أين زهد الامس ؟

الزهد فى الحكم وخدمة الناس امر صعب التنصل منه والحكم

بالعدل هو قمة الزهد فلو استطاع هؤلاء ان يحكموا بالعدل ويزهدوا

فى مال الغير ويكفوا ايديهم عن الحرام فقد حققوا الزهد بمفهومه

الكامل فالزهد هو ان تزهد فيما تملك اما ما لاتملكه فكيف ستزهد فيه

ولى فى ذلك مثالين :

المثال الاول : اختيار خليفة عمر بن الخطاب

تعالوا نعيش مع ما نقلته عن تولى عثمان وكيف كان وجميعنا نعلم

ان الصحابة هم ازهد الناس ولكن تعالوا نشاهد هذا المشهد :


البدايه عندما استشهد سيدنا عمر على يد ابو لؤلؤه الماجوسى واحس بلمنيه فجعل الامر من بعده شورى فى ستة افراد ممن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم ليختارو واحدآ من بينهم وهم

1- عثمان بن عفان
2- على بن ابى طالب
3- طلحه بن عبد الله
4- الزبير بن العوام
5- سعد بن ابى وقاص
6- عبد الرحمن بن عوف
رضى الله عنهم جميعآ

وتحرج ان يجعلها لاحدهم وقال رضى الله عنه لا اتحمل امركم حيآ وميتآ وان كان يريد الله بكم خيرآ جمعكم على خير هؤلاء


ثم بعد الصلاه على سيدنا عمر ودفنه

اجتمع السته وتشاور وعلت الاصوات قفال لهم ابو طلحه كنت احسبكم ستدفعونها عنكم لا تتنافسون عليها

وبعدما قال لهم هذا

فوض ثلاثه منهم امرهم الى ثلاثه اخرين

فترك سعد بن ابى وقاص حقه فى هذا الامر الى عبد الرحمن بن عوف

وترك الزبير حقه فى هذا الى على بن ابى طالب

وترك طلحه حقه الى عثمان بن عفان

رضى الله عنهم جميعآ

فقال لهم عبد الرحمن اى " لعثمان وعلى "

من منكم يترك الامر لاخيه فنوليه الامر

فسكت الشيخان رضى الله عنهم

فقال لهم عبد الرجمن بن عوف

اترك حقى فى هذا على ان تجعلونى اختار واحدآ منكم فقال الشيخان نعم نقبل بهذا

ثم اجتمع مع كلآ منهما على حدا وذكره بما فيه الفضل ثم اجتهد عبد الرحمن بن عوف وسأل المشايخ والكبار والصغار واستشار

فما وجد احدآ اختلف على الاثنين وان كان هناك تقديم لعثمان رضى الله عنه حتى انه سأل سيدنا على ارئيت ان لم اولك فمن اولى قال له عثمان والعكس حدث مع عثمان بن عفان

الى ان اتى اليوم الرابع لوفات سيدنا عمر وهو اليوم الاخير لفتره الشوره على السته

فصلى عبد الرحمن بن عوف الفجر واستخار الله ثم اتى بلشيخان عثمان وعلى رضى الله عنهم ثم جمع الناس بلمسجد

وصعد على منبر النبى صلى الله عليه وسلم ودعا دعاء طويل لم يسمعه احد

ثم مد يديه الى سيدنا على وقال له

هل انت مبايعى على كتاب الله وسنه رسوله الكريم وفعل ابى بكر وعمر فقال على اللهم لا ولكن على جهدى من ذلك

فمد يديه الى عثمان وقال له هل انت مبايعى على كتاب الله وسنه رسوله الكريم وفعل ابى بكر وعمر قال اللهم نعم

فرفع عبد الرحمن بن عوف يد عثمان ونظر الى سطح المسجد وقال اللهم فاشهد اللهم فاشهد اللهم فاشهد

انى قد خلعت ما فى رقبتى الى رقبة عثمان بن عفان

فهب الناس يبايعون عثمان بن عفان رضى الله عنه وبايعه علىبن ابى طالب اولآ .

مما سبق نرى ان الزهد لم يمنع الصحابة من محاولة الوصول للحكم

طالما رأى اى منهم انه الافضل لخدمة الاسلام والمسلمين .

المثال الثانى : سيدنا يوسف عليه السلام وقوله فى كتاب الله

( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) صدق الله العظيم

وهنا طلب سيدنا يوسف الحكم وذلك لانه رأى فى نفسه ما يؤهله لكى

يخدم عباد الله فما تأخر عن ذلك .


*ما اريد قوله ان الزهد لا يعنى التخلى عن خدمة الناس اذا استطاع

الانسان ذلك اما اذا كان طلب الحكم من اجل مصلحة شخصية او طلبا

للدنيا فهذا حقا يجب ان نذكره بزهد الامس .شكرا شيخ محمد عبدالقادر

على الطرح القيم .

مقال طيب جدا من عمنا الحبيب الشيخ/ محمد عبدالقادر
ويتحدث بلغة العقل لجميله المعهوده التي لمسناها في معظم كلماته التي تخرج لنا
وها هو اليوم يخرج علينا بما نراه في امور دنيانا التي نحن نعيش ايامها الان
بحقيقه واقعيه وتجربه الكثير منا والتي عشنا معها وعايشناها
ونقول جميعا اللهم اصلح الحال الي ما تحب وترضي
شكرا ام شروق علي الموضوع والشكر موصول للشيخ الجليل عمنا / محمد عبدالقادر
بارك الله لنا فيه واعطاه العمر المديد وبارك له في رزقه وزاده علما علي علمه

شكرا زهره

وشكرا لسعيد علي هذه الاضافه الجميله للموضوع

وكل الشكر بالطبع لاستاذنا الشيخ محمد عبد القادر

علي هذا الموضوع القيم
...........

ابو جمال
سعيد
حمادة
شاكرة لكم بالنيابة عن الشيخ محمد عبد القادر
تِلْكَ
الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ
وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

وخير ختام لهذا المقال الجميل
تلك الايه الكريمه
بلغي تحياتنا للعم والاستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالقادر

يوصل ان شاء الله يا عبقر
بارك الله فيك