كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
على صدر الزمان  Support

 

 على صدر الزمان

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 5:34 pm

ضحكِتْ يومًا فتجهّم.. سألَتْه:- ما بك؟

- أشعرُ بالحزن.

- إنني أرى عينيه في وجهِك.. أعرفُ هذا وما لهذا سألت.

- لا تَشغلي بالَك.

- أرجوك.. ألسْنا نقتسمُ كلَّ لحظة.. حتّى ولو كانتْ مُرّة؟

- [متنهّدًا]:
حينما ضحكتِ، خدرتني نغماتُكِ الساحرة، وحلّقَتْ رُوحي في لحظةٍ، هي بينَ
الوهمِ والحُلمِ والرؤيا والرؤيةِ والحقيقة، فكأنّي أُشرفُ على سماءِ
الزّمن، وأستشرفُ الغد.


- وماذا رأيت؟

- لم يكُنْ هذا واضحًا
أمامي.. كانَ الضبابُ يغلّفُ كلَّ شيء، وكفّانِ متعانقتـانِ تستميتـانِ
ألا تفترقا.. لكنّ هناكِ ما كانَ يجذبُهما.. بعيدًا بعيدا.


انقبضَ قلبُها وأطرقَتْ لحظة، ثم قالت وهى ترفعُ رأسَها في حسم:

- عِدْني بألا نفترق.

- إنني لستُ إلها!

- الملائكةُ لا تُضحي آلهة.

- والزمانُ لا يَعصي القدر.

- لا تجعَلْ من لحظةِ خَدَرٍ قَدَرا.. عِدْني بألا نفترق.

- أعدُكِ ألا أنساك.

- عِدْني بألا نفترق.

- أعدُكِ أنْ أتعذّبَ بك.

- عِدْني بأن تنعمَ بي.

- أعدُكِ أن أموتَ بعدَك.

- عِدْني بأنْ تحيا معي.

- أعدُكِ بما أقدر: ألا أحيا في غيرِك.. لكِ.. وحدك.


صمتَتْ مُكتئبةً ثم قالتْ بحزن:- كلُّ هذا لأنّي ضحكْت؟.. لن أضحكَ بعدَ هذا أبدا.

- ستبكين؟

- لن أبكى.

- إذن فستكفّينَ عن حبّي.

- ......!

- سيمنعُك الخوفُ عن
الضحك، وسيجبرُك التجلّدُ على عدمِ البكاء، وستتشقّقُ نفسُكَ في جمودِك،
لأنّي لـن أتركَكِ تنعمينَ به.. إنني كالثلـج.. كالنار.. كالـزلـزالِ
كالإعصار.. إنني لا أحيا إلا في الضحكِ والدموع.. إنني أقطابُ الحياةِ
المتنافرة، ولو تعادلْتُ على وجهِكِ فسأساوى صفرا.. سيفتُر حبّي داخلَكِ
رويدًا وينتهي.


- إنّكَ عجيب.. أحيانًا لا أستطيعُ فهمَك.

- نتشابهُ في هذا.

- لا تستطيعُ فهمي؟

- لا أستطيعُ فهمَ نفسي!

- ......!

- ماذا ستفعلين؟

- سأكتفي بالابتسامِ حتّى لا تُساوي على وجهي صفرا.

- أخشى أن تكونَ ابتسامةً حزينة.

- لماذا تحملُ فرشاتَكَ دومًا وتشـوّهُ معالمَ اللحظات؟.. تقلبُ الحزنَ سخريةً وتنسفُ الفرحَ خوفا؟

- تخافينَ أن أشوّهَ ملامحَك؟

- أخافُ أن تشوّهَ نفسَك.

- نفسي تشبهُ ملامحَك.

- هل ملامحي غامضة؟

- لغزٌ منَ الجمال.


صمتَتْ لحظةً ثم قالت بعينينِ شاردتينِ وصوتٍ خافت:- أجل.. أخافُ أن تشوّهَه فُرشاتُك.

- الحزنُ يَزيدُكِ روعة.. الدّمعُ بعينِكِ دُرٌّ.. الخوفُ نداءٌ طاغٍ يأمرُني باحتوائِك.

- ستحاولُ أن تُؤلمَني؟!

- ستحاولينَ أن تغيّريني.

- لهذا ستؤلمُني؟

- بل لهذا ستبكينَ من أجلى.

- ممّ أنتَ مصنوع؟

- من آلامِ السنين.. مِن أبابيـلِ الأرواحِ القلقـة.. مِن ذاتِ شاعـرٍ تضيقُ عن نفسِه، وتَسَعُ الدنيا وأنتِ.

- أخافُ منكَ أحيانا.

- أخافُ عليكِ دائما.

- تخافُ عليّ منك.

- لقد بدأتِ تعرفينَ عيوبي.

- تخافُ أن أكرَهَك؟

- أخافُ أن تحبّيني!


*****
قالتْ له في ضراعة:- أريدُ أن نعودَ كما كنّا.


قال لها في حُزن:- هناكِ أسوأُ من أنْ نبقى كما نحنُ.

- لماذا أنتَ حزينٌ هكذا دائما؟

- هناك شيءٌ قد انكسرَ في داخلي.

- لا أعتقدُ أنّي كسرْتُه.. أرجو ألا أكون.

- في لحظةِ برقٍ تمزّق ستارُ الظلامِ وعرفْتُ نفسي.

- نفسُك هي التي تُخيفُك؟

- خوفي هو الذي يُطمئنُني.

- لو أقدرُ أن أنتزعَ منكَ كلَّ هذا الحزنِ!

- إذن فستنتزعينَ نفسَك.

- أأنا سببُ حزنِك؟

- حينما وضعتُكِ في قلبي لم يَعُدْ قَلبي.. صارَ مِلْكَك.

- أكثيرٌ هو عليّ؟.. أخَسارةٌ فيّ؟.. أهذا سببُ حُزنِك؟

- إنّكِ لا تفهمينَ شيئا.

- أرجوكَ ساعدْني لأفهم.

- [وعيناه شاردتان]:
وَهْمٌ انقشعَ عن حقيقة.. كنتُ أظنُّ نفسي عُلبةً مِخمليّةً تحتـوي على
جوهـرةِ حبّك.. الآنَ أكادُ أرى نفسي بوضوح.. إنّكِ بيضةٌ نادرةٌ ستُفرخُ
عصفورًا ماسيًّا، وأنا فيـلٌ أعمى، تنطلقُ حولَه الرَّصاصاتُ فيتخبّطُ في
جنون.


- إنّكَ طفلٌ صغيرٌ يحتاجُ إلى أمٍّ حنون.

- لهذا ابتعدْنا.. لقد صرْتِ مُقدّسةً بالنسبةِ لي!

- لا تجعلْني وثنًا وتحرقْني بَخورًا لَـه!.. إنّكَ لا تدري أنّكَ لا تُؤلمُ نفسَكَ فقط.

- لم
أعُدْ أقدرُ أن أحيا بدونِ هذا الحزن.. إنّه رفيقي، وأنا ـ رغمَ أنّي
مُعترضٌ عليه ـ لا أستطيعُ أن أتخلّصَ منّه.. صدّقيني: ليتني أستطيع..
ولكنّه قدري.


- إنّكَ لستَ قدريًّا.. إنك انهزاميّ.

- ولهذا أخافُ أن أرتعبَ حينما تحتاجينَ لحمايتي.

- أنتَ الذي تحتاجُ لحمايتي.. أحميكَ من نفسِك.

- ستتوهينَ داخلي.

- وسأتوهُ خارجَك.

- متاهاتي أدغالٌ ومستنقعاتٌ ومَهالك.

- الحبُّ لا يختار.. أنا أيضًا أومنُ بقدري.

- وماذا بعد؟

- أحبُّكَ.


صمتَ واكتفى بالحزن.
*****
كانا يسيرانِ على صدرِ الزمانِ معا.
فتحَ الزمانُ عينيه فرآهما.
تمطّى فتمدّدَ صدرُه، فصارَتِ المسافةُ بينَهما مـسـافــــات.
قالتْ من بعيدٍ وصوتُها يَخبو:- سأعيشُ أحلُمُ بلقائِك.


قالَ ودمعُه يترنّح:- وأنا سأعيشُ أتمنّى فِراقَك.

- كرهْتَني؟

- أحببْتُكِ حتّى كرهْتُ نفسي.

- سأمضي.

- الآنَ ينبترُ نصفي.

- ستعودُ واحدًا.. لقد بقِيَ لكَ الكلّ.

- بَقِيَ الحزن.


*****
كانَ الحزنُ ثقيلا.. بطيئا كالزمن.
يحملُ جبالَ الآلامِ ويمشى بها على صدرِه فيسحقُه.
شيءٌ واحدٌ فقط كان يصمد:
قلبُه..
لأنّها فيه.

محمد حمدي غانم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 41
الموقع : القاهرة

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 9:52 pm

الله الله
يازهرة ايه الموضوع الجميل دا بس
حلو الانسان لما يقتسم نفسه تماما مع الغير والحب الخالص
يشعر بالطرف الاخر وانه مرأته التي يري بها نفسه
وكأن يحدث نفسه ويحاكيها
حوار بين النفس والنفس
وهذا ابلغ تشبيه للجمال
في الموضوع
تسلم الايادي يا ام شروق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 63
الموقع : قطر

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 8:37 am

لست قادرا علي الكلام

بعد ما قرأت

اشعر ان اي كلمه اقولها

كأنها لا تجد لها عيون تقرأها او آذان تسمعها

فما قرأت يفوق وصفه الكلام والحروف

إنه صفاء نفس

وضياء روح

وهمسات خاطر

وجمال وجد

حقا عاجز انا عن التعبير

شكرا زهره
..............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 10:51 am

ابو حسام كتب:
الله الله
يازهرة ايه الموضوع الجميل دا بس
حلو الانسان لما يقتسم نفسه تماما مع الغير والحب الخالص
يشعر بالطرف الاخر وانه مرأته التي يري بها نفسه
وكأن يحدث نفسه ويحاكيها
حوار بين النفس والنفس
وهذا ابلغ تشبيه للجمال
في الموضوع
تسلم الايادي يا ام شروق
اذا تقاربت الارواح توحدت الاجساد
وظن كلا منهما انه هو هو
ظننت انك انك انى
لذا تستشعر انه يحادث نفسه فى الحوار
شكرا عبقر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 10:52 am

عبد الفتاح عبد الشافي كتب:
لست قادرا علي الكلام

بعد ما قرأت

اشعر ان اي كلمه اقولها

كأنها لا تجد لها عيون تقرأها او آذان تسمعها

فما قرأت يفوق وصفه الكلام والحروف

إنه صفاء نفس

وضياء روح

وهمسات خاطر

وجمال وجد

حقا عاجز انا عن التعبير

شكرا زهره
..............

اعتبر هذا تشجيعا على اكمال الحوار
الذى سطره الشاعر وابدع فيه
لما نلمس من صدق كلمات يا ابو جمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
عبد الفتاح عبد الشافي
المراقب العام للمنتدي
عبد الفتاح عبد الشافي


عدد المساهمات : 11453
العمر : 63
الموقع : قطر

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 11:14 am

ياريت والله يازهره

شئ بديع فعلا
..............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 12:57 pm

قالَ لها وهو يغوصُ في عينيها خلفَ لآلئِ الدرّ:- لو كنّا آخَرِين!.. لو كنّا نرَى أنفسَنا مِن خارجِنا!.. لهذا أحببْتُك.

- [بتهيب]: ألن تحبَّ غيري قطّ؟

- لماذا تقولينَ هذا؟

- أخافُ أن تلفتَكَ عنّي فتاةٌ أجملُ منّي.

- هذه النقطةُ تُخيفُكِ دومًا.. يا لي من تعِس!.. لماذا إلى الآنِ لم أخبِرْكِ، أنني أراكِ أجمـلَ مَن على ظهـرِ الأرضِ قاطبةً؟..
ولكن هل هذا هو الحب حقا؟.. أليس الأجدر بك أن تخافي، لو قلت لك إنني
أحبُكِ لأنكِ أجملُ من رأيتُ في حياتي، لأنني في أول لحظة سأرى فيها من
تفوقك جمالا، سأذهب وأقول لها: إنني أحبُكِ لأنكِ أجملُ من رأيتُ في
حياتي؟!


- [بدلال]: النساءُ تُحبُّ مَن يخدعُهنّ!

- [مبتسمًا]: أرجو ألا يخدعْنَ مَن يُحبُّهنّ!

- أخافُ أن تَعدوَ عينَكَ عنّي إلى أخرى.

- يا صغيرتي: إن الحبَّ سرُّ الأرواح وليس سر الوجوه.. وما الوجوه إلا بطاقات تعارف أولية، وليست الشخص ولا الشخصية.

- أتدعي أن الرجال لا يحبون جمال النساء؟

- لم
أقل هذا.. بل إن الرجل لا يستطيع أن يغفر للمرأة ألا تكون جميلة.. وكما
قال طاغور: إن جمال المرأة هو الذي يغفر لها تفاهتها وسذاجتها!


- [صاحت بغيظ]: يا سلام؟.. أيهما الأكثر تفاهة في نظرك: المرأة التي لا تهتم إلا بشكلها وزينتها، أم من يسيل لعابهم وراءها من الرجال؟

- [مبتسما]: الجمال يجذب العين والقلب، والقبح ينفرهما.. والعقل يحكم الهوى، والخُلُق يهذب الطبع، وبقدرهما يقدّر الرجل والمرأة على السواء.

تفكرت في كلامه لحظة، ثم سألته بدلال:

- إذن فلن تميل عني إلى أخرى يوما؟

- إنهنَّ كُنَّ أمامي بالفعلِ وما زِلْن.. فلماذا لم يحدثْ ذلكِ إلى الآن؟

- ربّما يَدخلُ إلى قلبِكَ المللُ فيما بعد.

- ستكونينَ أنتِ السببَ لا أنا.

- أنا؟!

- باستمرارِكِ في الشكِّ الذي يُبعدُنا.


أطرقَتْ لحظةً وقالت:- أنا آسفة.

- [برفق]:
لا تأسفي يا ملاكي.. أنا الذي لم أستطِعْ إيصالَ ما يَضْطرمُ في داخلي من
لهيبِ الحبِّ إليكِ.. على فكرة: إنني أرى نفسي أقلَّ الرجالِ وسامةً،
فلماذا اختَرْتِني أنتِ؟


- أنا أراكَ أجملَ الرجال.

- سأبدأُ في الشّكّ!

- الشّكّ؟!

- إمّا أنّك تخدعينَني ـ مجاملةً أو مبالغة ـ وإمّا أنّكِ لا تَرَيْنَ جيّدًا، ربّما بتأثيرِ منظارِ الحبِّ الأعمى!

- لماذا تقولُ ذلك؟

- لأنّي أحبُّ الحقائقَ كما هي، مهما كانت مُخالِفةً لرغائبِنا.

- الكلمةُ الطّيّبةُ صدقة، وبها تتفتّحُ زهورُ النفسِ للحياة.

- أعرف.. ولكنَّ هذا لا يمنعُ الصدقةَ من أن تكونَ صادقة، حتّى لا نخافَها يوما.

- كيفُ تريدُها صادقةً وجميلة؟

- هذه هي المتوازنةُ الصعبة.. وإن كنـتُ عن نفسي مؤمنًا، بأنّه ليسَتْ كلُّ الحقائقِ مُؤلمة.

- أعطِني مثالا.

- خذي
عندَكِ مثلا هذه الحقيقـة: إنّني لا أرى الأشيـاءَ بقلبي فقط.. أراها أيضا
بعقلي وضميري.. لقد اخترْتُك: فإمّا أنْ أكونَ راجحَ العقلِ مُحسنَ
الاختيار، إذن فلنْ أَنْدم.. و إمّا أن أكونَ تافهًا سطحيًّا مُذبذبًا،
سَرعـانَ ما سأتراجعُ عنكِ، إذن فلن تندمي.. أليسِتْ حقيقةً جميلة؟


- ليتني أراها كذلك.

- إنّكِ إذن تُتحفينني بهـذه الحقيقة: إمّا أنّك لا تَثقينَ بنفسِك، وإمّا أنّك لا تثقينَ بي.. لا أعتقـدُ أنها حقيقةٌ جميلةٌ أبدا.

- أشعرُ أنّكَ كثيرٌ عليّ!

- [ضاحكًا]: أنا مستعدٌّ أنْ أكونَ لكِ على أجزاء، على شرطِ ألا يكونَ كلُّ جزءٍ منها في كيسٍ بلاستيكيّ!


ثم قال بجدّيّة:- حسنًا..
سأقولُ لكِ الخلاصة: إنّ النساءَ عندي على أربعةِ أشكال: أنثى أحترمُ
أخلاقَها، وأنثى أثقُ برجاحةِ عقلِها، وأنثى يُسعدني جمالُها.



وصمتَ لحظةً فسألَتْه:- هذه ثلاثةٌ فهاتِ الرّابعة.

- [في شغف]:
وأنثى هي أنتِ: أهيمُ بها وأتدلّهُ بعشقِها.. أحترمُ أخلاقَك، وأثقُ
برجاحةِ عقلِك، ويُبهرُني جمالُك.. أحبُّ طباعَك.. نظرتَكِ للأمور..
طموحَك.. أحلامَك.. تَوافُقَكِ معي.. أشيـاءُ كثيرةٌ ينبغي أن تشعري بهـا..
وهذا لا يشترطُ أن تكوني أجملَ النساء.. يكفيني في الجمالِ خمسةٌ وثمانونَ
بالمئةِ مما يقيسُ به الناسُ الجمال.. وفى الثقافةِ تسعونَ بالمئةِ ممّا
أقيسُ به الثقافة.. أمّا في الأخلاقِ فلا يُرضيني أقلُّ من تسعـةٍ وتسعينَ
بالمئةِ ممّا يقيسُ به الدينُ الأخلاق.


- إيه.. على رِسْلِك!.. إنّكَ تزدادُ تشدّدًا مِن بندٍ إلى آخر.. خاصّةً بندَ الأخلاق.

- إن
الأخلاقَ تنبعُ من الضمير، والضميرَ يحكمُ العقل، والعقلَ يحكمُ القلب..
هذا ما يضمنُ لي الوفاءَ الأبديَّ ضدَّ تعرقلِ العقلِ وتَقلّبِ القلب.


- وما هو الضمير؟.. ما الذي يحكمُه إذن؟

- تحكمُه النفسُ اللوّامة.. الرُّوحُ الطّيّبة.. الوازعُ الديني.. وكلُّ ما يدفعُنا لمقاومةِ جموحِ شهواتِنا وتدنّي رغائبِنا.


صمتَتْ لحظةً وقالت:- أتصدّق؟.. إنّكَ تجعلُني أعيدُ اكتشافَ الأشياءِ من جديد.

- وهل صارتْ أجملَ أم أقبح؟

- صارتْ
فقط.. إنني لم أنتبهْ لها من قبلُ حتّى أطلقَ عليها الأحكام.. كانت باهتةً
في عقـلي، أشباحَ ما رآه الناسُ قبلي.. لكـأنكَ تُمسِكُ بيدي، وتقودُني
داخلَ نفسي، لتكشفَ لي عمّا خارجَها بما داخلَها.


- أرجو ألا تَندمي على ذلكِ يوما.

- أرجو ألا تملَّ مِن ذلكَ أبدا!


*****
ابتسم قائلا:- هل قلبُكِ قويّ.. يَحتمل؟

- [بتوجس]: ماذا وراءَكَ؟

- [مهوّلا]: إنَ لديَّ الكثيرَ منَ الأفكارِ التي ستُرعبُك.

- اللهمّ اجعلْه خَيْرا.

- خُذي
عِنْدَك مثلا: لقد اكتشفْتُ فجأةً في نفسي مَقدرةً فريدة، تجعلُني أستطيعُ
أن أحـبَّ دستةَ نسـاءٍ ـ على الأقلّ ـ حبًّا عميقًا صادقًا في نفسِ
الوقت!


- [في تهديد]: هكذا؟!.. واضحٌ أنّكَ اكتشفْتَ في نفسِكَ أيضًا، رغبةً دفينةً في الانتحار!

- [تنحنحَ وهو يتحسّسُ رقبتَه]: لا.. ليس إلى هذه الدرجة!

- على العمومِ واصِلْ، وسنكتشفُ ذلكَ بعدَ قليل!

- يَعني:
مثلا الأبُ والأمُّ يحبّانِ كلا مِن أبنائِهما، حبًّا كامًلا مُستقلا لا
يتجزأ، فلا يُغنى واحدٌ منَ الأبناءِ عن فُقدانِ آخر، ولا يُنقصُ حبُّ
واحدٍ من الأبناءِ من حبِّ آخر.. وهكذا.


- طبعًا طبعًا.. وعلى هذا فإنّكَ تريدُ أن (تتبنّى) عددًا من الفتياتِ على نفسِ المنوال.. قلتَ لي كمْ عددُهنّ؟

- احم.. دستة.. على الأقلّ!

- على الأقل؟!.. إم!

- يَعني..
كلُّ فتاةٍ سيكونُ لهـا جمالُهـا المختلـف.. طبـاعُها.. شخصيّتُها
المميّزة.. وبالتـالي سيكونُ نوعُ وعمقُ وطريقةُ حبّي لها مُختلفة.


- وَ... أنتَ تنوي بالطبعِ الاستغراقَ في ذلك؟

- [على الفور]: أنا؟!.. مَن قال ذلك؟!.. مطلقا.

- وما الذي يمنعُك؟

- [تحسّسَ رقبَتَه]:
شيءٌ واحدٌ فقط اسمُه... الوفاء.. لقد أحببْتُك، إذن فقد اكتفى قلبي،
وعهـدُ الوفـاءِ الذي قطعْتُه على رقبتي.. أَ أقصدُ على نفسي، يَمنعُني منَ
التفكيرِ في سواك.


- [ضحكت]: يا لكَ مِن مُخادعٍ ماكر!

- [بجدية]:
على العكـس.. إنَّ مُشكلتي الحقّةَ تكـمنُ فـي أنّي مستقيمٌ مباشر.. إنني
أحيانًا أكونُ صريحًا لدرجةِ العُنف، وأحيانًا لدرجةِ الوقاحة، وأحيانا
لدرجةِ القسوة، وأحيانًا لدرجةِ التجريح.. ليتني أستطيعُ أن أكونَ
مُخادعًا، فأنا أخافُ أن تُفقدَني صراحتي الزائدةُ مَن أحبّ.


- لا تَخَفْ.. إنَّ مَن يُحبُّكَ حقًّا، سيحبُّ صراحَتَكَ ضمنيّا، وسيقبلُكَ على علاّتِك.


ثم قالت فجأة:- هَه.. لمْ تقُلْ لي: كيفَ يَمنعُكَ الوفاءُ عن حبِّ البقيةِ الباقيةِ من نِصابِ قلبِكَ النصّاب؟

- [مبتسمًا]:
هذا يعودُ إلى الآليّةِ التي يحدثُ بها الحبّ.. أتدرينَ كيف؟.. إنَّ
العينَ تنجـذب، والقلـبَ يتعلّـق، والعقلَ يُوافق، والأحلامَ تنطلق..
وحينما تشغلُ هذه الفتاةُ بالَ هذا الفتى، يتحوّلُ الانجذابُ إلى اهتمام،
والاهتمامُ إلى تعلّق، والتعلّقُ إلى شوق، والشوقُ إلى حب.. إنّ كلَّ هذه
المتسلسلةِ تتوقّفُ عندي ببساطة، بمجرّدِ تأمينِ زنادِ الوفـاء.. إنّه هو
الذي يمنعُني منَ الانجـذابِ والاهتمامِ والتعلّقِ والشوقِ والحبّ، مكتفيًا
ـ وأمري إلى الله ـ بفتاةٍ واحدةٍ يتيمة، تحتكرُني إلى الأبد.


- [بتهديد]: هيه.. تقولُها كأنّكَ نادم!

- [نافيًا بسرعة]: أنا؟.. مستحيل!.. لقد أخبرتُكِ من قبل، أنني أفكّرُ بقلبي كما أحبُّ بعقلي.

- ما معنى هذه (اللخبطة)؟

- معناها أنّ العمرَ ليسَ بَعْزَقْة!


*****
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
فراج يعقوب
مشرف عام
مشرف عام
فراج يعقوب


عدد المساهمات : 467
العمر : 64

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 2:27 pm

اقتباس
شيءٌ واحدٌ فقط كان يصمد:
قلبُه..
لأنّها فيه.))
قال الدرويش :
واحذر على قلبي فإنك فيه
اللهم أسعد أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 5:56 pm

يا شيخ فراج
ليه الكهربا العاليه دى
يارب يارب
قلب كان الله فيه لا يتبدد ولا يحتار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 41
الموقع : القاهرة

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 10:26 pm

حلوه التكمله الجميله دي يازهرة
تسلم الايادي والله يابنت الناس الطيبين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

على صدر الزمان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: على صدر الزمان    على صدر الزمان  Icon_minitimeالجمعة مارس 16, 2012 11:01 am

تسلم يا عبقرينوو
قلت نكملها بقى طالما عجبتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
 
على صدر الزمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لست من هذا الزمان
» لا تتعجب من هذا الزمان
» خوارج آخر الزمان
» ليت الزمان يعود في ذكراهم!!!!
» يادى الزمان الردى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: