كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
كل جديد ومتميز وحصرى تجدونه هنا فى ومضات السها
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


واحـــــة الإبــداع والفــن والتــألق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
زهير فوق شجرة المشمش Support

 

 زهير فوق شجرة المشمش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الجنوب
...........
...........
زهرة الجنوب


عدد المساهمات : 26070
العمر : 43

زهير فوق شجرة المشمش Empty
مُساهمةموضوع: زهير فوق شجرة المشمش   زهير فوق شجرة المشمش Icon_minitimeالثلاثاء مايو 29, 2012 9:30 pm

زهير هذا أحد زملاء
المدرسة الابتدائية. ينتمي إلى عائلة معدمة و عاني في صغره من كل أشكال
الحرمان. و رغم فقره الشديد كان يتمتع بجسم بدين لا يعكس حالته
الإجتماعية البائسة . توقف عن الدراسة بسبب ضعف مستواه وليس بسبب بدانته
كما كنا نعتقد. كبر زهير و كبرت معه همومه.عجز عن إيجاد فرصة عمل بسبب
افتقاده للمؤهلات المناسبة و القرابة النافذة التي تتوسط له من أجل وظيفة.
سُدت في وجهه أبواب التوظيف فحاول كغيره من شباب الطاهير الانتقال إلى
الضفة الخرى من البحر الأبيض المتوسط على أرض فرنسا حيث تتحقق الأماني .
إصراره على إخراج عائلته من دائرة الفقر أهّله للحصول على تأشيرة الدخول
إلى فرنسا في بداية الألفية الثالثة. غادر زهير بيت العائلة و هو يُمني
النفس بغدِِ أفضل. حلم بالبيت الذي سيبنيه و بالسيارة التي سيقودها امام
جيرانه عند العودة .

و صل زهير إلى باريس و قصد ابناء مدينة الطاهير بحثا عن المأوى و
المطعم إلى حين. لم يكن يعتقد أن الغربة قاسية إلى الحد الذي تنعدم فيه
القيم الإنسانية و يتحول أصدقاء الأمس إلى غرباء كل واحد يفكر في نفسه
فقط. تحمّل زهير تجاهل أصدقاء الأمس له و تخليهم عنه بكثير من الجلد و
الصبر. و رغم انه كان ينهض في الصباح الباكر و لا يعود إلا بعد أن يرخي
الليل سدوله تجنبا لإحراج أصدقائه في مشاركتهم مائدة الطعام إلا أن ذلك لم
يكن كافيا. "من لا يعمل لا يأكل " هذا شعار الباريسيين من عرب و فرنسيين.
انتهت صلاحية تأشيرة زهير و انتهت معها مرحلة الظهور العلني أمام الشرطة.
الآن أصبحت إقامته غير شرعيته و البحث عن عمل بدون وثائق إقامة كالباحث
عن لبن عصفور. اتصل بكل من يعرفه و من لا يعرفه من أبناء الطاهير لعلهم
يشغلونه معهم خاصة في المهن الحرفية التي لم يكن يتقنها. ابتسمت له الدنيا
أحيانا و اكفهرت في وجهه شهورا حتى مل الصبر منه.



تخلى الجميع
عن زهير فاضطر إلى مغادرة مدينة باريس والتحول إلى إحدى القرى النائية في
فرنسا حيث لا يعرفه أحد. وصل إلى مشارف تلك القرية في يوم صيفي حار منهكا
و فضّل النزول قبل الوصول إليها تفاديا في انتظار يوم الغد حيث يوم يتجمع
الناس في السوق الأسبوعية فلا ينتبه إليه أحد. نزل من الحافلة و سار بين
الحقول حتى وصل إلى غابة غير بعيد عن تلك القرية فجلس تحت شجرة ليأخذ قسطا
من الراحة بعد ان انهكه السفر و الجوع و الخوف من المكان. أوشكت الشمس
على المغيب و انتبه زهير إلى صوت خرير مياه غير بعيد عنه. توجه نحو صوت
الماء فإذا به امام جدول ماء زلال كأنه ينبوع انفجر للتو من أجله . جثا
على ركبتيه و اخذ يملأ كفيه من ماء الجدول حتى ارتوى ثم غسل وجهه و عاد
إلى مكانه تحت الشجرة. تذكر كلمات صديقه ليلة امس و هو يطلب منه مغادرة
الشقة راجيا منه تفهّم موقفه امام الشرطة فهو يستضيف مهاجرا سريا. كلمات
صديقه جعلته يلملم أغراضه بسرعة و دموعه تنهمر على خديه. ترجاه صديقه ان
يقضي الليلة معه حتى الصباح و لكن زهير أصر على المغادرة فلم يكن يتوقع
ذلك من صديق العمر أو كما كان يعتقد. جافاه النوم لمدة بعد ان اغرورقت
عيناه بالدموع مرة أخرى. جفاء الخلان مع الفقر في الغربة طيّر النوم من
عينيه لمدة و لكن الجوع و التعب كانا أقوى و أشد فنام إلى حين.



لم يعرف زهير
المدة التي استغرقها في النوم بعد ان سمع صوت خشخشة بين أشجار تلك الغابة
الكثيفة فاستيقظ مذعورا. أطل من وراء شجرة فرأى مجموعة من الكلاب تتنافس
على شيئ قرب الجدول فارتفع نباحها و زاد خوفه. التقط حجرا و قذفها به
لعلها تهرب فصدق حدسه و هربت الكلاب. عاد إلى ليروي عطشه من جديد فرأى تحت
نور القمر قنفذا صغيرا فهم انه كان سبب نباح الكلاب. تمشى قليلا يستكشف
المكان فتراءت له أنوار القرية من جديد. أراد ان يقوم بجولة استكشافية
داخلها لكن نباح الكلاب هناك جعله يتراجع عن تنفيذ فكرته فعاد و ألقى
بجسده على كومة من الحشائش وجدها تحت شجرة. استمر صمت المكان لفترة وجيزة
بعثت في نفس زهير رغبة رهيبة في النوم.



مرت سويعات و
استيقظ زهير مرة أخرى على صوت شاحنة صغيرة. أطل من بين الأشجار معتقدا
انها سيارة شرطة و لكنها كنت شاحنة لجمع الحليب. تتبع السيارة ليجدها قد
دخلت إلى مزرعة قريبة. عاد ليختبئ وراء شجرة و راقب من بعيد ما كان يحدث
بالمزرعة. شاهد من بعيد عجوزا قد بلغ السبعين من العمرأو أكثر و هو يحمل
دلاء الحليب و يسلمها لصاحب الشاحنة. خطرت بباله فكرة فانتظر خروج صاحب
الشاحنة و دخل المزرعة مسرعا ليدرك العجوز قبل أن يدخل منزله. نادى عليه
بفرنسية ركيكة. " مسيو مسيو" . يتوقف العجوز ليفاجئ بزهير الشاب ذي
الملامح العربية. "ابحث عن عمل سيدي ". نهره العجوز مهددا أياه بإحضار
الدرك إن لم يخرج. أسرع المسكين بالخروج بعد أن سمع تهديد العجوزغادر
المكان بسرعة.



رتفعت الشمس في
السماء و معها ازدادت حيرة زهير. ما العمل؟ الحركة باتجاه القرية و منها
ازدادت و خاصة حركة السيارات. لقد أوصاه أحد أصدقائه بالتوجه إلى هذه
القرية لأن بها سوقا كبيرة و فرص العمل كحمال متوفرة. أشارت الساعة إلى
التاسعة . السوق تشهد اكتظاظا كبيرا لكن لا أثر للعرب هناك . تقدم زهير
نحو طاولات التجاروعرض عليهم خدماته الواحد تلو الآخر. اتفقوا كلهم على
جواب واحد " Non" . تيقن المسكين أن ذلك بسبب ملامحه العربية المريبة.
نظر المسكين إلى الساعة التي تتوسط القرية فوجدها قد جاوزت الواحدة ظهرا.
اشتد جوعه و معه عياؤه فغادر القرية سالكا طريقا آخرربما توصله إلى قرية
أخرى.
رجلاه لم تعد تحتمل خطوات بدنه الثقيل. توقف قليلا ثم واصل المشي.
مرت به سيارات المتسوقين فلم يبال أحد بالتوقف رغم محاولاته. في تلك
اللحظة بالذات تمنى لو لم تلده أمه جزائريا على أرض الجزائر. تمنى لو انه
بدلا من ذلك وُلد فرنسيا أشقرا على أرض فرنسية
.
سار في الطريق و هو يتذكر محلات القرية التي مر بها. تذكر المطعم الذي
يتوسط القرية و فراخه المحمرة على الجمره فسال لعابه ثم تذكر محل الحلواني
و قطع الحلوى و الشكولاطة التي ملأت الواجهة فزاد جوعه. توقف على قارعة
الطرق بعد ان خارت قواه و لم تعد رجلاه تقوى على الاستمرار.



غير بعيد عن
المكان ترائى له منظر قطيع من الماعز وسط تلك الحقول الخضراء الرائعة.
خطرت بباله فكرة. نظر يمنة ثم يسرة فلم يجد احد مع الماعز. لم يكن للماعز
راعيا يحميه. عاد إلى الطريق فوجد قارورة مياه معدنية فارغة فأخذها و
تسلل بين الحشائش نحو الماعز. تذكر كيف كان يقوم بحلب الماعز بدلا من أمه
فامسك معزاة و استعد لحلبها. و ما إن أمسك ضرعها حتى سمع صوت كلب قادم من
بعيد يحاول مهاجمته فأطلق الضرع و العنان لساقيه بين الحقول.



توقف عن
الجري بعد أن اوصله الكلب إلى ربوة يئس فيها الحيوان من اللحاق به. هناك
شاهد قرية أخرى يقطعها نهر صغير إلى نصفين. المنظر رائع ذكّره بنهر
تاسيفت الصغير الذي يمرعبر مدينة الطاهير. حقل بيتهم في الطاهير كان يطل
على مثل ذلك النهرالذي أمامه الآن. المشهد عاد به إلى طفولته حين كان يقضي
جل اوقاته يساعد والدته في زراعة حديقتهم . عاد به الزمن إلى الوراء
فتذكر والدته و هي تعلمه كيف يحرث الأرض و كيف كانت تحرص على أن لا يتعب
كثيرا و كيف كانت تقلع حبات الجزر ثم تغسلها و نطعمه أياها "كول يا
وليدي". كان يقضم تلك الحبات و هي تنظر إليه ثم تمسح جبينه المتصبب عرقا
بفستانها. "أين أنت يا أمي حتى ترين ما اعانيه" قالها و انفجرا باكيا بعد
ان حاول جاهدا إمساك دموعه.



كفكف الفتى
دموعه واستجمع ما بقي من طاقته و انطلق باتجاه تلك القرية. كان يجر رجلاه
جرا من شدة الجوع و العطش حتى وصل إلى النهر. نزل إلى الماء و ما إن وضع
كفيه يريد ان يشرب حتى سمع صوت عجوز من فوقه و هي تصيح " توقف...الماء غير
نظيف..إنه ملوث". كانت العجوز مارة بالجسر حين رأته يحاول إرواء عطشه.
رفع رأسه نحوها وقال بفرنسية ركيكة
-أريد شرب الماء.



-لكن ليس من النهر . هذا نهر ملوث .أتفهم ما أقول؟ ليس صالحا للشرب

-أين أجد الماء

- وسط القرية هناك نافورة. هيا أصعد و اتبع هذا الطريق...وراء تلك الشاحنة

-شكرا مدام شكرا.


صعد زهير و
اتّبع الشاحنة. استدار فوجد السيدة العجوز ما زالت واقفة و كانها تحاول أن
تتأكد من انه اتبع تعليماتها. أشارت إليه بمواصلة المشي ثم لوحت له
بيديها تودعه بعد أن تأكدت انه في الطريق الصحيح. تمنى لو انه عاد واشتكى
لها ما يعانيه لما رآه منها ولكن عزة نفسه خانته مرة أخرى.و صل إلى
النافورة و دونما انتظار قفز إليها و أخذ ينهل من الماء بعد ان أوشك ان
يهلك عطشا. شرب حتى ارتوى و اكمل طريقه و سط القريةالتي كان كل سكانها من
الأروبيين. لم يتوقفوا عن النظر إليه بسبب ملامحه الغريبة عنهم. وصل الى
نهاية الشارع فأبصر هناك محل بقالة. منظر الفواكه المصفوفة و المواد
الغدائية المعروضة بداخله أيقظ في نفسه لوعة الجوع فقرر ان يتسول طعاما
لأول مرة في حياتهو هو الذي كان يبيت على الطوى و يظله. وصل إلى المحل و
هو يراود نفسه و يبحث عن كيفية صيغة توفر له الطعام و الكرامة معا. استجمع
كل شجاعته و دخل المحل.جاءه صاحب المحل و هو يتوجس منه خيفة



-مرحبا . كيف أخدمك؟


- اأأأ.....أ..عمل ...أبحث عن عمل

-هنا؟ ...لا..آسف..ليس لدينا وظائف.


- شكرا ...سيدي ..إلى اللقاء


خرج المسكين و
هو يلعن عزة نفسه مرة أخرى و قطع الجسر مغادرا القرية. أكمل السير و هو لا
يدري من حيث أتى و لا إلى أين يذهب. بدأ عدد البيوت يتضاءل أمامه. وصل
إلى آخر بيت في الطريق فقرر أن يدق بابه و يتوسل قاطنيه أن يمنحوه طعاما. و
قف أمام البيت الذي يحيط به جدار عال من كل الجوانب. دق جرس الباب فلم
يخرج احد. ذهب من الجهة الخلفية و صعد فوق جدارعالِِ فلم ير أحدا رغم ان
نافذة المطبخ كانت مفتوحة. صعد فوق الجدار و قفز إلى فناء البيت الحجري
الجميل الذي يتوسط الكثير من أشجار الفواكه. اقترب من نافذة المطبخ و طرق
باب النافذة طرقا خفيفا. انتظر فلم يأت احد. سال لعابه لما رأى طاولة
الأكل و قد صفت عليها مختلف انواع الفاكهة. مد رجله ليقفز الى المطبخ و
لكنه تريث و أعاد رجله إلى مكانها. تراجع فرأى شجرة المشمش هناك و قد مالت
أغصانها بسبب غزارة انتاجها. أسرع إليها بعد أن أدرك أن اصحاب الدار قد
يعودون في أي وقت. صعد في خفة عجيبة إلى أعلى الشجرة و أخذ مكانه فوق أكبر
غصن تدلى بسبب كثرة حباته. انهال على حبات المشمش في سرعة عجيبة كأنه
صائم انتظر آذان المغرب طويلا. انتقل إلى غصن آخر و ولم يتركه حتى قضى كل
ما فيه من ثمر.. امتلأ بطن زهير أخيراو ذهب جوعه. ها قد ذاق حلاوة الإحساس
بالشبع أخيرا بالشبع أخيرا شعر معه بدوار أفقده وعيه فسقط من أعلى الشجرة
و ارتطم بالأرض كأنه جلمود صخر حطه السيل من علي.



عاد صاحب البيت
و لم ينتبه إلى زهير حتى سمع نباح الكلب يعلو و يرتفع في فناء البيت.
أسرع فوجد زهيرا ممددا وسط الأشجار و قد فقد وعيه. أسرع صاحب البيت إلى
سيارته و اخرجها و حمل إليها الفتى الغريب. نقله إلى المستشفى و هو يتساءل
عن سبب وجود الشاب العربي في بيته. أخذه إلى أقرب مستشفى و عاد إلى بيته
ليتفقده . استمر غياب زهير عن الوعي لساعات قام خلالها الممرضون بإجراء كل
الفحوص و التحاليل على زهير. توصل الأطباء إلى أن زهيرا فقد وعيه بسبب
الجوع الشديد ثم تناوله المشمش بكثرة. ضحك الجميع من اطباء و ممرضات ضحكا
شديدا على نتائج التحاليل حتى جاء صاحب البيت ليطمئن عليه و يخبرهم انه لم
يفقد شيئا في البيت رغم أنه كان مفتوحا. "حتى الأكل الذي كان في المطبخ
لم يُمس" قال لهم صاحب البيت متعجبا. نظر الجميع إلى بعضهم البعض و هم
يراقبون زهير. احمرّت و جوه الأطباء خجلا بينما انفجرت الممرضات بكاءا
لحالة الشاب الأبي. في تلك اللحظة استرد زهير وعيه و هو يقول بفرنسية
صحيحة " J'ai faim" أي "أنا جوعان".

منقوووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net
ابو حسام
المراقب العام للمنتدي
ابو حسام


عدد المساهمات : 9558
العمر : 41
الموقع : القاهرة

زهير فوق شجرة المشمش Empty
مُساهمةموضوع: رد: زهير فوق شجرة المشمش   زهير فوق شجرة المشمش Icon_minitimeالإثنين أغسطس 27, 2012 10:24 pm

الف شكر علي المجهود الرائع
الذي تبذليه لتجعلينا
نواكب الاحداث ونري كل ما هو جديد
تقبلي وافر التحيه والتقدير يازهرتنا الغاليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wamadat.forumegypt.net/
 
زهير فوق شجرة المشمش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بائعة المشمش
» شجرة تطرح ثمار على شكل فتيات
» شجرة شم النسيم ب10 الاف بيضة
» شجرة سبحان الخلاق
» الغرقد شجرة اليهود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المـــنــتـــدى الـــعـــــــام :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: