من قصائد العاشق الدمشقى مهند

يحق لك ما لا يحق لغيرك , أنت عاشق !




ضعْ قلبكَ جانباً , و دسْ حيثُ تشاء
تحتَ جفنيكَ دمعٌ و في صدركَ كربلاء
و على كتفكَ ذنبٌ و يداكَ بلّتها الدماء
لكَ حبيبةٌ ؟ لكَ ؟ إذا ما فنى العمرَ هباء
و لا ضيَّعتَ اسمكَ , فلكمْ ضاعتْ الأسماء
زمنٌ بدا , رَخُصتُ في أشياءه الأشياء
فتكبّر على النوالِ , ما النيلُ بلا كبرياء
كنْ محلَ الطاعةِ لها , و بيتَ كلّ الرجاء
أعملتَ ؟ لا هنتَ , قد هانتْ الجوزاء
فنجومُ الفجرِ سبايا و الشهبُ الزُرقُ إماء
و أضاحي الليلِ كرامٌ و قتلى الصبحِ ظباء
و خُطى الأملِ متكاسلةٌ , ساقُ وعودهِ عرجاء
فاخطفْ القدرَ .. إنَّ القدرَ , أنْ تحبَّ و أن تشاء
و الذي تريدهُ أنتَ .. تريدهُ معكَ السماء
فكنْ واحداً إنِّ الهوى لا يقبلُ الشركاء
و اعصفْ لا يقلعُ الدنيا إلا العواصفَ الهوجاء
إنكَ الضوءُ لاحَ بزمنٍ عزّتْ به الأضواء
إنكَ القمرُ أطلّ على الخرائبِ الظلماء
تعشقُ فيصيرُ قلبكَ لها حمامةً بيضاءَ
و يصيُر كلامُكَ ترتيلاً و كلامُ الناسِ هُراء
و يصيرُ غرامُكَ إنجيلاً و بنوكَ كلهم أولياء
ضعْ قلبكَ قارباً و اسألْ الأنواء
الهوى بحرٌ ما لهُ ميناء
تحتَ جفنيها قمحٌ و في صدرها ماء
و على كتفها مَلكٌ لا يُردُّ عنهُ الدعاء
لولاها لولا الوصلُ لقضى العُمرَ بُكاء
قلبٌ قد ساورهُ الضنكُ , أجهدهُ الإعياء
لولاها , لولا الروحُ لولا الحاءُ لولا الباء
لولا الليلُ لولا القمرُ لولا الويلُ لولا السهرُ
هل في العمرِ بلابلٌ ؟
هل في العمرِ سنابلٌ صفراء ؟
هل في العمر لولاها أمشاطٌ ؟ و جدائلُ شقراء ؟
و قواريرُ عطر
و أكاليلُ زهر
هل في العمرِ عمر
لولاها لولا عينانٍ خضر
أوسعُ مِن سماء ؟
قل لي ما العمرُ لولا أعينٌ خضراء ؟
تحبها ؟ تلهَثُ ؟ تلهَجُ ؟ تلهِفُ ؟ تدخلُ الإغماء
و تصعدُ نحوَ حتفك المُشتهى , ثم تُبدأ الإسراء

جانيت لا تريد ..


دعْ عنكَ مُلاطفتي , و ارجعْ عن قُبلكَ الزائفة
لا تطلبْ مِني المغفرة , لقدْ ارتكبتَ جريمةً في العاطفة
و لقيتُكَ مُتلبِّساً بذنبكَ , غارقاً بشهوةٍ جارفة
تعيثُ بحقلي خَرابا , و تقلعُ زهري بعاصفة
تحتالُ عليَّ ؟ بحقكَ عِندي , لا تختلقْ المواقفَ
لم تكنْ شخصاً عادياً في حياتي لقدْ كنتَ طائفة
و كنتَ طُمأنينتي , و ها أنا أقفُ أمامكَ خائفة ..
ستأسفُ كلَّ الأسفِ عليَّ , و سأرحلُ عنكَ غيرَ آسفة !

يا لحزني , يا لفجيعتي فيكَ
كفَّ عن إدمانكَ إيَّـايَ , عن تعاطيكَ
مزِّقْ كلَّ كتاباتكَ عني
كفَّ عن التوهُّمِ , عن التمنِّي
و قلْ أني ابنةُ الخيالِ , ابنةُ الظنِّ
قلْ أني , و أني , و أني ..
و ليومٍ واحدٍ أرجوكَ تجاهلني
و لا تقفْ مثلَ العصافيرِ على نافذتي , و لا تغنِّي ..

لا تروِّجْ عني تلكَ الشائعة
سخيفة تلكَ الشائعة
أنا لم أعدْ قطتكَ الوادعة
ولا أميرةَ أحلامكَ الضائعة
و لستُ سيدةَ لياليكَ الحميمة
و لستُ السبيةَ , و لستُ الغنيمة
أنا لستُ ملهمتكَ الرائعة
أكرهكَ , أكرهُ كلماتكَ المخادعة
ولا يخفاني ذلكَ الذئبُ في عينيك
فخٌ كبيرٌ أنْ تقعَ امرأةٌ تحتَ يديك
أو أنْ تسردَ على مسامعها أحلى الأشعار
آهٍ .. كم أكرهُ هاتيكَ الأشعار
و أكرهُ الكيَّ بالحرفِ , و العبثَ بالنار
إنَّ مَبيتي , في سريرِ مئةِ رجلٍ , بأعينِ النهار
أشرفُ عِندي , مِن نومِ ليلةٍ في قصيدةٍ ..
يا وريثَ شهريار !

يا لحزني فيكَ و يا للفاجعة
لا تُناديَّ عليَّ , يا فاتنة ,
أنا لستُ فاتنة , و لستُ رائعة
و لستُ ظبيةَ قصائدكَ الماجنة
و لستُ حبيبتكَ الأولى , و لا حبيبتكَ التاسعة
ما زلتُ إلى الآنَ طيَّبةً , مهادنة
فلا تجبرني على التجريح
تريدُ أنْ يُوحى إليكَ إنجيلاً ,
و أنْ تصيرَ مسيح ؟
أما أنا فلا أريدُ أنْ أكون ليلاك
أنا ألفُ رافضةٍ يا هذا لدعواك
مُدهشةٌ أخيلتكَ , غريبةٌ رؤاك
طالما شددتني بزهركَ , بسحركَ ,
بفكركَ , بمكركَ إلى هواكْ !
و صوَّرتَ لي المحبةَ , ورداً بلا أشواك
و قلتَ أنني إلهةٌ , و أنك ملاك
و عندما سافرتُ , و عدتُ أبحثُ عن مداك
وجدتُ سماءكَ واقعةً , يا أسفي , على ثُراك

لا تصرخْ بي قِفي قِفي
لا تضعْ يدكَ على كتفي
لا تضللني بزعمكَ , بوفائك الأسطوري يا وفي
أعرفكَ , و أعرفُ إصراركَ الملعون
حياتكَ هُنيهةٌ من عبثٍ مضتْ في جنون
آهٍ , يا رجلاً .. من ألغازٍ و مِن ظنون
متى ستعرفُ ماذا تريد ؟
متى تُعتقُ السبايا , مِن خيالكَ , و العبيد
متى تتخلَّى عَن عرشكَ , يا عبدَ الحميد ؟
و تخرجُ للنورِ , متى ؟ للحقلِ , للوردِ , للتغريد
تُريدني حقاً ؟ أما أنا يا حبيبي , فلم أعدْ أريد !
لديَّ خيباتٌ كثيرةٌ , و لا أحتاجُ إلى المزيد

عرس



أعرسيَ هذا الحفلُ ؟
لا أنا عيناكِ عُرسي
و ذراعي حولَ خصركِ
مداري حولَ الشمسِ
أنا ما لي أطوِّقُ ما لي
و بكأسي ما بكأسي
إني لأخافُ عليكِ
من حِرصي و من بأسي
و من حذري , أيا حذري
و أملي و من يأسي
و من شوقي إذا جنَّ
يرمي الفِكر في رأسي
و من فرحي و من كدري
و من حظِّي ومن بؤسي
يميناً إنكِ أدنى ..
من نفسي إلى نفسي
و أحبُّ الناسِ , لولاكِ
ما عطفي و ما حسي
قدرٌ مباركٌ خُـطَّ
و انعقدَ هوىً قُدسي
استطيبتُ نذرَ أحلامي
و استودعتُ فيكِ غرسي
و نشرتُ كلَّ أيامي
و طويتُ لأجلكِ أمسي
زفافي شهقةُ الناي
بلا صوتٍ و لا همسِ
و عُرسي قوسٌ سماويٌ
يزفُّ اللونَ إلى قوسِ
وشوشَ الليلكُ نفسهُ
وشوشةُ الليلكِ أنا طقسي
و مزاجي اعتدالُ عقلي
و توقُّعي انعقادُ حدسي
و عروسي كنزٌ خرافيٌ
في وادي الهوى المنسي
مني حصَّنتها و مِن عيني
بِسرِّ آيةِ الكرسي
غداً أنا وريثُ كسرى
بجوارها إذا أُمسي