هن رحمة لنا‏!‏

ومضت الأيام ولم أر الأنثي من حولي مكسورة الجناح بل الخالق الناطق نادية
الجندي في فيلم المدبح: أنا براوية ومحدش يقدر عليا! أتلفت ذات اليمين وذات
اليسار فلا اري سوي رجال انتقلوا من زئير السبع إلي نونوة القطط ومن المسح
الذري إلي مسح البلاط!
في هذه الأجواء المقندلة, تهف علي بين الحين والآخر ذكري رجل ليس ككل
الرجال, أراد أن يختبر أخلاق المرأة التي ستحمل اسمه مستقبلا فسألها بكل
أرستقراطية الجنتلمان المتحضر: تشربي إيه يا هانم؟ فأطرقت الفتاة خجلي
وقالت دون أن ترفع رأسها من علي الأرض: كونياك! لم تطلب شايا أو قهوة أو
نعناع أو حتي صودا بل وقع اختيارها علي أحد المشروبات الكحولية التي لا
يصبر عليها سوي عتاة الخمورجية! هنا إطمأن صديقنا إلي مستقبله وهز رأسه
مستحسنا وهو يقول: برافو... كونياك.. مشروب الفتاة المهذبة!
عن إستيفان روستي أتحدث... ولم تكن الفتاة المهذبة طبعا سوي الرقيقة
الحالمة فاتن حمامة التي تم استبدالها بفردوس محمد في فيلم سينمائي آخر
سألها فيه استيفان: تسمح لي بالرقصة دي يا هانم؟ كان يريد التأكد هذه المرة
أنها سيدة مجتمع وسترفع رأسه إذا جاءت ـ لا قدر الله ـ الطوبة في المعطوبة
وقرر أن يتزوجها, فدعاها للرقص أثناء إحدي حفلات مجتمع الهاي لايف. فردوس
محمد لم تكذب خبرا, ردت سريعا بنبرة بنت بلد من بولاق: ما ترقص يا خويا...
هو أنا حايشاك؟ وهنا أنار الله بصيرة الدونجوان المعجب فقال علي الفور:
كده.. طيب لحظة واحدة.. أروح أتحزم وآجي لك!
أحيانا تقع حواء في خطأ استراتيجي يكشف عن عمرها الحقيقي... هذا ما حدث مع
الفاتنة زينات صدقي وهي تتوصل لسر خطير قائلة: دي أمك اللي اسمها أمك...
يوم ما ولدتك وشافتك رقعت بالصوت! فرد عليها الساحر عبد الفتاح القصري:
عرفتي بقي إنك توعي علي أمي!