اسمع كلامك أصدقك.. يا حرارة

عاطف قمر الدولة يكتب: اسمع كلامك أصدقك.. يا حرارة

"أسمع كلامك أصدقك أشوف امورك أستعجب" مثل من أمثالنا الشعبية ينطبق علي الكثيرين لكنه بالتأكيد قيل قبل أن يقف قائله عند مواقف الدكتور أحمد البلاسي المعروف باسم أحمد حرارة ذلك الطبيب المصري الشاب الذي ضحي بعزيزتيه "عيناه " من أجل وطنه غير راغب أو باحث عن شهرة أو منصب – وهكذا يكون الثوار الحقيقيين – فلم يتاجر بما أصابه حين فقد عينه اليمني في أحداث جمعة الغضب 28 يناير، ولم يمن أو يزايد حين فقد عينه اليسرى في أحداث شارع محمد محمود في 19 نوفمبر.

فلم نراه ضيفا دائما علي الفضائيات ولم يشارك في عضوية أي من المجالس العديدة التي ظهرت بعد الثورة، كما لم نراه علي رأس قائمة من قوائم الأحزاب في الانتخابات البرلمانية التي تجري حاليا – ولو رغب لتصارعت عليه الاحزاب – بل زاد علي ذلك حين رفض تولي حقيبة وزارية بحكومة الدكتور كمال الجنزوري الحالية، كما أعلن عن رفضه أية مساعدة مادية في تكاليف علاجه سواء من الافراد أو المؤسسات، وقرر أن يتكفل بمصاريف علاجه بنفسه، قائلا " قررت أن أتكفل بمصاريف علاجي حتى لا أحصل على مقابل لما قدمته لبلادي " صدقت يا حرارة، وطابق قولك فعلك، ألم أقل لكم ان قائل هذا المثل لم يصادف رجلا كحرارة، ولم يقف عند مواقف كمواقف حرارة، فلو صادف حرارة ووقف عند مواقفه وافعاله وكل اموره لتغير المثل وأصبح يقال هكذا "أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك اُعجب".

وعلي النقيض من حرارة ومواقفه نري الكثيرين ممن لم يقدموا ما قدمه حرارة للثورة ولمصر، واقتصر دورهم في أحداث ثورة 25 يناير علي بعض الصور الملتقطة له تسجل زيارة له للميدان، ومكالمة هاتفية مع احدي الفضائيات وصفته فيه بأنه ناشط سياسي أو حقوقي – وكأنها أصبحت مهنة من لا مهنة له – ناشط سياسي! وللآسف فأنا ممن يرون أن الكثيرين من هؤلاء الناشطين ضيوف الفضائيات الدائمين هم من تسببوا أن تقف الثورة المصرية عند هذا الحد دون أن تُستكمل أهدافها وصولا للتغيير المنشود منها.

ولم لا وهم من انبهروا سريعا بما حدث بل لم يصدقوه، ولم ينتظر بعضهم قليلا لإكمال ما بدأه شباب مصر صانع الثورة الحقيقي، فلم تستكمل الثورة أهدافها وكان هؤلاء مثل الرماة في غزوة أحد حين خالفوا آمر رسول الله "ص" ونزلوا من علي الجبل بحثا عن الغنائم فكانت الهزيمة، وهكذا فعل النشطاء.

فاذا نظرنا حولنا لوجدنا الكثيرين منهم وقد أصبحوا من أصحاب الأقلام الصحفية، ومنهم من أصبح مذيعا، ومنهم من حصل علي الحصانة البرلمانية، ومنهم … ومنهم … ! وكأن مواهبهم قد ولدت بالميدان، بعد أن خلعوا رداء الثورة والثوار وبدأوا في جني الغنائم، بل تركوا الثورة والثوار، وتركوا الميدان لأهل الميدان، فلم يعد لديهم وقت لا للميدان ولا لأهله، واصبح شغلهم الشاغل التنقل بين الاستوديوهات متحدثين باسم شعب هم بعيدين كل البعد عن واقعه، ومشاكله، وتطلعاته، بل وأصبح كل همهم هو الاختلاف للاختلاف فقط من باب خالف تعرف، يتحدثون بلغة انشائية لا يعرفها الشعب ولا يتفاعل معها بعد أن رأي بعينه – وعيون حرارة – حجم الانقسام بين التيارات والفصائل السياسية علي اختلاف ميولها ومرجعياتها، وظهور ائتلافات واتحادات وتنسيقيات ومجالس للثوار تشير بعض الاحصائيات أن عددها تعدي المائتين!

هل بهذا ستحقق الثورة اهدافها؟ أم بهذا يحقق هؤلاء أهدافهم؟ وكلي آمل أن تتلاقي أهدافهم مع ما يصبو اليه شعب مصر الطامح للتغيير، فلأسف أحس ومعي الكثيرين أن هؤلاء قد نسوا ما طالب به الشعب في ثورته، وتفرغوا للتنظير وطرح المبادرات وكلام الفضائيات والذي يتغير بتغير لوجو القناة التي تستضيفهم – فلكل قناة مقال – وحين أراهم أقول وبحق "اسمع كلامكم أصدقكم أشوف اموركم استعجب" بل اتعجب كل العجب، مثمنا حرارة ومواقفه والذي أصبح بطلا للثورة رغم آنفه، ولم تمنحه اللقب فضائية أو مؤسسة بل منحه الشعب – صانع الثورة – اللقب، وما أجمل أن تكون بطلا شعبيا يا حرارة جزاك الله كل الخير عما قدمته لمصر وشعبها، فهكذا يكون الرجال .

منقول
الرابط المختصر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مقال جميل جدا يا استاذ هاشم وفعلا من قال هذا المثل

لما يُقابل اُناس بهذه الوطنية . هناك العديد من المعلومات

عن احمد حرارة نسمعها لاول مرة ورجل بهذه المواصفات

وهذه الوطنية الصادقة يجب ان نقف له احتراما وتقديرا

وحسنا فعل حين لم يطلب اجرا لقاء فعله فأعظم الاعمال

هى من يُطلب اجرها من الله . اللهم اجعلنا من عبادك الذين

لا يطلبون الاجر الا من سواك .شكرا استاذ هاشم على

نقل المقال القيم

انكار الذات الموجودة في الثائر الطبيب .. احمد حرارة

وعدم ظهورة علي القنوات الفضائية .. يدل علي شخصية جديرة بالاحترام والتقدير .. وعدم المتاجرة باصابتة التي ليست بالبسيطة ..

تحياتي لك استاذ / سعيد العارف
علي المرور الذي يزيد الموضوع بريقاً

ولك تحياتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.............................

هكذا تكون المواقف الوطنيه والبطولات التي يسجلها التاريخ

بأحرف من نور في صفحاته الساطعه

سيظل التاريخ يذكر هذا البطل علي مر السنين والايام

وقد يكون هناك كتابا او فيلما او مسلسلا او قصه باسمه

تخلد ما فعله من اجل مصر حاله كحال الكثيرين ممن ساهموا

بالعطاء من اجل مصـــــــــــــــــــر ......

شكرا هاشم علي الموضوع القيم جدا ...وللدكتور احمد اقول

عوضك الله نور البصيره بدلا من نور البصر
.............