتلذذون بجلد «الذات» و«الآخر»!

جلد الذات يبدأ بالتفكير المتواصل في الخطأ ثم اضطراب في النوم ثم قلق يدوم وسرحان وشرود ذهني

هناك عدة سبل للهروب من جلد الذات أهونها الشراهة في تناول الطعام أو كثرة العمل... وأخطرها إدمان المخدرات والخمور والرغبة في السفر والترحال

معاقبة الذات بقسوة حالة مرضية وعملية ميكانيكية سيكولوجية يراها البعض «تصحيحية» لتوجيه السلوك إلى الوجهة المقبولة اجتماعياً وثقافياً ودينياً

في عالمنا العربي.. نقد الذات يقود دائماً إلى «جلدها».. والكارثة أنه لا وسطية لدينا على الإطلاق

هناك من يستمتع بجلد الآخرين له.. إنه يستفزهم لإهانته ثم يشمت فيهم عندما يراهم نادمين على ما فعلوه به!!

الضمير هو محكمة الأخلاق العليا التي تعمل بداخلها النفس البشرية وتميز بين الصواب والخطأ وبين الحلال والحرام دون جلد بالسياط

نعم.. كلنا نقع في الخطأ ولكن بنسب متفاوتة ولابد من «الفلترة» للتقييم والتفريق بين الأخطاء والذنوب والخطايا

معظم الحوادث المرورية في بلادنا وراءها الشرود الذي يسيطر على مرتادي الطرق بسبب جلدهم ذواتهم أثناء القيادة



حاورته شيرين صبري:

أكد الاستشاري النفسي الدكتور مروان المطوع ان مجتمعاتنا العربية تحتل المقدمة في «جلد الذات»، ورأى أن %80 من ابناء الشعوب العربية يسعون بل يتلذذون بجلد ذواتهم لدرجة تصل احياناً الى اختلاق أخطاء لم ترتكب فعليا حتى يبكوا على أنفسهم ويبكي عليهم الآخرون.. وأضاف د. المطوع في حديثه لملف الاسبوع: لنتفق بداية انه لا وجود لمصطلح في علم النفس يسمى: «بجلد الذات» وانما هو مصطلح «اجتماعي درامي» من الدرجة الأولى اما بالنسبة لعلم النفس فيسمي هذا المصطلح – في احد جوانبه - «بالمازوخية» وهو الشخص الذي يستمتع او يتلذذ بتعذيب او جلد ذاته، ويستدرج الاخرين لكي يوجهوا له اهانات متنوعة فتراه «يستفز» من حوله – ان جاز التعبير – ويلح عليهم بالكلام بطريقة، تؤدي الى فقد الجانب الاخر اعصابه فيهينه فيستمتع «المازوخي» بتلك الاهانة ليس هذا فقط بل ويستمتع وهو يرى نظرة الحزن والألم في عيون الآخرين جراء تصرفهم السلبي معه ما يعطي الشعور بالراحة والاحساس بالعزاء!.
ويكمل د.مروان المطوع: للعلم هذه النوعية من محبي جلد الذات السلبي المازوخي لا تستمتع عاطفيا ولا حميميا الا بعد توجيه الاهانة لهم من زوجاتهم ايا كانت صورة تلك الاهانة او التقليل والتصغير من الشأن.. علما بأن هذا لا يعني بالضرورة ضعفا في شخصية هؤلاء الذين قد يمثل احدهم منصبا مرموقا وقد يكون صاحب شخصية عنيفة وحازمة في عمله الا انه ينقلب الى شخصية مريضة مازوخية في حياته الخاصة للدرجة التي قد تصل بالبعض من هؤلاء الى طلب الاهانة من الزوجة بشكل واضح وصريح.

محكمة الأخلاق العليا

ويتابع: اما الشق الآخر من «جلد الذات» فهو الايجابي الذي يقوم به العديد منا داخل ذاته وهو يقيم في علم النفس بانه عملية تصحيحية لبناء الضمير.
< البعض يعتبر جلد الذات ضروريا لإحياء الضمير فهل هذا الاعتقاد صحيح وهل جلد الذات هو الضمير؟
- لا.. الضمير هو ما نطلق عليه كعلماء نفس «محكمة الاخلاق العليا» وهو ارقى درجة في الشخصية النفسية الانسانية لانه ما يحد الصواب والخطأ والحلال والحرام ويقيم اي الضمير الامور من الناحيتين النفسية والاخلاقية.
ويضيف: اما ما يتعلق بجلد الذات الايجابي فهو احد الوسائل التي يلجأ اليها الانسان في حياته الواقعية اليومية ليتصالح بواسطتها مع ذاته، فكلنا يخطئ ولكن بنسب متفاوتة وفي كل خطأ يقوم به الانسان ولابد وان تصحبه عملية تصحيح لهذا الخطأ يقوم بها الجهاز النفسي لدى هذا الشخص، حيث يقوم هذا الجهاز غير المرئي بفلترة وتصفية وتقييم هذه الاخطاء، ويرفعها الى الضمير او لنقل «محكمة الضمير» التي تصدر احكامها على الانسان والتي بناء عليها – اي هذه الاحكام – يقوم الانسان بجلد ذاته وعقابها بطريقة قد تكون احيانا لا شعورية تهدف في النهاية الى تصحيح خطئه او التكفير عنه.
ويضيف: هناك طرق اخرى قد يلجأ اليها الانسان هربا من آلام جلد الذات اذ نراه بدلا من مواجهة الخطأ والسعي الى تصحيحه يسعى الى نسيانه فيلجأ مثلا لإدمان الخمور او تعاطي المخدرات في محاولة لتناسي افعاله وفي احيان اخرى يلجأ الى تغيير المكان الذي ارتكب فيه الخطأ وكأنه بذلك سيمحو هذا الخطأ ان لم ير مكان ارتكابه وهي محاولة للتحايل على نفسه قد تستمر احيانا لدرجة السفر وهجرة البلاد وهذا ما يفسر كثرة اسفار البعض الى الخارج بسبب وبدون سبب والكلام لايزال على لسانه.
اضافة الى ان المرء قد يصاب ايضا بالشراهة في الاكل في محاولة من العقل الباطن للهروب من آلام جلد الذات فيتوجه الانسان للاكثار من الطعام عليه يسبب لنفسه السعادة وينسى ما ارتكبه من اخطاء تستحق وقفة مع ذاته قد يجلدها فيها.
وزاد كثرة العمل احيانا قد تكون احدى وسائل هروب الانسان من جلد ذاته فهناك درجات متعددة لجلد الذات تختلف حسب طبيعة كل انسان وشخصيته وعمله ودرجة تعليمه.

عملية ميكانيكية سيكولوجية

< البعض يلقي باللوم على عصرنا المادي او عصر العولمة الذي نعيشه بما فيه من سرعة ايقاع ولهث وراء العيش الكريم فهل هذا الامر احد اسباب جلدنا لذواتنا احيانا ام ان جلد الذات مرض نفسي في المقام الاول لا شأن للحياة وايقاعاتها به؟
- جلد الذات حالة مرضية في المقام الاول الا انها لا تغير مرضا حادا وانما هي امر صحي لتصحيح اخطائنا لانه يولد لدينا الشعور بالذنب ما يترتب عليه كثرة الاستغفار والتوبة عن الخطأ.
ويكمل: جلد الذات يعتبر عملية ميكانيكية سيكولوجية تصحيحية لتوجيه العمل والسلوك الى الوجهة الصحيحة المقبولة اجتماعيا وثقافيا ودينيا.

نقد وجلد

< هل سلطت لنا الضوء على الفرق بين جلد الذات ونقد الذات؟
- لنتفق أولاً على ان نقد الذات هو مسألة صحية جدا وتعتبر ارقى عملية عقلية يقوم بها العقل البشري وهي احدى الوظائف العقلية التي يقوم بها الانسان تؤدي به الى الارتقاء بعمله وحياته بصفة عامة.
وتضيف: نقد الذات نوعان الاول ايجابي والآخر سلبي، وللاسف فمن واقع تجربتي في تدريس الطلاب في مجال علم النفس اكتشفت الفهم الخاطئ لعملية نقد الذات التي تحمل طابعا سلبيا لدى الكثيرين في اغلب الاحيان خاصة اذ كان النقد موجها للغير.. وعموما نقد الذات يقود الى جلدها في حال اكتشف الانسان وهو ينتقد ذاته ارتكابه لخطأ ما يستدعي العقاب عليه.. اي ان «نقد» الذات و«جلدها» يرتبطان ببعضهما البعض ويمكن اعتبارهما خطوتين اولى وثانية تبدأ الانسان بتقييم ادائه سلبا وايجابا ليقود السلبي الى جلد ذاته ويقوده الايجابي الى السعادة والافتخار بها.
ويضيف: هناك نوع من الشخصيات الباحثة عن المثالية واصحابها لا يقبلون ارتكاب الخطأ ايا كان تافها او صغيرا ويعتبرون وقوعهم في الخطأ كارثة لا تغتفر ايا كان حجم هذا الخطأ فيلجأون الى جلد ذواتهم بقسوة متناسين ايجابيات هذه الذات التي تكون كثيرة في اغلب الاحيان ليورثون انفسهم بتصرفهم هذا العديد من الامراض النفسية التي قد تصل في احيان كثيرة الى الاكتئاب.

تحقير الذات

< ما الاثار النفسية المترتبة على جلد الذات بقسوة؟
- اتفقنا على ان جلد الذات السلبي قد يتخذ شكلا «مازوخيا» يكمن في رغبة الانسان في تحقير الآخرين له الذي قد يكون نتاج عقد نفسية قديمة او تصرفات شائنة ارتكبها هذا الانسان في صغره وظلت مكبوتة داخله فنراه كوسيلة داخلية تدرك اهمية العقاب على الفعل الخاطئ يلجأ بناءً على ذلك لاستدراج الآخرين لاهانته اعتقادا منه انه بذلك يكفر عن اعمال خاطئة كان قد ارتكبها في السابق.
واضاف: اما ان يحقر الانسان ذاته تحقيراً داخليا ويقلل من شأن هذه الذات ومن خبراته الشخصية والعملية والعلمية فإنه بمثل هذا التصرف سيبدأ بلا جدال في فقد ثقته في نفسه بعد فترة جراء هذه التصرفات ويبدأ يصدق فعلياً ما يقوله من امور واشياء سيئة عن نفسه فتنهار حياته ليصل الى حالة من الاكتئاب السوداوي في المرحلة التالية ويبدأ يتساءل عن سبب وجوده في الحياة وما الفائدة من هذه الحياة، ويبدأ بالتالي في تمني الموت وفي اهمال حياته بكل مناحيها وتوجهاتها الى ان يصاب بالامراض دائما قد تكون خطيرة في احيان كثيرة.
ويتابع: هذا ما يجعلني افترض في المازوخي انه اكثر ذكاء من جالد ذاته «في كل الامور البسيطة»..نعم كلاهما مريض نفسيا الا ان المازوخي يكتفي باهانة الآخر له واحساسه «بالشماتة» عندما يرى الحزن في عيون هذا الآخر لما وجهه له من اهانة، في حين ان الشخص الذي يحقر ذاته يجعلها هي عدوه الاول، وللعلم فان عداوة النفس اقسى انواع العداوة لانها تصبح مميتة في كثير من الاحيان.

نقيضان

< هناك نقيضان نفسيان في عالمنا إما جلد الذات.. او الافراط في الاعجاب بها.. فيما تعليقك؟
- تكلمنا عن الافراط في «جلد الذات» بانواعه، اما الافراط في الاعجاب بها منها ما نطلق عليه او ما اصطلح على تسميته في علم النفس «بالنرجسية» وتعتبر نقيضاً «لجلد الذات».
ويضيف: «النرجسي» عكس «جالد ذاته».
فالنرجسي: ينظر بدوينة الى الآخرين ويحتقرهم في كثير من الاحيان، ويكون لكل مرحلة من حياته اصدقاء خاصين بهذه المرحلة يقدمون له خدمات تتوافق مع مصالحه الشخصية في هذه المرحلة ثم ينساهم وينقطع عنهم بمجرد استيفاء حاجته منهم.
ويتابع: ما اقصده ان النرجسي شخص بلا ولاء لأحد الا ذاته فهو دائم التفاخر والتباهي بها، وهذه النوعية من البشر تحب التفاف الاشخاص المنافقين والمتخلفين حولها والباحثين عن نيل المراكز والمناصب المرموقة لمجرد درع اصحاب هذه الشخصية وعادة يكون النرجسي شخص مضطرب عقليا فحتى عاطفته تجاه ابنائه تنحى عن الجانب الفطري الطبيعي لتتوجه الى جانب مادي بحت مفاده انهم يعتبرون امتدادا طبيعيا لشخصه هو فينظر اليهم ويعاملهم كجزء من املاكه وممتلكاته اي يملكهم ولا يحبهم ذلك لانه لا يعرف من الاساس المعنى الحقيقي للحب وبالتالي كيف له ان يدرك معنى الابوة؟! فحتى زوجته يحبها لقيامها بواجباتها الزوجية من رعايته ورعاية اسرته الى الاهتمام بشؤون المنزل والاسرة وحتى ما مرضت هذه الزوجة لاي سبب من الاسباب كان هو اول من يتخلى عنها لانتفاء اسباب حرصه عليها ولفقدها القدرة على السعادة هو شخص سيئ جدا صاحب الشخصية النرجسية مريض بكل معنى الكلمة.

تنقية الذات

< ما كيفية الخلاص من جلد الذات للحصول على مميزات اصلاح هذه الذات؟
- الذات لابد ان تكون واقعية ايجابية بحيث تتعامل مع الواقع عما هو وليس كما ينبغي ان يكون.
ويضيف على الانسان ان يحسن التعليم من تجاربه سلبية وايجابية ليحقق التطور لذاته ودون مبالغات لا من جلد ذاته ولا تحقير الاخرين بنرجسية فالمطلوب ان نثق في ذواتنا بلا جنون لا النرجسية ولا جلد الذات المبالغ فيه واقول والكلام لايزال له لنجلد ذواتنا من اجل تصحيحها وتهذيبها وتشذيبها وتأديبها فهذا نوع من انواع التفكير العقلي النقدي البناء لسلوكياتنا اليومية على ان نأخذ في اعتبارنا اننا كما نجلد ذواتنا لابد من ان نمدحها ونثني عليها ونكافئها باعتدال في حال احسنت التصرف.. واقول.. لنتقي الله في انفسنا سلباً وايجاباً.

شخصية سوية

< نفهم من كلامك ان «جلد الذات» مطلوب لبناء شخصية سوية يفقد الانسان انسانيته بدونها؟
- نعم وليملك الانسان هذه الميزة اقدم للقراء روشتة نفسية تساعدهم على هذا الأمر بأن يضع كل انسان ورقتين امامه يومياً ويسجل في احداهما سلبيات يومه وفي الاخرى ايجابيات يومه ويقرر من خلالهما الكيفية التي سيتصرف بها مع ذاته في هذا اليوم واهم شيء دون مبالغات سواء سلبية او ايجابية كما سبقت الاشارة.
وبهذه الطريقة سيملك الانسان القدرة على التخلي عن سلبياته او حتى تعديلها في حين سيركز على الايجابيات وينميها.
واختتم الدكتور مروان المطوع حديثه لملف الاسبوع بالقول: للأسف.. نحن شعوب «هستيرية» في الحزن و«هستيرية» في الفرح و«الوسطية» منعدمة لدينا، ولذلك نهوى جلد الذات.. بلا فائدة.


==============


تجربة شخصية

بسؤاله.. هل لديك تجربة ما شخصية أو مهنية جلدت بها ذاتك؟ اجاب د.مروان المطوع: نعم: وبقدر ما يؤلمني الحديث عنها الا انني اضعها بين يدي القراء كلها تحمل في طياتها عبرة أو عظة لهم.
ففي احدى المرات التي كنت استقبل فيها المرضى في عيادتي النفسية فترة ما بعد الظهر جاءني مريض من ذوي الحالات النفسية الاكثر حرجا من غيرها وصادف ان «العيادة» في هذا اليوم كان بها غيره من المرضى وعلى الرغم من ذلك كان يمكنني استقباله وتقديم العلاج النفسي المطلوب له الا انني رفضت استقباله متذرعا لنفسي بأني ان استقبلته فلن اغادر العيادة قبل منتصف الليل في حين كانت عقارب الساعة وقتها تشير الى العاشرة مساء.
ويكمل: كان من نتيجة عدم استقبالي له ان اقدم هذا الشخص على الانتحار الا انه نجا ولله الحمد وقد ظللت فترة بعد هذا الحادث اجلد ذاتي وأؤنبها على فعلتي حتى انني امتنعت عن الذهاب للعيادة لمدة 3 اشهر بعد هذا الحادث ومن ثم قمت بعدها بنقل العيادة الى منطقة اخرى وقد استمر معي الاحساس بتأنيب الضمير وجلد الذات فترة طويلة الى ان استطعت القيام بعملية تصحيحية كان اول بنودها وضع الحالات الحرجة من المرضى النفسيين في المقام الاول وان تكون لهم الاولوية حتى في وجود مرضى يسبقونهم في الدور.


============


أمراضهم خطيرة.. وأعمارهم قصيرة!

اكد د.المطوع ان محبي جلد ذواتهم اعمارهم قصيرة، مشيرا الى ان حقيقة علمية ثابتة وفقا للدراسات النفسية تقول ان من يسعون لجلد الذات الى درجة تحقيرها هم الاكثر عرضة للاصابة بأمراض السرطان بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
ويكمل: ما يحدث لهؤلاء هو عقاب «الذات» لهم، فالنفس امانة في اعناقنا علينا حمايتها حتى من انفسنا فلا نهينها ولا نحقرها فقد كرمها الله سبحانه وتعالى… نعم لعقابها العقاب المناسب بلا مبالغة، اما تحقيرها فيؤدي الى استنفارها للدفاع عن نفسها ضد ما نفعله لها فتتعب اجهزتنا العصبية لتفقد مناعة اجسادنا ونصاب بالامراض الخطيرة بعد ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جلد الذات ونقد الذات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نقد الاشخاص ونقد الافعال
» همس الذات
» فوق عرش الذات
» الإنتصار على الذات
» تهمة العيب فى الذات الجمهورية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: قسم الحوار-
انتقل الى: