الكثيرون لايعرفون ان ساحلنا
الشمالي الطويل(450 ك. م) والذي يمتد من الاسكندرية شرقا حتي السلوم
غربا يتميز بمنابت للإسفنج الطبيعي ذات شهرة عالمية اكتسبها في الماضي
وخاصة في مناطق مرسي مطروح وسيدي براني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكان الاسفنج البحري ماركة مطروح له سوق رائجة في جميع الدول المتقدمة
وينافس بقوة الاسفنج اللبناني والسوري في الخمسينيات حتي سبعينيات القرن
الماضي!
وقد اكتشف بعض الايطاليين واليونانيين منابته في قاع البحر بمطروح فكانوا
يفدون علي شواطئنا بالمراكب المخصصة لصيده ويجمعونه ويعودون به إلي بلادهم
حيث يقومون بتصديره للأسواق العالمية بعد تصنيعه وكانوا يحصلون علي هذه
الثروة الهائلة مقابل منح15% مما يتم استخراجه من الاسفنج للحكومة المصرية.
يقول رحيل شويقي من كبار هواة الصيد بمطروح الذي عاصر عمليات استخراج
الاسفنج منذ40 عاما ان من اشهر أنواع اسفنج مطروح اسفنج التركي كاب والهاني
كوم والزاموخا وكان هناك إقبال في الأسواق العالمية وكان اليونانيون
حريصين علي استخراج تلك الانواع وتجفيفها علي حبال في الشمس ثم يقومون
بعمليات تنظيف وقد قامت المؤسسة المتحدة المائية بدراسات آنذاك واستحضرت
خبراء من لبنان ويوجوسلافيا ومراكب اسكفندر لتدريب المصريين علي الغوص
لاستخراج الاسفنج من منابته واستخدام اجهزة التنفس الذاتي تحت الماء والتي
كانت تمكن الغواص من الغوص لعمق04 مترا والتنقل بحرية فلايكون تحت رحمة
الشخص الذي يمده بالهواء من سطح المركب!
وأكد ان خبراء الاسفنج اليونانيين حددوا في خريطة مواقع الاسفنج والأنواع
التي توجد في مناطق الساحل الشمالي حيث تبين أن نوع التركي كاب يمثل52% من
منابت الساحل الشمالي والهاني كوم يمثل60% والزاموخا15% وتستخدم حاليا
الأنواع الجيدة من الإسفنج الطبيعي في تبطين سفن الفضاء والسيارات الفاخرة
والأثاث الفاخر والأنواع الرديئة تستخدم في الاستحمام والأغراض المنزلية.
كما تجري الأبحاث العلمية للاستفادة من الاسفنج لانتاج مضادات حيوية قوية
لمقاومة البكتريا والفطريات حيث تفرز بعض انواع الاسفنج البحري مضادات
حيوية لتحمي نفسها من الجراثيم والفيروسات وتمت الاستفادة منها في تصنيع
مضاد لأمراض اللوكيميا والهربس.
وقد أكدت الدراسات علي الاسفنج البحري في الساحل الشمالي الغربي أنه لكي
تصبح صناعة الاسفنج الطبيعي بعد استخراجه صناعة مصرية لابد من إجراء مسح
لمنابت الإسفنج في هذه المنطقة لتقر الجهات الحكومية المسئولة بدقة
التراخيص التي تسمح باستخراج الاسفنج في اعماق البحر ومراقبة اصحاب تلك
التراخيص في اثناء قيامهم بعملهم للاطمئنان علي عدم استخراج الاحجام
الصغيرة والتي لها اثر سيئ في انتاج المنابت بالاضافة الي اكتشاف منابت
جديدة والحرص علي استعمال أحدث آلات الغوص وأحدث الطرق المستعملة في
الاستخراج من مزارعه وإنشاء مدرسة لتعليم الغوص واستخراج الاسفنج والحصول
علي الجيد منه لتوفير فرص عمل جديدة لابناء المحافظة.