من هؤلاء البسطاء تعلمت

مازلت أذكر تلك الأيام حينما كنت صغيراً أتعلم مبادئ الدين، مازالت أذكر
جدتى- تلك السيدة البسيطة متوسطة التعليم وهى تعلمنى بكل سهولة ويسر كيف
أتوضأ، وسأظل أذكر جدى ذلك العامل البسيط وهو يعلمنى كيف أصلى بعبارات
يسيرة تخرج فقط من قلبه، وأبى ذلك الموظف البسيط صاحب الابتسامة الهادئة
وعلامة الصلاة المضيئة فى جبهته وهو يدارسنى بعض آيات القرآن الكريم. كل
هؤلاء خرج كلامهم من فهمهم البسيط للدين دون تعقيد أو تهويل فقد علموا أن
علاقتهم بالله هى فقط بينهم وبين الله!!..

ومازلت أذكر أحاديث أمى وقصصها الشيقة عن رفيقتها المسيحية التى كانت
معها فى المدرسة، وهى تحكى لى كيف كانوا يدرسون نهاراً ويتسامرون ليلاً دون
أن يفرق بينهم دين أو ملة.. فقط إنه ذلك الحب الصافى الذى لم يعرفوا
غيره!!

ويحدثنا التاريخ كيف أن تجار المسلمين وصلوا إلى أقاصى الدنيا وإلى آخر
العالم، ونشروا الإسلام فقط بحسن المعاملة وجمال الابتسامة.. هاهو عمر
الفاروق الذى رفض عند دخوله القدس أن يقام مسجد مكان كنيسة وأن يأمن سكانها
من غير المسلمين على أنفسهم وكنائسهم.. لا ننسى جميعاً موقف عمر- رضى الله
عنه- وعدله مع المصرى القبطى عندما جار عليه الحاكم المسلم وظلمه..

أنا لست عالماً دينياً، ولا مفكراً إسلامياً، ولا ناشطاً إخوانياً، ولا
حتى شيخاً سلفياً، إنما أنا فقط شاب بسيط تعلم حب الآخر فقط لصفاء قلبه
ونقاء سريرته.. تعلم هذا كما تعلمه الكثير من البسطاء حوله.. تعلمت أن أحب
صديقى «مينا» فى الجامعة الذى مازال يتصل بى كل عيد ليقول لى بكل حب «كل
سنة وأنت طيب»، وأن أتحدث معه بين الحين والآخر عن هموم الشباب وأحلام
المستقبل!..

فكلانا كان يحلم بوطن أفضل ومستقبل مشرق.. كلانا كان يحلم بزوجة جميلة
ووظيفة مرموقة وبيت هادئ.. كنا نحلم بوطن نعيش فيه تحت سماء واحدة تجمعنا
فيه رابطة واحدة هى رابطة الحب والسلام.


معتز محمد الفار

نعم ..كم من البسطاء كان لهم ابلغ الاثر

في حياة علماء وعباقره

وككبف كان هؤلاء العلماء يدينون بالفضل لهم كلما جاء

ذكر احدهم ويثنون عليهم

شكرا زهره وشكرا للكاتب الرائع
.......

شكرا ابو جمال
بارك الله فيك