كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Support

 

 غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى    غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Icon_minitimeالأحد يناير 15, 2012 12:01 pm

كانت المشكلة في الجثة ، القتل رغم بشاعته إلا أنه يحدث بطرق كثيرة ، السم أو الخنق أو الرصاص ثم يفاجأ القاتل أنه أمام مشكلة حقيقية ماذا يفعل بالجثة ؟ نفس التساؤل الحائر الآثم الذي راود ابن آدم الأول حين سولت له نفسه قتل أخيه فقتله ثم وقف حائرا كيف يواري سوأة أخيه وتعلم الدفن من الغراب الذي حفر حفرة وضع فيها غرابا ميتا وأهال عليه التراب.
ومن أشهر القضايا الإجرامية في مصر قضية (ريا وسكينة) التي حيرت الشرطة والناس زمنا طويلا بسبب عدم ظهور جثة للضحايا ، وذلك لأن العصابة كانت تدفن الجثث تحت مسكنها ، وهذا بالضبط ما فعله الأستاذ (عدلي) موظف البنك الكبير فقد سحب جثة(فادي) ابن أخته ودفنها في حديقة بيته تحت الشجرة الكبيرة في منتصف ليلة مطيرة شديدة البرودة من ليالي شهر يناير منذ سنوات طويلة خلت.

جلس مع أعز أصدقائه يتسامران وقد انسابت الألفة بينهما حتى حلت عقدة لسانه ، قال لصديقه : وهل تعتقد أن من يرتكب جريمة لا تكتشف قد نجا حقا من العقاب ؟ أنا أعرف شخصا ارتكب جريمة قتل منذ زمن ولم تكتشف ولكن معاناته فاقت كل عقاب كان سينزل به حتى الشنق نفسه ، تساءل الصديق : أي عقاب هذا الذي يفوق السجن والإعدام ؟ قال عدلي سأوضح لك ، يشعر هذا القاتل المجهول أن شبح القتيل يحوم حوله طوال الوقت لا يتركه أبدا ، يجلد روحه بسياط من نار ، يحاكمه ويقتص منه ويتفنن في تعذيبه ، فإذا أراد أن يأكل أو يشرب رأي شبح القتيل يضع له قطرات من دمه في الطعام والشراب ، وإذا تمكن من النوم بعد مغالبة الأرق والهواجس أتاه في نومه فقتله وضربه ونكل به ولا يتركه إلا عندما يصحو صارخا من شدة الفزع ، حتى أن صاحبنا لم يعد ينام مع زوجته في حجرة واحدة حرصا على أعصابها من كوابيسه.

ليس هذا فحسب فهناك ماهو أخطر لقد رفع عن صاحبنا غطاء الستر الإلهي الذي كان يشعر به يحوطه في كل وقت من قبل ، ولم يعد يجرؤ على رفع يديه للسماء داعيا راجيا ، هل تعرف معني ذلك ؟ لقد أصبح كمن يمشي في الصحراء وقد سلخ جلده ، بلا حماية ولا غطاء ولا ملجأ يلوذ به.

مثل كل ليلة مضت أخذت أحداث ليلة الجريمة تتداعي أمام عيني (عدلي) عندما يأوي لفراشه ، كان (فادي) كعادته كل ليلة يمسك به ويصرخ فيه (قتلتني وسرقتني يا غادر وقد استأمنتك وجئتك من آخر الدنيا) فيرد عدلي مستعطفا (لقد رحمتك من عذاب المرض فاصفح عني ولتهدأ روحك) يغمض جفنيه وتراوده سنة من النوم ولكنه يصحو على شريط الذكريات من بدايته.

هاهي أخته الوحيدة وزوجها وطفلهما الصغير يلوحون له وهو يودعهم في المطار وقد بدأت رحلة هجرتهم لاستراليا ، ثم بعد خمسة وعشرين عاما يصله خطاب من فادي يخبره أنه قادم لمصر بعد وفاة والديه وإصابته بمرض خطير وقد صفى كل أملاكه وسيلجأ لخاله كما أوصته أمه وينضم لأسرته ، في ذلك الوقت كان عدلي وأسرته يمرون بأزمة مالية شديدة أدت به إلى اختلاس عهدته في البنك ورهن بيته وكان موعد الجرد السنوي للخزينة يقترب ولا يعرف ماذا يفعل ، سيواجه الفضيحة والسجن وسوف تشرد أسرته وتصبح بلا مأوى ، وبينما هو سهران مؤرق وحده وقد نامت زوجته وأولاده ، جاء فادي ، حكى لخاله حكايته ورغبته في بدء العلاج في مصر تحت رعايته ، وفتح حقيبة ملابسه ومن جيب سري بها أخرج الدولارات الخضراء.

وبسرعة ألقي الشيطان بهمساته في قلب (عدلي) وأعانته الظروف ، لا يعرف أحد بوصول الشاب عنده ، ولن يبلغ أحد عن اختفائه ، لا داعي لإهدار المال في علاج مرضه الميئوس منه ، فليريحه من عبء المرض والحياة ، وضع له قليل من مادة سامة كان يستخدمها في رش الحشائش في حديقة منزله المنعزل في حلوان ، وتم كل شئ بسرعة ودفنت حقيبة ملابسه بجواره ، ومرت الأيام تجر الشهور والأعوام ولم يحدث شيئ.

استطاع المال أن يحل المشاكل المالية ، ولكن الكوارث لاحقت (عدلي) ، مرضت زوجته بمرض عضال وصارت طريحة الفراش ، وأصرت ابنته على زيجة غير متكافئة جرت عليها وعلى أسرتها المشاكل ، ودمرت صحبة السوء ابنه الوحيد ، أما هو فصار ضيق الصدر خائفا من مطاردة لا يشعر بها سواه ، وعندما ماتت زوجته لأنها تناولت الماء في كوب كان يذيب فيه نفس المادة السامة التي قتل بها ابن أخته ، اتهمته الشرطة بقتلها وحكم عليه بالإعدام ، لم يكن معه في المحكمة سوى صديقه الذي قال (لا أصدق !هل قتلتها حقا ؟) قال (لا لكن روح فادي يجب أن تستريح).


ايمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 63
الموقع : قطر

غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى    غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Icon_minitimeالأحد يناير 15, 2012 3:14 pm

شكرا سعيد وشكرا للكاتبه

القصه جميله جدا برغم دراميتها الشديده في كل احداثها

لكن ذلك هو من يعطيها هذا الجمال

اما عن القصه فان الله يمهل ولا يهمل عز وجل

فعليه خلاص الحقوق ...يقتص من هذا لذاك وهكذا هو العدل الالهي

شكرا سعيد
....................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى    غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Icon_minitimeالأحد يناير 15, 2012 6:37 pm

صدقت يا ابوجمال يمهل ولايهمل ومن قتل يُقتل ولو بعد حين

فارادة الله فوق كل ارادة وهذا جزاء خائن الامانة .شكرا ابوجمال

على المرور الجميل بالموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده محمد
مشرف المنتدى العام
مشرف المنتدى العام
حماده محمد


عدد المساهمات : 2178
العمر : 64

غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى    غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Icon_minitimeالإثنين يناير 16, 2012 5:31 pm

بارك الله فيك
أستاذ/ سعيد العارف
علي هذه القصة وهذا الأختيار
اللهم أصلـــح أحوالنــا وأحوالكـم
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
يارب طهر قلوبنا ونور دروبنا وأجعل
لنا في كل خطوة سلامة .. جـزاك الله
الفردوس الأعلــــــــى من الجنة
أسعــدكم الله فــي الـدارين..
تحياتي الطيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى    غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى  Icon_minitimeالإثنين يناير 16, 2012 9:38 pm

تقبل الله منا ومنكم صالح الدعاء ان شاء الله يا حاج حمادة

شكرا استاذنا على المرور الجميل بالموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غطاء الستر قصة قصيرة لإيمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجل من ذهب/ايمان القدوسى
» قصة قصيرة...
» التعلب فات - ايمان القدوسى
» عشك.... يا بلبل/ايمان القدوسى
» التعليم من منازلهم \ ايمان القدوسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: إسلاميات :: قصص وعبر-
انتقل الى: