كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Support

 

 بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى    بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Icon_minitimeالسبت يناير 28, 2012 11:10 am


أكتب إليكم من شرفة شقتى المشمسة فى الحى الشعبى البسيط الذى بدأت فيه يومًا رحلة الكفاح ودارت دورة الأطماع والطموح حتى ألقت بى مرة أخرى عند نقطة الصفر، فى يدى خطابه الأخير لى أقرؤه وأعيده حتى حفظته هذا الخطاب، الذى كان كلمة السر التى قلبت عالمى كله رأسا على عقب، أرفع رأسى وأتنفس بعمق وأحمد ربى على كل حال، والغريب أننى فعلا لا أشعر بأى غضاضة وكأننى أتمثل كلام المتصوفة دع نفسك دائما فى جانب وتأمل منه رحلة الحياة.



وها أنا أتأملها، تحت بيتى رجل صعيدى يبيع الخضار والفاكهة على عربة يد وبعده بقليل عربة فول يتحلق حولها بعض الشباب يأكلون بشهية ويتبادلون النكات وأخبار السياسة والبرلمان فى بساطة أبناء البلد ومن الداخل تأتينى أصوات التنظيف الذى تقوم به قريبتى الماهرة القوية التى أدرت لها ظهرى أيام عزى، ولكنها أجدع منى وأفضل فلم تفعل مثلى وعرفت كيف تصنع المعروف لأهله.



فى أول شريط العمر كنت معلمة متميزة وزوجة سعيدة تزوجت محاميًا ذائع الصيت بعد قصة حب ومرت الأيام بنجاحات متتالية فى مجال العمل لكل منا ومزيد من الحب والتفاهم والسعادة التى شهدتها هذه الشقة البسيطة، ولكن مرور الأعوام كان يحمل تساؤلا مريرا لماذا لم يأت الأطفال؟



كان السؤال يؤرق زوجى أكثر منى لا أدرى لماذا، ولكنه بدأ يكتئب وتخبو روحه المرحة وحماسه وخاصة بعد أن أثبتت التحاليل أن هناك مشكلة صحية لديه، لا أستطيع إحصاء المرات التى أكدت له فيها أن هذا الأمر لا يعنينى وأن السعادة لا تتوقف عند شرط وأذكر له كل ما قيل عن الرضا بقضاء الله وقدره، ولكنه كان يغرق فى مشكلته يومًا بعد يوم.

انتقلنا إلى الفيلا التى بناها زوجى فى إحدى المدن الجديدة وقتها وارتقينا أيضًا إلى مستوى أعلى فى كل شىء، كان لابد من وجود حارس للفيلا وخادمة تساعد فى أعمال النظافة، اخترت عاملة نظافة لدى فى المدرسة وانتقلت هى وزوجها وأبناؤها الأربعة وبنينا لهم دارًا خاصة فى حديقة الفيلا وتداخلت بيننا الخيوط وخاصة أن المنطقة معزولة، كان زوجها يقوم بمهام الحارس والجناينى، وهى بأعمال التنظيف وعلا نجم زوجى فى سماء مهنته وصار مقصدًا للأهل والمعارف فى حوائجهم التى كان يسعى فيها قدر استطاعته ويضيق ويتهرب أحيانًا.



ذات ليلة أفزعتنا أصوات الاستغاثة فهرعنا إلى دارهم، وجدنا الرجل ينهال ضربًا على زوجته وكان السبب أنها حملت مجددًا بعد أن أكدت له أنها تستعمل وسيلة مضمونة لمنع الحمل، فوجئت بزوجى يقول: سوف أريحكم من عناء الطفل القادم سوف أتبناه.



ناقشته قليلا فى هذا القرار فأنا لا أحب التبنى وأفضل أن يرضى كل منا بحاله الذى قدره الله عليه، ولكن أمام تعلقه بالبنت الوليدة لم أتكلم وقد قال لى والبشر يملأ وجهه يكفى أنها بنت حلال نعرف أهلها ولها أب تنتسب إليه.



بعد ذلك صارت (ليلى) محور حياته ومصدر سعادته ومضت السنوات متسارعة والغريب أن والديها وإخوتها لم يكونوا يعيرونها أى اهتمام وكأنهم يخشون أن نعيدها إليهم، بعد وصول (ليلى) لمرحلة المراهقة بدأت المشكلة فى أثناء قيامها بدعوة زميلاتها على حفل عيد ميلادها فى منزل والدها المحامى الشهير، فقد ردت إحدى البنات (ليس والدك أنت بنت البواب والدليل اسمك) وتشاجرت (ليلى) معها وعادت للبيت كأنها فتاة أخرى، صارت مضطربة مشتتة تعامل زوجى بحب مفتعل وتعاملنى بجفاء وعندما أتحدث مع أمها تنهرنى قائلة (لا تكلميها هكذا، لقد كبر سنها ولم تعد تحتمل الخدمة) ثم تقوم هى بالصراخ فى وجه أمها لأقل خطأ.



تكلمت مع زوجى بخصوصها وقلت له آن الأوان لإعادة هذه الفتاة لأسرتها لمصلحتها ولتنمو نفسيتها بشكل طبيعى ولكنه قال: نكمل جميلنا معها حتى تتخرج وتتزوج، على مشارف الجامعة صارت العلاقات فى بيتنا ملتبسة وغير مفهومة وغاية فى التعقيد، الفتاة تزداد تسلطًا واضطرابًا ويزداد ضعف زوجى أمامها ولأول مرة تظهر نوايا الاستغلال والانتهازية فى سلوك والديها، بتشجيع من زوجى التحقت (ليلى) بكلية الحقوق وبدأ يدربها فى مكتبه منذ السنة الأولى، توفى زوجى بعد مرض قصير وفوجئت بحجم المأساة بعد وفاته.

لقد كتب الفيلا باسم (ليلى) بيع وشراء والعقد مسجل وقانونى ونقل لها عقد إيجار مكتبه ولم يترك لى سوى معاشه وشقتنا القديمة وبعض الأوهام سجلها فى خطاب مغلق يقول (عذرا حبيبة عمرى ورفيقتى، كان لابد أن أؤمن مستقبل الفتاة التى أنارت عالمى فكتبت لها كل شىء، أما أنت يا زهرة حياتى فقد تركت لك ابنتنا ليلى وهى بنت حلال وسوف ترعاك وتقوم على خدمتك لأنك أمها الحقيقية التى ربت ورعت وستظل إقامتك معها فى الفيلا وحين يسعى أحفادك بين يديك وتشعرين بقلب الأم بالرضا والطمأنينة سوف تشكريننى على هديتى لك).



ولكنى لم أشكره ولم أقل إلا سامحه الله وغفر له إساءته البالغة وسوء تصرفه، فقد أظهرت الفتاة جحودا ونكرانا لا يصدق، لا أريد تذكر تلك الفترة ولا استعادة ألفاظها الجارحة ونظراتها المتنمرة وهى تقول فى تحد (أنا صاحبة البيت وأنت مجرد ضيفة غير مرغوب فيها، فهمت؟) كانت هذه مجرد بداية وزاد التطاول والبجاحة وأخيرًا فهمت وتركت لها بيتى لأحافظ على كرامتى قبل أن تتجرأ على طردى شر طردة، وخاصة أنها تزوجت محاميا وصوليا يعمل لديها بالمكتب وصار هو المحرك الرئيسى لأفعالها.

الحمد لله لدى معاشى ومعاش زوجى وبعض المصاغ وقد أخذت معى غرفتى ومتعلقاتى وعدت من حيث بدأت، ولم أجد من يساندنى ويخدمنى سوى أهلى وأقاربى الذين تباعدت عنهم من قبل، أما بنت الحلال فقد فتحت الفيلا لأهلها وبدأت مبكرًا المشاحنات بينها وبين زوجها، يبدو أنه مثلها ابن حلال أيضًا، سامحك الله وغفر لك يا زوجى.

الرد

سبحان الله أغلب مشاكلنا من صنع أيدينا وكل منا يسعى للمفقود ولا يقنع بنعم الله عليه، مسألة التبنى هذه شائكة للغاية فتلك الفتاة كانت لا تعرف لنفسها هوية محددة فهى ليست كإخوتها ابنة الخادمة والبواب وتكيفت حياتها على ذلك، كما أنه خلاف للمظاهر كل الحقائق تقول إنها ليست ابنة المحامى الشهير ومديرة المدرسة إذن فمن تكون؟



سؤال الهوية هذا سؤال أساسى فى بناء وتكوين الشخصية وهذه الفتاة لم تتمكن من معرفة حقيقة نفسها وظل الازدواج فى هويتها يمزقها، فهى تارة تصرخ فى وجه الخادمة وتارة تدافع عنها لأنها تتذكر فجأة أنها أمها، وهى تعاملك بجفاء لأنها قرأت مشاعرك الرافضة والمتحفظة تجاهها منذ البداية بخلاف زوجك الذى أغرقها بحبه وحنانه.



بنت الحلال ليست فقط من ولدت نتيجة لعلاقة شرعية بين والديها ولكنها أيضًا من نمت فى جو أسرى طبيعى متماسك وصحى حافظ على نقاء فطرتها وساهم فى إنشاء علاقات سوية معهم ورويت بماء المحبة والحنان، أما (ليلى) فهى طفلة بائسة تم انتزاعها من تربتها وغرست فى تربة أخرى غير ملائمة وعندما أدركت ما حولها اكتشفت أن لها اثنين من الآباء أحدهما تفخر به ولا تنتسب إليه والثانى لا يشرفها وتشفق عليه وأن لها اثنين من الأمهات إحداهما تتوجس منها ولا يصفو لها قلبها والثانية لم يعد فى قلبها ما تمنحه أصلا، تمزقت نفس الفتاة وتوحشت وكان ما كان.

الحمد لله أن لك أهلا وشقة ومعاشا ولعل شقة الحى الشعبى بدفئه وتواصل أهله تكون هى الأنسب فى ظروفك، ولا أدرى ما هو موقف زوجك الراحل من الناحية الشرعية فى حرمانه لورثته الحقيقيين من الميراث وإعطائه لفتاة لا تمت له بصلة، لم يفرض الله سبحانه وتعالى فرضا إلا لحكمة والمواريث بالذات يندم من خالفها فلنتركها كما قدرها رب العالمين ولا نتحايل عليها بعقود البيع الوهمية التى تحرم من وعدهم الله بالميراث وتمنحه لمن لا يستحقه.

غفر الله لزوجك وربط على قلبك ورزقك حسن الخاتمة ولايملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

ايمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 63
الموقع : قطر

بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى    بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Icon_minitimeالسبت يناير 28, 2012 2:52 pm

الدنيا مليانه بلاوي

وتشوف بلوة غيرك تهون عليك بلوتك كما يقال

كل ما نقوله هو اننا ندعوا الله ان لا يحرم اي انسان من

زينة الحياة الدنيا وهو الاولاد اولا حتي لا تضطر الناس

الي ان تتخذ مثل هذه الامور في التبني وغيره

وتكون النتيجه كما راينا

شكرا سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى    بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى  Icon_minitimeالسبت يناير 28, 2012 4:37 pm

على رأى المثل ( يا مربى فى غير ولدك يا بانى فى غير ملكك)

المثل ده ينطبق تمام الانطباق على جحود هذه البنت وهذا امر

متوقع لانه يصعب على انسان ان يتربى فى بيئة مرتفعة المستوى

ماديا والكل يعلم ان ظروفه المادية سيئة جدا فهذا تناقض غريب

ولابد ان يتسبب فى عقدة لصاحبه .شكرا ابوجمال على المرور

بالموضوع وربنا يرزقنا والمسلمين جميعا الذرية الصالحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بنت الحلال بقلم ايمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للكبار فقط بقلم ايمان القدوسى
» رجل من ذهب/ايمان القدوسى
» التعلب فات - ايمان القدوسى
» عشك.... يا بلبل/ايمان القدوسى
» خربشة القطة-ايمان القدوسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: