رهو .. بقلم / ولاء فتحي

..............................

رهـــــــــو
هو ذلك الركود الاعتيادي لنهارات الجمع الصيفية الطويلة ...
المشهد من الدور العاشر لتلك البناية العتيقة الكائنة بوسط البلد ..مرعب
بسكونه ، غابة من الابنية الرمادية ، تبرز وسطها اشباح معدنية ذات شكل
دائري كئيب ، وبلكونات علي اشكال شتي ، لا تتفق الا في استحالتها الي
"اللالون " الذي ينبيء دائما بكارثة لا تقع
ارسلت عيني تتجول داخل المدرسة الاعدادية التي يوقظني صخبها كل صباح ، لا يتجاوز تلامذتها العاشرة من اعمارهم الغضة ، هامدة هي الان
للمرة الاولي منذ سنوات اربع اكتشف ان نوافذها مفتتة ومقاعدها اقرب الي مقاعد مقهي قديم توفي جل رواده من ارباب المعاشات .
رمال صفراء مجلوبة باستطاعتي عد مفرداتها حبة حبة من عل ، ووسطه يبرز بلاط منسحق
فزع غير مبرر يكبر بداخلي ، يغيم الدمع في عيني وانا استجدي امانا في اي
ملمح بشري يطل براسه وسط هذا الكابوس الساطع الاضاءة ، تتفتت في عيني دمعة
تشطرها الاهداب الطويلة نصف المغمضة ، فتبعثرها
فجأة يخترق المشهد شباك صغير من علي بعد ، باحبال لم استطع تحديد مدي
اهترائها ، الا ان تلك " الغيارات " الداخلية البيضاء والتي تبدو لذكر كبير
الحجم ، والمثبتة فوقها بـ"مشابك " خشبية عتيقة الطراز استجابت علي
استحياء للفحة هواء ساخنة ، جعلت الاهداب الطويلة تنغلق باصرار علي الدمعة
الثانية

شكرا ابو محمد

علي كلماتك الطيبه

وفقنا الله واياك الي مافيه الخير والبركه

وتقبل منك الدعاء والطاعات
.............