رحلات ابن فؤاد فى وصف البلاد والعباد

شارل فؤاد المصري
المصري اليوم : 15 - 01 - 2011



انتهى
المقال السابق فى هذه السلسلة إلى أن استعدادات السفر إلى الكويت كانت قد
بدأت بالفعل.. حيث طلبوا صورة من جواز السفر الذى كنت استخرجته مباشرة عند
تخرجى فى كلية الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس، وكان مكتوبا فيه «حاصل على
ليسانس الفلسفة» ولا أعلم لماذا لم يكتبوا كلمة علم النفس الذى درسته طيلة
أربع سنوات بما فيه التحليل النفسى.. ربما لأن الكلية عندما أعطتنا شهادة
التخرج وكانت شهادة مؤقتة، ولا أعلم حتى الآن لماذا مؤقتة ربما يسحبونها
منى بعد ذلك - كانت تنوى فصل الفلسفة عن علم النفس لكى تنشئ قسما جديدا
يحمل اسم قسم علم النفس بجامعة أسيوط فرع سوهاج على طريقة فصل الدين عن
الدولة، ذلك الشعار الذى كان رائجا فى ذلك الوقت، رغم أن كل الشواهد فى
جامعة أسيوط تؤكد وقتها أن الجماعات الإسلامية كانت مترعرعة هناك.
ما
علينا.. أرسلت صورة من جواز سفرى إلى وكيل رجل الأعمال الكويتى وكانت سيدة
مصرية فاضلة تعمل فى بيزنس السينما والفيديو ومرت عدة أيام وجاءت «عدم
الممانعة».. كانوا يقولون على الموافقة على السفر «عدم ممانعة»، حيث
الثقافة العربية فى أبهى صورها التى انعكست على ثقافتنا المصرية بشكل مزعج
وتتجلى عندما تريد توقيع مسؤول أو حتى موظف على ورقة، فيكتب «لا مانع» وليس
«موافق» لأن الأصل عندنا هو «المنع» وليس «الموافقة».
جاءت الموافقة
عفواً عدم الممانعة وتم حجز تذكرة لى على طائرة مصر للطيران المتجهة إلى
الكويت.. فى هذا الوقت كنت أسكن فى شبرا أنا ومجموعة من أصدقاء الدراسة
البلديات فى شقة مفروشة فى شارع طاهر بالدور السادس ولا أملك إلا شنطة
هدومى وكنت أركب الأتوبيس الأحمر أبوعشرة قروش قبل ما يبقى أزرق بربع جنيه
من وإلى مكتب جريدة «الأنباء الكويتية» فى القاهرة التى كنت أعمل فيها
بالتوازى مع جريدة «الجمهورية» قبل أن يتم طردى على يد أحد نواب رئيس
التحرير وكان ذا نفوذ واسع وقت أن كان الأستاذ سمير رجب رئيساً للتحرير.
تم
الاتصال بى فى المكتب على التليفون الأرضى لأن الموبايل لم يكن قد ظهر بعد
وظهر بعد ذلك بثلاث سنوات، وأذكر أن أول تشغيل له كان فى المؤتمر
الاقتصادى الأول لدول البحر المتوسط وشمال أفريقيا الذى انعقد فى القاهرة
عام 97، وطلب منى المتصل أن أحمل شنطة إلى رئيس التحرير الذى هو فى الوقت
نفسه رئيس مجلس الإدارة ومالك الصحيفة التى سأعمل بها.
عندما قال لى
المتصل: «ستحمل شنطة» ارتسم فى خيالى شىء واحد هو أن هذه الشنطة بها كمية
من المخدرات يودون إدخالها إلى الكويت عبر وجه غير معروف للأجهزة الأمنية
حتى يمكن تمريرها وأنه وقع الاختيار على شخصى حتى أكون هذا الرجل.
انتابنى
رعب لم أشعر به فى حياتى وذهبت وتسلمت الشنطة وكانت ضخمة وثقيلة إلى الحد
الذى لم أستطع حملها، وقام بتوصيلى سائق خاص بهم إلى سكنى ومعى الشنطة ليلة
السفر.
كان كل همى أن أعرف ما بداخل الشنطة، ولكن الأمانة تحتم علىّ
ألا أفتح شنطة أحد، خاصة أنها تعتبر على سبيل الأمانة، ولكن مستقبلى أيضا
يحتم علىّ أن أعرف ما بداخلها حتى لا أدفع عمرى ثمناً لشهامتى إذا كانت بها
ممنوعات وتم ضبطى بها فى المطار، واتخذت القرار وفتحت الشنطة وكانت
المفاجأة.
وإلى المقال المقبل إن شاء الله
المختصر المفيد
ربنا اجعل هذا البلد آمناً فأنت مجيب الدعاء

«هى الشنطة فيها إيه؟».. سؤال تردد كثيراً على مسامعى بعد نشر مقالى
الأسبوع الماضى، من الزملاء والأصدقاء، وكانت إجابتى سأكشف عن سر محتويات
الشنطة الأسبوع المقبل، فى الجزء الثالث من السلسلة.. وها أنا ذا أعلنها
واضحة وضوح الشمس، مدوية فى سماء الحقيقة.. الشنطة فيها.. لا يا أستاذ..
أنا سامعك بتقول فيل.. الشنطة فيها «فيل».. أيوه قول معايا.. الشنطة فيها..
لا مؤاخذة غيارات داخلية يعنى فانلات و«……».. أيوه.. الله ينور عليك هى دى
الكلمة اللى أنت قلتها.. وتنفست الصعداء وخابت ظنونى، الحمد لله حيث لا
وجود للمخدرات المزعومة إلا إذا كان هناك قانون يمنع تداول الملابس لا
مؤاخذة الداخلية.. داخلية داخلية. نسيت أن أقول لكم إن الملابس القطنية فى
الكويت غالية الثمن، مقارنة بمصر، ولذا يشترونها من القاهرة.

المهم أننى اتجهت إلى المطار وسألت عن الطائرة المتجهة إلى الكويت
وقالوا لى - وكان ذلك فى عام 1994وتحديداً فى أكتوبر - من هذا الاتجاه،
وقمت بعمل «بوردنج».. والبوردنج لمن لا يعرفه هو إدخال الشنطة بعد وزنها
إلى مخزن الطائرة، وتحديد رقم الكرسى، وبوابة المغادرة.. وذهبت إلى ضابط
الجوازات وقدمت له الباسبور وقام بشطب كلمة «صحفى» من النموذج الذى يجب أن
يملأه أى مواطن مسافر إلى الخارج أو عائد، وكتب «حاصل على ليسانس آداب»
حسبما جاء فى الباسبور.

فى ذلك الوقت لم أكن عضواً بنقابة الصحفيين التى كانت حلماً لأى شاب
يعمل بالصحافة، وفخراً أنك تحمل كارنيه تلك النقابة، والذى تركب به
الأتوبيس الأحمر أبوبريزة ببلاش مجرد أن تبرز للكمسرى الكارنيه وبعض
الأتوبيسات الزرقاء أم لامؤاخذه ربع جنيه، وكمان تقطع نص تذكرة فى المترو..
يا بلاش، وحتى تصبح عضواً فى النقابة، لابد أن تتوافر فيك عدة شروط، كلها
كانت تقريباً مستحيلة، حيث لابد أن تكون معيناً فى صحيفة حكومية أو حزبية،
وكانت الصحف فى مصر 6 هى: «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» و«الأهالى»
و«الوفد» و«الأحرار».

وكان فيه صحيفة خاصة، عاملها ترزى على ما أتذكر، وحتى تلتحق بإحدى هذه
الصحف لابد أن تكون قريب ونسيب عائلات فلان وفلان وفلان فى مصر، ومافيش
مانع السعودية وجمهورية السنبلاوين، إضافة إلى أنه لابد أن تقضى عشر سنوات
أشغال صحفية شاقة ويتدخل لك مسؤول أو شخصية حكومية وأحيانا وزير ومابينفعش
كمان، لأنه كان هناك رؤساء تحرير أقوى من رؤساء وزراء.. والله حصل ولا داعى
لذكر أسماء، وعندما يتكرم ويتعطف أباطرة تلك الصحف ويعينونك تكتشف أنك
قاربت الأربعين من عمرك ولم تتزوج ومش بعيد بتضرب «كُلّة» وأنت مرتّبك بعد
التعيين 174 جنيه، فتضطر تجيب إعلانات ومفيش فرق بين الإعلان والإعلام،
يعنى انطق كلمة إعلان وإنت عندك زكام ومناخيرك مقفولة تصبح إعلام.. ويا
سلام لو كان اللى قدامك عنده برد وودنه مسدودة وأهو كله عند العرب صابون
وزيتنا فى دقيقنا. مش هاطوّل عليكم، أخذت الأتوبيس من صالة الركاب واتجهنا
لركوب الطائرة التى أركبها لأول مرة فى حياتى وصوت قائد الطائرة يرحب
بالركاب: «كابتن ماهر بشاى، قائد الطائرة الآير باص، كذا كذا يرحب بكم على
متن طائرة مصر للطيران، الرحلة رقم كذا، ويتمنى لكم السلامة».. وانطلقنا فى
طريقنا إلى وجهتنا.. إلى الكويت «الشقيق».

استقرت الطائرة فى الجو والكرسى الموجود أمامى يجلس عليه شخص فى منتصف
العمر ملتحٍ، ضخم الجثة، عرفت بعد ذلك أنه أول مرة فى حياته يركب الطائرة،
وما هى إلا ثوانٍ ومال برأسه إلى الأمام وأصدر صوتاً كحشرجة الموت وعمت
الفوضى الطائرة وتحرك الركاب من كراسيهم لإنقاذ زميلهم الراكب، لكن
المضيفين والمضيفات انتفضوا من أماكنهم وطالبوا الركاب بالعودة إلى كراسيهم
وجاء صوت كابتن الطائرة يطلب من الركاب الهدوء، وعما إذا كان بينهم طبيب
أم لا، وسارع الركاب، كلٌ يقدم دواء مختلفاً، رغم أنه لا يوجد بينهم طبيب،
فهذا يشخص الحالة على أنها ذبحة، وذلك يقول إنه ضيق فى التنفس، وذلك يهزأ
بالرجل: لما هو مش قد ركوب الطيارة ما يركب جمل.

فى هذه اللحظة تم إبعادى عن الكرسى وأصبحت واقفاً بعد أن كنت جالساً وسافرت إلى الكويت واقفاً.. والتفاصيل الأسبوع المقبل.

[email=charlcairo@gmail.com][/email]

قبل عدة شهور من الآن كنت قررت ألا أكتب فى السياسة وأن أستريح وأكتب عن
رحلاتى إلى بلاد الله وعن خلق الله، ولكن قاتل الله السياسة التى كلما
ابتعدنا عن الكتابة فى شؤونها كتبت هى فى شؤوننا ما نحب وما نكره وفى
الآونة الأخيرة كتبت على قفانا وقفا المصريين جميعا. عموما.. لابد أن
تعودوا لقراءة الحلقات الخمس الماضية ولينك المقال الأخير هو: http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=293040،
قلت فى المقال الخامس من السلسلة إننى دخلت الكويت بعد أن تم ختم جواز
سفرى وخرجت من باب المطار وأنا أتعثر فى حقيبتين كبيرتين.. كان فى انتظارى
سائق خاص يلبس دشداشة ويتكلم لهجة خليجية وسيارة فارهة وفور أن رآنى قال لى
هلا أستاذ شارل.. أخوك أبوعبدالله من العراق.. نظرت للرجل نظرة لم يفهم
مغزاها وهممت برفع الحقيبتين من على الأرض لوضعهما داخل شنطة السيارة وفى
رأسى سؤال لا أجد له إجابة..

كيف يكون الرجل عراقيا والعراق دخل التاريخ بغزوه للكويت- من أسوأ
أبوابه– وأخرجها من الجغرافيا وقتها باعتبارها المحافظة رقم 19 ويكون مثل
هذا السائق موجوداً على أرض كويتية ويعمل وله وظيفة.. إجابة السؤال جاءتنى
بعد ذلك بطريق غير مباشر، حين علمت أن هذا السائق أنقذ صاحب العمل
الملياردير من القتل بعد أن تم خطفه وإدخاله إلى العراق فأبقى عليه من باب
رد الجميل.. المهم أن هذا الرجل تم طرده بعد ذلك لأنه «لعب بديله»، فيما
يخص صاحب العمل الدونجوان.

أخذتنى السيارة بعد أن طردت الأفكار السياسية التى تسيطر على رأسى، خاصة
صورة صدام حسين الذى كنا نرى وقتها أنه محرر العرب وقت أن كنت أميل إلى
الفكر القومى العربى والحمد لله أن الله تاب على وأصبحت ليبراليا.

المهم أخذنى السائق إلى مقر العمل مباشرة وكان من المفروض أن يذهب بى
إلى المنزل.. وقابلنى مدير مكتب رجل الأعمال الذى يملك الصحيفة التى كنت
ذاهبا للعمل بها واسمه أيضا أبوعبدالله، وكان شيعيا لبنانيا دمث الخلق..
هادئ الطباع.. عندما يتكلم تشعر معه بفيض من المحبة.. هذا الرجل كما يقولون
ارتحت له لله فى لله.. وبالفعل أصبحنا أصدقاء بعد ذلك رغم فارق السن فأنا
عمرى 27 عاما وقتها والرجل تجاوز الخمسين بقليل وهو ما ظهر بعد ذلك فى
مساندته لى فى المشكلة الأولى والأخيرة التى تعرضت لها وسأحكى لكم فيما بعد
ما هى.

أبوعبدالله اللبنانى قال لى إننى سأذهب إلى السكن ووجه كلامه إلى
أبوعبدالله العراقى وفهمت من الحديث أننى ذاهب إلى سكن الموظفين والعمال
وهو سكن غير آدمى وللمصريين فقط، ولكنهم كانوا يتحملون ذلك فى هذا البلد
ويضغطون على كرامتهم، لأن رئيسهم وقتها- مبارك- لم يثر ولا مرة واحدة
لكرامتهم التى هى من المفروض من كرامته.. فور أن تأكدت رفضت بشدة لأن العقد
يقول غير ذلك وقررت أن أعود من حيث جئت على الفور وبدأت فصول أزمة كادت أن
تنتهى بجريمة قتل.. من سيقتل من؟ الإجابة فى المقال المقبل.

المختصر المفيد

لم أر من قبل حمارا يتكلم ولكننى رأيت بشراً كثيرين يتكلمون كالحمير.. «هاينريش هاينه» الشاعر الألمانى الكبير.

أستكمل معكم فى هذا المقال من هذه السلسلة قصة القاتل والقتل التى
وعدتكم بروايتها، ولكن أخذنا الحديث لحكاية أخرى إضافة إلى تبعات تقدمى
بالاستقالة من عملى وحكاية اسمى الصحفى.

ندخل فى الموضوع.. عندما احتدم النقاش بينى وبين الرجل- أسمع هاتفاً
يقول لى بس متقولش راجل- حول ما إذا كان «السادات» زعيماً أم لا، ذكرت لكم
أننى قلت له إن السادات زعيم ونص حتى لو كره العرب.

واستطردت فى الحديث وكانت تراكمات كثيرة أتعبتنى من حيث طريقة التعامل
وعدم المهنية وأنا لا أعرف ما علاقة «رجل» يعمل فى البنوك بمهنة رئيس
تحرير.

ما علينا، انفعلت بشدة عندما قال لى انس أنك مصرى، وكنت قررت فى نيتى
أننى سأستقيل وأعود إلى بلدى مصر.. أم الدنيا التى أفتخر- فى النظام القديم
والجديد واللى جاى- بأننى مصرى من أب مصرى وأم مصرية وجدودى مصريين
وصعايدة كمان هه.. وقلت له إنت كل اللى ليك عندى استقالة هتوصلك حالا أنا
لا أتشرف بالعمل فى هذا المكان.. بعد هذه الجملة لمحت وجهه أصبح ثلاثة
ألوان أحمر أخضر أصفر، هكذا كانت سحنته تنبئ بما يجول فى داخله.

وتقدمت باستقالتى وطالت فترة استلامى لجواز سفرى وبدأت النوايا الشريرة
فى الظهور.. هو الكفيل، هذا النظام غير الآدمى الذى أتمنى أن يزول من كل
الدول التى تطبقه، لأنه نظام عبودى ضد حقوق الإنسان والأديان وكل الشرائع
والقوانين.

المهم.. أربعون يوماً قضيتها لا أعمل وفى انتظار أن أحصل على جواز سفرى،
لكى أعود إلى بلادى، وعندما أسأل يقولون لى: لسه «السيد فلان» لم يوافق-
لاحظ كلمة السيد وعكسها العبد.. كان يجول فى ذهنى عندما أسمع كلمة «السيد»
تعبير صوتى يخرج فيه من الهواء محدثاً نغمة تشبه صوت الشخير ولكنها ليست
كذلك ولكن أيضاً تأدباً منى لم أطلق هذا الصوت واكتفيت بما انتويت..
وانتويت هذه ليست على طريقة الرئيس المخلوع عندما قال: انتويت ألا أرشح
نفسى، لأنها «انتويت» صادقة وليست كاذبة.

وسمعت زملاء لى فى العمل يقولون: إن الرجل انتقامى جداً ويلفق تهماً لمن
لا يطيع أوامره، فما بالك وأنا تجرأت واستقلت ولم أعطه فرصة فصلى، خاصة
تهمة السرقة حتى يدخله السجن.. هكذا كانت تروى الحكايات وقررت أن أقوم
بتأمين نفسى، فذهبت إلى أقاربى وهم كثر وتحديداً أبناء قنا وأكثر تحديداً
أبناء نجع حمادى لدرجة أن منطقة مثل «خيطان» مملوءة عن بكرة أبيها
بالصعايدة- الجدعان- وتذكرون عندما ثاروا على الظلم بما يعرف بثورة
الصعايدة فى الكويت تمت محاصرتهم بالطيران، لأن الكويت دولة صغيرة لا تحتمل
مثل تلك الاحتجاجات أو المظاهرات فما بالك بالصعايدة.. وقلت لهم إذا حدث
لى مكروه أو قتلت أو تم تلفيق اتهام لى.. عليكم بالرجل.. اقتلوه.. عاوزه
يروح البلد فى شوال- جوال ننطقها بالصعيدى شوال- وبالفعل أوصلت لمدير مكتبه
أبو عبدالله الشيعى أن «أهلى» سيقتلون «الرجل» وأن الأوامر صدرت لهم إذا
حدث لى مكروه.

وتأميناً للوضع المتأزم بينى وبين الرجل قررت أن أبلغ أستاذى الكاتب
الصحفى الكبير الذى رشحنى للسفر بالموقف وقلت له تليفونياً: «ياريس أنا
استقلت وصاحبك مش عاوز يدينى جواز السفر وبعون الله هنموته يبدو أنه مش
عارف أنه بيتعامل مع صعايدة».. كانت مفاجأة لى أن أستاذى أخذ أول طائرة
وجاء ليحل المشكلة وحاول الصلح بينى وبين الرجل ولكن لا فائدة، لأننى أردت
أن أعود إلى بلدى وكنت قررت أن أول موضوع صحفى ينشر لى فى أى صحيفة كانت أن
يكون اسمى الصحفى شارل فؤاد المصرى بدلاً من شارل فؤاد، وأننى سأرسله له
لكى أؤكد له مصريتى، ويشاء القدر أن أول موضوع ينشر لى بعد عودتى يكون فى
جريدة الأنباء الكويتية.

فى المقال المقبل حكايات ما بعد الاستقالة والوصول إلى أرض الوطن.

المختصر المفيد

خذوا الحكمة من الفيس بوك: إذا خانك صديق.. اشتر له كلباً وقدمه له
كهدية ربما يعلمه الوفاء.. وإن كنت أخشى على الكلب أن يتعلم منه النذالة.