كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Support

 

 مع الشاعر صلاح عبدالصبور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:47 pm

زيارة الموتى

زرنا موتانا في يوم العيد

وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى

وبسطناها في حضن المقبرة الريفية

وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً

وتساقينا دمعاً و أنيناً

وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا

أن نلقى موتانا

في يوم العيد القادم.

يا موتانا

كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة

ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى

و البيت الواطئ في سفح الأجران

كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً

موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان

حين الأصوات تموت،

ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران

سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان

هل جئتم تأنسون بنا؟

هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟

هل ندفئكم فينا من برد الليل؟

نتدفأ فيكم من خوف الوحده

حتى يدنو ضوء الفجر،

و يعلو الديك سقوف البلدة

فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان

عودوا يا موتانا

سندبر في منحنيات الساعات هنيهات

نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ

لكن لقم من تذكار،

حتى نلقاكم في ليل آت.

مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام

يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة

يا قاسية القلب النار

لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك

حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان

حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان

عفواً يا موتانا

أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد

لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة

أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن

قد نذكركم مرات عبر العام

كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين

لكن ضجيج الحاضرة الصخرية

لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن

أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم

ونخبئها طي الجفن.

يا موتانا

ذكراكم قوت القلب

في أيام عزت فيها الأقوات

لا تنسونا .. حتى نلقاكم

لا تنسونا .. حتى نلقاكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:48 pm

رؤيا ..

في كل مساء،

حين تدق الساعة نصف الليل،

وتذوي الأصوات

أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي

و أنادم ظلي فوق الحائط

أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي

أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت

تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت

أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً

يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب

أجدل حبلا من زهوي وضياعي

لأعلقه في سقف الليل الأزرق

أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية

أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

حين تدق الساعة دقتها الأولى

تبدأ رحلتي الليلية

أتخير ركنا من أركان الأرض الستة

كي أنفذ منه غريباً مجهولاً

يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني

تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان

يتحول جسمي دخان ونداوه

ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة

تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي

أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة

تخفيها تحت سراويل العشاق.

و في أذرعة الأغصان

أتفتت أحياناً موسيقى سحرية

هائمة في أنحاء الوديان

أتحول حين يتم تمامي -زمناً

تتنقل فيه نجوم الليل

تتجول دقات الساعات

كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي

وتخرج منه الشمس اللهبية

وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها

تلقي نوراً يكشف عريي

تتخلع عن عورتي النجمات

أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،

إذ تنقطع حبالي الليلة

يلقي بي في مخزن عاديات

كي أتأمل بعيون مرتبكة

من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:51 pm

لحن

جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم

نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار

نغم كالنار

نغم يقلع من قلبي السكينه

نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه

بيننا يا جارتي بحر عميق

بيننا بحر من العجز رهيب وعميق

و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه

بيننا يا جارتي سبع صحارى

و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا

ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا

أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير

و تذودين عن النفس السآمه

بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير

(أشرقي يا فتنتي)

(مولاي !!)

( أشواقي رمت بي )

(آه لا تقسم على حبي بوجه القمر

ذلك الخداع في كل مساء

يكتسب وجهاً جديد ..

جارتي ! لست أميراً

لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير

سأريك العجب المعجب في شمس النهار

أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما

وبخديك من النعمة تفاح وسكر

فاضحكي يا جارتي للتعساء

نغّمي صوتك في كل فضاء

و إذا يولد في العتمة مصباح فريد

فاذكريني ..

زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء

ورفاقي الطيبين

ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم

و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم

ووديعين كأفراخ حمامه

وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد

عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:52 pm

رسالة سعيد


يا سيدنا القادم من بعدى

أنا أصغر من ينتظرونك فى شوق محموم

لامهنة لي ، إذ أني الآن نزيل السجن

متهما بالنظر إلى المستقبل

لكني اكتب لك

باسم الفلاحين

وباسم الملاحين

باسم الحدادين

وباسم الحلاقين

والحمارة والبحاره

والعمال وأصحاب الأعمال

والأعيان وكتاب الديوان

والبوابين وصبيان البقالين

وباسم الشعراء

وباسم الخفراء

والاهرام

وباب النصر

والقناطر الخيرية

وعبد الله النديم

وتوفيق الحكيم وألمظ

وشجرة الدر ، وكتاب الموتى ،

ونشيد بلادى بلادى

نرجو ان تأتى وبأقصى سرعة

فالصبر تبدد

واليأس تمدد

اما ان تدركنا الان

أو لن تدركنا بعد

حاشية: لاتنسى ان تحمل سيفك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:54 pm

دموع على ضريح القلب ..!


جنوب .. ياجنوب

يامرتع الظباء

ياموئل الحبيب

يازهرة ً فواحةً

تحبها القلوب

جنوب أرضك كالجنان

ملأى بأنواع الحنان

وثراك مسك أدفر

ورباك من حب الجمان

والناس في صحرائك

كالورد في الروض المصان

******

جنوب أنت في دمي

وفي إفترارة مبسمي

في ضحكتي .. في دمعتي

في مسحة الحزن التي

تغفو على شاطيء فمي

******

جنوب أمي في رباك

وأبي هناك ...

على بساطٍ من ثراك

وأنا تسيل مدامعي

ويثور في صدري هواك

أنفاس أمي وأبي

في الجو تعبق كالعبير

وحديثهم كحنين حسونٍ حزين

يذوب مع همس الخرير

وأطيافهم بيضاء تبدو

كالملائك في السماء

كدعاء قديس

يرفرف بين هالات الضياء

في كل شيءٍ في الوجود أراهما

ربي سألتك أن تبل ثراهما

أتراهما .. ياحسرتي

يسمعان صدى النواح

والريح تعول في المساء

وفي الصباح

******

جنوب لا تقس علي

فأنا حزين تائه

وهواك أغلى مالدي

هذا فؤادي

فوق سطح الطرس أهديه لكم

فتقبلوه ..

فهو آخر ماتبقى في يدي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:55 pm

مرثية رجل تافه


مرثية رجل تافه

مضت حياته...كما مضت

ذليلة موطَّأة

كأنها تراب مقبرة

و كان موته الغريب باهتا مباغتا

منتظَرا, مباغتا

الميتة المكررة

كان بلا أهل, بلا صِحاب

فلم يشارك صاحبا_حين الصبا_لهوَ الصبا

ليحفظ الوداد في الشباب

طان وحيدا نازفا كعابر السحاب

و شائعا كما الذباب

و كنتُ أعرفه

أراه كلما رسا بيَ الصباح في بحيرة العذاب

أجمع في الجراب

بضع لقيمات تناثرت على شطوطها التراب

ألقى بها الصبيان للدجاج و الكلاب

و كنت إن تركتُ لقمة أنفتُ أن ألمُّها

يلقطها, يمسحها في كمِّهِ

يبوسها

يأكلها

في عالم كالعالم الذي نعيش فيه

تعشى عيون التافهين عن وساخة الطعام و الشراب

و تسألونني: اكان صاحبي؟

و كيف صحبةٌ تقوم بين راحلَيْن؟

إذن لماذا حينما نعى الناعي إليَّ نعيَهُ

بكيتهُ

و زارني حزني الغريب ليلتين

ثم رثيتهُ ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:57 pm

القديس

إليّ ، إليّ، يا غرباء يا فقراء يا مرضى

كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي

إليّ ، إليّ

لنَطْعَمَ كسرة من حكمة الأجيال مغموسه

بطيش زماننا الممراح

نُكسِّر، ثم نشكر قلبنا الهادي

ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا

إليّ إليّ

أنا، طوفت في الأوراق سواحاً، شبا قلمي

حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله

سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق

وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا

وحنّ الصدر للمرفق

وداعبت الخيالات الخليينا

ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق

وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس

لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس

وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام

وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام

وقالت:

بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان

وأن حفيف هذا النجم موسيقى

وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف

و أن حقيقة الدنيا هي الفلسان فوق الكف

وأن الله قد خلق الأنام ، ونام

و أن الله في مفتاح باب البيت

ولا تسأل غريقاً كُبّ في بحرٍ على وجهه

لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها

كذلك كنت

وذات صباح

رأيت حقيقة الدنيا

سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى

رأيت الله في قلبي

لأني حينما استيقظت ذات صباح

رميت الكتب للنيران، ثم فتحت شُباكي

وفي نفس الضحى الفواح

خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق

وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق

وفي لحظة

شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس

شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه

شعرت بأنني أصبحت قديساً

وأن رسالتي ..

هي أن أقدسكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 8:59 pm

أغنية من فينا

كانت تنام في سريري ، والصباح

منكب كأنه وشاح

من رأسها لردفها

وقطرة من مطر الخريف

ترقد في ظلال جفنها

و النفس المستعجل الحفيف

يشهق في حلمتها

وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها

النبض نبض وثني

والروح روح صوفي، سليب البدن

أقول ، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك

جائعة فقوتك

تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك

يا جسمها الأبيض قل : أأنت صوت؟

فقد تحاورنا كثيراً في المساء

يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟

يا كم تجولت سعيدا في حدائقك

يا جسمها الأبيض قل : أأنت خمرة؟

فقد نهلت من حواف مرمرك

سقايتي من المدام و الحباب و الزبد

يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة

تبارك الله الذي قد أبدعك

و أحمد الله الذي ذات مساء

على جفوني وضعك

لما رأينا الشمس في مفارق الطرق

مدت ذراعيها الجميلتين

مدت ذراعيها المخيفتين

ونقرت أصابع المدينة المدببه

على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا

تذهب ، أين ؟

تشابكت أكفّنا ، واعتنقت

أصابع اليدين

تعانقت شفاهنا، وافترقت

في قبلة بليلة منهومه

تفرقت خطواتنا، وانكفأت

على السلالم القديمه

ثم نزلنا للطريق واجمين

لما دخلنا في مواكب البشر

المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه

المسرعين الخطو نحو الموت

في جبهة الطريق ، انفلتت ذراعها

في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته

في آخر الطريق تقت - ما استطعت - لو رأيت

ما لون عينيها

وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت

كأنها تسألني .. من أنت ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 9:00 pm

أغنية للشتاء

ينبئني شتاء هذا العام

أنني أموت وحدي

ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء

يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي

ذات مساء مثله, ذات مساء

و أن أعوامي التي مضت كانت هباء

و أنني أقيم في العراء

ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي

مرتجف بردا

و أن قلبي ميت منذ الخريف

قد ذوى حين ذوت

أولُ أوراق الشجر

ثم هوى حين هوت

أول قطرة من المطر

و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا

في باطن الحجر

و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه

فلن يمد من خلال الثلج أذرعه

حاملة وردا

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض

و أن أنفاسيَ شوك

و أن كل خطوة في وسطها مغامرة

و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا

في زحمة المدينة المنهمرة

أموت لا يعرفني أحد

أموت لا يبكي أحد

و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة

مجلسه كان هنا, و قد عبر

فيمن عبر

يرحمُهُ الله

ينبئني شتاء هذا العام

أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي

و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني

و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت

لكنني من يومها ينزف رأسي

الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت

من أجلها خرجت

من أجلها صُلبت

و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ

ترجُّني خوفا

و حينما ناديته لم يستجب

عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء

لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ

دفئا

لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف

كل غلالي

كل حنطتي, و حَبِّي

كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني

ذات شتاء مثله

أموت وحدي

ذات شتاء مثله أموتُ وحدي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع الشاعر صلاح عبدالصبور    مع الشاعر صلاح عبدالصبور  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 04, 2012 9:02 pm

شنق زهران

وثوى فى جبهة الأرض الضياء

ومشى الحزن إلى الأكواخ

تنين

له ألف زراع

كل دهليز زراع

من أذان الظهر حتى الليل

يا الله

فى نصف نهار

كل هذي المحن الصماء فى نصف نهار

مذ تدلى رأس زهران الوديع

******

كان زهران غلاما

أمه سمراء ، والأب مولّّّّّد

ُوبعينيه وسامه

وعلى الصدغ حمامه

وعلى الزند أبو زيد سلامه

ممسكا سيفا ، وتحت الوشم نبش كالكتابه

اسم قرية

( دنشواي )

شب زهران قويا

ونقيا

يطأ الأرض خفيفا

وأليفا

كان ضحاكا ولوعا بالغناء

وسماع الشعر في ليل الشتاء

ونمت في قلب زهران ، زهيره

ساقها خضراء من ماء الحياه

تاجها احمر كالنار التي تصنع قبله

حينما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم...

مر زهران بظهر السوق يوما

واشترى شالا منمنم

ومشى يختال عجبا ، مثل تركى معمم

ويحيل الطرف ..... ما أحلى الشباب

عندما يصنع حبا

عندما يجهد أن يصطاد قلبا

******

كان ياما كان

أن زفت لزهران جميله

كان ياما كان

ان انجب زهران غلاما .. وغلاما

كان ياما كان

أن مرت لياليه الطويله

ونمت فى قلب زهران شجيره

ساقها سوداء من طين الحياه

فرعها أحمر كالنار التى تحرق حقلا

عندما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم

مر زهران بظهر السوق يوما

ورأى النار التى تحرق حقلا

ورأى النار التى تصرع طفلا

كان زهران صديقا للحياه

ورأى النيران تجتاح الحياه

مد زهران إلى الأنجم كفا

ودعا يسأل لطفا

ربما ... سورة حقد فى الدماء

ربما استعدى على النار السماء

وضع النطع على السكة والغيلان جاءوا

وأتى السياف مسرور وأعداء الحياه

صنعوا الموت لأحباب الحياه

وتدلى رأس زهران الوديع

قريتي من يومها لم تأتدم إلا الدموع

قريتي من يومها تأوى إلى الركن الصديع

قريتي من يومها تخشى الحياه

كان زهران صديقا للحياه

مات زهران وعيناه حياه

فلماذا قريتي تخشى الحياه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع الشاعر صلاح عبدالصبور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر صلاح عبدالله - رسالة إلى زوجة نكدية
» لمحة رمضانية بقلم الشاعر صلاح عبد الله
» زجل صلاح جاهين
» كاريكتير صلاح جاهين
» راديو صلاح جاهين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الادب والفنون واقلام الاعضاء :: الشعر العربي والزجل-
انتقل الى: