فلسفة التقاء الارواح

سألنى احدهم بصوت المستنكر هل حقا يوجد ما يُسمى التقاء الارواح ؟

ولو كان له وجود كيف يكون ؟ ولماذ هم دون غيرهم يحدث لهم ذلك ؟

ولماذا لا يلتقى كل البشر التقاءا روحيا كمن يدعون وجود التقاء روحى

بينهم ؟ فبدأت ردى بأن ذكرته وذكرت نفسى بان الروح من امر ربى

وان البشر لم يؤتوا من العلم الا قليلا . فقال صدقنى اعلم ذلك ولكن

البعض يزعمون انهم على علاقة روحية فسألته وكيف تكون هذه العلاقة

فاجابنى ان كل منهم يشعر باخوانه الاخرين وكأنه معهم فإذا مرض هذا

شعر ذاك بل وانهم احيانا يلتقون دون لقاء ويجتمعون بلا مكان ولازمان

فى عالم مجهول المصدر حتى هم انفسهم لا يعرفون له ماهية ولا دراية

لهم كيف يكون اللقاء واين يحدث ... تعجيت من كلامه كثيرا وبات العقل

فى حيرة واذ بالقلب ينبض معلنا التصديق ويذكرنى بمواقف عدة حدث

فيها ذلك حينها صمت العقل وترك المجال للقلب ليتحدث ويذكرنى بأشياء

لم اكن انظر اليها تلك النظرة من قبل فعلمت ان العقل لا مكان له فى

عالم التقاء الارواح وان الاجتماع يكون بالقلب لا بالعقل حينها ادركت

معنى غياب الوعى عن ادراك حائط المكان وحدود الزمان وعلمت ان

هذه الرحلة هى رحلة قلوب لادخل للعقل بها والقلب كائن لا يحده مكان

ولا شعور له بالزمان وبينما العقل شارد والقلب يناجى ذاته ويناجينى

واذ بصاحبى يقول اين انت ؟ فأجبته بلسان الحال انا هناك ........

قال هناك اين ؟ فقلت هناك حيث لا اين ولا كيف ولا سؤال ولا استفسار

ولا علة ولا معلول ولا استقراء ولا استنباط ولامادة ولا منطق ولاعقل

لم يتمالك صديقى نفسه وقال جئت اشكو لك مرضهم فوجدتك مريض

قلت له المرض الحقيقى ان يظل العقل ملك والقلب تابع . لقد غيرنا

الحقائق وشوهنا الحقيقة ......ياهذا ان كنت تريد ان تعرف كيف يكون

الوصول الى عالم الروح فتحصن بالقلب ودعك من البصر واستبدله

بالبصيرة ساعتها فقط ستجد هذا العالم يناديك لتتعرف عليه بذاتك فهذا

عالم لاسؤال عنه ولا اجابة ولكن لن تعرفه الا حين تدخله .

حين تلتقي شخص وتشعر عندما يحدثك بأنه يلمس جدار قلبك بأنامله
تمسك به بكل ما أوتيت من قوه ولا تدع الايام تفرق بينكما
لأنه لن يتكرر في حياتك فهو كالعمر تحياه مرة واحدة فقط
ومن الصعب علي كل الناس ان تتواجد في مكانه الالتقاء الروحاني
كلمات صادقه تخرج من القلب الي القلب
لايشعر بها الا من رحم ربي وحديثك هنا كان اكثر من رائع

شكرا سعيد بيك الرشيق علي عبير كلماتك الجميله

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

( الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)

والروح من جنود الله التى لا سلطان لمخلوق عليها بل امرها بيده

وهنا يتولد الارتباط الوثيق بينها وبين القلب فالقلوب ايضا بين يدى

الله يقلبها كيف يشاء وهنا يتضح شىء هام جدا النفس والعقل لك عليهم

سلطان والقلب والروح فى حكم الله مما يدل على ان القلب اعلى مرتبة

من العقل والروح اعلى مرتبة من النفس فهى اختصاصات ربانية وما

اصطفاه الله ليكون تحت امرته المباشرة يستحق منا الوقوف امامه

احتراما وادراكا لماهيته ومعناه . اما عن التقاء الارواح وحدوث الالفة

او الاختلاف فهى ايضا بأمر الله ولا حكم لبشر عليها فمهما حاولت

ان تحافظ على روح اعجبتك لن تستطيع طالما اراد الله لهذه الروح

اتجاه اخر فهو بحالها اعلم . شكرا ابوحسام على التعليق القيم

قال مولانا الشعراوي رضي الله عنه العقل له حدود كبقية الحواس ..فيجب ألا يتعدى حدوده )
أما عالم الروح فهو من عالم الأمر وهو غير عالم الخلق :"ألا له الخلق والأمر "..وفعلا :لايحسن فهم عالم الروح إلا من سعى لتصفية الروح ..
فأهل النقاء هم أهل الالتقاء
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم  

رحم الله الشيخ الشعراوى وجزاه عنا خير الجزاء ان شاء الله

والعقل الانسانى محدود بقيود حددها المولى عز وجل مسبقا

لذا نجد العقل لا يمكن استيعاب بغض الاشياء التى تتعدى

قدراته ولكن الروح مجالها رحب عن مجال العقل لذا فهى

التى تملك القدرة على استيعاب كل ما ينكره العقل ولا يصدق

به . شكرا شيخ فراج على المرور الطيب