كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى  Support

 

 عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
المراقب العام للمنتدي



عدد المساهمات : 17528
العمر : 37
الموقع : الرياض

عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى  Empty
مُساهمةموضوع: عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى    عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى  Icon_minitimeالأحد مايو 06, 2012 10:21 pm

عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى  1336320485
عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)

للكاتبة قوت القلوب الدمرداشية

عرض/ إيمان القدوسي



رواية تلخص حال المرأة المسلمة وحيرتها بين القرار في بيتها والخروج للفضاء العام للمجتمع لتتعلم وتعمل وتشارك ، الجميل أن الرواية تلتقط تلك اللحظة الفارقة التي خطت فيها المرأة خطوتها الأولي في اتجاه الخروج ، إنها تصف امرأة تدعى (رمزه) تقف حائرة علي باب بيتها جربت الخروج فجلب لها المتاعب وتحن للعودة للحريم والاختباء ولكنها لم تعد تصلح لذلك.



المؤلفة هي (قوت القلوب الدمرداشية) كانت تكتب رواياتها باللغة الفرنسية فقط ولذلك فإن اسمها غير معروف للقارئ العربي وهذه الرواية مترجمة عن الفرنسية ونشرتها (روايات الهلال) ،المؤلفة نفسها عانت من نفس القضية التي تطرحها هنا وقد برزت كأديبة وناشطة اجتماعية لمساعدة الفقراء وسيظل التاريخ يذكر لها أنها تبرعت من مالها الخاص ببناء مستشفي مجاني خيري أطلقت عليها اسم عائلتها وهي الصرح الطبي الضخم الآن (مستشفي الدمرداش)

تدور أحداث الرواية في فترة حكم الخديوي اسماعيل حين كان يريد لمصر أن تصبح قطعة من أوربا وكان هو من أصدر مرسوما بإلغاء الرقيق عام 1877 وهذا الحدث التقطته الكاتبة بذكاء لتنسج رواية غاية في العذوبة والرقي.

تجيب الرواية عن سؤال لم أكن أعرف إجابته : من أين تأتي الجواري ؟

ويتضح أن ذلك كان يتم بطريقتين إما الخطف أو الشراء ، وقد كانت أم (رمزه)

بطلة الرواية واحدة من الجواري اللائي جلبن بالخطف ، لم تعد هي نفسها تتذكر اسم القرية التي ولدت فيها ، كانت فقط تتذكر كيف كانت محاطة بسياج من الجبال ذات اللون البنفسجي ، كانت تلعب في حديقة بجانب منزل صغير كان اسمها (أولجا) وكانت طفلة صغيرة جميلة جدا ذات شعر ذهبي وبشرة ناصعة قابلها رجل في طرقات الحديقة خلف شجيرة ورد لم تخف منه ولكنه فجأة أمسك بها وأغلق فمها بيده وقيد ساقيها بعنف واستيقظت لتجد نفسها في استانبول وقد اشترتها من النخاس (تاجر العبيد) سيدة تركية طيبة تقية اعتبرتها ابنتها وربتها وعلمتها علي أعلي مستوي وأطلقت عليها اسم (إنجي) ومعناه باللغة التركية (لؤلؤة) ويوما ما سمعت (إنجي) خادمة في القصر تغني بلغة أجنبية ودون أن تفهم كلماتها تعرفت علي لحنها المألوف حين إذ أدركت أنها من الصرب.

كانت صديقة عمرها هي (نرجس) التي ولدت في قرية بجبل القوقاز ورباها أبواها باهتمام شديد لبيعها جارية نظرا لجمالها الرائع وصحتها القوية ، وقد باعها أبوها بالفعل وقبض ثمنها ليرحمها من حياة الفقر وأملا في أن تكون في حريم أحد الأمراء وتحيا كأميرة.

التقت الفتاتين في بيت واحد فقد اشتراهما معا رجل مصري يعمل بالمحاماه وكان متزوجا من امرأة عقيم واتفقت والدته وزوجته أن إنجابه من جاريته هو أفضل الحلول حتي يحقق حلم الذرية وفي نفس الوقت لا يختل نظام البيت لأن الجارية في كل الأحوال تعرف مقامها وأنها ليست ضرة وندا لسيدتها.

وهكذا أنجبت (إنجي) طفلة جميلة ذكية هي (رمزه) ابنة الحريم التي نشأت وعاشت في تلك الأجواء المفعمة بالسحر والجمال ، كانت جدران البيت وسور حديقته هي حدود عالم النساء ، وكان البيت مملكة متكاملة يعج بالجواري والخدم والصراعات والمحبة ويعمل الجميع فيه كأنه خلية نحل ، تعمل النساء في الأعمال المنزلية المعتادة ويتباهين بمهارتهن في التطريز والغناء والعزف وإتقان اللغات المختلفة والتزود بالثقافة والمعرفة ، ولأن خروجهن نادرا فقد كان من الطبيعي أن يتسترن بالنقاب وينتقلن بواسطة عربة مسدلة الستائر تحجب الهوانم المحترمة اللائي لا يعرف الباب خطواتهن (قارن ذلك بحالنا نحن الآن حيث تعج الشوارع ليلا ونهارا بالنساء رغم حجابهن !)

تعكس الرواية أيضا اختلاف النظر لمسألة تعدد الزوجات مما يؤكد أنها ثقافة مجتمع إن كلا من (إنجي) و(نرجس) زوجتان لرجل واحد ولكن هذا الوضع لم يفسد الود بينهما وظلتا متآخيتين متحابتين حتى إن (إنجي) في لحظة وفاتها أوصت (نرجس) بابنتها وقد صانت بدورها الوصية وصارت أما ثانية حنونا واحتوت الفتاة.

كانت (رمزه) هي صاحبة الخطوة الأولي للخروج من الحريم ، فقد كان الرق قد ألغي قبل ولادتها بزمن وتبع ذلك الكثير من التغير في أحوال النساء في مصر ، وقد تعلمت الفتاة وخرجت للحياة بتشجيع من والدها الذي دللها كثيرا ،وهكذا انطلقت الفتاة وارتادت بنفسها المحال لشراء احتياجاتها وجابت أرجاء المدينة في حرية حسدتها عليها نساء الحريم ، أحبت (رمزه) الضابط الشاب (ماهر) شقيق زميلتها في الدراسة واختارت عريسها بنفسها في قفزة هائلة للأمام ، ولكن الشاب لم ينل رضا والدها فقفزت خطوة أكبر وهربت مع الشاب إلي صعيد مصر وهناك تزوجها ، أصبحت (قضية رمزه) قضية رأي عام تناولتها الصحف بأشكال مختلفة ، البعض بهدف الإثارة وتقديم فضيحة تزيد من توزيع الجريدة وبيعها ، والبعض تناولها من ناحية التحذير ودق ناقوس الخطر للآباء الذين أسرفوا في منح الحريات لبناتهم وكانت هذه هي النتيجة المؤسفة فقد كانت أول فتاة من الطبقة الراقية تتجرأ علي هذا الفعل.

عانت (رمزه) من تبعات قرارها الجرئ وعاني زوجها أيضا الذي صار مطاردا منبوذا وفشل الحب المزعوم في الوقوف في وجه المجتمع ، سرعان ما طلقها زوجها وعادت تجر أذيال الخيبة والندم وتلملم نفسها بعد صدمتها في شخصية الشاب الذي ضحت من أجله بكل شئ وتخلي هو عنها ، وبينما كانت تنوي تقبيل قدمي والدها ليسامحها ويعفو عنها ويحتويها بحبه وحنانه كعادته ، صدمت بنبأ وفاته متأثرا بالفضيحة وأصداءها.

وتنتهي القصة علي عتبة بيتها حيث تقف حائرة هل تعود لحضن الحريم الدافئ الآمن السعيد ؟ أم تنطلق بعد أن تعلمت من أخطائها ؟ وهل سيتقبلها المجتمع أم سينظر لها كأنثي شاردة ؟ والمهم هل تستطيع حقا العودة للحريم ؟

المذهل أننا الآن وبعد قرن من الزمان ما زلنا نقف في نفس المكان ونراوح أقدامنا محلك سر ، والإضافة التي أضفناها هي المزيد من التشتت واللخبطة والارتباك ، هناك من تعلن اختيارها لحياة الحريم فتلتزم الحجاب السابغ وترفض العمل ولكنها أولا تفتقد مهارات العمل المنزلي التي كانت لجداتها وثانيا هي جريئة مقدامة كنتيجة للخروج اليومي من أجل التعليم ومساواتها بالولد في كل شئ ولذلك فهي لاتكف عن الخروج بسبب ودون سبب وتقضي وقتها في التجول في الأسواق فهي تحن بشده للخروج من البيت !

وهناك من تعلن أنها مصممة علي العمل وتحقيق الذات ولكنها أثناء الوقت المخصص للعمل تقضي وقتها منصرفة تماما عن أداء واجبها الوظيفي ومشدودة بكل جوارحها للبيت ، تليفونات لا تنقطع مع الأبناء وتشتت ذهني أثناء العمل وحيل مبتكرة للانصراف مبكرا أو عدم الحضور أصلا وقد يصل الأمر إلي حد تقشير البسلة علي المكتب وقد رأيتها بنفسي !

حال الموظفات في رحلة العودة لايدل علي أي تحقيق للذات ، فهي أكثر شغفا من ربة البيت في التسوق وتجري تكاد تطير رغبة في سرعة الوصول للبيت والاطمئنان علي العيال ،كما أنها تعتبر العمل علقة ساخنة تتحملها مقابل الراتب وشر لابد منه وتسمع منها دائما (منه لله قاسم أمين) بوضوح أنت أمام امرأة تحن بشدة للبيت !

حتى الآن يا (رمزه) لم تحل مشكلتك ، خليك ثابتة في مكانك علي باب البيت فلم تعودي قادرة علي القرار الكامل به كما كانت أمك وجيلها ولن تستريحي في الخروج ، خليك محلك سر وكما أنت ربما في خلال المائة سنة القادمة نكون قد عثرنا لك علي حل.



ايمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عرض رواية (أسرار ما جرى للجواري في مصر)ايمان القدوسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: