عندما يختفى الجمهور ـ مروة رسلان

ذات يوم أراد ملك القيام برحلة برية طويلة فى مملكته الواسعة ..لكن أقدامه تورمت بسبب

المشى فى الطرق الوعرة، فأصدر مرسومًا يقضى بتغطية كل طرقات المملكة بالجلد ..لكن أحد مستشاريه أشار عليه –وقتها- بأن يلبس فى قدميه قطعة جلد صغيرة بدلا من تغطية كل طرقات المملكة.. وكانت هذه بداية نعل الأحذية.

الهدف من هذه القصة أنك لن تستطيع تغيير العالم،لكنك تستطيع أن تتغير أنت؛فإذا تغيرت أنت فسيتغير العالم من حولك..ستتغير نظرتك لمن حولك .. وستتغير نظرة العالم إليك.. وستجد طريقك فى الحياة الذى سيكون فى نهايته باب سعادتك..فجلوسك فى المقاهى قاذفا بكلماتك الناجحين؛ لتنعى فشلك فى الحياة ،وتريح ضميرك..الذى ينام فى ثبات عميق.. لن يغير العالم من حولك، ولن يغير نظرة العالم إليك ..فأنت بالنسبة للعالم لا شىء ..

ولكى تتغير عليك الخروج من دائرة المنافسة ..لا تحاول أن تنافس الآخرين ..فأنت تتنافس مع الآخرين ؛لأنك تجد صعوبة فى أن تحدد مدى جدارتك..إنك تجد أنه من الأسهل أن تهزم شخصًا آخر على أن تكون أنت أفضل ما يمكن أن تكونه،فتحتاج إلى شخص آخر تهزمه، ولتدخل السرور على قلبك ،و لكن هذه السعادة لن تكون كافية. فالسعادة التى تحدث عند منافستك أشخاص آخرين ناتجة من وجود جمهور تستمع منه كلمات الأطراء ،وعندما يختفى هذا الجمهور ومعه كلمات الأطراء_ وقتها_ لن تكون سعيدًا حتى لو وصلت للقمة..

إنما السعادة الحقيقية تنبع من داخلك عندما تنافس ذاتك.. فعندما تنافس ذاتك ستخرج من دائرة الحسد ،وعدم الإحساس بالأمان ،وفقدان الهوية..ولن تكون بعدها إمعة ..ولن يكون شعارك "كل الطرق تؤدى إلى روما"..بل سترمى هذا الشعار جانبا.. وستذهب فى طريقك وأنت متأكد أنه لن يؤدى إلى روما..بل سيصل بك إلى البلد الذى تريده ..فلن تسير فى ركب لا تريده لمجرد أن من حولك ساروا فيه..لأنك لست فى حاجة أن تكون الأول..إنما فى حاجة لأن تفوز..

فإن عظمة العالم تنبع من الأفراد الذين يريدون أن يسعدوا أنفسهم،دون حاجتهم للمنافسة،فأنت عندما تنافس قد تفوز ولكنك لن تبدع،فلم يتم الكشف حتى الآن عن وجود إنجاز إبداعى حقيقى نابع من الحاجة للمنافسة مع الآخرين..

فأنت لن تنضج حتى تعمل لصالح نفسك..حتى تطور ذاتك..وتحطم القيود والسلاسل التى بداخلك ،وتحطم صنم الخوف من التجربة الذى صنعته قناعتك السلبية عن ذاتك.

فكيف لا تستطيع؟؟ ..ودماغك بها أكثر من 100 مليار خلية عصبية، تستقبل 2 مليار معلومة فى الثانية..لو وضعتها بشكل متواصل فسيبلغ طول هذا الخط 100 كيلو متر..

أرأيت كم أنت قويا..لذلك عندما تقول "لا أستطيع" الحقيقة هى أنك لا تريد.. فكل واحد منا يمتلك من القوة ليكون ما يريد.. فقط علينا "أن نزيل الغبار عن العملاق القابع فى داخلنا" كما قال إيريك تشودلر.

مروة رسلان

تقبل الله منا ومنكم صالح الدعاء ان شاء الله يا حاج حمادة

شكرا على المرور الجميل بالموضوع